سيادة قيم التعصب

كتبه/محمد حسان

العصبية في عالم اليوم أصبحت أثرا بعد عين ،ولكنها عندنا ماذالت تمشي علي ساقين ، فبالرغم مما نحمله من أفكار وثقافة إلا أن الجاهلي القابع بدواخلنا مستعدُ ُ ليطل برأسه عند أول إستفزاز .

والعصبية من العصبة ، وهي الجماعة من الناس والطير والحيوان ، ومن معانيها  التمادي والمغالاة والإنحياز والميل المفرط للإنتصار للجماعة البشرية التي ننتمي إليها.

والمتعصب لايؤمن بقيمة الحوار ولا يعرف التنازل اله سبيل حتي لو ثبت بالدليل القاطع بطلان ما يتعصب له (أَبُوتْشِي صَعْنَتَّا يَحَدِّرَّا) .

والتعصب يسبب العمي ،فلا عين  تري ولا عقل يعقل ،وهو (المتعصب) جاهل (والجاهل عدو نفسه) لأن التعصب يؤدي إلا عدم الوعي بالمصالح والحقوق، ومن لا يعي حقه لا يمكنه الدفاع عنه .

في نوفمبر   1971م تحسنت ظروف أصحاب البيان العنصري (نحنان علامان) ليطرحوأ بيانهم التاريخي (قد لا تكون عصبيتهم واضحة في ذالك الوقت ،إقترح عليك قراءته الآن). ليخوض شعب أرتريا حرباً كان هو الناقة والجمل فيها ، خاطاَ َ بدمائه وآلامه ومآسيه وبؤسه مصالح فئة ضئيلة من الناس  ، ضيقة ، منفصلة بمصالحها وأهدافها الحقيقية عن المجتمع ، متآمرة مع القوي الأجنبية الإستعمارية ليبدو إستقلال أرتريا وكأنه هبة من الولايات المتحدة (وان تحكم الجبهة الشعبية لتحرير أرتريا هذا البلد) .!

إن حرية وديمقراطية الحزب السري ،إذا كانت ممكنة في غياب الأحرار والديمقراطيين فإن المواطنه ممكنة في غياب المواطنين الذين ملئوا منافي العالم.

فحيث ينتشر الجوع والفقر والخوف والعبوديةوالتفرقة ويزدهر الإستبداد وتغتصب الحقوق :يتلاشي المواطن والمواطنة.

وحتي لايتلاشي الوطن المتناهي الصغر(بجميع اشكاله) ما لذي يمكن فعله؟

المعارضة التي تسير علي رمال متحركة لا تعي أهمية الزمن ، ولا خطورة التوقف علي شجرة القبائل والأنساب ، فروعا وإصولاً ، فبدلا من صناعة المواطن الفرد والعمل علي خرطه في النضال من أجل حقوقه الإنسانية والديمقراطية، تراوح مكانها في مستنقع العصبية التي أذاقتنا الأمرين ملبسةً إياها لبوس مختلفة.هذا الوضع لايمكن تفسيره أو فهمه إلا علي أنه الثقافة التي بفضلها تتحقق مصالح فئوية أيضاَ.!

إن الغاية من ثورة التغيير هي أو يجب أن تكون من أجل وطن حر ، ديمقراطي ، منفتح .ثورة ، نتيجة غياب الدولة الحقيقية (الدولة بمفهومها الأروبي).

هناك وثيقة ملقاة علي قارعة الطريق تنشد إقامة هذه الدولة فما الذي يمنع جبهة عريضة من تبنيها؟

هل هي العصبية الدينية؟ الخوف من التقارب مع الآخر المختلف عنا دينياََ َ المخالف لنا فيما نتعصب له؟ .

إن أصحاب المقصات، أصحاب مشروع بيفين ، أحفاد سايكس بيكو، المتسربلون بالديمقراطية ، لن ولم يسمحوا يوما لشعب من شعوب العالم الثالث أن يمارس حقه في الديمقراطية ،ان ينمي مواطنة حقيقية، أو يأخدذ فرصته في الرفاه لأن ذالك يتنافي مع مشروع الإستعمار في التواطؤ مع الديكتاتوريات من أجل استغلال الشعوب ،هذه أيضا حقيقة لا تغيب عن المتعصبون لأفكارهم( ليست من صنعهم علي أية حال) ولكن تراودهم أحلام الهيمنة لن تتحقق لأي طرف ما دامت المنافسة موجودة .

إلي قادتنا جميعا هذه الحكاية ــ الأسطورة:ـ

يقال أن الملك بوليب إلتقط أوديب (طفلا وجده في سلة علي قارعة الطريق) وشب الطفل وذات يوم وجد هذا الشاب اميرًا راحلاً فقاتله وهزمه ، ثم فيما بعد تزوج بإمرأته ،وعندما صار أوديب ملكا نزل وباءًا أهلك أهل مملكته ، وكان أوديب قد تيقن أن التي يضاجعها هي أمه والذي قتله هو أباه ،فأدرك أنه سبب بلاء أهل مملكته ففقأ عينيه ورحل هائماَ علي وجهه .

لست أطالب أحدا أن يفقأ عينيه ، ولكن آن الوقت ليفكر كل واحدِِ ِ ما أفرادًا كنا أو جماعات بما يمكن أن يجلبه التعصب من نتائج وخيمة أو ما يكرسه من واقع مؤلم .

وقبل أن تتعصب تذكر دائماَ َ:ـ

ـ  بالبحث الدقيق يتبين أن رسالة الأديان جميعا واحدة (الأخاء ..المساواة..الرحمة ..العدالة).

ـ أن لا أحد يختار عشيرته

ـ فكرك الذي تحمله وتتعصب له ليس من صنعك.

والأهم تذكر أن القيمة الوحيدة التي تستحق أن تتعصب لها هي الديمقراطية التي تصون حقوقك وحقوق الآخرين .

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9883

نشرت بواسطة في ديسمبر 3 2010 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010