شبابنا الأرترى بمعسكر الشجراب والظلم المزدوج .. دعوة للتحرك؟؟

قوات مكافحة التهريب بولاية كسلا تنقل الرهائن الارتريين بعد تحريرهم .   farajat

قوات مكافحة التهريب بولاية كسلا تنقل الرهائن الارتريين بعد تحريرهم . farajat

إن الشباب هم عماد الأوطان وبُناتها وأساس التطور والتنمية والإنتاج فيها ! وأى رؤية للنُهوض بالأوطان تعتمد على سواعد شبابها ولهذا تُوضع الخُطط العلمية لتعليمهم تعليماً جيداً وثقل مهاراتهم فى مختلف شؤون الحياة حتى يكونوا مؤهلين لمواكبة التجديد ! والنظام القائم فى أرتريا وبدلاً من الإهتمام بهذه الشريحة المهمة فتح لهم أبواب معسكرات الخدمة الوطنية التى لا تنتهى، فهنالك شباب أمضو عشرون عاماً وهم مازالوا مقيدين بالجيش إجباراً عكس رغباتهم ويُمنع منعاً باتاً ترك العمل بالجيش بحجة أن البلاد تعيش حالة اللا حرب واللاسلم مع دولة أثيوبيا وليت الدولة تُقدم لهم وضعاً معيشياً جيداً ومرتبات محترمة عوضاً عن ذلك لكن قد تقتلك الغرابة عزيزى القارى إذا عرفت بأن مرتب الجندى هى فقط (700) نقفة بالعملة الأرترية والتى تُعادل ( 14) دولاراً فقط فى الشهر لا تكفى للتدخين دعك من دعم أسرهم التى تعيش حالة الكفاف ، والأكثر غرابة من ذلك فإن الدولة تُسخر الجيش فى أعمال البناء والزراعة وبناء الطرق دون أية مُستحقات على الخدمات الإضافية التى يقدمها الجندى خارج مهامه…؟

والأكثر فضاحة يتم ترحيل الطلاب لإمتحانات الثانوية العامة إلى معسكر تجنيد ( ساوا) وذلك حتى لايتمكن من لم يُحالفه الحظ فى إحراز نسبة النجاح التى تؤهله لمواصلة الدراسة بالبقاء فى المعسكر ويبدأ الخدمة الوطنية التى لا نهاية لها ،فضلاً عن أن الجامعة الوحيدة فى أرتريا تم إغلاقها من السلطات! وتشمل الخدمة الوطنية بحالتها تلك الذكور والإناث مما جعل المواطنون يزوجون بناتهم مُبكراً خوفاً من الخدمة الوطنية المختلطة والتجنيد الإجبارى الذى لاحد له ، مماقد يُشكل هذا الوضع إختلالاً فى التعليم لدى المرأة وبالتالى على الجيل تلقائياً !

ونحن هنا لا نتكلم عن الإستعباد المُطلق فى التعامل مع المجندين والجيش من قبل جنرالاتهم الذين يُهيمنون على البلاد ويعتقلون حتى مُحافظى الأقاليم ومُشرفيها ويضعونهم فى معتقلات الجيش الخاصة فمابالك بالجندى الذى تحت إمرتهم والمواطن المغلوب.!!

ثم تأتى العوامل الإقتصادية الصعبة التى يعيشها أهالى المجندين وكل الشعب لتُشكل عامل ضغط ٍأخر تفرض على الشباب الهروب للفرار بأرواحهم وترك حياة الذُل والإستعباد بحثاً عن الحرية والحياة وفى سبيل ذلك يخوضون رحلة الموت لدخول السودان أو أثيوبيا مواجهين الرصاص الحى من حرس الحدود الأرترى الذين يقتلون الهاربين إلى خارج الحدود تنفيذاً للتعليمات الصادرة من النظام بقتل كل هارب !!!

ومن إجتياز نقاط العبور تبدأ حياة اللجوء  إلى كل من أثيوبيا والسودان واليمن وفى هذا االمقال المتواضع أتناول معسكر الشجراب الكائن بالأراضى السودانية والذى يقع على بضع كيلومترات من أرتريا ولحساسية المعسكر سيكون موضع تناولى فضلاً عن جسامة وفظاعة الأحداث التى وقعت فيه وأخرها التى وقعت بتاريخ 18/12/ 2014 وغرق 18 شاباً  وإختطاف 4 من الناجين من قبل المهربين وطلب فدية عليهم لتحريرهم !

يقع هذا المعسكر المشؤوم فى شرق السودان بالقرب من مدينة خشم القربة وعلى بُعد أقل من ( 60) كلم2 من الحدود الأرترية فى منطقةٍ مكشوفة وأرض ٍلاتُصلح للسكن والعيش وليست فيها خدمات ولا تسوق وتقع على مقربة منه قبائل الرشايدة التى إشتهرت بالإتجار بالبشر وخطف الهاربين وطلب فدية عليهم بالتعاون مع أخرين من فاقدى الضمير وضعيفى الأنفس.

ونسبة لأن المنطقة حدودية فهنالك عدة مخاطر على القاطنين لمعسكر الشجراب منها خطف النظام الحاكم بعضاً من المطلوبين من داخل المعسكر وسجلت حالات إغتيال لعدد من المعارضين داخله وحتى تجار البشر يخطفون ضحاياهم من داخل المعسكر أو إخراجهم خارج المعسكر بحجة إدخالهم الخرطوم للعمل بها أو تسفيرهم إلى ليبيا للهجرة إلى أوروبا ومن ثم يقعون فى فخ الإتجار بأعضائهم البشرية أو يدفعون فدية مقابل تحريرهم فى إبتزاز غريب ولايمكن مطلقاً أن تحدث هذه الإختراقات مالم يكن هنالك غضُ للطرف من أفراد فى الأجهزة الأمنية السودانية  .

ومع أن الحكومة السودانية لها موقف واضح ومجهوداٍ مُقدر ضد الإتجار بالبشر وتستضيف الكثير من المؤتمرات لمحاربة الإتجار بالبشر وخطت خطوات مقبولة لكنه من الصعوبة عليها أن تتحكم فى تصرفات أفرادها فى الأجهزة الأمنية بل ويتعامل بعضاً من منسوبيها بإهانة بالغة مع سُكان المعسكر بدلاً من التعاطف معهم  .

وبما أن قانون الأمم المتحدة ومواثيقها تكفل حقوق اللاجىء وتأتى تأمين سلامته وحقه فى العيش بكرامة ضمن الأولويات التى يجب مراعاتها إلا أن  ذلك غير موجود إطلاقاً  بمعسكر الشجراب فالخطف من أجهزة الإستخبارات الأرترية ومهربى البشر موجود داخل معسكر الشجراب وقد حدثت الكثير منها! عليه يُفترض على المعتمدية ومنظمة الأمم المتحدة المسؤولة عن رعاية شؤون اللاجئين بالسودان أن تقوم ب:

تسكين اللاجىء فى منطقة أمنة فالبحث عن الأمان والسلامة هو السبب الرئيس فى االلجوء.

توفير أبسط مقومات العيش ..

حماية اللاجىء من المُهددات والمخاطر التى تواجهه ..

العمل على توفيق أوضاعهم الحياتية بترحليهم لدولة ثالثة خاصة وأن الوضع فى أرتريا والسودان يزداد تأزماً كل يوم وليست هنالك مؤشرات فى الإستقرار .

ومن السلبيات القاتلة التى لم تراعى فيها المنظمة الأممية ولم تعرها أية إهتمام إقامة معسكر لشباب معظمهم عسكريين- هاربين من نظام قمعى مُتسلط على مرمى حجر من النظام الذى هربوا منه ما يتوجب عليهم ترحيل موقع المعسكر لمكانٍ بعيد من الحدود وأمن! وإن كانت هنالك ظروف فرضت هذا الأمر كان عليها مراعاة تأمين المعسكر من الإختراق ومتابعة الوضع الأمنى بالمعسكر بصورة لصيقة ! لكن وعلى النقيض من ذلك تركت سكان المعسكر يواجهون المخاطر الأمنية ومُهدادته بمفردهم بالمعسكر ! وعن الحادث الذى راح ضحيته (8) شاب غرقاً بنهر سيتيت والذى يقع بالقرب من المعسكر فالتفاصيل تقول بأنه تم جمع مجموعة من الشباب بتاريخ 21/12/2014  من قبل المهربين بغرض إدخالهم للخرطوم للإقامة والعمل بها وفى عرض النهر تبين أن المهربين ليسوا سوى تُجار أعضاء بشرية فحاول الشباب الهرب من على المركبة التى تقلهم من عرض النهر فراح نتيجة ذلك غرقاً (8) شاباً أرتريا ونجى (4) أشخاص منهم تم خطفهم من قبل العصابة وطلبوا عليهم فدية لتحريرهم،

وبتاريخ 18من نفس الشهر تم إختطاف (21) أرتريا من قبل عصابات الرشايدة المسلحة بعد إغرائهم بإيصالهم إلى الخرطوم، وفور إنتشار الخبر بمعسكر الشجراب هب بعض الشباب لنجدتهم ولكن دون جدوى وعلى إثره قاموا بإحتجاز شخصين من الرشايدة كرهائن داخل المعسكر حتى يتم الإفراج عن زملائهم المختطفين الأربعة ونتج عن ذلك تدخل السلطات الأمنية السودانية التى تمكنت من تحرير الرهائن الرشايدة من معسكر الشجراب ثم قامت بإفتعال الحرائق والتنكيل بسكان المخيم العُزل وترحيل عدد منهم إلى السجون وما ظال مصير البعض منهم مجهولاً وهنالك تخوف من إعادتهم قسراً للنظام الأرترى حيث سبق وأن سلمت الحكومة السودانية عدداً من الهاربين  وتجرى محاكمة بعضهم بمدينة كسلا السودانية  بتهمة إثارة الشغب والإخلال بالنظام دون مراعاة لوضعهم النفسى وظروفهم! فى عملٍ يتنافى وحقوق الإنسان فبدلاً من معالجة مشكلاتهم والعمل على حمايتهم من المخاطر التى تسببت فى إثارة الشغب تتم محاكمتهم بمدينة كسلا فى تغييبٍ واضح للعدالة والحقوق الإنسانية التى يُفترض أن تصان..! عليه فعلى الجاليات الأرترية و الجاليات الصديقة ومنظمات المجتمع المدنى والمنظمات الحقوقية  فى كل من أوروبا وأستراليا وأمريكا أن تتحرك وترفع شكوى للأمم المتحدة فى جنيف تتضمن وضع اللاجئين البائس فى السودان بصفة عامة ومعسكر الشجراب على وجه الخصوص والمطالبة بترحيلهم من الشجراب مؤقتاً لوضعهم الأمنى الخطير وظروفهم الحياتية الصعبة والبحث عن حلول لمشاكلهم .

وعليهم الإحتجاج كذلك  أمام السفارات السودانية لتتحرك على الأقل فى تغيير موقع المعسكر كخطوة أولى لتأمين حياتهم من الخطف والقتل من قبل النظام الأرترى وتُجار الأعضاء البشرية وتوفير معسكر  تتوفر فيه أبسط مقومات الحياة المعيشية والأمن وإبعادهم من حدود الدولة التى هربوا من قمع نظامها ..

وهكذا يعيش الشباب بالمعسكر فى ظلمٍ مزدوج من أطرافٍ متعددة بين خاطف ٍوقاتلٍ وغير مُكترث ونعول فقط على أصحاب الضمير ليتحركوا من أجل الإنسانية ليستمر نبض الحياة لهؤلاء ..

بقلم :محمد رمضان

Abuhusam55@yahoo.com

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=32666

نشرت بواسطة في يناير 4 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

1 تعليق لـ “شبابنا الأرترى بمعسكر الشجراب والظلم المزدوج .. دعوة للتحرك؟؟”

  1. ahmed

    مشكور الاخ ابوحسام لنقل وقايع وماساه اخواننا في معسكر الشجراب.نهيب بجميع الاخوه الاسلامين والعلمانين الاهتمام بماساه اخوانهم وتكوين لجان اغاثه وفرق عمل اغاثه.هولاء اخوننا وابناءنا .حقيقه اينا هي فرق العنايه والرعايه والاغاثه الارتريه لماذا لايتواصلون مع الجميع. ويقول ما عندهم …يقول الله سبحانه وتعالي..فلااقتحم العقبه.وماادراك ماالعقبه.فك رقبه.اواطعم في يوم ذي مسغبه.يتيما ذا مقربه.اومسكبنا ذامتربه… صدق الله العظيم .. اعتقد اخوننا هم ذي مسغبه ومتربه وفيهم ايتام ياويلنا من العقبه ان لم نبادر ونساعد كل عل حسب قدرته والاهم من ذللك اين الجمعيات الارتريه الاغاثيه قولوا متحتاجون وما عندكم وما فعلتم وتفعلون.

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010