عبد الله جيفارا
عبد الرحيم الشاعر.
نحن الارتريون بارعون في اطلاق المسميات على المجاميع والافراد، وعندنا مقدرة في اختيارها بحيث تتطابق تماما وملامح الشخص وشكله مثل عبدو فلاق أو مهنته مثل ود صائغ أو ودسمكري واحيانا تكون الكنية أو اللقب أو الاسم المطلق على الشخص يكون من النوع المحبب أبو عبدة الكيك كذلك اطلقت اسماء الاسلحة وغيرها ايام الثورة على الجنود مثل عمر سيمنوف أو أحمد ماركسي أو محمد اضافة لمحاولته للاضافة لكل وجهة نظر في الاجتماعات ، الخ… كانت هنالك شخصيات اثرت في سلبا وايجابا اذكر منها صالح قيحيتاى ، حامد سوري، عمنا كلباى ، أحمد كفل ، صديقي فونجاى ، قبرهوت قلاتا ، وشخصيات أخرى كان لي عظيم الشرف في صداقتها هو زميلي في الدراسة وفي اتحاد الطلاب ” عبد الله طفار ” والتي تحولت الى عبد الله جيفارا وذلك لثوريته وتفانيه ونكران ذاته وعفته رغم فقره المدقع، تقاسمنا معا الاهداف والمبادئ والخبز الناشف في الداخلية وخمسنا السيجارة وتقاسمنا لوح الصابون. كان جيفارا كبيرا في أحلامه وطموحه وتواقا للحرية و للعودة ، وطالبا مجيدا ساهرا على العلم يريد تحصيله والاستزادة منه ولكن وما في لكن من معنى أتت الرياح بمالم يشتهي تكوباى بيته المرقوع في احدى احياء كسلا الفقيرة. ترك جيفارا دراسته ليعول اسرة.
ترك جيفارا قريته في ارتريا ليلتحق بقوات التحرير الشعبية وليشهد امجاد تحرير اغردات وغيرها وبعد نهاية عام 1979م يأتي عبدالله جيفارا الى كسلا ويبدأ مشوار تعليمه الابتدائي رغم لحيته وشواربه الكثة والذي تعب من حلقها كثير ليتجنب تعليقات الطلبة صغار السن والمعلمين. كان دائما صريحا في الحق يكره ما كان يسمى ” بالكولسة ” وكم اعتمد عليه ” المكولسون ” ليخذلهم عبدالله جيفارا في الاجتماع ، وعند سؤاله لماذا فعلت كذا كان يرد ” رح ربي نسئى ” . كثير ما تحدثنا عن جيفارا الأصلي فكان يقول مازحا انا اساوي عشرة جيفارا ثم بنبرة متأثرة يقول لو كان لدينا جيفارا واحد! ولما نقول له ” ما هو عندنا جيفارا ” كان رده ” يا أخوى انا ما أقدر أحرر حلتنا “.. ثم نغرق في الضحك.
تقطعت بنا السبل منذ أكثر من خمسة عشر عاما ولا ادري اذا كان حيا يرزق أتمنى له عمرا مديدا. رغم ان عبد الله جيفارا ” طفار ” لم يذهب الى كوبا ، بوليفا أو الكنغو الا انه لم يقل ثورية أو عطاءا بقدر استطاعته عن جيفار الأرجنتيني.
كما ان هذا الشهر يصادف ذكرى استشهاد المناضل الأممي الارجنتيني الأصل تشى جيفار . ولد جيفارا في روزيو في الارجنتين في يوم 14 مايو عام 1928م من عائلة من الطبقة الوسطى واسمه الكامل انستو جيفارا دى لاسيرانا. خلال تنقلات جيفارا في الارجنتين وامريكا اللاتينية تنبه جيفارا الى الفارق الكبير من الأغنياء والفقراء وخاصة الفلاحين والسكان الأصلين من الهنود الحمر. قابل جيفارا فيدل كاستروا في المكسيك وانضم الى مجموعته العاملة لاسقاط النظام في كوبا. وبعد تحرير كوبا واسقاط النظام اصبح جيفارا وزيرا للمال والصناعة في كوبا الجديدة. خلال عام 1965م استقال جيفارا من منصبه للاشتراك في حرب تحريرية أخرى فأختار الكنغو وقابل الرئيس السابق لوران كابيلا بعد صعوبة بالغة، لكنه لم يستمر بقاءه كثيرا في الكنغو فتوجه سرا الى كوبا، لم يمكث في كوبا كثيرا ايضا فتوجه الى بوليفيا لانشاء حركة المقاومة بها وبعد معارك ومطارادات كثيرة وقع تحت اسر القوات البوليفية في الثامن من اكتوبر 1967م في معركة غير متكافئة، وأعدم في اليوم التالي في داخل فصل من فصول مدرسة قروية تسمى ” لآ هيقيرأ ” في جنوب بوليفيا ودفن في مكان سري يعرفه البوليفين وضباط المخابرات الأمريكية. وفي ذكراه الثلاثين عادت رفاته الى كوبا الذي يعتبر بها أحد ابطالها الوطنيين ورموز مقاومتها للطغيان.
كم من جيفارا ارتري هنالك لم نسجل بطولته ولم نكتب عنه لا لشئ سوى انه أعطى في صمت بغض النظر عن كبر الدور وصغره.
تعالوا نكتب عن الرائعين منا.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7989
أحدث النعليقات