عبدالقادر ميكال بيت شعر لم يكتمل
عندما يرحل شاعرٌ ثوريٌ ومغنٍ بحجم عبد القادر ميكال، يرحل صوتٌ كان يحرك القلوب ويشعل الأرواح. يرحل من كان كلماته وقودًا للثبات، وألحانه مرسىً للأمل. ليس هو مجرد فرد، بل هو قضية نطقت بشفتيه، وأحلام وطنٍ عاشت بين أوتار صوته وما زلنا ” سائرون في طريق الحرية”
في منتصف السبعينات والثورة في ارتريا بركان يتفجر يقرر الفتى النحيل الالتحاق بجبهة التحرير الارترية رائدة الكفاح المسلح ، يقتلع من نتوءات صندله طين قضروف ام سعد ويجهز نفسه لبركة ووديان القاش وللطرقات الرملية حيث الجبهة هناك تسطر أروع البطولات الثورية. ولشاعريته وصوته يتم ادراجه في الفرقة الفنية لجبهة التحرير الارترية لتنطلق الاناشيد تبعث في الشرايين الحان الفداء.
كان صوته سلاحًا لا يُكسر، وكلماته زادًا للمسير في دروب الكفاح. لم يكن يغني فقط، بل كان ينادي بالحرية، يحكي عن الأرض، ويُحيي في النفوس إرادة لا تعرف الانكسار. رحيله ليس فقط غيابًا لشخص، بل هو غياب نجمٍ كان يضيء سماء المقاومة.
لكن الأصوات التي تنبض بالحق لا تموت. قد يغيب الجسد، لكن صدى الكلمات يبقى خالدًا. تبقى أغانيه ترتحل بين الأجيال، تروي قصصًا عن التضحية والكرامة، وتذكرنا أن الثورة ليست لحظة، بل هي مسيرة طويلة لا تنتهي إلا بتحقيق الحلم.
نحن لا نبكيه فقط، بل نحتفي به. نحتفي بشاعرٍ ومغنٍ أعطى صوته لقضايا أكبر منه، وحوّل الألم إلى إبداع، والظلم إلى كلمات تتحدى. ترك لنا إرثًا لا يمحوه الزمن، ودرسًا أن الكلمة يمكن أن تكون أقوى من الرصاص، وأن الأغنية قد تبني أمة.
وفي كل مرة نسمع صوته، سنعلم أن الثوار لا يرحلون حقًا، بل يظلون أحياء في قلوب من آمنوا برسالتهم.
صدر له ديوان الأطفال والبحر – ديوان شعر
كما كانت اسهامات مقدرة في تأسيس اتحاد الكتاب الارتريين بالمهجر الذي كان يرأس مجلسه الإداري.
فرجت 2025م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=47387