ظاهرة التنظيمات القومية في المعارضة الإرترية

إن النظام الطائفي الشوفوني الدكتاتوري في ارتريا أوجد حالة من الاضطراب والفوضى في إرتريا لأن النظام استهدف كل  مكونات الشعب الإرتري ، وعدم ترك أي مساحة أوجد ما نراه اليوم مسميات شتى ملئت الساحة السياسية الإرترية فالتنظيمات المعارضة المعلنة بلغ عددها ثلاثين تنظيماً ما عدا  الهيئات والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني  المنتشرة في جميع أنحاء العالم كل هذا الكم الهائل يتفق في  أمر واحد وهو إزالة النظام الجائر في ارتريا وأما  ما عداه  يكاد  يكون الاختلاف سيد الموقف ، وإذا كانت هناك أرضية مشتركة لبعض التجمعات الإرترية المتمثلة في التحالف  الديمقراطي الإرتري كما أن ملتقى الحوارالوطني الذي عقد في أديس أبابا في اغسطس  الماضي أوجد أرضية مشتركة يمكن أن تكون  منطلقاً  لعمل إرتري جامع في المستقبل إذا تم  الاعداد  الجيد للمؤتمر الجامع  المزمع عقده .

إن الأهداف  الكبرى والمصالح العظمى لا تتحقق  إلا في إطار العمل  الجامع وحشد الأمة حول الأفكار والأهداف العليا والمصالح الصغيرة للمجموعات  والأفراد تتحقق  تلقائياً مع المصالح الكبرى ولذلك عندما نضيف  الهدف والمجموعات التي تعمل  له يصعب الوصول إلى الهدف  وتكثر المعوقات لبلوغ الغاية له .

ومن الأمورالمهمة جداً التي يجب النظر إليها بيئة العمل والظروف  المحيطة بها حتى أصل ما أريد .

ونبني على ذلك إن انشاء تنظيمات باسم القبائل أول عائق تتعرض له لا يدخل  في  هذه التنظيمات  إلا من ينتمي إلى هذه القبيلة وقد يتطور الأمر إلى ما هو أسوأ من ذلك حيث يقال إن فلان من الناس ليس أصلي في القبيلة وبالتالي لا يجوز أن يكون في القيادة وبالتالي نجر لأنفسنا مشاكل نحن في غنى عنها وهناك سؤال يطرح نفسه إن الشخص أو الأشخاص الذين يؤسسون تنظيمات  باسم قبائل  هل فوضتهم القبيلة بذلك حتماً لا وعليه هؤلاء يمثلون أنفسهم فكان الأجدر بهم أن يطلقوا أي اسم على مجموعتهم .

ومن  الأمور الجديدة أن يطالب هؤلاء بحق  تقرير المصير لقبيلتهم علماً بان هذه القبيلة تقع في قلب ارتريا والقبائل متداخلة جغرافياً لا توجد عشرة كيلومترات منفصلة خاصة بقبيلة بعينها ما عدا دنكاليا وما يصلح في بعض  دول الجوار لا يصلح في  ارتريا .

نحن لا نعترض على أنشاء التنظيمات ما دامت موجهة ضد النظام في إرتريا بل يجب عليها ان تتخذ أسماء مناسبة تكون مقبولة في الساحة السياسية .

وإذا  كان الاحساس بالظلم الواقع على الشعب الإرتري ومكوناته من أفورقي  وزمرته هو الذي جعل  اللجوء إلى  المسميات القومية فهذا  لا يحل  المشكلة في المستقبل بل  يعمقها ولذلك الحل  الدعوة  الصريحة والواضحة للمطالبة بالحقوق وبنفس الوقت طرح البرنامج في إطار الدولة الواحدة والشعب الواحد  الذي يحقق  ويضمن الحقوق ولعل تطبيق الحكم الفدرالي الكامل  الذي  يعطي الإقليم بل حتى القرية حق أن تحكم نفسها ولا يستورد لها أفراد من خارجها لحكمها .

وفي  إطار العدالة الكاملة ومرعاة الحقوق الدينية والقومية والفصل مابين ما هو  محلي ووطني  عام هذا الذي سيحقق  إنشاء الله التعايش السلمي ويوفر الأمن والسلام الاجتماعي بين الشعب الإرتري وكذلك دول الجوار التي  هي في أمس  الحاجة  إلى السلام وضمان ديمومة الاستقرار في كل المنطقة

أما تقسيم المقسم  لا يفيد بشيئ في  العمل  السياسي

حماد  نافع

11/9/2010م

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9207

نشرت بواسطة في سبتمبر 15 2010 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010