سلطات القمع في اسمرا تفرج عن بعض المعتقلين.
تناقلت الانباء من الوطن الجريح ان السلطات القمعية افرجت عن المعتقلين من المواطنين الذين شاركوا في تشيع الشيخ الوقور الشهيد موسى محمد نور رئيس مجلس امناء مدرسة الضياء الاسلامية في اسمرا والذي توفاه الله في داخل معتقلات العصابة اثر اعتراضه على تدخل السلطات في شئون المدرسة الاهلية التي يديرها ويرأس مجلس امنائها ، ويذكر ان مظاهرات عارمة كانت قد عمت شوارع العاصمة اسمرا بعد امر السلطات بالغاء الحجاب للطالبات في المدرسة وتغيير بعض مواد المنهج الدراسي الذي كان يدرس منذ تأسيس المدرسة والتي بنيت بالجهد الاهلي في زمن الاحتلال الاثيوبي في اواخر الستينيات من القرن الماضي وظلت تقدم خدماتها للمواطنين في حقبتى الامبراطور هيلى سلاسى ومنقستو وهما كما معلوم للجميع من كان يحكم اثيوبيا في تلك الفترة وارتريا كانت ترزح تحت الاحتلال ولكن لم تتعرض سلطات الاحتلال وتتدخل في شئون المدرسة وغيرها من المدارس والمعاهد الاهلية الى ان جاء التحرير وقيام السلطة الحالية والتي كشرت عن انيابها في ظاهرة تنم عن الحقد والكراهية فكانت حملات الاعتقالات مع بواكير التحرير وحتى قبل اعلان الاستقلال واغلاق بعض المعاهد واقتياد معلميها الى غياهب المعتقلات، ولم يسلم من هذه الحملة التي طالت معظم اقاليم البلاد كل رجال الدين من المسلمين وبعض الطوائف من المسيحين الى ان وصل الحال مؤخرا الى الجميع بلا استثناء.
وبالعودة الى الخبر فان الذين تم الافراج عنهم قضوا في المعتقلات المظلمة ٥ اعوام كاملة اى منذ العام ٢٠١٨ دون توجيه اى تهمة لهم ليبلغوا ان الإفراج عنهم يحتاج الى ضمان مالي قدره ١٥٠ الف نقفة لكل فرد وهو امر تعجيزي خاصة في هذه الظروف وقد كان هذا الشرط للإفراج عنهم. وقد شمل الإفراج ايضا بعضا من الديانة المسيحية من الطائفة الانجيلية حسب الخبر. نحتفل مع أسر المفرج عنهم جميعا وندعو ان يفرج الله كربة الآلاف من أبناء شعبنا الذين يقبعون في زنازين العصابة منذ ما يقارب العقدين ونيف من الزمان.
الشيخ الشهيد موسى محمد نور من عائلة مناضلة معروفة في ارتريا فقد كان عضوا في حركة تحرير ثم جبهة التحرير ويذكر التاريخ ان الشهيد موسى محمد نور هو من استضاف في منزله الشهيد سعيد حسين ورفيقه اللذان نفذا عملية مطار اسمرا الفدائية وإحراق طائرتين في العام ١٩٦٣م والتي على إثرها تم اعتقال الشهيد سعيد حسين واخرين. تعرض الشيخ موسى للاعتقال من قبل سلطات الاحتلال عدة مرات بحجة تعاونه مع الثوار . اما شقيقه الشهيد طه محمد نور فهو احد مؤسسي جبهة التحرير الارترية في القاهرة في العام ١٩٦٠م وشغل عضوا في مجلسها الاعلى وظل على عهده متقلدا مواقع قيادية عدة في الثورة الى يوم التحرير، واختار الانتقال والعيش في وطنه الذي أحبه ولكن العصابة لم يرق لها رؤيته وألقت به في غياهب السجون لتنتقل روحه الى بارئها حبيسا، واما شقيه الاخر محمود محمد نور كان مناضلا ايضا وقد شغل منصب رئيس مكتب الجبهة بالعاصمة السعودية الرياض.
رحمهم الله جميعا وجعل كل ماقدموه لشعبهم ووطنهم في ميزان حسناتهم كما ونجدد التهاني الى المفرج عنهم وأسرهم.
علي محمد صالح شوم
16/11/2023
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46968
العم سليمان محمدنور رئيس مكتب الجبهة بالرياض. مجرد تصحيح للإسم