سجينٌ في الوطن
بقلم / ود سعيداي
رأيتُ
وما رأى غيري
شيئاً مما رأيتُ
رأيتُ
صرعى وثكالى
و عذارى .. قتلى
خلف الأبواب
فأرتعشتُ
ورأيتُ مرآتي تعكس ألواناً
تحملني بعيداً لدنيا
الخوف والضياع
فصَمَتُ
وإذا بحبال الشوك
وتيارات الكهرباء
اكتشفتُ
وهي تدور حول رياحين
لم تبلغ سن الرشد
وجبينها يردد
أنا جبين حرٍّ للذل
أبيتُ
وكلما حاولت أنسى
رأيتُ الذكرى
تنتشل الفؤاد ..
أنت سجينٌ في الوطن
ستظل وحيداً
وستموت وحيداً
فصرختُ
وعدتُ أُلملم أشلائي
وما اخشوشب من جسدٍ
تهالكت خلاياه
فوقفتُ
فإذا بالعين تذرف دمعاً
يرسم في وجهي لوحةً أبيّة
فيمّمتُ
وقبل غروب الشمس
مشيتُ
فأقبلتُ
ثم
أدبرتُ
ولم أدرِ
ان كنت أدبرتُ أم أقبلتُ
ولكنني
مشيتُ
ومشيتُ
وعندما ظننتُ
أنني وصلتُ
خشيتُ
خشيتُ من لون الناس
وشكلُ الأرض
من هول ما رأيتُ
فما أسوأ أن تأكل خبزاً
والجمع الآخر معدوم
يرى ما لا ترى
فأنا رأيتُ وما رأى غيري
شيئاً مما رأيتُ
ابريل / 2006
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7877
أحدث النعليقات