عبد الله أدم يمتدح دور الراحل في معركة حرب التحرير ويعتبر الراحل مناضل متميز قدم الكثير لوطنه
الخرطوم- مركز الخليج للدراسات والإعلام بالقرن الإفريقي 30/8/2005
عبر عبد الله آدم السفير الإرتري السابق لدى السودان عن حزنه العميق لرحيل على سيد عبد الله واعتبر وفاته خسارة كبيرة وامتدح دوره البطولي في معركة حرب التحرير، جاء ذلك في تصريحات أدلى بها للمركز عقب سماعه نبأ الوفاة… وقال عبد الله أدم …
حينما سمعت نبأ وفاة الأخ على سيد عبد الله رفيق النضال شعرت بحزن شديد، وفي تلك اللحظات العصيبة أعادت بي الذاكرة وبدأت أتذكر فترة النضال التي عشناها مع بعضنا في مرحلة تاريخية التي مر بها شعبنا وثورته. واستعرض شريط الذكريات الشاب الراحل الذي عرفته مقاتلاً وقائداً بارزاً، وتعرفت به في إقليم (سمهر) في منطقة (عقمبسا) وهو كان قائد السرية وحينها أتذكر إن قوات تحرير الشعبية في عام 1971 كانت تمتلك 3 سرية، وكانت تمر بأخطر المرحلة في تاريخ النضال الإرتري، وكان الراحل يتميز رقم صغر سنه بمواصفات قيادية وكان شجاعاً وتحولت علاقتنا إلى علاقات حميمة، وكان فارساً في ميدان القتال ظل صامداً فيها حتى تحقق الاستقلال
ورجعت بذاكرتي كذلك مواقفه ودوره القيادي خلال هذه المسيرة وإنسانيته التي تتبادر في ذهني والأخ علي من القلة الذين لعبوا دورا كبيرا لهذا البلد كان وفيا بوطنه وقضيته، وليس هناك شك أن رحيله في هذه الظروف يعتبر خسارة لرفقائه ولأسرته بالدرجة الأولى. كان الراحل متسامحا ولطيفا في معاملاته مع أصدقائه وزملائه حتى المواطن العادي وبالتالي ترك بصمات واضحة في مسيرة الثورة والنضال. إلا أنه وبسبب الظروف السياسية الأخيرة أصبحنا بعيدين عن بعضنا. ويؤسفني هنا أن أقول أنه في وفاة زميلي علي لأكثر من ثلاثين سنة أسمع نبا الوفاة وأنا بعيد عنه ولا أتمكن من التعبير بالحزن له من خلال مشاركتي لمراسم الدفن، أو حتى وقوفي مع أسرته عن قرب في هذه اللحظات الحزينة. وهذا لا شك أنه جزء من المأساة الإنسانية والاجتماعية التي نعيشها في إرتريا. وهذا يعكس قبح الوضع السياسي التي تعيشه إرتريا رفقاء النضال البعض منهم في السجون والبعض الأخر في الخارج وأخرهم يرحلون أمثال الراحل حتى يعجز الأحباء تقديم العزاء ليزداد الوضع أكثر مأساوية حينما يمنع رفقاء المعتقلين من تقديم العزاء وهم خلف الغضبان وهذا يكشف حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الإرتري، وعشنا مع علي سنوات النضال الصعبة تقاسمنا الانتصارات وتابعنا انكسارات الثورة وانتصاراتها. ولدى ذكريات وعلاقات حميمة مع الراحل عمرها تتجاوز الثلاثة عقود. ونبأ الوفاة كان بالنسبة لي صدمة كبيرة. وتكمن المأساة أن لم أتمكن من أن أشارك في مراسم دفن رفيق نضال العمر الراحل على سيد عبد الله. وعلاقتي به بالرغم من ما شابها من فتور بسبب الأوضاع السياسية والظروف التي أحاطت بالبلد بسبب الخلافات التي عصفت بأركان الجبهة. بالرغم من التباينات في المواقف إلا أن هذا لا يعني افتراقي عنه لأن العلاقات الشخصية لا تتأثر بأحداث سياسية وما يربطنا له بعد إنساني. وخلال متابعتي لما كان يدور في أسمرا كان الأخ علي يعبر في مناسبات عديدة عن شعوره الذي نشعر به نحن في الخارج الفرق نحن نعبر عنه علنا بينما كان هو يعبر عنه في جلسات محدودة. كان يؤكد عن حقيقية الوضع المتردي وكان يبحث عن الحلول التي كان يشعر بها على المستوى الشخصي ولكن باعتباره وزيرا للخارجية كان يعكس سياسة النظام.
ولكن هناك حقيقة تؤكد موقف علي المعارض لسياسات النظام الفردية وقبل وفاته بشهرين انتقد استمرار اعتقال المناضلين الشرفاء في إرتريا. وقال لم يكن لهم أي ذنب سوى انهم طلبوا اجتماع فقط وكان مصيرهم الاعتقال . ومشاعر الأخ علي لا تختلف مع مشاعرنا حيث كان يشاركنا فيما نحن عليه. ورحيل الأخ علي يعتبر خسارة لنا وللشعب الإرتري وخسارة كبيرة لأسرته وخاصة أن أطفاله صغار في السن يحتاجون لأب يرعاهم. وهناك الكثير يمكن أن أقوله عن الأخ الراحل إلا انه إن شاء الله في مناسبة أخرى وفي لقاء مطول سوف أتحدث بإسهاب عن علي الإنسان- علي المقاتل. وأقتصر في هذه التصريح المقتضب بنقل تعازي إلى الشعب الإرتري وأسرة الفقيد ولرفقائه وأصدقائه بصورة شخصية وأخيرا عزائي لزوجته فاطمة وأولاده الأربعة.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4745
أحدث النعليقات