طائفية النظام ومشروع بناء الدولة الإرترية (2)
عبد الرحمن طه النور
” معظم الأحيان تكون “الطائفية” السياسية مكرسة من ساسة ليس لديهم التزام ديني أو مذهبي بل هو موقف انتهازي للحصول على “عصبية” كما يسميها بن خلدون أو شعبية كما يطلق عليها في عصرنا هذا ليكون الانتهازي السياسي قادرا على الوصول إلى السلطة. إن مجرد الانتماء إلى طائفة أو مذهب لايجعل الإنسان المنتمي إلى تلك الطائفة طائفيا ، كما لا يجعله طائفيا عمله لتحسين أوضاع طائفته أو المنطقة التي يعيشون فيها دون إضرار بحق الآخرين، ولكن الطائفي هو الذي يرفض الطوائف الأخرى ويغمطها حقوقها أو يكسب طائفته تلك الحقوق التي لغيرها تعاليا عليها أو تجاهلا لها وتعصبا ضدها “.
فى مداخلتى الأولى تعقيبا على مقال (الصراع فى ارتريا ليس طائفيا ) للاستاذ فتحى عثمان ، علقت عليه بـ : حقيقة أم تمنى . والتي ركزت فى متنها على الموضوعيه التى يجب ان نناقش بها مثل هذه القضايا ، حتى لايسقط الرأى فى متاهة الاستفزاز الذى قد يدفن الفكره ويحرمنا من الحوار أو ينحرف به .
بالعودة الى الموضوع الذى أراه مهما فى التأسيس لفكرة المقاومة أو( المواجه الشاملة ) اقتباسا ، ولإعادة بناء مشروع الدوله الذى انحرف بانحراف المشروع الوطنى على أسس العدالة والديمقراطية ، وصون الحقوق وتكافؤ الفرص ، دون تمييز أوتلوين أو إقصاء لجميع المكونات الطائفيه و الثقافية ، الاجتماعية، الاقليمية أو على أساس الجنس .
هل النظام طائفى أم لا ؟؟
أخذ هذا السؤال فى مناقشته جزء كبير من لقاءات المعارضة ، وكان من الاجنده الدائمه بشكل مباشر أو غير مباشر. وكنت كغيرى اعتقد اننا نضيع وقت ثمين فى قضية لا تستحق ، وقد يكون هذا رأى اغلبية القراء ، وكنا نغلق عليه بجمل كثيره ومبررات لاتحصى ، بهدف التقدم لقضايا اخرى اكثر اهميه. والحقيقة المفجعه اننا كنا نعود ونصطدم باثار هذه القضية ، والتى تتجلى فى أزمة الثقة ، العقبه التى تتحطم عليها كل محاولات العمل المشترك .. وكان لابد ان يكون كذلك ، لان منطلقاتنا فى كثير من الاحيان مختلفه باختلاف تقيمنا ووصفنا لمايحدث ، وعليه تختلف رؤيتنا ومواقفنا ، وتنحرف خطانا بعيدا عن بعضنا البعض . والسؤال الذى يتبادر الى ذهنى بإلحاح حتي متى سيتم دفن هذه القضايا ؟؟ وهل لنا مصلحة فى ذلك كإرترين ؟؟ لماذا نخاف ؟ ونحن نعلم ان من يمارس هذا الجرم هو من ينبغى ان يتهم و يخاف !؟ فإذا كنا نظن ان ممارسة الطائفية يشترك فيها جميع المسيحيين ، كيف سنؤسس لشراكة وطنيه إذا ، دون وضع حد لهذه الطائفيه ؟؟ وإذا كان من يمارس هذا الجرم مجموعة متطرفه ، انحرف بهم المسار نحو مصالحهم ، يستخدمون الطائفية كلعبه وواجهة يحتمون بها ، وليس لطائفتهم فى ذلك يد ، إذا لماذا لا تكون مهمتنا كوطنين فضح هذه الجريمة فى حق الوطن ورميه بقوس واحد ؟؟ وإذا لم تكن هناك طائفيه وهذا مانتمناه ، لماذا تأخر التغيير الذى نناضل من اجله ونحلم به ؟
وأجزم اننا لن نخسر شيئا من فضح النظام ، ولن ننجر نحو طائفيه يقتل فيها بعضنا بعض ، وهذا رهان التاريخ والحاضر والمستقبل . إذ أن ما نطرحه يندرج فى المقام الأول ضمن حرصنا المشترك على اللٌحمة الإرتريه واستعادة الثقة ، وبناء وحدة وطنية أفضل ، تقوم على قبول كل مكون بوضعه وحقوقه على أسس عادلة ، ليس هناك من عليه الرضوخ والخنوع لأي سبب ، وآخر مستعلى متجبر.. وبالعودة الى التاريخ الذى نراهن عليه ضمن الحاضر والمستقبل ، نجد ان الآباء المؤسسين للرابطه الإسلاميه ، لم يجدو حرجا فى تسمية كيانهم باسم إسلامي ، كإطار تنظيمي يجمعهم ويعبر صراحة عن رفضهم للطائفيه التى مارسها حكام اثيوبيا عبر عصور مختلفه ،ولم يقبلو بالتحريف أو التلوين فى كياناتهم . وفى المقابل لم يجد الآباء من المسيحين ، حرجا فى التضامن والتماهى مع هذا الحق أيضا ، و اتحدوا في كتلة استقلالية وطنية واحدة . ولم يفكروا في انكار اي مكون ، او تلوين أي طائفة ، وتقبلوا المعطيات الواقعية والتاريخية القائمة ، وعلى هذا الاساس المتين بدأ المشروع الوطنى الإرترى .
وتأسيس على ذلك نقول ان من ينظرون للمشهد السياسي المعارض ومكوناته المتعددة التوجهات ، بالطائفيه والقبليه فى ظل هذا الوضع المنحرف ، إنما يتهمون المشروع الوطنى فى أساسه ، ويحاولون تغيير تاريخ التعايش الارتري بافكار غير واقعية ، أو رؤية غير موفقة أو سليمة ، لا تمت للوضع الارتري بأي صلة من قريب او بعيد ، ويقطعون بذلك الطريق نحو بناء الدوله الوطنيه على أسسها الصحيحه ، والتي قامت عليها فكرة الآباء المؤسسين بأن أرتريا للأرتريين ، وأول مطلب للتقويم والتصحيح والاستنهاض نحو استعادة المشروع الوطنى وبناء الدوله الارتريه هو الاعتراف بازماتنا وعرضها على طاولة التشريح السياسى ووضع حلول جذرية ، وليس من المسؤوليه الوطنية الابقاء او تجاهل قضايا بهذا التأثير العميق فى الحاضر والمستقبل .
رأس النظام وأتباعه يتقيؤن طائفيه !!
قبل الخوض فى اثبات وجهة نظرنا ، يجب ان نؤكد على حقيقة هامة حتى نكون متصالحين مع الجانب الإيجابى فى طرحنا . عندما نقول النظام طائفى مسيحي ، فإننا نقصد النظام وأعوانه وليس غيرهم ، وليس بالضرورة اننا نعنى كل المسيحين كمكون واسع فى ارتريا . وذلك كقولنا ان الدواعش مثلا أو الشباب الصومالين مسلمين ولكن ليس بالضرورة أنهم يمثلون المسلمين فى هذه الاقطار . وحقيقة اخرى ندركها ونضع لها كل اعتبارا ، ان هناك احفاد للأب الرأس تسما ورفاقه من إخوة لنا لايقلون حماسا وتجردا فى مقارعتهم للنظام ، يتجرعون معنا الظلم والتنكيل ، ويخافون على الوطن ووحدته ، ولانشك فى فهمهم لمقصدنا المعلن .
وبما ان طائفية النظام تحدث فيها الكثيرون باسترسال ، وبطرق اكثر منهجيه ، والبعض يقر بها كمستوى من مستويات الصراع ، ويختلف معنا فى ترتيبها الاولوياتي . اجد ان هذا يعفيني من الاسهاب والتحدث عن تاريخ نشأة النظام واهدافه المعلنه فى وثيقة – نحنان علامانان – وسلفى ناظنت ، ومواضيع التعبئه المعلنه والمستتره ، ومصادر التمويل وغيرها من قضايا تتعلق بمرحلة الثورة . واركز على ما يناسب فكرتى ، واقف على السياسات التى اتخذها النظام منذ الاستقلال .. قضايا الأرض فى المسكن أو الاستثمار والانتفاع بما فى ظاهرها وباطنها من ثروات ، وسياسة الاستيطان الممنهجه فى مقابل الحؤول دون عودة اللآجئيين. وعلى المستوى الإجتماعى مشروع التقسيم اللغوى والقوميات ومسمياتها التي وحد بها مسيحي المرتفعات فى مقابل تشرذم المجتماعات المسلمه. طغيان الثقافة المسيحية تحت غطاء التقرنجة فى مقابل وأد اللغه العربيه وثقافتها ، ساوا ومشروع صياغة المجتمع الجديد . التعليم ومناهجه . شغل وظائف الخدمة المدنية والعسكريه ، وجميع الاجهزه النظاميه والامنية من الوزير الى الغفير .الاقتصاد وسياساته وقوانينه ومنظومة المصارف .
فى اتجاه آخر نجد أن النظام نكل بالطوائف الجديده من المسيحين ، شهود يهوه ( الجهوفا) والمعمدانيه ( البينطى ) . وقبل ان يؤخذ هذا شاهد على عدالته فى ظلم جميع الطوائف ، دعونا نسأل ماهى دوافع النظام فى قمع واضطهاد هذه المجموعات ؟ هل تتعلق بقضايا وطنيه او سياسيه ؟ أم النزعه الطائفيه للنظام التى املت عليه ضرورة الحفاظ على نقاء وصفاء مايعتقده وتوهمه انه سوف يكسب بذلك رضاء الكنيسه .
المتابع لهذه السياسات والممارسات بتجرد ، لن يجد اننا نتتبع هفوات وسقطات جاءت بالصدفه فى سبيل تعزيز النظام لحكمه ، ودون إجهاد للفكر ، سيجد انها سياسات ممنهجه مقصودة ، تغطى على جميع القضايا فى شمولها ، وهى المنصه الرئيسيه التى ينطلق منها ممعنا فى استلاب حق طرف واحد ، فى هكذا وضع كيف يمكن تبرير هذا الفرز ؟؟ هل الديكتاتوريه والشيفونيه والشموليه وغيرها من نظم القهر والبطش تمارس هذا الفرز فى الاضطهاد ؟؟ .
إذن نحن سواسيه فى جميع جرائم النظام ، إلا فى هذه القضايا والتى تشكل أس المشكله .. وتجعلنا كغيرنا نجزم ان قاعدة الصراع التى تبناها النظام ، ويوهم بها مجموعته التى مافتئت تقتات من فتاته الفكري ، لتشكل السياج البشرى الذى يحميه ، وتتكسر عندها جميع محاولات التصحيح من الداخل والاختراق من الخارج . بماذا يغذى هؤلاء ؟ ماهو الرهان الذى يراهنون عليه ويتفقون حوله ؟؟ قطعا ليست الوطنية ! فكل محاولات الوطنين من مسلمين ومسيحيين تصدى لها هؤلاء ، وإذا كانوا وطنين لأدركوا منذ اللحظة الاولي ان مايحدث لوطنهم لايمكن ان يقوم به وطنى على الاطلاق . هل هى مصالحهم من معايش وامتيازات ومكاسب على الارض ؟ اليس بسط اياديهم للسلام ضمانة اكبر من انتظار السقوط الثورى . هل ضعف المعارضة وتشرذمها هو مايغريهم للمضى فى غيهم ويعمى ابصارهم ، دون النظر الى مايمكن ان يحدث من طوفان شعبى ؟. اسئلة كثيره والحقيقه دائما ان هناك سياج اقوى من كل الروابط ، يدفع افراده الى التضحية بالنفس والمال ، كما نشاهده من طائفيى الخارج ، وفوق كل ذلك التضحية بالوطن . هل هناك رابطه اقوى من العصبية الطائفيه يمكن ان تقوم بكل ذلك ، وهل نستبعدها وهى ماثله امامنا لاننا لانريدها ؟ فيما يظل النظام يحتمى بها ويتغذى عليها ويضعفنا فى المقابل .
الغايه من هذا السرد والملاحظات ليس إنتزاع الاعتراف بها والاعتذار عنها ، لان مرتكبها ومن تواطئ معه لايعفيه الاعتراف والاعتذار من المسآءله والمحاسبه ، ولاننا ندرك ان الكنسيه لم تعمد النظام لهذه المهمه وتبارك سياساته هذه ، ولقناعاتنا أيضا ان مثل هذه الاجندة يستحيل ان يتفق عليها مجتمع بكامله ، وانما هو طرح لنخب ، كعادة من يتوهمون انهم يفيدون انفسهم ومجتمعاتهم بضمان مستقبل افضل ، لهذا غاية مانريده هو التبرأء من هذه الخطيئه الدينيه والوطنيه ، ومن ثم التضامن مع اشقائهم فى الوطن . ولانسعى الى ايجاد رافعة متوهمه تدفع بالمسلمين الى مقارعة النظام وتوحيد صفوفهم وتشد من عزيمتهم فالحقيقة الماثلة تستدعى ذلك واكثر.ونروم ذلك قبل كل شيئ من أجل ترميم الوحدة الوطنيه التى تتداعى ، واستعادة الثقة التى تحول دون توحد معسكر التغيير الديمقراطى ، لننتقل بعدها الى مرحلة المواجهه الشاملة واستعادة الوطن .
دعونا نتفق كحد أدنى وبروح وطنيه متصالحه مع الواقع ، ان النظام يلعب بالطائفيه لحماية سلطته ، وهو غير معني البته بمصالح غيره ، ودعونا ايضا نتفق انه يستخدم هذه الفزاعه لشق معسكر المعارضه وإحباط كل مقاومة ( وليس هناك ادل من اتهامه لمن كانوا وراء محاولة فورتو الانقلابية بانهم اسلاميين ) ، ويخيف العالم بأن سقوطه سيخلق فراغ يجلب معه فوضى … اليست هذه اللعبه التي تخدمه فى إطالة أمد بقائه فى السلطه ، فى المقابل ماذا سوف يحدث عند كشف هذه الحقيقة ؟؟..
إذا كانت هناك حقيقة واحدة تخيف اسياس والنظام ، وتهدد سلطته وتسلطه ، هى اكتشاف من يشكلون له السياج الذى يحتمى ويتستر من ورائه هذه الحقيقه . حقيقة انه يتلاعب بهم ويبيعهم الوهم الزائف ، حقيقة انه لامصلحة لهم فى وطن لايسع للجميع ….
فلنتحرر جميعا من مخاوفنا ونقف فى خندق واحد ، ونعلن زيف النظام وطائفيته وندعه يواجه أسوء مخاوفه .
وقفه .. وصمت .. ودعاء ….
مارس فى هذا العام ينخر فى وجداننا حزنا عميقا جديدا وهو يضم الى القائمة مع سيد شهداء ارترايا الشيخ عبد القادر كبيرى ، والمناضل الفذ سفير الكفاح الارتري الاول عثمان صالح سبي ، المناضل والقائد الكبير وملهم الاجيال الاستاذ احمد محمد ناصر وبقية العقد الفريد عليهم رحمة الله جميعا .
السقوط والعار للنظام الطائفى وأعوانه ..
عاشت إرتريا حرة وموحده .. وعاش شعبها حرا كريما …
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=33905
( يِييييبو حامد ود محمد ود الأمين … أَزِ فَزَعْكَ مِنْ سِكابْ مِ ميتو ملّهيْ ؟ ، خَبَرْ ألبْكَ جماعة ” بِطّايِنِّتْ أبْ ساحل تَرِفو ” بِيلَوْ ؟ ) ، الظاهر الأخ حامد كان مُغَيَّبْ لا أقول في سجون ولكن في حُفَر حلّاوي ثورة في الساحل الشمالي من أيام الكفاح المسلّح ، وربنا أكرمه الآن بالانعتاق من ذلك القيد الرهيب ، وما داري هو أنّ ( الرفاق قد أماطوا اللثام عن وجههم القبيح ، وهو الوجه الذي كانوا يحاولون أنْ يُخْفوه عن السذّج من أبنائنا وَإِنْ كان معروفا لدي كلِّ ذولُبٍ وبصيرة .
يذكِّرني هذا حكاية الجندي الياپاني في الحرب العالمية الثانية الذي أبا أنْ يقبل اعلان هزيمة الياپان بعد رَمْي القنبلتين النوويّتين من قِبَل أميركا، فتوارا عن الأنظار في غابات بلده وزلّ هكذا إلي أنْ أُكْتُشِفَ أمرُه في سبعينيات القرن الماضي وأُتِيَ به إلي العاصمة ( طوكيو ) وقال : ( يآه العاصمة توسعت لم استطع معرفة معالمها ! ) ، فأرجو أن ينطبق هذا المثل علي أخينا حامد محد الامين ، لأنه لا زال علي عهده الثوري ولم يبدِّل فيه شيئ ، إنما محتفظ بمبادئ الشبيبة جديدة طرية كأنها تخرج من فم الزعيم ( لينين ) ! يآه ولاَّ يازمان !
هذه هي إشكالية الشبكة العنكبوتية 00هناك اشباح (حامد ؛ كبدي ؛ محمد ؛ كحساي ؛ الامين ؛ ) تتكلم بغير منطق و لابرهان؛؛ وكأنها دمامل تنز قيحاً و دماً ؛ عافانا الله وإياكم000
ليس إسياس فقط الذي غلف ويستمر تغليف مشروعه الطائفي بالاشتراكية والوطنية — هنالك الكثيرين في المنطقة أمثاله من غلف حكمه بالاستراكية والقومية والدليل على ذلك سياد بري الذي رفع شعار الشيوعية ولكن مارس العشائرية في حكمه وهذا النوع من الحكم تسبب بعثرة الشعب الصومالي — كذلك أيضا النظام السوري كان يدعي بالاشتراكية والقومية ولكن اليوم اصبح جليا للقاصي والداني بأنه نظام طائفي يحرق كل من لا ينتمي إليه — أيضا كان نظام علي عبدالله صالح يتشدق بالاشتراكية والعلمانية ولكن اليوم أتضح للجميع بأنه نظام طائفي بإمتياز — هذه الانظمة وغيرها في المنطقة التي كانت تتغنى وتنافح بالاشتراكية كان الزمن كفيل بكشفها بأنها أنظمة عشائرية طائفية متطرفة مستعدة لحرق الأخضر واليابس من أجل الحفاظ على أنظمتهم المستبدة
الأخ حامد محمد الأمين — تحياتي لك
أنا أتفق في الرأي الذي يقول بأن النخب الارترية فشلت في إيجاد الحلول السياسية التي تتصدر المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وإلى آخره — وهذه التي تسميها الفتن لم تأتي من فراغ بل هنالك واقع مرير يمارس بشكل مفضوح على الشعب الارتري — الطائفية في إرتريا ليست وليدة الكفاح المسلح بل كانت موجودة في إرتريا منذو أربعينيات القرن الماضي وكان الشعب يأمل أن يتجاوزها بعد النضال الطويل ولكن للأسف الشديد أطلت عليه من أول وجديد بأقبح صورها
يا حبيبي الهروب من المشاكل لا يحل المشاكل بل يزيدها تعقيدا — المشاكل تحتاج إلى من يوجهها بشجاعة ودون محاباة أو مجاملة — هل تستطيع أن تثبت للمتصفح الكريم بطريقة علمية: واحد ، إثنين ، ثلاثة ، اربعة … بأن هذا النظام ليس طائفيا؟
عزيزي الاستلذ عبد الرحمن طه النور
لا اتفق مع الموضوع الذي طرحته نظرا لانه لايوجد في فلسفة النظام الطائفية ولكن هناك تيار سياسي جاء بالحرية علي فوهة البندقية وشبيبة ثورية رضعت من فم البندقية ليس لها ابدا اي انتماء سوي الجبهة الشعبية التي علمتهم وربتهم ووحدتهم علي كلمة رجل واحد ونحن سواء في الداخل او الخارج فشلنا في ايجاد الحلول لمشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وبالتالي ذهبنا الي ابعد الحدود بالفتن والحقد والعلية لا تستاهل اكثر من جلسة قهوة لتحل مشاكلنا هذه وارجوك ان لاتضلل نفسك او الراي العام لان المسيحي في وطني والمسلم في وطني وجهان لعملة واحدة.
احسنت اخي الكريم / عبدالرحمن طه النور
منذ عقدين ويزيد (عمر النظام تقريباً ) وانا اصدع بهذه الحقيقة ؛ اعني توصيف النظام الحاكم في اسمرا بأنه عصابة تحكم البلاد بمنهج طائفي متطرف في كل مناحي الحياة (الدينية والسياسيبة ؛ الاجتماعية و الاقتصاديق …الخ ) وكثيرين مثلي اضافوا لهذه الحقيقة ؛ ان المقصود ليس كل المسيحيين في الوطن بل النظام الحاكم برئاسة المعتوه
أسياس وعصابته داخل الحزب واخرين شياطين خرص هم بيننا من النخب المسييحية ؛
ولكن إن تبدى الامر( طائفية النظام الحاكم في اسمرا ) و انجلي بوضوح اكثر في ايامنا هذه بحيث اعلن النظام طائفيته بصور واشكال علنية و إعلانية مختلفة و لم يترك مجالا للمرجفيين بيننا ( اللذين يتصدون ببلاهة وحمق عجيبين لكل من نطق بمفردة الطائفية ) اقول لهولائي و اولئك جميعاً انضموا إلى الركب قبل فوات الاوآن فقد اضعتم عمراً من تاريخ شعبكم.. وكفا ان تصفوا النظام بانه دكتلتوري وهي كلمة شرف لاسياس و امثاله ؛ بل للحقيقة هو نظام ( طائفي) متخلف يستخدم سيف الدكتاتورية لتحقيق اهدافه ؛ اي أن التكتاتورية آلية تنفيذ ليس إلا …
حياك الله الاستاذ عبدالرحمن طه النور
المقال يستحق التصفح ومناقشة كل الأفكار التي طرحت فيه ولكن سوف أعلق على المقطع الآتي:
(وأجزم اننا لن نخسر شيئا من فضح النظام ، ولن ننجر نحو طائفيه يقتل فيها بعضنا بعض ، وهذا رهان التاريخ والحاضر والمستقبل .)
مقال أكثر من رائع — لقد وضع النقاط فوق الحروف — ووضع اليد على الجرج كما يقولون وبذلك شخص المرض والتشخيص الصحيح هو بوابة التماثل للشفاء — بالمقابل عدم تشخيص المرض يقود إلى المزيد من التدهور في صحة المريض الذي يؤدي إلى الموت — وهذه الحقيقة يعرفها الجميع الذين زاروا الاطباء المعالجين بعد اصابتهم بأي نوع من انواع الأمراض
البعض يتشدق بالعلمية في حين أنه بعيد كل البعد عن العلمية — المثال على ذلك البعض يصف النظام بالديكتاتوري في حين أنه يعرف في قرارة نفسه بأنه ليس كذلك — هؤلاء يتخذون هذا المنحى مجاملتا للطرف الذي يمارس الطائفية وهذا طبعا عمل بعيد عن العلمية — العلمية لا تقوم على المجاملة والخبط العشوائي بل العلمية تتطلب تشخيص الواقع بدون مجاملة ثم بعد ذلك البحث عن العلاج والمخارج الصحيحة للوضع الذي تم فحصه بشكل دقيق — لو طلبنا من هؤلاء أن يبرهنوا لنا بطريقة علمية بأنه نظام ديكتاتورية لا يستطيعون ذلك بالمقابل بأنه نظام طائفي لدينا الكثير من الأدلة وعلى رأسها قيادات الجيش والأمن ومؤسساته التي يعتمد عليها في إدارة البلاد وقمع لكل من يخالفه
المعروف أول شيء بيحث عنه المريض هو التشخيص الصحيح لمرضه وأول ما يقوم به الطبيب المعالج هؤ الفحص السريري والمخبري ثم بعد ذلك يقرر الدواء المناسب — العلماء في جميع الميادين يستخدمون الطرق العلمية بنفس الطريقة العلمية والمنطقية التي يستخدمها الطبيب مع مريضه ولكن مع فارق بسيط على حسب ميدان البحث — هذا الاسلوب العلمي أيضا مطلوب استخدامه من قبل السياسيين وعلماء الاجتماع والادارة والاقتصاد وجميع ميادين العلم — اخضعت الكثير من الشعوب مشاكلها للطرق العلمية ولذلك استطعوا الخروج من ازماتهم المزمنة — ينبغي المعارضة الارترية أيضا أن تخضع جميع عملها للعملية العلمية
المريض الذي يخفي مرضه لا يمكن علاجه وهذا ينطبق على كل الذين يخفون الحقيقة ويبحثون عن الحل عن طريق المجاملات والقفذ فوق الواقع — العلمية تبحث في الواقع المشاهد وليس على الآوهام التي لا يدعمها أي دليل من الواقع — تعالج العلمية الواقع المعاش بعد الانطلاق منه ولا تبحث عن مشاكل متخيلة ليس لها وجود على أرض الواقع