صدى منظمة إيثار وبعدها الإنسانى
بقلم / صالح ابراهيم أنجابا
RABIRA@LIVE.COM
الغرفة العربية وصلت ذروتها فى التفاعل والتناسق والإنسجام وتمثل ذلك فى لقاء إنسانى وكانت إيثار صاحبة الكلمة فى شخص الإستاذا سلطان ابا سلمان فكانت نافذة أمل للبسطاء والمحتاجين والإيتام .
ليلة سُطرت بمشاعر إنسان يتصف بالتجرد والإخلاص ونكران للذات ، فحقاً انها المشاعر التى نبعت من الإعماق ووصلت الى كل القلوب…
اللقاء كان بطله إنسان بسيط عقله يدرك عمق المعاناة وقلبه كبير يتسع لحب كل الإرتريين سواء كان مسيحى أو مسلم. إنه ابن ارتريا ارض اول المهاجرين ابا سلمان خادم منظمة إيثارالخيرية الارتريه .
العمل التطوعى ظاهرة إجتماعية وضرورة من أجل ترابط المجتمع وتماسكه وإزكاء روح الإخاء بين أفراد المجتمع .
المقيمين فى البلاد الغربية (استراليا ,كندا,بريطانيا الخ….) نحتاج الى ترابط وتواصل لأن المسلمين الإرتريين يعانون ألإقصاء فيما بينهم وذلك باللجؤ الى أكشاك القبلية ويحتمون بها الى درجة التطرف والإنذواء تحت سقفها ، لا مانع لبناء جمعية إجتماعيه إنسانيه فى إطار القبيلة ولكن عدم الغلوا والتحصن فى خيمتها لدرجة عدم التواصل مع الأخريين ، يجب نعمل لبناء قاسم مشترك فى إطار التعاون والتنسيق وثم دمج هذه الجمعيات فى إطار إسلامى أو وطنى عام ، وبذلك نكون أسسنا عمل إجتماعى شمولى ليمتد العطاء الى الارتريين المحتاجيين فى معسكرات اللجؤ فى كل مكان ..
وبذلك نعطى شحنة معنوية لكل الأفراد ونخلق جو من الحوار الهادف.
الهدف أبنائنا الذين هم أبناء بيئتهم ومن المستحيل التأثير عليهم بإسم القبيلة لأن تركيبة عقولهم وطريقة تفكيرهم تختلف عن عقولنا التى طغى عليها طابع العشيرة . مهاجرى الثمانينات والتسعينيات فى طريقهم الى الزوال وألاجيال القادمة من صلب أبنائنا سوف لا تعرف بلين أو ماريا أو ساهو أو أساورتا فلذا علينا ارساء دعائم العلاقات الأخوية ليبنوا جاليات مؤثرة فى تلك البلدان.
الصفات التى يجب أن يتصف بها المتطوع :-
*إخلاص العمل لله وحده.
*الإيثار والورع
*الصدق ألأمانة والنزاهة
*التواضع ومحبة الأخريين
*حسن التعامل والجدية
أولوية العمل التطوعى تبدو جلية حيث يقول الحسن البصري رحمه الله ( لأن أقضي حاجة لأخ أحب إلى من أن أصلي ألف ركعة ولأن أقضي حاجة لأخ أحب إلى من أن أعتكف شهر)
لقد توفرت وإجتمعت هذه الصفات فى شخصية سلطان ابا سلمان الذى أبكى الحضور فى الغرفة العربيه ومعظم الشباب عبر عن مشاعره وعدم إكتراثه من قبل لاخوانهم الذين يعانون فى معسكرات اللجؤ وكانت لفته بارعه منه.
ونتمنى أن نسير على دربه ويقول الشاعر:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبه با لكرام فــــــــــــــلاح
اللقاء شجعنى وبعث فِىَّ الجانب الإنسانى ، وعادت بى الذاكرة الى معسكرات اللأجئين حين كنت أعمل مع المنظمات الإنسانية منظمة IRCواخيراً YMCA التى قضيت فيها ثلاث سنوات فى معسكر الحواته .
فى تلك الفترة لمست عمق الجرح وعلمت مرارات اللجؤ وعايشت كل الالام وتفجرت أذنى من بكاء الأطفال الجياع وفهمت كيف ينكسر الرجال أمام جبروت الحاجة والفاقة وهذا ما يفعله النظام الطائفى حتى يركع الشعب الإرتري ، ولكن المشهد الذى إسترعى إنتباهى ولا يمكن نسيانه أن بعض المنظمات الإنسانية الإرترية التى ترفع لواء الإسلام وتتسول فى العالم العربى بإسم القضية الإرترية وتجلب المساعدات التى يتم توزيعها فى معسكر الحواته لقبيلة معينة واشخاص معينين دون حياء وعدم الإهتمام بمعاناة الآخريين دفعنى أكتب وارفع اللثام عن هذه الممارسات الشنيعة.
الأنانية والجشع وعدم الإكتراث بالأخريين وإنعدام الضمير وغياب الوازع الدينى أدى الى حرمان المحتاجين من خيرات المحسنين ، مما ترك أثاراً سالبه لدى أغلبية المكونات الإرترية .
المنظمات الغربية فى معسكر الحواته كانت تساعد كل محتاج مسيحى أو مسلم ، وأتذكر عندما نجتمع مع مندوب الYMCA كان يلح علينا أن نبذل قصارى جهدنا لمساعدت أى شخص محتاج دون فرز ويسألنا عن الأوضاع عامةَ والمستجدات فى المعسكر بشفافية ووضوح.
بينما أخواننا الذين يدعون الإسلام يخزنون المساعدات ليلاً ويوزعونها ليلاً.
نتيجة لهذه الأمور التى ذكرتها سلفاَ تركت لدى أثرسلبى فى مخيلتى وكنت لا أصدق أى منظمة إنسانية إرترية تعمل فى المجال الطوعى.
أتذكر طلب منى أحد الأخوان أن أتبرع لمنظمة تساعد اللأجئين الإرتريين وللأسف إعتذرت له بطريقة ما، لأنى تذكرت سلوك تلك المنظمات الإسلامية ، وهذا ليس من باب عدم التصدق ولكن لعدم المصداقيه والخلفية القديمة التى ترسبت لدي.
تلمست ايضاً فى أخر رحلة قمت بها الى السودان ما تفعله المنظمات الخيرية الإسلامية فى منح الفرص الدراسية والمساعدات لقبيلة معينة دون الاخرى.
الشئ الذى يثير إستغرابى ويشد إنتباهى هذه المنظمات المفترض تمارس المعقولية فى توزيع العطايا والمنح الدراسية لمستحقيها ولو باليسير وتراعى العدالة الإجتماعيه ولا تميز بين البشر ناهيك عن المسلمين . المسؤلين فى هذه المنظمات الخيرية يمارسون الجشع فى أقبح صوره وتسببوا فى تشتيت جهود المسلمين وأدخال الحقد والكراهية بين الفقراء والمحتاجين وتسببوا فى شرخ الصف المسلم بالممارسات الغير أخلاقيه.
الذكريات التى سردتها سلفاً قتلت روح الإنسانيه وأعاقتنى من التعرف على منظمة إيثار وخدماتها رغم الإعلانات فى كل المواقع الإرترية ولم التفت لموقعها حتى ارى المحتوى لأن الظواهر السلبية عمتنى من رؤية إيثار وإنجازاتها.
لقد غيرت وجهة نظرى يا أبا سلمان حياك الله وجزاك الله خيراً وربنا يجعل البركة فى كل خطوة تخطوها لأنك أحييت سنة ماتت ودفعت بالإنسان المسلم الارتري الى حب الخير والإنفاق والصدقات ، وهنا يحضرنى الشخصين الفاضلين أبو الرشيد وابو خالد (السودان) الذين يعملون فى خدمة المحتاجين.
وهنا اذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فى الذين أحيوا سنن ماتت . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء» رواه مسلم. فنحسبهم كذلك لقد أحيوا قضية منسيه وماتت بين الارتريين …
المسلمون فى ارتريا يحتاجون الى عشرة شخصيات مثل اباسلمان لهدم جبال من الإحباطات والياس الذى طرأ فى ساحتنا نتيجة للمارسات الخاطئة طيلة الخمسين عام الماضية. نحتاج لقيادات مخلصة تسير بنا خلال الطرق الوعرة ومتاريس القبلية النتنة والوصول الى بر الأمان ولا سيما نحن نمر بمنعطف خطير ونحتاج الى مثل هؤلاء النفر الصادقين ونحسبهم كذلك والله أعلم.
إذا صدقت النوايا ووتراصت الصفوف وعزمنا فى تغيير أنفسنا حتماً سوف سننتصر ويتغير حالنا ويتبدل بإذن الله .
نحتاج الى جهد جبار لعكس هذه القضية وضخ الروح فيها من جديد حتى تكون قضية الساعة لدى وسائل الإعلام العالمية والأجنبيه فهذه نقطة البداية ، فحمل لواءها ابا سلمان ونتمنى تجد الدعم والسند من كل ارترى حتى تصل الى رحاب العالمية ونحى قضية معاناة الارتريين فى السودان ، اثيوبيا ، اليمن …
شكراً لغرفة الحوار العربى التى بدأت تلعب الدور المنوط فى شتى الأمور المهمة التى تؤرق مضاجعنا . ونجومها الكواكب الفتيه التى تسهرمن أجل إرتريا : أسمر وكسلا وفليكس وهران وانجابا ودكرن وعواتى والخيال وعثمان ونذار قبانى وودبلد الناطق الصامت وسوتل وعمنا مصوع التاريخ والأصالة وصديقى مهدى فارس وولت مصوع وأم رتال صاحبة الكلمة الصادقة وكل الشبيبة.
أنتم الجيل الذى يقع على عاتقكم ثورة التغيير وبث الرسائل الوطنية الهادفة .
شعاركم يجب أن يكون لا للأفكار الضيقة ولا للإملاءات التنظيمه الفضفاضة ولا للقبلية ، نعم للحوار الهادف والبناء ونعم للوحدة والعمل لكشف النظام الطائفى وتقديم يد العون لكل المحتاجين.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=10273
أحدث النعليقات