عبد الرحمن محمود نورحسين
إثر مرض لم يمهله طويلاً غاب عنا الأخ عبد الرحمن محمود نورحسين الذي وافته المنية في ستوكهولم بالسويد والتي عاش فيها نحو 35 عاماً، عن عمر ناهز 58 عاماً. وإننا إذ نعرب عن حزننا البالغ بفقد الأخ عبد الرحمن، نشاطر آل الفقيد وأصدقائه ورفاقه الحزن والأسى، راجين من الله أن يلهمهم وإيانا الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنّـا إليه راجعون.
جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية
فرع السويد
سيرة موجزة عن حياة الفقيد
ولد عبد الرحمن في أسمرا في 23 ديسمبر 1948، هو أكبر الأبناء الذكور للشخصية الوطنية المعروفة ورجل القانون قنـزماش / محمود نورحسين برهانو والسيدة / آسيا نور حقوص، وله ثلاثة إخوة وأربعة أخوات.
أنجب المرحوم عبد الرحمن من زوجته ” ستينا بريتهولتز ” ثلاثة أبناء هم أمان ، ومحمود-كبيري، وآسـيا-ساره.
ينتمي المرحوم عبد الرحمن إلى أسرة إرترية عريقة، فجده الحاج نورحسين برهانو كان أحد رجالات مدينة عدي قيح… أما والده الذي عُرف بسعة ثقافته كان أحد الذين صاغو سياسات الحركة الوطنية الإرترية ( الرابطة الإسلامية ثم الكتلة الاستقلالية)، وله كتابات عديدة قيمة نأمل أن يتمكن ذووه والإرتريون المهتمون من جمعها ونشرها في كتاب ليتمكن الجيل الجديد الاطلاع على ذلك التراث الغني.
تلقى عبد الرحمن تعليمه في مدرسة الجالية العربية بأسمرا وأكمل فيها المرحلة الثانوية بتفوق، نال بها جوائز مدرسية عديدة. بعد ذلك، ولإكمال تعليمه، أُرسل إلى مصر ليدرس فيها الحقوق، حيث كان ميَّالاً لهذا التخصص، تأثرًا بوالده الذي تقلد مناصب قضائية مختلفة أهمها رئاسته للمحكمة العليا في أسمرا، فالتحق بكلية الحقوق – جامعة القاهرة وانتظم فيها لمدة عامين ثم اتجه إلى أوروبا واستقر به المقام في ستوكهولم بالسويد. هذا البلد الذي يقع في أقصى الشمال لم يبعده عن هموم شعبه وقضيته الوطنية وجبهة التحرير الإرترية التي انتظم في خلاياها السرية وهو ما يزال طالبا في المرحلة الثانوية.
كان عبد الرحمن أحد الذين شاركوا في اقتحام السفارة الإثيوبية في ديسمبر 1970، احتجاجاً على المجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإثيوبية بحق شعبنا في عونا وبسكديرا. وهو أيضاً أحد مؤسسي فرع جبهة التحرير الإرترية في السويد حيث كان من أنشط أعضائه وشارك في المؤتمر التوحيدي للاتحاد العام لطلبة إرتريا الذي عقد في 1976 في العاصمة العراقية بغداد ممثلاً لفرع السويد، وانتخب فيه عضواً في الهيئة التنفيذية للاتحاد.
ظل عبد الرحمن مخلصًا لمبادئ جبهة التحرير الإرترية وواصل عطاءه النضالي وكان شجاعاً في طرح آرائه تجاه النظام الديكتاتوري ويوجه نقده مهما اتسمت بالحدة. وكغيره من الوطنيين الحادبين على شعبهم ووطنهم هاله ما وصل إليه حال الشعب والوطن بعد الاستقلال.
كان الفقيد قارئـاً نهماً ومثقفا نادراً ومجيداً لعدة لغات، من بينها العربية والتقرينية والإنجليزية والإيطالية والسويدية.
بعد انعقاد المؤتمر التوحيدي مؤخراً والذي انبثق عنه تنظيم جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية، التقى بالمشاركين في المؤتمر من السويد، وعبّر عن سروره العميق لهذه الخطوة، وتمنى أن تتواصل الجهود في سبيل توحيد كل رفاق النضال الذين يستغل النظام تفرقهم من أجل إطالة بقائه على السلطة. وكان مقرراً أن يشارك في الأمسية السياسية التي أقامها فرع جبهة الإنقاذ بالسويد مؤخراً إحياءً لذكرى شهداء إرتريا ( ذكرى مذبحة عونا)، إلا أن معاودة المرض غيبه عن المشاركة ثم غيبه الأجل عنا بعد أيام قلائل من ذلك التاريخ.
ألا رحم الله الفقيد بقدر ما قدم لشعبه ووطنه وألهم أهله وكل أصدقائه الصبر والسلوان . وإنا لله وإنا إليه راجعون
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=8150
أحدث النعليقات