شهيد (دبّت سكّر) دنقير ود شـاكر
بقلم: عبدالفتّاح ودّ الخليفة
المملكة المتّحدة 14-09-2013-
فى نشوة تدوين التأريخ و مذاكرة سجّل الشهداء إستحضرت حكاية أحد أبطال التّحرير جذبتنى لها المغنّية (زينب بشير ) مع بعضا من رفيقاتها وهى ترثى وتحكى عن بطولة (دنقير ) فى (ملحمة هيبو) (أمعل دنقير) فى محطّة التلفاز الإرترية من أسمرا ، ذكّرتنى ما كان يفعلنه سيّدات إرتريا فى وفاة العظماء وشاهدت إحداها فى صغرى فى ستينيات القرن الماضى و فى وفاة المغفور له (عبد الرّازق شوم حمّد أرى ) عندما سرق سجّانوا (نظام الإمبراطور البائد) روحه وإستشهد من جرّاء التّعذيب رحمه الله.
أثّرت تلك الملحمة الرّثائيّة لـ (دنقير) وجدانى الّذى شبع تأثيرا من كثرة ما سمعت عن مآثر رجال سطّروا بأحرف من ذهب تأريخ وهويّة وحدود هذا الوطن إرتريا… ومضوا دون أن يرثيهم أحد ولى منهم فى مفكّرتى صفوف من أعدادهم الألوف…. أقارع الزّمن وأطارد عقارب السّاعة كلّ ليلة أو نصفها علّها تسعفنى فى تسطير حرفين فى حضرة هوؤلاء الشّهداء وأحيانا أنتظر معلومة أو إضافة تأتى من بعيد ا لزمن قد يطول من مناضل عاشرهم أو عرف عنهم أو سمع منهم ليحمل عنّى مهمّة التّدوين أو نكملها معا .. ومطاردة المعلومة هذه الأيّام أصبح همّى وشغلى الشّاغل ، أطلبها من إخوة أعرفهم وآخرين لا أعرفهم إلاّ عبر وسائل التواصل الإجتماعى والتّى أصبحت منفذى ومتنفّسى فهى بحقّ مكتبات مفتوحة على مدار اليوم بليله ونهاره تتيح الفرصة للكتابة والقراءة والمناقشة الهادفة إن وجدت ، وعبرها مدّنى المناضل / محمود أدروب مسؤول الجهاز الصحّى لـ (لجبهة التّحرير الإرتريّة ) فى الجبهة الغربيّة فى عهد ما بعد الإنسحاب من المدن فى نهايات عام 1978، وما دفعنى للبحث عن اليسير من تأريخ (دنقير) حقّا هو جهل الكثيرين من شباب اليوم عن بطولاته وجزء كبير منهم لم يسمع حتّى بإسمه ….
كنت أعرف أنّ الثّورة الإرترية بقيادة (جبهة التّحرير الإرترية) كان لها غزوات منظّمة على معسكرات جيش العدوّ بقصد الحفاظ على الحراك العسكرى وإقلاق مضاجع نظام الإمبراطور البائد..عرفت أحداها وحدثت فى مدينة (بارنتو ) من المناضل الرّمز القائد المشهور (دنقس أرى) فى مدينة القضارف فى السّودان فى إحدى جولاته مع رمز آخر هو (عثمان أبو شنب) كانوا هناك لمهمّة إخراج الجنود إلى الميدان وعشت أحداها فى صغرى فى مدينة (كرن ) حين أشعل الثّوار المدينة بالرّصاص والبارود فى منتصف ليل أحد أيّام السّتينيات.. وفى الصّباح الباكر ونحن ذهابا إلى المدارس كنّا نتمنظر على آثار الضرب بالرّصاص على جدران المواخير، وحتّى الأعلام الإثيوبية المعلّقة على أبوابها لم تسلم من النّار فكان قد إحترق أطرافها أو كلّها و فى تلك الليلة ترك الرّجال الفواحل خلفهم شهيدا على عتبات الـقلعة (فورتو) كان فى طريقه لإنزال علم الظلمة من السّارية لإبداله بعلم الأحرار أصحاب الأرض والحق (علم إرتريا )..
ولكنى لم أدرى ولم أسمع أنّ أحد سيوف الجبهة كان إسمه (دنقير ود شارف) وكان أحد أبطال معركة أغردات ورأس شهادائها فى منتصف الستّينيات..
ولأنّ الشهيد (دنقير) هو قلب الرّعيل جاء تشريفه والتّذكير به كأحد رموز الوطن من لجنة الرّعيل الأول فعملت له إعلان (بوستر) يحمل إسْمهُ ورسْمهُ لهم العرفان ، أعادنا الـ (بوستر ) إلى أيّام الصّمود والرّجال الأسود وإلى ملاحم البداية المقدّسة..أمّا الإسم نفسه (دنقير) فقد حمل معنى البطولة ومعنى الهويّة وكوامن تراث لغة الـ (تقرايت) حيث يوازى فى معناه (حسّاس لدّت ) وكلتيهما يعنيان(آخر العنقود) باللّغة العربيّة جعلت الإسم مفتاح أسرارى وعناوينى البريدية علّه يخلد فى خلدى وقلبى قبل أىّ شيئ آخر بعدد مرات ولوجى إلى (إيميلى) وصفحتى فى موقع التّواصل وبعدد حروفى فيها وإن كان للدردشة .
مدّنى المناضل (محمود) بعلومات مهمّة وأساسية عن المناضل الشّهيد (دنقير ود شاكر) فله فى قصّة التّدوين كلّ نصيب وله منّى جلّ الشكر وعظيم الإمتنان ….. وهكذا يجب أن نكون فى توثيق تراثنا النّضالى حتّى لا يضيع وسط الزّحام و السّباق المحموم نحو الطّمس والإحلال…
يقول المناضل (أدروب) “أنّ شهيدنا إسمه (دنقير) حامد همّد على شاكر…
أمّا الميلاد فكان فى القاش وفى بلدة قريبة من قرية (13) الحدودية. إلتحق بقوّة دفاع السّودان ليعمل بها لمدّة خمسة سنوات ثمّ ترك الخدمة العسكريّة فى السّودان ليعمل فى (زريبة مواشى كسلا) ولكنّه كان ملتزما بـ (جبهة التّحرير الإرتريّة) منذ إنطلاقتها الأولى وكان من المناضلين والملتزمين بشدّة فى تسديد الإشتراكات الشّهريّة والتّبرّعات و من الحريصين على متابعة الهم الوطنى عن قرب…”
ولكن حصل التّطور النوعى فى السّاحة الإرترية فى معركة (قادسيّة إرتريا ) (تقورّبا) و مارس 1964 وبعد تلك المعركة وأثناءها تدفّق الشباب على ميدان القتال كما يذكر القائد (أبو رجيلة) وكان من ضمن هؤلاء (دنقير ود شارف) أبو شنب الثانى…. ولأنّه صاحب خبرة عسكريّة أرسل إلى هيئة التّدريب العسكريّة الفتيّة حينها ..
ويواصل محمود أدروب ليقول : “ثمّ أصبح المناضل الشّهيد (دنقير) قائدا لمجموعة من فصائل جيش التّحرير الإرترى ثمّ آمرا لمجموعة المدفعيّة والرّشاشات ، ثمّ أصبح من قادة مجموعات الفصيلة الثالثة التي قادها الشهيد عثمان محمود ود الخليفة وكان نائبه المناضل صالح أبوبكر آدم ”
وعندما تقرّر عقد إجتماع منظّمة التّجارة الدّوليّة ومنظّمة الوحدة الإفريقيّة فى العاصمة الإثيوبية (أدّيس أببا) أراد المجلس الأعلى لفت إنتباه العالم والؤتمرون بأنّ للبلد أصحاب أصليّون ويجب أ ن يسمع صوتهم ولتكن تلك فرصة لأيصال صوت إرتريا عبر تلك البنادق الصّدأة وبصواعد القلّة المؤمنة الّتى حملت الأرواح على الأكفّ ، فشنّ الأبطال هجومات ليلية على كلّ المدن الإرتريّة ومن كلّ أماكن تواجد (المرابطون) من فصائل الصّمود بدءا من (أم حجر فى الغرب) وشرقاحتّى ميناء (مصوّع )والعاصمة أسمرا بالمدافع والرّشاشات والقنابل….
فوقع الإختيار على فصيلة الشّهيد (عثمان محمود ودّ الخليفة ) فى تحقيق الهجوم على مدينة أغردات ومعه مجاميعه الأربعة ونائبه (صالح أبوبكر آدم ) وآمر مجموعة المدفعيّة (دنقير ود شارف ) فى نهاية عام 1966
معركة (دنقير )……
صفاء القلب وصدق النيّة والإخلاص لله وللوطن ترفع المجاهدين أحيانا إلى درجة الصّالحين والأولياء فيرفع عنهم الحجاب ويكشف لهم المستور وتلك سمة لازمت كثير من ماضلين رأو إستشهادهم قبيل دخول المعركة فأبكوا رفاقهم وتركوا بذالك إرثا وتراثا وجدانيّا عبّأ وشحن النّفوس لله وللوطن …
وصف المناضل (أدروب ) حالة الشهيد قائلا : “وشهيدنا (دنقير ) أراد أن يقابل ربّه فى أجمل صورة خلقه بها فقبيل الخطوات الأولى إلى المعركة وإلى الإستشهاد طلب من رفاقه مدّه بــ (شفرة ) أو (موس ) فهيأ نفسه وجمل شاربه وقال لرفاقه: اليوم هى الحلاقة الأخيرة لأنني سأستشهد وسيعتقد العدو أنني أبوشنب ( يقصد الشهيد عثمان محمد إدريس أبوشنب ) وسيفرحون ويعتقدون بأنهم قتلوا أبوشنب وسأكون كألأسد وسوف أعلق في مدينة أغردات ، ذهل رفاقه ونظروا إليه بإستغراب بالرّغم من معرفتهم وقناعتهم جميعا بأنّهم (مشاريع شهادة ) ولكن إلتفت إليه نائب قائد الفصيلة المناضل ( صالح ابوبكرآدم ) قائلا: يا رفيقى (دنقير) لاتقل هذا !! ولا تسبق الأحداث فإنّ الأعمار بيد الله!!! ثمّ بدأت الفصيلة الزّحف المقدّس نحو مدينة (أغردات ) ومقصدها كلّ مواقع الجّيش والشّرطة والمرافق الحكومية عبروا خور (ياقى ) ودخلوا المدينة من جزأها الشّمالى، وعند إنتصاف الليل كانت القوة بكاملها فى وسط مدينة الشّهداء مدينة (أغردات ) الباسلة وإنتصرت الفصيلة في معركة الإلتحام الأولى وحققت مقصدها بلعلعت المدينة بالرصاص والقنابل وهزت صورة الجيش الاستعماري الأثيوبي ، وأكدت للقاصى والدّانى بأن الجبهة قادرة على أن تصل إليهم في أي وقت وفي أي زمن تشاء …..
وإستشهد من الأبطال المقتحمون بطل واحد هو: المناضل الشّهيد (محمد صالح أفروت ) وجرح أربعة هم: 1-البطل (محمود محمّد ) 2- البطل (محمّد عمر) 3- البطل : نائب قائد الفصيلة (صالح أبوبكر) 4- البطل (عثمان أولى) ولكن لكثافة نّيران العدوّ قرّرت الفصيلة الإنسحاب، لأنّ الهدف كان الهجوم الخاطف وخلق الرّعب وإثبات الوجود ..ولكن عزّ عليهم ترك جثمان البطل الشّهيد (محمّد صالح أفروت ) فحاولوا حمله ولكن حمل الجثمان صعّب الإنسحاب فقرّر الرّفاق ترك جثمان الشهيد لمصيره .. ولكن فى لحظة الإنسحاب إختلفوا على الطريق الأصلح فرآى قائد المعركة أن يكون الإنسحاب بنفس طريق القدوم و الهجوم… وكان ذالك سهلا مكشوفا ومنطقة جرداء من الموانع (طريق دبّة سكّر) و إمتثلت قلّة وإنسحبت بطريق (دبّة سكر) وإنسحب الجزء الأكبر بطريق آخر وكان الإتّفاق سلفا أن تكون نقطة التجمّع بعد الإنسحاب قرية (رهىّ عباى) فى منطقة (الماريا )..وعند الأنسحاب تمترس المناضلان (دنقير) و( الأمين ود شيخ ) لحماية إنسحاب المجموعة وأستشهدا وهما يغطيان إنسحاب القوة وتحقّقت أمنية الشهيد (دنقير) فى الشهادة….
وفى صباح اليوم التّالى إعتقد العدوّ الإثيوبى أنّه قتل المناضل ( عثمان أبو شنب) للتشابه الكبير بين المناضلين ولكن تأكّد لهم لاحقا أنّ شهيد (دبّة سكر) لم يكن إلاّ الشهيد (دنقير ود شارف) رحمه الله وعلّق جثمانه الطّاهر وجثامين رفيقيه (الأمين ود شيخ) و (محمّد صالح أفروت) فى وسط مدينة أغردات ”
فقد عبّدوا بدماؤهم الطّاهرة الطّريق لأبطال آخرين حرّروها و دخلوها عبر (ولّت أبّرق) و(ياقى ) و(دبّت سكّر ) وطردوا منها المستعمر البغيض فى العام 1977 ثم ّأعادوا التّحرير فى العام 1984… لتعيش من بعدهم حرّة أبيّة وإن تبدّل حالها إلى حين….وعلى مرّ السّنين خلّد إسم (دنقير) وإرتبط إسمه بمعركة أغردات كما أنشد الكثيرون وراء شقيقته ( دنقير ود شارف فارس لحطين درارو)..واصفة شجاعته ورجولته ……
كتب الأستاذ المناضل /عبدالله أسد فى مقاله( أغردات صفحات مجهولة) ما يلى….
“وفي إحدى ليالي أغردات التي غاب عنها القمر صحت المدينة على أصوات انفجارات قنابل وطلقات كلاشينكوف وقذائف مضيئة . استهدف الهجوم كافة مواقع ارتكاز العدو – الحامية ، مركز شيشيتا ، البريد والاتصالات ، مركز الشرطة الخ . وقد دارت كبرى المعارك في تلك الليلة عند المقر الرئيسي لحامية الجيش الإثيوبي بالقرب من محطة السكة الحديد . كانت ليلة استبسل فيها افراد جيش التحرير الارتري وكبدوا فيها العدو عددا من القتلى والجرحى . وخسر جيش التحرير واحدا من ابرز قياداته وهو المناضل / دنقير الذي ابلي بلاءا حسنا قبل استشهاده . وفي صبيحة اليوم التالي اعلن العدو بأنه قتل المناضل / عثمان ابوشنب حيث كان للشهيد /دنقير شاربا طويلا مثل شارب ابو شنب ولكن من كانوا يعرفون ابا شنب من كبار المدينة أكدوا للعدو أن الشهيد ليس بالمناضل / عثمان ابو شنب )”
وكُتب أيضا عن الحدث بعنوان ” معركة أغردات الهجوميّة “_ هذه المعركة وقعت فى العام 1966 بمدينة أغردات وقد إقتحمت فيها وحدات جيش التّحرير الإرترى معسكرات العدوّ وأمطرته بنيرانها ولحقت به خسائر كبيرة فى الأرواح والمعدات ، وإستشهد فى هذه المعركة المناضل (دنقير) والمناضل (محمد صالح أفروت) (2)
(3)
إلتقيت بأحد مناضلى الرّعيل الأوّل المناضل (سليمان آدم سليمان) فى مقرّ سكنه فى القاهرة سائلا إيّاه عن (دنقير ) وعن معركة (أغردات)
قال: “لم أقابل الشهيد ولكنّى سمعت عنه وعن رفاقه ومنهم المناضل (عبدالله أفندى) الذّى كان من الفدائيين فى منطقة (القاش السفلى) وبما أنّى كنت رئيس اللجنة الجبهجية فى مدينة (تسنى) كنّا نلتقى وننسّق العمل الجبهجى فى المنطقة يحكى أنّ المناضل (دنقير ) كان يقول لرفيقه (عبدالله أفندى) وكان الإثنان ذوى أحجام كبيرة وبنية مربّعة وقويّة عندما تقرّر مهاجمة المدن : يجب أن نكون أنا وأنت يا (عبدالله) سويّا فى الهجوم على (أغردات) وإن إستشهدنا سوف نرعب الأعداء بحجمنا الكبير لأنّهم سوف يعتقدون بأنّ الثّوار كلهم فى حجمنا وعضلاتنا ولكن شاءت الأقدار أن يستشهد كلّ واحد منهم فى بقعة مختلفة ولكن فكرة الشهيد (دنقير) وصلت وتحقّق المسعى…”
ويضيف المناضل (سليمان):
” إنّ الإجتماع الذى عقد فى (أدّيس أببا) لمنظمة الوحدة الإفريقية حينها كان إجتماعا دوريّا للمنظمة وكان سوف يحضره الزّعيم جمال عبد النّاصر”
واضاف (أبو محمّد ) ” أنّ خليّة (تسنى) وقيادتها كانت مهمة جدا فى بداية السّتينات وبداية الثورة لقربها من مواقع التّموين والإمداد والقيادة الثورية فى كسلا.. كنت رئيسها وكان سكرتيرها المناضل (محمّد إبراهيم شنيتى ) الذى كان موظّفا فى وزارة الزراعة ، وعندما قرّرت القيادة مهاجمة المدن الإرتريّة كافّة تسلّل إلينا سرّا عبر الحدود الأستاذ المناضل الفذّ (محمود محمّد صالح) عضو القيادة الثوريّة ليخبرنا بما تقرّر وعن كميّات من الأسلحة والأدبيات التى كدّست فى (أديبرا) فى حانوت المواطن (آدم النّور تيتا) تنتظر الترحيل إلى الدّاخل لإنجاح الخطّة وأخبرنا بأنّ الهجوم على المدن قد تقرّر أن يكون فى السابع من نوفمبر 1966 وطلب منّا وبسرعة ترحيل المخزون فى (أديبرا ) إلى الداخل ومنها إلى أسمرا… هرولنا فى كلّ إتّجاه لتوفير النقل بواسطة عملائنا قوّاد الشّاحنات الوطنيين والملتزمين معنا فى العمل السرّى و كانوا أربعة رجال شجعان وأشاوس وللتأريخ سوف أذكر أسماؤهم وفاءا لدورهم الوطنى وهم: 1- أبوبكر محمود ضرار 2-محمد عسكر 3-محمد علق 4- إبراهيم زينو … ولكن إقترب موعد التنفيذ وأختفى هؤلاء قواد الشّاحنات فتضايقنا وإنزعجنا ولكن جاء الفرج حين ظهر فى السّوق المناضل سائق الشّاحنة (إبرهيم زينو) كان يعمل فى شاحنة هى ملك لـ (آل ياقوت) وقام بمهمة النقل للإسلحة والمناشير إلى أسمرا ولينقل نصيب (أدّيس أببا) من هناك إليها ، ولكن فوجئنا أن القائد (دنقس أرى) نفّذ الهجوم على مدينة (بارنتو) فى ليلة
السّادس من نوفيمبر مع أنّ الموعد كان يوم 7 نوفيمبر والسّاعة الثّانية عشرة ليلا أعتقد إختلط الأمر على (دنقس) وعلى الكوادر حوله فى الوحدة العسكرية ولم ينتبهوا بأنّ شهر أكتوبر فيه 31 يوما وهذا أربك الخطّة نوعا ما….”
وأضاف المناضل (سليمان ) ” أنّ قائد الفصيلة المكلّفة بالهجوم على مدينة (تسنى) كان القائد (صالح حسين ) ولكن وصادف أيضا فى يوم الهجوم على (تسنى) وقبل ساعة الـ (صفر) أن إصطدمت مجموعة من الفدائيين كانت تقوم بمهمّة مراقبة الطريق إشتبكت مع شرطة المرور الإثيوبية فزاد الإرتباك كان فى تلك المجموعة (عمر الحاج إدريس والمناضل موسى محمد هاشم) وأضاف (أبو محمّد ) :
“وداهمتنا أيضا مفاجئة أخرى فى ليلة تنفيذ الهجوم
ففى الجزء الشّمالى من المدينة على رأس الترعة كانت هناك قوةّ من الجيش الإثيوبى تكون هناك للمراقبة حتى السّاعة الثانية عشرة ليلا ثمّ تخلى الموقع قافلة إلى معسكرها الرئيسى فى المدينة ، ولكن حصل وإن إشتبكت القوّة مع مجموعة أخرى من الفدائيين وجدت فى المنطقة وإستشهد فى الإشتباك المناضل (آدم شايقى ) وبالرّغم من كلّ ذالك إنتهت العمليّات فى تلك الليالى التى هزّت كلّ إرتريا وأرّقت مضاجع الأمحرا …
ويضيف المناضل (سليمان) قائلا ” ولكن ما مرّ إلاّ يوم ويأتينا مواطن من بركا يحمل رسالة عاجلة من مسؤول الجهاز الصّحّى وقائد المنطقة الأولى الشهيد عبدالقادر رمضان والمناضل (محمود ديناى) يطلبون إسعافا سريعا لأنّ لهم جرحى من معركة أغردات الليلية طلبوا بعضا من المضاضات الحيويّة والحقن، غربلنا كلّ مدينة (تسنى) لكنّنا لم نستطع توفير الكميّة التى طلبت ، فهرولت شخصيّا إلى أغردات ونسبة لإشتداد المراقبة علينا طلبت الإذن لزيارة الأهل فى مدينة (هيكوتة) وتخطّيتها إلى مدينة (أغردات ) بحثا عن الأدوية لإسعاف الجرحى وبمساعدة المواطن الوطنىّ (محمد درار) صاحب الصيدلية تمكّنا من جمع الأدوية وحملناها فى الناقلات الشّعبية لشركة (ستايو) المشهورة .. وأنزلناها فى قرية (أم شقّار ) قبيل (هيكوتة ) وحمّلت من هناك بالدواب إلى مواقع الثوار ”
حكى المناضل (أبو محمّد) الكثير من درر التأريخ ولكن أخذت هذا الجزء من حيثيات الحراك والكفاح المسلح والهجوم الليلى على (15 ) مدينة فى إرتريا فى يوم واحد وساعة واحدة فى العام 1966 وشكرته نيابة عن القارئ مع تمنيّاتى له بالصحّة والعافية وطول العمر.
_______________________________________________________
هوامش
1- الصّورة هى أهداء من المناضل (محمود أدروب ) للقرّاء أوّلا ولى آخيرا.
2-)…. (كتاب: (تجربة جيش التّحرير الإرترى ) إعداد الدّائرة العسكريّة لـ (جبهة التحرير الإرترية صـ 59
3بوستر من عمل لجنة الرّعيل الأول للشّهيد (دنقير)
Khulafa20@yahoo.com
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39306
أحدث النعليقات