زيارة وزير الخارجية الإرتري لمصر الثورة .. بين قوسين
مصر ثورة يوليو 1952م استقبلت طلائع الآباء المؤسسون لنضال الشعب الاريتري إبان مرحلة تقرير المصير، الشيخ إدريس محمد آدم والشيخ ابراهيم سلطان ، وكانت الحاضنة والداعمة للثورة الإرترية .
وبعد الإستقلال وإعلان إريتريا دولة عضوا في الأمم المتحدة في 24 مايو 1993م ، استقبلت مصر في العهد السابق 17 مرة الرئيس الإرتري أفورقي بمعدل مرة سنويا منذ التحرير الإريتري، وكان الرئيس الاريتري آخر رئيس يراه مبارك قبل سقوطه، وكما لم يستفيد الشعب المصري ولو لمرة واحدة من هذه الزيارات المتكررة، لم يستفيد الشعب الإريتري أيضا .
مصر بعد ثورة يوليو بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر كانت قبلة الأحرار ومنبع الحرية للشعوب المضطهدة وهذا ليس دفاعا عن الثورة الناصرية ولكن الحق يقال هذه الثورة أبرزت مكانة مصر بين دول العالم، من دولة يحكمها نظام ملكي فاسد إلى دولة تحكم بإسم الشعب من أبناء الشعب، وانجازاتها العظيمة تأميم قناة السويس وبناء السد العالي كما خاضت مصر حرب أكتوبر التحريرية وبعد كل هذه الانكسارات والانتصارات التي حققتها ثورة يوليو إلا أنها شاخت في كل ما قدمته خلال العشرون عاما الماضية وكان لزاما بمولود جديد من رحم هذه الثورة ، وهذا ما قام به الورثة الحقيقيون أبناء الشعب المصري ثورة 25 يناير .
فإذا كانت الأولى ثورة الضباط الأحرار مدعومة من الشعب الحر، كانت الثانية ثورة الشباب الأحرار مدعومة من الجيش الحر ، وهنا كانت العظمة، إتحاد شباب مصر وعقول مصر وشيوخ مصر وضباط مصر في وقفة واحدة من أجل مصر الكنانة، فكل العالم الحر وغير الحر والعالم المتحضر وغير المتحضر تركزت أنظاره على ميدان التحرير يوم ميلادها الأول 25 يناير، ثورة شعب مصر سواعدا وعقول وشيوخ وشباب في مشهد عناق الأحرار .
والآن تعيش مصر مرحلة العبور من ضفة النظام السلطوي الواحد إلى نظام مؤسساتي يؤمن الحريات العامة، ومنها حرية الإعلام، إستقلالية القضاء ، استقلالية الأجهزة الأمنية والدفاعية والشرطية .. إلخ .
أكان ذلك في نظاما رئاسيا أو نظام برلمانيا وأنا شخصيا لي قناعة بأن مصر ستعبر بنجاح هذه التجربة وتكون نموذج لدول العالم الثالث ، الذي يعلق على مصر آمالا كبيرة كبوابة ومنبع للحريات وهذا ليس دفاعا عن مصر وشعبها انما هي حقيقة، فيجب أن توضع النقاط على الحروف ونقول معا عبرنا بسلام .
وكما استقبلت ثورة يوليو الآباء المؤسسون لنضال الشعب الإريتري استقبلت مصر ثورة 25 يناير وفود الحراك الإريتري المعارض لنظام الدكتاتوري القمعي ، وكما كانت مصر الناصرية شاهدة على ميلاد جبهة التحرير الإريترية رائدة النضال الإرتري ، كانت مصر ثورة 25 يناير شاهدة على ميلاد حركة شباب 24 مايو الإريترية.
وفي ظل هذا الحراك الثوري المتعانق بين الشعبين المصري والإريتري جاءت زيارة وزير الخارجية الإريتري حاملا رسالة خطية من الرئيس اسياس أفورقي إلى رئيس المجلس العسكري المشير محمد حسين طنطاوي .
وهنا تسائل الناس جميعا حول فحوى تلك الرسالة ، ومنهم من تكهن أنها تحوي واحدة من أربع .
الأولى منها تتعلق بموضوع قوارب الصيد المصرية المحتجزة على الشواطئ الإريترية وهذا مستبعدا ، ومنهم من ربطها بموضوع اللاجئين الإريتريين المحتجزين في صحراء سيناء والذين يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب والقهر وسلب الكرامة وحتى القتل من قبل مافيا تجار البشر وأيضا الارجاع قسرا دون مراعاة حقوقهم كبشر، وهناك من ربط هذه الرسالة بدعم دور مصر في المحافل الإفريقية ( ملف مياه النيل ) ، وهنا فاقد الشئ لا يعطيه، ومنهم من ربط هذه الرسالة بالحرب الحدودية بين إريتريا وأثيوبيا ، علما أن أثيوبيا وجهت ضربات عسكرية بمواقع داخل الأراضي الإريترية بالتزامن مع تسليم الرسالة .
ولكن الكل أجمع بأنها ترتكز على منع الحراك الوطني الإريتري المطالب بالحرية من التحرك بحرية في مصر الثورة .
وكل هذه الأسئلة تنتظر الإجابة …. ؟
ومن هنا نحن نطالب مصر الثورة للمساعدة في حل قضية اللاجئين الإرتريين في صحراء سيناء وذلك بفتح ملاذات آمنة لحماية حقوقهم كبشر من تجار مافيا البشر وأيضا من الترحيل القسري إلى إرتريا التي خرجو منها هربا من وحشية النظام القمعي ، كما ندعوا بفتح المجال للحراك الوطني الإرتري المعارض للتحرك بحرية في مصر الثورة .
الصحفي
محمد نور وسوك
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=21793
أحدث النعليقات