صالح قاضي جوهر في حواره مع وكالة زاجل الأرترية للأنباء (الحلقة الثانية)
لهذه الأسباب اخترت الإنجليزية لغة لموقع عواتي وتنشيط العربية فيه والتجرنية قادم
من المعيب وجود ثلاثة تنظيمات إسلامية مختلفة بلا مبرر معقول.
العلمانية المعتدلة خيار مفضل لمواجهة مأزق الطائفية دون حجر على خيارات الآخرين
أجرى الحوار : باسم القروي ، حافظ عبد الله ( الحلقة الثانية )
– تعريف بموقع ” عوتي دوت كم ” لم اخترت العجمة لساناً لهذ ا الموقع وأنت تعرف أن شريحة من المواطنين لا يتعاملون معها ؟ من ناحية أخرى شاهدت الموقع خاملاً في شقه العربي والتجرنية ..ما الأسباب ؟
عواتي رمز نضالي ولهذا اخترته اسما للموقعي الإعلامي ومكافأة له وتيمنا بالنضال وأي شيء لا يذكر عواتي لا علاقة له بالنضال ، وسبقت موقع عواتي تجربة إعلامية لي فعندما أنشأ بعض الاخوان مجلة في الكويت عززتهم وكان بين المؤسسين الأستاذ محمد يونس وقد صدر منها اصداران تقريباً
ثم وجدت صوت النظام ( دهاي ) مسموعاً وله موقع في النت ولا يوجد له صوت معارض فأقلقني الأمر وأصبح حافزًا لي على تأسيس موقع عواتي.
اشتريت الاسم ( عواتي ) وقد ساعدني بداية أخ صديق لي من سوريا لكن اعترض طريق نجاحنا مضايقات الجهات الرسمية لي بسبب الجواز وفقدان الهوية فانشغلت عن الموقع باتقاء المضايقات والمطاردات وبعد الهجرة إلى أمريكا تحولت الفكرة إلى واقع بتاريخ 1 /9 / 2000م واخترت اللغة الإجليزية لموقع ” عواتي ” حتى لا أكرر تجارب الآخرين فأنا أخاطب الآن جهات كثيرة لا تفهم إلا باللغة الإنجليزية بينها سفارات دول ومنظمات ذات تأثير وهي تعد قاسماً مشتركاً يجمع الناطقين بالعربية والتجرنية كما أني استهدف مخاطبة جهات إقليمية ودولية بالإضافة إلى شرائح المجتمع الأرتري التي تتعامل مع اللغة الإنجليزية كما قصدنا أن يكون خطابنا بمستوى معين من النضج المهني ولهذا وجهنا كل الميسور لنا من قدرات إلى اللغة الإنجليزية لأن تنشيط جميع لغات الموقع تحتاج إلى إمكانيات ضخمة مادية وبشرية وفنية وهو ما لا يتوفر الآن لنا ولهذا السبب يلاحظ
خمول قسمي اللغة العربية والتجرنية علما أن الفكرة قائمة لتنشيطهما والقدرات عاجزة من القيام بهذا الواجب الآن وربما في المستقبل القريب تتحسن الظروف وتكتمل الأدوات لتفعيل كل اللغات في الموقع حتى تشمل خدماته كل شرائح المجتمع إلى جانب المجتمع الدولي.
وعلى الرغم من أننا عاجزون الآن من الكتابة بالعربي والتجرنية فقد نجحنا في تحقيق الهدف المرسوم وتوجد جهات أخرى تكمل النقص باللغات الأخرى.إن شاء الله
9– الوطن الجميل أرتريا .. اسم لوطن متباين لغة وديناً وقبائل وخلفيات جغرافية وربما تاريخية وكلها تجد من يتبناها ويتباهى بها ويواليها!! هل هذه عوامل تهديد لوحدة الأرض والإنسان ؟ كيف يراها الأستاذ جوهر؟ هل نحن بحاجة لعاصم ٍ استبدادي ملحٍ يفرض على الناس بالسوط العيشَ تحت الشجرة الواحدة؟
استغفر الله ..لا ، لا . نحن أكيد نحتاج إلى سوط قانون عادل يقره الوطن
ولا حكومة دون قوة وهيبة وسيطرة يحكمها القانون لكن لا استبدادية ولا قهر مثل اسياس ونظامه .وأنا أناضل من أجل حكومة قوية مسيطرة بالقانون والعدل.
العالم مليء بوطن متنوع مثلنا والتنوع يكون نقمة عندما يكون استبداداً لأن كل طرف يلجأ إلى القبيلة والمنطقة والإقليم وهذه عوامل تشتيت.. نحن نكابر عندما ننظر إلى ارتريا وتنوعها بتضايق والتنوع نقمة عند غياب القانون وحكم الاستبداد ويتولد من ههنا صفات الغرور الذميمة مثل دعوى : ـ أنا الأحسن والأفضل بشكل فردي أو قبلي أو تنظيمي أو.. والتنوع رحمة إذا يحكمه القانون والعدل وتديره هيبة الحكومة والقضاء العادل ومعه سوط القانون وحكم القانون وسيف القانون علما أننا
لسنا الوطن الوحيد الذي فيه التنوع والمطلوب كيفية إدارة التنوع بالعدل والقانون دون مغالات تجعل منا فاشيين.
10 – قلتَ في حوار مع قناة أدال نهاية 2014م في معرض ردك على سؤال : الشعب لا يعرف مصطلحات العلوم السياسية من الديمقراطية والعلمانية… لكنه يفهم العدالة والمعيشة ، .. محتاجون لحلول عملية لقضايا الوطن.. ؟ يا استاذ صالح كل التنظيمات تطرح حلولاً عملية في رأيها عبر القوالب السياسية المحلية أو المستوردة ؟ تسوق خياراتها لمعالجة المشكلة أرضاً وسكاناً ومصالح و تعايش .. ما الجديد الذي تطرحه أنت حتى تعيب على الآخرين اجتهاداتهم ؟
هذا طيب ، هذه أكبر مشكلة أعاني منها / قبل أسبوعين بعض الأشخاص اقتطعوا من مقابلتي أجزاء وصوروا منها نصاً بدعوى أنا ضد المسيحيين وضد المرتفعات
وأنت الآن تفعل مثل ذلك ! جملة واحدة من مائة جملة عندما تقطعها تؤدي معنى مغاير غير مقصود.
الصيغة الكاملة أن الناس تفهم العدالة ، ولا تفهم مصطلحات الكوادرـ الفلاحين ، مفاهيم ماو ، الانتاج والاقتصاد … هذه المصطلحات تشوش على المواطن الفلاح العادي
المواطن العادي لا يفهم التعددية الحزبية ، ولا النظام العلماني ، وإنما يفهم العدالة والمعيشة والسلم و الأمان والاستقرار..
الجزء الآخر من السؤال: كل التنظيمات لها برامج فهي لها الحق في ذلك وأنا أعرف أن كلها تسعى لإسقاط النظام ولم يسقط ، معنى ذلك يوجد فشل ، وعدم الوضوح في الرؤية.
لماذا يكون لدينا ثلاثة تنظيمات إسلامية على سبيل المثال. هذه اختلافات غير
مفهومة التبرير وغيري من العوام لا يفهمها أكثر.
أنا كاتب وأرى هموم الناس وعندي حق أن أعبر عما أراه معالجة لمشكلة قائمة وهي تباعد الناس عن بعضهم بلا مبرر.
ولهذا لا بد من الاعتراف بوجود عيب على الناس ولا أقصد الإساءة على أحد
ولا مصلحة لي غير مصلحة شعبي ولهذا أعبر عنها بوضوح قد يسر بعض الناس وقد يوجع بعضهم
11 – التاريخ الأرتري يذخر بمزيد من التمزق بين الموطنين : أسياد وعبيد ، مسلمين ومسيحيين ، موالين للاستعمار وخارجين عليه ، علمانيين وإسلاميين وصراع بين مكون ومكون .. وهجرة ضعيف هرباً من بطش قوي .. وتغذية كائدة من قوى خارجية يهمها ضعف الوطن ..ما العواصم من تجدد ذلك واستمراره ؟
نحن مثل الآخرين لنا مكونات متباينة , وهذه المشكلات تواجهنا ومن الخطأ أن نتصور أن العالم ضدنا ، العالم له مصالحه ونحن لازم نعرف كيف نتعامل مع القضايا والنخبة المنورة ترسم الخطط حتى تسلح السياسيين والدبلوماسيين بالدراسات والبحوث نحن الآن نشتت جهودنا في أشياء جانبية لا أرى فيها مصلحة
لا نريد خطاباً مثل خطاب أسياس أن العالم يعمل ضدنا وللدول الحق في العمل لمصالحهم ونحن كذلك يلزم ان نتعلم كيف نتعاون مع الآخرين لتحقيق مصالحنا
12 – كل الإسلاميين سلفيين وإخوان جلسوا مع قوى المعارضة دون أن يطالبوها بتطبيق صحيح البخاري وأنت اتهمت بعضهم في حوارك مع أدال بأنهم يحاصرون النقاش بأدلة كأننا في كلية الشريعة ودعوت إلى نقاش حر علماني بعيد عن الفقه والحديث..في حين أن الفقه الإسلامي تراث عريق يحمل آراء وآراء ويتيح فرصًا للاختلاف بين الفقهاء أنفسهم ولا أحد يزعم فرض فتوى فقهية واحدة على جميع الأمة حتى ما ذكرت أنك تحب تستمع أغاني فقد تجد من العلماء من يصغي معك لصوت فنان مصفقاً..لم التحامل على الإسلاميين وأنت ربما تجهل تباين فقههم وسلوكهم تباينا تجيزه شريعتهم؟
سامحكم الله ، أنا ما قلت إسلاميين وغير إسلاميين ، أنا نقدت طريقة الخطاب الإسلامي عامة خطاب النخبة ، أنا إسلامي ولا أحد يحتكر الإسلام
جئت بصيغة البخاري لان حياتنا أصبحت مثل حياة الرهبان ، جامدة غير متفاعلة مع الواقع وغير مستجيبة لتقلباته ومتطلباته.
بعض الإخوة في الخليج كانوا يتعالون علي فقلت لهم : إن أجدادي كانوا مسلمين قبل سكان مكة والمدينة ، أنا لست فقيها لكن لي معرفة بالدين تكفيني. ولست ملزما بمعرفة تفاصيل في الشيعة والسنة والإخوان والسلفية ..أنا فقط مسلم هذه هي معرفتي الأولى بالانتماء للإسلام . الآن تطورت أمور فعرفنا الفروق بين الطوائف ففي البحرين مثلا تشكل الشيعة 60% وبين الشيعة والسنة فروق حقيقية يعرفها الباحثون قد لا تلزم العامة . أنا يكفيني أني مسلم أقوم بما يلزمني من شعائر الدين وأبحث مجتهدًا في حل مشكلات الوطن والمواطنين مثل الآخرين
وللناس المسلمين اختياراتهم فلا أحد يحجر عليهم ولغيرهم كذلك اختيارات ليس لهم حق الاعتراض على مواقف وخيارات الآخرين فالعلمانية مثلا خيار أرى أنه لا بديل عنه للخروج من أزمة التناقض الطائفي الذي عجز أن يجمع أنصاره ولأنه خيار يقر بالتنوع والتعايش ومع ذلك لا حجر على الخيارات الدينية إن يتشبث بها قوم آخرون ورأوا فيها خلاصاً وقصة “الحديث والحديثين ” من البخاري أوردتها ضد سلوك يتبناه بعض المتدينين لقمع وإسكات آراء واجتهادات مخالفيهم السياسيين.
وتهمة التحامل على الإسلاميين أسمعها كما كنت أسمع تهمة أن صالح قاضي مع المجاهدين.
وأقول للجميع : أنا مسلم لا أحد يزاود علي ولم اقصد الطعن في أي تنظيم اسلامي وأكره الاعتداء على الآخر المخالف
والإنسان عنده الحق أن يتجنب ما يفعله غيره أو يعتقده دون الخطاب المعتدي
أتمنى أن يقوم مقامي خطيب ديني يتبنى الخطاب المتسامح بين كل مكونات الشعب
مؤلفًا فأنا لست مفتيًا وإنما يدفعني للحديث حول مثل هذه المسائل السلوك المتطرف لدى بعض الإسلاميين الذي يشتت ولا يجمع المواطنين وأكيد أن الحديث لا يشمل غير هذه الفئة من الإسلاميين فالعدل يوجب الفرز بين معتدل منهم ومتطرف وهذه حالة توجد لدى كل القوى الفكرية إسلامية كانت أو علمانية أو غير ذلك.
13 – إذا طلب منك ترتيب أولويات العمل المعارض في رأيك .. ما ذا تقول ؟
هذا أكثر الأسئلة إلحاحاً. إن إزالة النظام هدف واحد لا يحتاج إلى ترتيب أولويات وإنما يحتاج إلى تركيز.بعض الناس عندهم وجهة نظر تقول :إنهم لا حياة لهم غير المعارضة السياسية والصحيح هناك مجالات كثيرة محتاجة عمل في الجوانب الثقافية والدينية والاجتماعية .. والمعارضة السياسية يجب ان ترفع نفسها عن مجالات متشعبة يمكن ان يتفرغ لها غيرها
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39824
نشرت بواسطة فرجت
في مارس 4 2017 في صفحة المنبر الحر.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
أحدث النعليقات