شر البلية ما يضحك
قليلة هى الحوارات الصحفية التي يجريها طاغية اسمرا اسياس افورقي ، وقد كانت كل لقاءاته في وسائل الاعلام المحلية المملوكة لنظامة فيقول مايشاء مهرجا في كل مجالات المعرفة مدعيا المامه بكل شيئ فهو المحلل السياسي والخبير الاقتصادي وعالم الفلك الذي يفتي في احوال الطبيعة وهطول الامطار والجفاف والتصحر ويحدد معالم اتجاهات الرياح ، وهو فوق هذا وذاك من يطلق الاحكام على من حوله . كل ذلك كان في معظمه في وسائل اعلامه كما اسلفنا ولكن هذه المرة واثناء تواجده في العاصمة السعودية الرياض لحضور قمة الدول الافريقية السعودية التي دعت لها المملكة ، اجرت صحيفة الشرق الاوسط السعودية واسعة الانتشار حوارا مع أسياس افورقي تناولت مختلف القضايا الراهنة في الساحة الاقليمية والمحلية ونتائج المؤتمر الذي شارك فيه ، ولم يكن مستغربا ان تكون اجابات اسياس على اسئلة الصحيفة كما قرأها المتابعون والقراء الاعزاء لانها لم تأتي بجديد على الاقل للذين يعرفون الرجل والمتابعين لهرطقاته في السابق ، وكعادته كان متعاليا على الجميع ، بدأ هجومه على الاتحاد الافريقي ومنظمة الايقاد وحملهما مسؤلية هجرة الافارقة هلاكهم في الصحاري والبحار ، وكلنا يذكر مأساة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية التي راح ضحيتها ٣٥٠ من الشباب الارتري الذي كانوا على متن القارب الذي نقلهم الى الشواطئ الإيطالية. ولاندري ما هى الاسباب التي جعلت اسياس ان يلقي اللوم على المنظمتين المذكورتين خاصة وانهما منظمات وتجمعات لدول ذات سيادة كاملة على اراضيها وشعوبها ، فهل وجود المنظمتين كان عائقا لاحداث تنمية متوازنة وعدالة اجتماعية وقيام مؤسسات تحتكم الى القانون وتأتمر به؟ ففي الحالة الارترية مثلا أتى الطاغية الى سدة الحكم بعد نضال استمر ل30 عاما قدم خلالها الشعب الارتري بمختلف مكوناته السياسية والاجتماعية فلذات اكباده، فكانت قيادة الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا التي دخلت اسمرا في صبيحة الرابع والعشرين من مايو 1991م هى التي اصبحت حكومة الامر الواقع ومن يومها الحكومة الارترية الانتقالية بقيادة اسياس هى التي تسيطر على مقاليد الامور ، والسؤال البديهي هنا ماهى الاسباب التي جعلت الشباب الارتري يغادر باعداد غير مسبوقة الى الخارج!!!؟ وما هو دور المنظمتين المذكورتين في ذلك ( الاتحاد الافريقي ومنظمة الايقاد) ؟ ما علاقة المنظمات الاقليمية بما اسماه الطاغية بالخدمة الالزامية التي فرضها نظامه على الشباب الارتري والتي اصبحت بلانهاية؟ ا
نعتقد ان حديث اسياس افورقي في موضوع هجرة الافارقة وتحميله المسؤلية الى الغير كما اوضحنا هو حديث لاتسنده الحائق على الارض فحروبه التي اشعلها في كل الاتجاهات مع جيران ارتريا واخرها تحالفه المشبوه مع ابي احمد ودخوله في حرب مدمرة ضد اقليم التقراى والتي قدر عدد الضحايا من الارترين فيها بحوالي 60 الف من ابنائنا والذين راحوا ضحية شهوات ونذوات الطاغية بدون هدف وحتى ما قال انه من اجل القضاء على تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير تقراى ( ويانى) لم يتحقق. وفي موضوع ذي صلة في الحوار المذكور ان اسياس افورقي تحدث عن تعثر التنمية في بلاده قائلا انه حقق 25% من اهداف التنمية الاقتصادية معللا ذلك بالاعداء طبعا، ومن سخرية الاقدار ان ارتريا التي ترزح تحت حكم الحاكم الفرد منذ اكثر من 33 عاما لم نسمع عن ميزانية معلنة لحكومتها ولا خطط اقتصادية واضحة المعالم فهى دولة تعيش على التهريب عبر مؤسسة البحر الاحمر المملوكة للحزب الحاكم ولا مكان فيها للقطاع الخاص وحتى القطاع العام الذي ورثته الدولة بعد خروج الاحتلال تم تحويل معظمه الى شركات الحزب ( الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة) تحت مسميات مختلفة ولا ندري عن اى اقتصاد يتحدث اسياس فالمعادن التى تم التعاقد من اجل استخراجها مع شركات اجنبية ( استرالية ، كندية وصينية) لم تحدث اى تغيير في التنمية الاقتصادية للدولة وبالتالي في حياة المواطن الذي يعيش داخل البلاد مع العلم ان اكثر من نصف السكان هم خارج ارتريا في معسكرات اللجؤ التي نزحوا اليها ابان الاحتلال الاثيوبي تلك التي تتواجد في السودان واليمن واخرى تم انشائها في اثيوبيا مؤخرا بفعل اجرام عصابة اسمرا واجبار المواطنين الى اللجؤ فرارا من الهلاك والمعتقلات .
اما القمة الافريقية السعودية التي عقدت مؤخرا من اجل الشراكة بين المملكة العربية السعودية وافريقيا نعتقد انها خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح خاصة وان المملكة رصدت لتلك الشراكة مبالغ ضخمة تعود بالنفع على الجميع اذا استخدمت بطريقة صحيحة ، فافريقيا تتمتع بموارد اقتصادية ضخمة في كل المجالات وخاصة الزراعة والثروة الحيوانية والمعادن والمملكة تملك المال الكافي للاستثمار . فهل يا ترى سوف تستوعب افريقيا متطلبات المرحلة وما يتهدد العالم خاصة في مجال النقص الغذائي الذي بدأ يطل برأسه؟ والحروب الاقليمية والدولية التي تتهدد العالم اجمع وصراع الاقطاب على السيطرة على منطقة القرن الافريقي ومواردها المتعددة من ثروات بحرية واراضي خصبة صالحة لأن تغطي الفجوة الغذائية التي تنشأ جراء الحروب في مناطق الانتاج المختلفة؟.
وفي رده على سؤال استعداد ارتريا للتحول السياسي وما اذا كان هناك استعداد للحوار مع المعارضة الارترية ، يقول اسياس ليست هناك معارضة في ارتريا ولكن هناك عملاء للاجنبي، وهذا التهكم على على المعارضة الارترية وعدم الاعتراف بوجودها امر تعودنا على سماعه في كل اللقاءات التي أجراها اسياس وهو ما يدل على العقلية التي تقود البلاد وعدم رغبته في التعامل مع الرأى الاخر ، وفي حقيقة الأمر هذا ما يقود الطغاة الى حتفهم في نهاية الامر. ومن ناحية اخرى يعود الامر ايضا الى عدم فاعلية المعارضة المتشرزمة للأسف الشديد فهل من معتبر!!!!.
علي محمد صالح شوم
لندن 20/11/2023
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46972
أحدث النعليقات