ستظل ذكرى معركة تقوربا المجيدة خالدة في قلوب أحرار إرتريا للأبد !!
في مثل هذا اليوم،الخامس عشر من مارس 1964، وقبل 53 عاما وقعت معركة تقوربا المجيدة بين أبطال جيش التحرير الإرتري وقوات الاحتلال الإثيوبي في منطقة “تقوربا” في غرب بركة.
جرت في “تقوربا” مواجهة حامية الوطيس بين القوات النظامية للاحتلال الإثيوبي المدججة بأحدث الأسلحة، وثلاثة فصائل من جيش التحرير الإرتري بقيادة الشهيد المناضل/ محمد علي إدريس أبو رجيلة. وعلى الرغم من الفارق الكبير في العدد والعدة بين الجانبين، إلا أن إيمان مقاتلي ثورتنا الأبطال بعدالة قضيتهم واستعدادهم للتضحية والصمود في سبيل شعبهم ووطنهم المسلوب، مكنهم من إلحاق هزيمة نكراء بقوات العدو. وليس من المبالغة في شيء أن نقول بأن معركة تقوربا الخالدة تعتبر،بكل المقاييس، معركة تاريخية تحطم فيها جبروت قوات العدو وغطرسته أمام صخرة الصمود والتحدي لجيش التحرير الإرتري البطل، وولت قوات العدو الأدبار تجر خلفها الهزيمة والعار بعد أن قتل منها 84 ضابطًا وجنديًّا، وجرح عدد كبير منهم. واستشهد في المعركة 18 مناضلاً بعد أن لقنوا قوات العدو درسًا لن ينسى في البطولة والفداء.
تركت معركة “تقوربا” آثارًا إيجابية على النضال الوطني الإرتري وكان صداها كبيرًا على معنويات شعبنا المناضل. وتأكد للعدو أن جيش التحرير ليس نفرًا قليلاً يمكن اقتلاعه بمجرد خوض عملية عسكرية سريعة، بل هو جيشٌ أقوى وأصلب عودًا مما كان يتوقعه الاحتلال، بالإضافة إلى أنه جيش يحمل أهدافًا وطنية سامية، وشعبه ملتف حوله. وبفضل هذه المعركة المجيدة انتشرت أخبار الثورة، وتردد صداها في جميع أرجاء إرتريا، بعد أن كان محصورًا في مناطق محددة قبلها، الأمر الذي أدى إلى ازدياد مساهمة الجماهير في النضال.
لا شك أن تاريخ الثورة الإرترية مليء ببطولات وانتصارات مماثلة لانتصار “تقوربا”. ولهذا لا يمكن عزل معركة تقوربا عن مثيلاتها، إلا أن إحياء ذكراها يأتي لكونها أول معركة تجري بين الثوار وأقوى جيش في أفريقيا آنذاك.
وعلى الرغم من أن النضالات المتواصلة للثورة الإرترية بجميع فصائلها قد حققت نصرًا مبينا باقتلاع الاحتلال الإثيوبي من التراب الوطني الإرتري، وإعلان إرتريا دولة مستقلة ذات سيادة، إلا أن الصراعات التي شهدتها فصائل الثورة الإرترية والانشقاقات التي نجمت عنه، أضعف المعسكر الوطني. الأمر الذي مكَّن القيادة المغامرة للجبهة الشعبية لتحرير إرتريا من أن تتحكم في مصير إرتريا وشعبها، والاستيلاء منفردة على السلطة في إرتريا بعد التحرير، وإقامة نظام ديكتاتوري أحال البلاد إلى جحيم، ومزق النسيج الوطني الإرتري، وعرّض مستقبل إرتريا وسيادتها الوطنية لخطر فادح.
وثمة هجوم شرس في هذه الفترة، من بعض العناصر التخريبية، على التاريخ النضالي لشعبنا بقيادة جبهة التحرير الإرترية، وذلك في سياق محاولة إحياء مشروع حزب “أندنت” العميل لإثيوبيا من خلال دق الإسفين بين مكونات مجتمعنا الإرتري وبث الفرقة في صفوفه. بيد أننا واثقون بأن شعبنا الذي قدم أرتالاً من الشهداء الميامين من أجل تحرير ترابه الوطني، كفيلٌ بالتصدي لهذه الشرذمة الضالة التي تحاول النيل بكل الوسائل من مشروعية نضال الشعب الإرتري وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. وما نتابعه من ردودٍ قوية من بعض الشباب الوطني الغيور على مثل هذه الترهات تأكيد على أن الشعب الإرتري سيتصدى لهؤلاء الشرذمة.
في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة التي تمر بها إرتريا وشعبها، واستمرار النظام الديكتاتوري القائم في التنكر لتلك الدماء الزكية التي سالت في تقوربا وغيرها من بقاع إرتريا، وبناء نظام سياسي لا يمت بصلة لأهداف ثورتنا المجيدة، لابد لكافة قوى التغيير الديمقراطي وخاصة أبناء تجربة جبهة التحرير الإرترية، الموزعين في عدد من الفصائل الوطنية، أن يقوموا بوقفة مع الذات، ويراجعوا مسيرة سنوات الانشقاقات التي لم يجن منها شعبنا سوى المآسي والإحباط، ويضاعفوا نضالاتهم لإنقاذ الشعب والوطن، وفاءً لأرواح شهداء تقوربا وكل شهداء معركة التحرير الطويلة، للوصول إلى بناء وطن ينعم بالحرية والعدالة والمساواة التي سقط شهداؤنا من أجلها.
تحية لشهداء تقوربا وأبطالها الميامين !!
عاشت إرتريا حرة وديمقراطية !!
السقوط لنظام الجبهة الشعبية الديكتاتوري !!
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار !!
“إنقاذ الشعب والوطن فوق كل شيء ” !!
الهيئة التنفيذية
لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية
15 مارس 2017
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=41291
أحدث النعليقات