طائر من الحزن الاول
طائر من الحزن الاول
2010 القاهرة
الطائر الازرق يُحدق على السديم،
يَتَرنحُ كمن به شهوانية،او غَصَةِ دفينة،
يهتف متكاسلا ايها المجتمع المصدوم،
ثم يستغرق فى فرح ويترك فراغا،
يؤشر ليستفيق:
ليس العَيبَ فيهم والحُمقَ فينا؟
وحتى ان حلما ازرقا هادِ – ليس لنا- يمسى حنينا زائفا،
نَتَشَبْسُ بالجملة والتفصيل،
الالوان نفسها متنافرة،
الروائح نفسها متلبدة،
فان تلك الرائحة العفنة ربما توازى رائحة زهور الرنفل ،
او ربما البحر يلفظ على شواطئه جواهره،
فلنطرح الاسئلة والبائد السكوني،
او يبتلعنا برائحته الصندل والثوم،
لاباركه بندمى المتكرر…
كل مرة …. ظنى تركتُ جُرحى وراء الاسوار،
لكنها تركدُ خلفى كجوهرة ثمينة،
الاسماء لاتعجبهم،
الالوان لا تشبعهم،
ولا يعجبهم الانفلات الى الجحيم.
الماساة هنا،
حين يصنعون التراهات لتغطية الصمت،
اشعر اوقاتا بالانتماء المزيف،
واشعر مرات انى من زمن بائد،
انه من زمن سابق حين شهقت اول مرة،
حين لامست قدماى دقدقته بردا وسلاما،
قلت دعنا نتزاوج فحجارة البحر لا تشبه حجارة الارض،
حين الامتداد على الافق زداد اتساعا،ضاقت المُقل حلما نحو السفر،
هذه باضع تنساق نحرا،
تتابط التوجس منذ رحلت اخر مرة،
تتوالد كاشرعة امام الرياح والمحار،
تغور كخنجر مشرشر،
فلا تدرى سترحل ام ستبقى ان لم يبتلعها الورد،
ان تترامى زرقة الماء والسماء،
كأنه صمتا ينخل من مصفاة احساسى،
واتساءل؟
اين هذا البحر حين كان توالدا،
تواليا،
تهاديا ،
وامتدادا،
ثم يَسمُنى انماط الذل الممتدة،
تتلصص فى ذاتى النفسية،
ذاتى الحقيقية مكدسة بالمظالم،
مرغما ارسى للتيه اشرعة اخر.
صوت وصمت وصلاة،
كخفة الطين عندما يجف من دموع المطر،
يمقتنى الاجوف حين يتساءل،
كيف ارث هذه الدموع،
ننكس المنتكس الازرق،
نجرجر المندحر الازرق،
ونخلى السماء بزرقتها،
مدفونة في ليل الاوهام وبهجة الالوان،
نبتة شيطانية تابى الالتام،
على نزيف الروح ومما دفعنا من حنان،
ما اغدقنا فيه حتى النسيان،
ما لعقنا مرارته حتى الغثيان،
ما صبرنا من اجله حتى الاغماء،
ما بالهم يريدونها سريعا،
انى اخاف بنفسج الماكونيا وهو يسرع الهشاشة لموتنا،
يفعلها مرتين امثال (اف-لقيتاى)* فى عتمة المتاهة،
ويرقص فى الاوحال،
لم …. ولن يصل الى نخاع النضوج ابدا،
وعنى سيقال…
سيقال بالامس مر من هنا الازرق بصدقه المنكر…
———————
* ماكونيا نبات يقتل بظله النباتات الاخرى ويعمل على هشاشة التربة ومن ثم انجرافها
*كناية بلغة التغريت لقول الشاعر ودجعيف/ وتعنى حرفيا فم العجل ، واتخذها الشاعر بمدلول غباء واستهتار احد قادة الجبهة
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9795
أحدث النعليقات