طائفية النظام امام قبليتنا
محمود طاهر / زيوريخ
25/02/2014م
يطرب الكثير منا عند سماع واطلاق صفة الطائفية على نظام الاستبداد في اسمرا، والبعض يعتبر عدم ذكر هذا النعت في كتابات بعض المعارضين التي تتناول الوضع الإرتري تحيزا لصالح النظام، لأننا ننظر للأمور بمنظار الابيض او الأسود، مهما كانت الاسباب والمبررات، وكأن اطلاق هذه الكلمة يضعف موقف النظام الخائف على سمعته، في حين نغرق معارضةً في شبر القبيلة .
لذلك علينا ان ننظر للأمر بموضوعية وعقلانية دون اطلاق مثل هذه الاوصاف على عواهنها فمسألة طائفية النظام من عدمها يجب ان لا تأخذ كل جهدنا وتفكيرنا لان النتيجة واحدة، بل يجب ان نركز جهودنا ونقاشنا في كيفية ايجاد قواسم مشتركة تخرجنا من عنق الزجاجة ، وان حالنا لا يختلف عن حال كل الديكتاتوريات المستبدة التي لا تستشير شعوبها او طوائفها في هذه الخيارات الكارثية، وانما تضعهم امام الامر الواقع، وتجعل من طوائفها وقبائلها رهينة لطموحات شخص مريض وصل صدفة او خسيس تسلق مكراً الى سدة السلطة، وعند ما تقوم هذه الانظمة بهذه الخطوات الغير اخلاقية انما تقوم بذلك تثبيتا لأركان سلطتها وليس حبا في ابناء جلدتها، ولان عدم قدرتنا على مناقشتنا لقضايانا المصيرية بطريقة شفافة وموضوعية بيننا، وصلنا الى مانحن عليه الاَن من انحدار مستوى تمثيلنا من الطائفة والتي هي اكبر الى مستوي اقل واكثر خطورة الا وهي القبيلة، وهو ما نعايشه في الوقت الراهن على ارض الواقع، والذي جاء نتيجة للعجز وعدم القدرة في الخروج من دائرة الشك حول الاخر، فاستبدلنا الحوار والنقاش بالتحريض والنفخ على وتر المظالم بطريقة ذرائعية لتحميل الامر طائفة بعينها، ومن ثم دخلنا مرحلة اخرى جديدة من خلال تحميل كل قبيلة لأخري مسؤولية ما الت اليه اوضاعها .
فلو نظرنا الى الامر سنري كيف استفاد النظام من نشر هذه الروح العدائية بيننا من خلال اشاعته لعدم الثقة بين المكونات المختلفة، في الجانب الاخر ادى التجييش المصاحب لكتاباتنا ونقاشاتنا (الدكاكيينة) المنغلقة الى مرحلة مخيفة من العداء وعدم التعاطف عند نكبات بعضنا، ففقدنا انسانيتا التي تحتم علينا التعاطف مع الانسان بعيدا عن دينه او عرقه او انتمائه السياسي، فقدنا هذه الخصلة التي تمثل جوهر كل الاديان والنظريات، فاصبحنا ننظر لجثث من غرق في البحر الابيض المتوسط ولصور من عانى الامرين من تجارة البشر في صحراء سيناء بطريقة تحس فيها التشفي من هؤلاء الضحايا في ماَسيهم الانسانية، نتيجة لتبلد الاحساس الذي غدته كتاباتنا ونقاشاتنا، فلوكان الديكتاتور يهتم لأمر طائفته لما حدثت كل هذه الكوارث وغيرها لأبناء جلدته، فكم من شخص منا تعاطف مع غرق هؤلاء الضحايا؟ مقارنة مع كم منا قال (الله لا جاب باقيهم )، فالإنسان اصبح عندنا رقما ليس ذا قيمة، يفتقد التعاطف ويكتسبه من خلال طائفته او قبيلته وهذا بالضبط ما تسعى اليه الانظمة المستبدة في دق اسفين الفرقة بين المكونات، لإطالة امد بقائها من خلال سياساتها الطائفية او القبلية كانت، فلو كان النظام اراد لهم غير ذلك لقام بأبسط شيء وهو القبض على عصابات الاتجار بالبشر والتي اتهمت تقارير اوربية بتورط النظام في ممارستها والتكسب من ورائها، أي انه يتجار فيما نعتبره بانه حامي حماهم، من ناحية اخري اكثر من يغذي خزينة النظام بالعملة الصعبة هم المسلمون المنتشرون في منطقة الشرق الاوسط، والتي تمثل منطقة كثافة للجالية الارترية المسلمة، وهذا ليس برضاهم ولكن بسبب حملهم للجواز الإرتري، هل يمكن ان نعتبر هؤلاء مجرمون ايضاً ؟ ام هم ضحايا ايضاً ربط النظام لقمة عيشهم بدعمه مادياً؟؟؟
فعودة الجميع الى حضن القبيلة او استنساخ نفس التجربة وان بطريقة مغايرة لا تؤدي الى دولة المواطنة والعدالة ابداً، ولا يمكن ان تعيد حقاً سلب ، بل هي تخدم النظام اكثر مما تنفع قوى المعارضة، لما تتسب به من شروخ مجتمعية اكبر بكثير من الطائفية، فلو افترضنا ان الطائفية قسمت المجتمع الى قسمين، فما هي النتيجة التي ستوصلنا اليها القبيلة؟ بالطبع اسواء وافضح فالتشظي سيصيب حتى هذه القبائل بما يحولها الى عشائر وبطون متناحرة، وهذا المصير هوما يخشاه الكثير من الارتريين لذلك تجدهم يقفون ضد المعارضة، وفي احسن الاحوال يختارون ا الحياد السلبي .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=32924
الأستاذ مهاجر أحمد لقد فتح عليك الله بما كن نريد قوله في هذا المقام .. ولم نستطيع إجماله في جمل مختصرة كما فعلت فشكراً لك وانت تحاول تفتيح تلك العقول المقفلة بالفولاذ . نعم كلمتك المختصرة ستكون درس العمر للبعض الذين عنيتهم ..
القبلية لاالقبيلة
مقال رائع وجميل وطرح افكارا في غاية الاهمية ومع ذلك ردود العبض كانت خارج السياق وهنا يحضرني قول القائل
أقول له: عمرا فيسمعه سعدا *** ويكتبه حمدا وينطقه زيدا
انظر عم ماذا يتحدث الكاتب القبلية وليس القبيلة
قرات المقال لاستخرج منه كلمة “قببيلة ” فلم اجد الا ” القبلية ”
ربما البعض اختلط عليه الامر فقرأها قبيلتنا وطائفيتهم “فانبرا للدفاع عن امور مسلمة لايختلف فيها اثنان ولم يتطرق اليها الكاتب لانها معروفة نضالات كل القبائل ممجتمعة و كون القبيلة مكون من مكونات المجتمع المقال تحدث عن القبلية بمعنى العصبية التي تدمر الاوطان والتي هي دعوى الجاهلية وفرق بين الاثنين
الكاتب تحدث بلغة الجمع لاحظ قوله”علينا ان ننظر .. ولو نظرنا .. فقدنا مصداقيتنا … عدم قدرتنا.. حتى العنوان يخاطب الجميع قبليتنا و… ومع ذلك كانت ردود البعض مشاريعكم ومشاريعنا رأيكم ورأينا وانتم ونحن الخ
المقال فيه الكثير ممايمكن ان يفيد ولاكن وقف حمار الشيخ في العقبة عقبة القبيلة
(وان حالنا لا يختلف عن حال كل الديكتاتوريات المستبدة التي لا تستشير شعوبها او طوائفها في هذه الخيارات الكارثية، وانما تضعهم امام الامر الواقع، وتجعل من طوائفها وقبائلها رهينة لطموحات شخص مريض وصل صدفة او خسيس تسلق مكراً الى سدة السلطة،)…..!!!!!
ما كتب أعلاه يمثل قمة الفهم الذى يحتاجه من يتعاطى السياسية ويسعى للتخلص من نظام قمعى ؟؟
الأستاذ /محمود طاهر كتبت كلاما مختصرا يمثل ركيزة التعاطى السياسيا وفهما متقدماً لكن فلتعلم كل من يعارضك هنا فى فكرة المقال له غرض ينطلق منه فالعاقل وصاحب الرأى الحصيف يقف مع فكرة المقال لأنها فكرة تخلصنا من مستبد عانى ويعانى الكل من ويلاته وعذابه
… بوركت خطواتك وأمضى قدما تتحس الرؤى السليمة للمساهمة فى إنقاذ شعب ووطن
احسنت اخي الكريم/ محمد عمر مسلم ؛ والذي يحزنني ان اري احدنا نحن (المظلومون و المنتهكة حقوقهم الانسانية) بسبب الطائفية المتطرفة ؛ ان اري هذا الاحاد يلتمس التبرير و التهوين لجرم بيّن مرة بعدم إثارة النعرات الطائفية و اخرى بعدم زعزعة الوحدة الوطنية المفقودة والآن بمقارنة مائلة ( بين الطائفية و القبيلة ) .
حقاً أنها محنة و كرب فظيع ؛ لي كلمة للاخ المناضل المخضرم / محمود طاهر ؛ اقول له ناصحاً ؛ ادعوك ان تقرأ مقالة لسميك الاخ محمود عمر( العلاقات الارترية الاثيوبية بين مكايدات النخب و تواصل الشعوب ) والتي بيّن فيها خلفية تاريخية مهمة واخرى حاضرة للمسألة الارترية وكيف يفكر القوم ( في مجملهم ) سابقاً وحاضراً مصطفيا صفاً واحد خلف رآية الطائفية و هم لها مخلصون .
القبيلة مصطلح أصيل في المجتمع له تأريخ وجذور ومعاني ودلالات قد لا يعرفها البعض فلم يعرف في تأريخ إرتريا أن كانت القبيلة يوما خطرا أو خصما للمشروع الوطني بل كانت حاضنته الطبيعية التي ترعرع في أحضانها، والدخيل في المجتمع هي النزعة الشيفونية الإقصائية التي أجهضت المشروع الوطني الذي قامت عليه جبهة التحرير، فليس من العدل المساواة بينما هو أصيل ودخيل مدمر في المجتمع ،، فأصحاب المشروع الطائفي صوروا القبيلة على أنها شر محض لأسباب ودواعي باتت معروفة للشعب الإرتري، وللأسف هناك اليوم من يحاول أن يقنعنا على أن القبيلة هي أخطر من النزعة الطائفية الحاكمة على الوحدة الوطنية، أقول لهم قديمة فلن نلدغ من جحر مرتين، فالمعانات التي يعيشها الشعب هي بسبب النزعة الطائفية والشيفونية للطغمة الحاكمة والشمس في رابعة النهار لا تحتاج إلى دليل ،،، هناك من التنظيمات ما هو جهوي أو قبلي، وهي نتاج طبيعي للممارسات الطائفية للنظام تجاه تلك المكونات ،، وأنا أجزم بالقضاء على النظام الشيفوني سوف تتلاشى التكتلات الجهوية من الساحة، لذلك أرجوا أن لا يكون حال البعض عند تعاطه مع المشكل الإرتري كالذي يخلي سبيل الحمار ويضرب بردعته، اقطعوا رأس الأفعى وعندها سوف تتعافون من مخاوفكم المزعومة من القبيلة، أما الشريك المسيحي إن كان ينزعج من وصف النظام بالطائفية لأن ذلك يشعره بأذى نفسي فما عليه إلا أن يعلن أمام الشعب براءته من النظام من خلال نخبه المؤثرة والفاعلة في ساحة المعارضة وعندها نقول ولا تزروا وازرة وزر أخرى، أما إذا هم استمروا على مراوغاتهم وصمتهم المعهود حيال ما يقوم به النظام فليتحملوا تاريخيا ما يأتيهم مقابل هذا الصمت المريب،، إذا لم يحرك الشريك المسيحي ساكنا تجاه النظام وآثر الصمت والمراوغة للحفاظ على مكتسبات يرى أنها تحققت له في ظل النظام الشيفوني، عندها لا يحق لأحد أن يطلب من الشريك الضحية أن لا يدافع عن نفسه بأي شكل أو لون كان وإن لم يرق ذلك للبعض لأن ذلك حق مشروع ،
يا اخي العزيز ياليتك التزمت حيادك السلبي بدلا من قول ما لا يقال….انا لا ادري اي قبيلة اضطهدتك وحرمتك من ثقافتك واستولت على ارضك وتركتك تعيش ذليلا في معسكرات اللجئين؟ احترم عقولنا يا اخي. اذا كان هذه تبريرك لتمرير اضطهاد الدكتاتورية للطائفية .فابحث غيرها بدلا من ان تقارن النملة بالفيل.
مناقشة قضية المصطلح مهمة جداً لكونه يتعلق بتوصيفات وبتعريفات محددة للقضايا المعنية علمية كانت اوسياسية أو إجتماعية .. الخ . بالنسبة للنظام الإرتري يحمل الكثير من كل صفة ذميمة يمكن تصورها ولا يمكن تعين صفة بعينها وإلصاقها به . المحك هنا ليس في صفات النظام وصوره بل المحك هو هل المعارضة قادرة علي تنظيف نفسها من النقائص الذي تحدث عنها المقال أم ستعجز وبالتالي ستفقد رصيدها لدي الجماهير التي تراهن علي مساندتها لمشروعها المعارض . هنا يأتي دور القوى الوطنية الحية في المعارضة لتلعب دورها الطليعي في تنقية صفوف المعارضة عبر التوعية والحوارات المفتوحة مع التيارات والحركات التي تتبني بوضوح النهج القبلي والطائفي الذي ورد في المقال .
ولكن يا اخي الكريم محمود/ يظل توصيف النظام الحاكم وعلي راسه المعتوة اسياس بانه نظام طائفي امر ينطق به النهج الطائفي الذي خطه النظام لنفسه لإدارة الوطن وكل مناحي الحياة فيه ؛ و بغض النظر إن كان ذلك مفيداً تماماً او نصفاً او ربعاً لتلك الطائفة فالمر مؤكد و مدعوم بإحصاءيات رقمية حقيقية لا يمكن القفذ فوقها ؛ اضف إلى ذلك واقع التهجير و الإحلال لمناطق المسلمين (مدن و قري وسهول ) لسكانين جدد من الطائفة إياه تاكيد اخر ؛ و الآ يكفي ان يحدد النظام الطائفي حركة المسلمين داخل الوطن و يطلق نفس الحق للطائفة إياه؛ ما قلته صحيح و اعني ان النظام الطائفي الدكتاتوري لا يهمه احياناً ( احياناً ) اذي وحتى موت ابناء جلدته وقد يساهم ايضاً الاستفادة من ذلك بشكل و اخر ؛ ولكن يبقي التشخيص الصحيح للمسألة الارترية سابقاً وحاضراً بأنها ضحية للطائفية المقيتة ؛ وعليه يستوجب علينا أن نقف وقفة تأريخياً و نقولها بشجاعة ودون تردد وخجل ( النظام ورئيسه طائفي و ما الدكتاتورية إلا آلية تنفيذ لا اكثر) وعلي ان يتقدم الصف النخب من ابناء الطائفة المسيحية و يصدعون بهذه الحقيقة ؛ و إلا فالعاطفة اخي الكريم و تجاوز الحقائق لا يزيدنا إلا خبالاً و خسة .
مقالة مهمة وجديرة بالإشادة علي الرغم من تحفظها الشديد ووقوفها عند العموميات دون الإقتراب من الدوامات التي يثيرها القبليون تحت تسميات ولافتات سياسية مبهرجة . نعم نعت النظام بالطائفية فيه الكثير من الشطط والمصطلح في حد ذاته اعتقد انه كارثة سياسية كبيرة بسبب من مساهمته بيدفع ضعاف النفوس للإلتفاف النظام . هذه الحالة توضح كيف أن الجهلاء من مصممي الشعارات ومروجيها يخدمون النظام دون دراية . المسألة الآن قربها المقال بطريقة تساعدنا علي الفهم والمطلوب تطليق هذه المصطلحات والإهتمام بالإغتسال من أدران القبلية التي ظلت علي الدوام تتصادم مع المشروع الوطني والعمل النضالي وتعمل علي تحريف مساراتهما .