شهر مارس ، الإرتريين كل يبكي علي ليلاه
الشهداء والمعتقلين مشروع توحيد وتفعيل
دكتور الجبرتى
مارس شهر الفداء والتضحية للارتريين يتكررر عليهم وهم علي اسرتهم ، او علي مقاعد المهرجانات والاحتفالات . كل يبكي فيها علي ليلاه ، كل يعظم قتيله ، وشهيده . ينتظرون الاقدار أن تمطر عليهم نصرا وسيفا وحرية .
يبدأ شهر مارس بعيد المرأة في الثامن منه ، والمرأة الارترية تبكي وتأمل في حقوق اقل مما اعطاها الشعب الارتري لتواكب المرأة الغربية التي تباع في فترينات الدعارة . المرأة الارترية التي انتزعت حقها عنوة واقتدارا ليست ككل نساء العالم ، لن تطلب حقا من احد .
تليها الأم الارترية في عيدها خلال الشهر ، الام الارترية تبكي علي فقد فلذات أكبادها في البحار والصحاري ، تبكي اللجوء المر ، وخذلان الرجل الارتري لها. فتحتفل صمتا بضياع من من ربته ليكون لها رجلا وسندا ، بين شهوة اوروبا وذنب الموت ، وضياع املها .
ثم ياتي بعدها الاحتفال السياسي والقبلي بمجموعات الشهداء الارتريين ، سيد شهداء ارتريا مؤسس الوطنية الارترية عبدالقادر كبيري ، يليه الزعيم والقائد السياسي ملهم الثوار وصانع السياسة والدبلوماسية الارترية المناضل عثمان صالح سبي ، وأضاف شهر مارس لنا أخيرا بطلا ارتريا وقائدا ميدانيا فذا مات علي فراش الثورة والنضال ، الشهيد احمد محمد ناصر . كوكبة جمعها مارس أحسست بأن القدر يدعونا لشيئ لم نعد نفهمه حتي اليوم ، يقول لنا شيئا نصد الطرف عنه إلا قليلا .
كبيري صانع ومؤسس الوطنية الارترية ،اغتيل وهو في طريقه لمخاطبة الامم المتحدة بان ارتريا للارتريين فقط . دفع ثمن تذكرته من جيبه الخاص ، لم ينتظر المجتمعين وغيرهم ، فهو يؤمن بان مسؤوليته تقتضي دفع دمه وماله وليس احداهما فقط. مضي وهو يعلم ان يد الغدر والخيانة تترقبه لتغتال فيه حلم تاسيس الوطنية الارترية . ظنا منهم ان بموته ستموت القضية ، وهو يعلم ان موته هو التاسيس للوطنية وكتابة حروفها وابجدياتها بدمائه الطاهرة . لذلك قال لصديقه المشفق عليه ، والذي كان يقول له لا تزيد عن جهود الغير ، دعك مثلهم وكفي ، ستقتل وتموت القضية .
قال له : سيقتلونني نعم ، واريد ذلك قبل او بعد الوصول الي الامم المتحدة ، واريدك ان تاتي الي قبري ، عندما يتحقق حلمي بالوطن الارتري المستقل ، وتوشوش لي بذلك . لكن هل بلغنا ما اراده كبيري لنا ؟ هل طبقنا ما خطته دماؤه الزاكية ؟ متي سنوشوش علي قبره ونخبره بان ارتريا اصبحت الارتريين ؟ من الرجل الذي سيفعلها؟
هل حققنا ما يكافئ فعله ؟ هل احتفلنا به جميعا ؟ أم أصبح حكرا لمجموعة وحزب بعينه ؟ هل كان سيرضي بذلك ؟ أم هل تلاحقنا لعناته وحل بنا ما نحن عليه بسبب خذلاننا لدمائه وحلمه ؟
عثمان صالح سبي ، سيد الدبلوماسية الارترية ، وجنرال السياسة الارترية في مهد صباها ، الاستاذ القائد أبو المناضلين ، المحنك الذي بلغت الثورة الارترية بفضله وفي اعوام وجيزة سيدة الساحة العربية والاقليمية ، رفدها بالعلم والامل ، جلب لها وسيلتها الاولي القوة والسلاح والصمود ، صنع رجالها واحدا تلو الاخر ، ومنهم من خان ومنهم من صدق ، وماضره بعد ذلك ما حدث . مات علي طريق النضال داعيا للوحدة والثورة والاستقلال . مات الامل في وحدة ارتريا وثوارها وقبائلها بموته ، قبل خروج الاثيوبيين . هل حققنا ما يكافئ فعله ؟ هل احتفلنا به جميعا ؟ أمأصبح حكرا لمجموعة وحزب بعينه ؟ هل كان سيرضي بذلك ؟ أم هل تلاحقنا لعناته وحل بنا ما نحن عليه بسبب خذلاننا لنضالاته ؟
أحمد محمد ناصر ، قائد جيوش الثورة ، وملهم فدائييها ، الخبرة التي صرعت العدو الصليبي الاثيوبي ، وبلغت ابواب اسمرا الخالدة . المناضل الذي لم يعرف سببا للهزيمة والانتكاس ولو للحظة ، وفي كل حال ، في اي مكان . لم تستطع عيون الثوار والاعداء ان تلتفت عنه طيلة سنوات نضاله داخل وخارج البلاد ، حربا وسياسة وصمود. هل احتفلنا به جميعا ؟ أم أصبح شهيدا لجهة ما بعينها ؟ وتنظيم مختصر لوحده ؟ ومجموعة اثنية لوحدها ؟ من احتفل وتذكر نضالاته في ذكراه الاولي ؟ من تلي عليه صلوات الرحمة متذكرا عهد اشراقه ؟
استنكر أحد الشباب اليافعين في السياسة عدم احتفال او ذكري المواقع والكتاب والمؤسسات الاعلامية والسياسية الارترية في الخارج طبعا !! (في الداخل لا شهيد الا اسياس ولا بطل الا عمنا ) .. استنكرها بجهوية منه وعصبية ، الا انها استفزتنا ايما استفزاز ، وأثارت في اسئلة اكثر مما ذكرت ، فهل اصبح الشهداء الذين ضحوا بدمائهم لكل الارتريين بل لكل الانسانية ، حكرا لمجموعات بعينها ، واختصر نضالهم ، و انكرت دماؤهم التي سكبوها من اجل الجميع ، لتكون قطرة منسية الا عند ذويها واهلها ؟ هل هذا هو تاريخ ارتريا ومستقبلها الذي نريد ؟ هل سيصلح المحتفلون فرادي ما أفسده الشهيد الأوحد والبطل الخالد اسياس زينو !!؟
متي سنذكر فضل الجماعة في انجاز الوطن ؟ متي سنتحد لأطلاق سراح الموقوفين ونعرف أن كانوا أحياء أو غيره ؟ متي سنعي أننا إخوة رغم الخيانة والضياع ؟ متي سنحتفل بهم جميعا في يوم واحد وغيرهم من أجل ان تتوحد همومنا وطموحاتنا ، وتزيد ثقتنا بانفسنا ؟ لن نصنع النصر فرادي . وآسف شهدائنا علي ما يجري منا سفها وجهلا وخيانة لدمائكم . اعذرونا فانا قد ضللنا الطريق . لن نستطيع الوشوشة علي قبوركم ، لاننا لا نعرف مكانها اصلا . عفوا كبيري عذرا سبي وأحمد ناصر .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=34330
أحدث النعليقات