صفِّقوا لرائحة السلاح
بقلم / عبدالوهاب حامد
من ضفاف المتوسط حيث تتكىء (( ليبيا )) بإعتزاز وشموخ فاجأنا ” كهال ” بإطلالةٍ جميلة فعطّر سماءنا(( برائحة السلاح )) ولا غرابة أن نعشق تلك الرائحة طالما بات السلاح يوماً ما خيارنا الوحيد لإسترداد هويتنا المغتصبة ..
هكذا إذاً فجّرت ليبيا مكامن الإبداع الأرتري كما فعلت ذلك من قبل حين أستصرخت أعماق ” أحمد سعد ” …
إني أريد هويتي ،، حريتي ،،
جنسيتي .
تصدى لرائحة السلاح أكثر من ناقد وكاتب عربي من ليبيا الى سوريا فتونس والسودان وقد أثنى الجميع على الرواية وتنبأوا لكاتبها بمستقبل عظيم والحق يقال أن أبابكر حامد كهال قد تفوق على نفسه في ذلك العمل وأعتلى قمة الإبداع ذلك لأن رائحة السلاح هي باكورة إنتاجه الأدبي وفي ذلك يكمن سر إستبشار النقاد بميلاد روائي أرتري يرجى منه الكثير في ساحة الإبداع العربي ..
وصف أحدهم الرواية بأنها سيرة ذاتية للكاتب ربما إستناداً إلى إسناد المؤلف دوراً لشقيقه ” كهال ” ما يضفي إلى الرواية سمة الواقعية ولعل ذلك التصور هو جزء من الحقيقة ولكن الأرجح أن (( رائحة السلاح )) هي سيرة ذاتية لكل الأرتريين فمن منا لم يجد نفسه بين أسطرها ؟
لقد بدد ” كهال ” عن سماءنا غيوم الكساد الإبداعي والثقافي بنشر رائعته في هذا التوقيت بالذات إذ ” فاحت ” رائحة السلاح في زمن اشتد فيه الحصار والإستعداء ضد الثقافة العربية في إرتريا فتاه ” عواتي ” في شوارع أسمرا ومشى فيها غريب الوجه واليد واللسان وهكذا تغربت الثقافة العربية وأضحت كنبت شيطاني تتبرأ منه الحكومة الأرترية وتسعى لإجتثاثه ..
في ظل هكذا غيبوبة للأدب والثقافة العربية في إرتريا تكون المطالبة بالتصدي نقداً لرواية كهال أو أي عمل إبداعي آخر نوعاً من المبالغة ، ذلك لأن الحركة النقدية في التعريف الثابت أنها لم تولد يوماً في أرضٍ بور فهي رديف لحركة إبداع وإشعاع ثقافي غير مكبل بقيودٍ أو رقابة،،
ولكن لا نظن أن مثقفي اللغة العربية الذين سوّدت أقلامهم الصحائف وبكوا كثيراً على أطلال الأندلس المفقود، لا نظن أنهم لا يجيدون التصفيق ففيما إحتفل نفرٌ من الأدباء العرب برائحة السلاح ورحبوا بها ضيفاُ كريماً في نادي الرواية العربية إكتفى ” كتّابنا ” ومثقفينا بالصمت ولم يحركوا ساكناً !
رائحة السلاح عمل إبداعي يستحق التقدير، فإذا كانت هنالك حقاً ثمة رائحة أخرى تفوح من هذه الرواية غير رائحة السلاح كما يقول الأستاذ محمد عوض فهي بلا شك ” رائحة الإبداع ”
فالتحية لكهال ولكل المبدعين في إرتريا .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7226
أحدث النعليقات