صرخة من لا صرخة له
بقلم/ متكل أبيت نالاي
ما زال للحزن مليون حزن وللموت مليون طريقة رعشات الخوف موجودة بين الكبار والصغار أماكن حفلها هي ساوا وأقسام السجون المختلفة وبيوت الأشباح وويعا والمستشفيات والمدارس والمحاكم الخاصة الطارئة الخ.
بطل الموت هو الملك الذي جلس على العرش في عام 1991 أما الصيادون فهم وجو/ وفيليبوس/ وأبراها كاسا كلهم يقولون أنهم من الحماسين واليوم يضرب بهم مثل في الغباء في بلادنا.
لأنهم حينما وقعت الحرية في أياديهم لم يدركوا فلسفة هذه البلاد ولا قيمة تاريخها وتراثها فخربوا متاحفها الجميلة وقتلوا أبنائها في الشوارع والمساجد والكنائس والحدود, للأسف قتلوهم جميعاً بدعاوي واهية.
اليوم لا صباح في دولتهم دون نعي دون بكاء دون أيتام معظم الموتى في هذه البلاد يدفنون بدون كفن بدون صلاة وبأقل قدر من الضوضاء لا يمشي أحد ليشيعهم ولا يبالي العابر بهم
ولو قلبت الصحف لا تجد أخبارهم ,في نظر هؤلاء ليسوا بشر لا يستحقون خبر في الجريدة مع أنهم مقاتلون ولكن تأطّرت حياتهم هكذا بعد الاستقلال. فتاهوا في مهاوي الأرض وصنعت فيهم بيت الحكم قيود وأقفال التي لا تليق بمكانتهم التاريخية.
ما أصعبها من لحظات عندما لا يريد الاستقلال أن يتذكرك من أنت وكيف تعيش وما بك من هموم ومصاعب في الحياة.
أخيراً تأكد لي كل هذا العداء لا يمكن أن يكون دافعه جبهة التحرير. لاشك قرأت في أوراقهم منحنيات انتهازية وفي أفعالهم كثير من الحروف الحاقدة. لقد تمادوا كثيراً على الشعب الإرتري مزقوه بالغرامة والكفالة والسجن والبطش وتنكيل حتى تبلورت للناس اليوم أفعالهم الدكتاتورية.
والآن لا ندري تحت أي منطق يتم هدم الأحياء كاملة على رؤوس أصحابها وبدون مستحقات مالية وكأنهم من الأثرياء فالأحياء الفقيرة أصبحت باباً واسعاً تدخل منه هقدف لتشريد الناس ولتأخذ منهم أرضهم ومكانهم الذي أواهم سنيناً تأخذها بدون مقابل ( عيني عينك) مستعملة التهديد بالبدوزارات ليغادرون بيوتهم وذكرياتهم الجميلة والألم تعصر قلبهم وفيهم الأرامل والأيتام والعجزة نزحوا كلهم إلى أطراف المدينة لتباع مكانهم بأضعاف ثمنها للمغتربين دون أن يحصلوا على حقوقهم المشروعة.وكل يعرف على أكتاف هؤلاء قامت الثورة الإرترية ولكن الهاربون هم الذين يستوطنون الصفوف الأولى في المدن الحديثة وهم طلياننا الجدد وقنزماشنا المجددين وما على المقاتل الا أن يمد لهم سكة حديد ويوسع لهم الطرق ويكسر صخور المرتفعات أو يهرب من البلاد ليمنع المغترب أن لا يشتري داره وأرضه , لم يعد المستقبل في البلاد إلا لمن ينفذ بجلده أما المشاعر الوطنية لا تحل المشاكل بل هي الوهم الذي يحطم الشباب. يا ناس كيف يقاتل الشباب والحكومة تدمر دارهم؟ أنظروا الى سوء المعاملة التي يعامل بها المقاتل والشعب في الداخل ولا أحد يسمع شكواهم.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6855
أحدث النعليقات