سياسة الحيص بيص
بقلم/ روماي خليفة
أفريقيا من اقدم قارات العالم , أعتبرها داروين مؤسس نظرية النشو والتطور أنها مهد الإنسان الأول , ولها حضارة باهرة مند فجر التاريخ لكنها تخلفت بسبب الحكم الاستعماري الطويل , الذي بدأ عن طريق المستكشفين الاوروبيين والتجار والبعثات التبشيرية مند القرن الخامس عشر , حيث ابحرت السفن البرتغالية الى الساحل الغربي الافريقي ,حيث أسسوا قلاع محصنة على الساحل الغربي الأفريقي مارسوا خلالها تجارة مربحة في الذهب والعاج والعبيد وشاركهم في تجارة العبيد التي شهدت رواجا وازدهارا تجار هولنديون وبريطانيون وفرنسيون .
الاستعماركان تعني لهم في اللغة الغرب الاعمار لوجود خراب أو فراغ أو تاخر في منطقة من العالم فيجد المستعمر من هذه الحجج الذريعة للقدوم الى هذه المنطقة وإحتلالها بدعوى أعمارها . بضبط كما يفعل اليوم في مساءلة حقوق الإنسان. والمحصلة العامة بين الأمس واليوم هي نفسها تعني أستعباد الشعوب واستغلال مقدراتهم .
وافريقيا رغم مواردها الاقتصادية الهائلة المتمثلة في البترول والذهب والماس والكوبالت والبلاتينيوم والزراعة والسياحة الا أننا نراها من الدول الفقيرة الضعيفة التي لا تحتل مكانة لها في الاقتصاد العالمي . نتيجة الاستعمار الذي أستنزف مواردها ووجهها لخدمة أقتصاده.
لقد ازداد أهتمام الاوروبين بالقرن الأفريقي بعد حفر قناة السويس التي قصرت الطريق الى الهند وربطت البحر المتوسط بالبحر الاحمر .و خضعت المنطقة بالكامل تحت سيطرتهم الاستعمارية بعد أن أحكمت سيطرتها على اسياس أفورقي الذي كان ينظر اليه عميل تاريخي باعتباره أحد أدوات هذه القوى القديمة في تحقيق اهدافها .و كان أكثر قبولا لتوجهاتهم خصوصاً تلك التي فيها زعزعت أمن المنطقة… واليوم بدوا يتأمرون عليه وقرروا أسقاطه ليحل محله عملاء جدد لذلك عقدوا اتفاقيات مع من يسمون أنفسهم بالإصلاحيين. ولتأمين المناخ الملائم لهم لاصلاح اقتصاديات ارتريا وضعت لهم أوروبا خطط طموحة لمحاربة الفقر والامراض كالايدز والملاريا التي تحصد ارواح الفقراء في ارتريا. والترتيبات الجديدة التي تتدخل بوجبها أوروبا تقول انه من اجل تعميق الشراكة بين الدول الأروبية وأمريكا وارتريا” لأن الذين يحكمون ارتريا عسكريون , وهم لا يعرفون حتى العلوم العسكرية وقد فشلوا في ادارة علاقاتهم الدولية, وقياداتهم أصبحت عالمياً هزيلة جداً نتيجة تصرفاتهم العشوائية والتي هي أبعد ما يكون عن السياسة وعن الاقتصاد. بل جعلت ارتريا نهبا للمؤسساتهم المالية ,خصوصاً بعد أن قمع اسياس كل ما هو خصوصي وداس على كل شيء , ونتهك أدمية الأنسان , وقتل وولد فقرا وتشردا في البلاد.
لقد مرت ارتريا بمراحل عدم الأستقرار بسبب حكامها البلطجيون إذ لا يكاد يخلو جيرانها من صراع أو حرب رغم معرفتهم بأن ارتريا تحتاج الى فترة راحة طويلة من الحرب. الا أن تصرفات رئيسها كان له الأثر العميق على كافة الانشطة في المنطقة . ومن نتائجها أنهيار دولة الصومال وظهور نزاعات مسلحة في المنطقة, ونشوء القرصنة في البحرالأحمر, وبروز ظاهرة اللاجئيين من جديد.إلى جانب مساهمتها بقدر كبير في تعميق مشكلات الشعب الإرتري الدخلية باتباعها سياسات اقتصادية تمييزية بإرضاء جماعات على حساب جماعات أخرى بما يعني غياب العدالة في توزيع الفرص والخدمات والمناصب السياسية والمراكز الادارية . لهذا يعتقد فإن دولة مثل هذه لا تستطع تحقيق التنمية بل ربما تكرس الفساد والاستبداد السياسي على المدى الطويل . وهكذا اصبحت أوروبا طرفا في شؤون الإرترية لتوجيه الاقتصاد والانتقاص من سيادة الدول الوطنية وذلك من أجل تعاظم الارباح والمصالح الأوروبية في المنطقة .
أما نحن الإرتريون معدوم لدينا الحكم الجيد لأننا نرى الصراع حول السلطة هو مدخل على الثروة لهذا نعمل في شخصنة أوضاعنا السياسية واختزالها في الفرد الحاكم الدي يستأثر بكل شيئ في البلاد. وبصمة الخارج أيضاً واضحة في تأجيج خلافاتنا فهم فاعلون أساسيون وسطنا يبحثون من يخدم مصالحهم وهم يدافعون عن مصالحهم أكثر مما يدافعون عن حقوق الإنسان حتى أصبح مصير ارتريا في يد شركات متعددة الجنسيات ومنظمات مشبوها تمون المؤتمرات وتشكل حاجزاً بين وحدة الإرتريين لهذا نقول هذه المهدادات وراءها يوجد دوافع قوية ذات طابع إقتصادي واستراتيجي تجمع الإنتهازيين والمستعمرون الجدد وعلينا العمل لتحرير بلادنا من كل الهيمنة.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=678
أحدث النعليقات