عثمان حبيب فى ذمة الله
فى ليلة الجمعة الموافق 1/1/2016 ودعنا عثمان حبيب عبدالله – رحمة الله عليه – الوداع الأخير.. كنا فى حفل عرس فى صالة مبارك براك الهيفى بمنطقة الفردوس بالكويت . وكان بيننا ابو صلاح؛ وبعد ادائه واجب المباركة للعريس وذوى العروسين غادرنا مودعا؛ وبرفقته احفاده الثلاث : الزبير وعمر ومحمد ابناء ابنه صلاح .. وفى طريقه الى منزله فى منتصف الليل تعرض الى حادث مرور مأساوي، فوق جسر المسيلة؛ ادى الى انقلاب سيارته؛ فتوفى متأثرا بإصاباته، وجرح احفاده الثلاث جروحا متفاوتة؛ نسأل الله لهم شفاءا عاجلا ..؟
اللهم؛ لا اعتراض على قضاء الله وقدره .. ولا حول ولا قوة الا بالله .. ولا نزكى عثمان حبيب على الله .. ولكنا – والله – عيوننا لتدمع الما على فقده العزيز وقلوبنا تلهج بالدعاء له .. صلينا عليه، عصر يوم السبت، وواريناه التراب بمقبرة الصليبخات .. اللهم تقبل عبدك وحبيبك؛ عثمان حبيب قبولا حسنا؛ ووسع مدخله؛ واجعل قبره روضة من رياض الجنة .. والهم اهله ومحبيه الصبر وحسن العزاء .. واشفى حفيديه الصغيرين عمر ومحمد شفاءا عاجلا ؟؟
عثمان حبيب ابن البلد الاصيل؛ كان رجلا يعتمر قلبه الايمان بالله، والثقة بالنفس، كان معتدا بنفسه كريما، ومعتزا بأهله ووطنه . وكان مناضلا صبورا؛ اعطى وطنه جهدا كبيرا من شبابه؛ وكم قامر بحياته فى سبيل حرية شعبه؛ فحمل السلاح والمؤن على قوافل من الجمال .. وكم حمل الدواء على ظهره لانقاذ حياة الجرحى فى مخابئهم فى الجبال الوعرة .. وكان ابو صلاح – رحمة الله عليه – مكافحا فى الحياة؛ عمل بحارا فارتاد البحار وجاب بلاد الله الواسعة فى رحلات كسب العيش الكريم .. وبجهده المثابر ربى كريماته تربية حسنة حتى وصلن اعلى مراتب التعليم الجامعى وامتهن مهنا مدنية حديثة؛ فمهن المحامية والصحفية .. والمعلمة .. وابنه خريج ادب انجليزى .. كان ابو صلاح رجلا مدنيا مقبلا على الحياة بانفتاح ؟
ابو صلاح المناضل والبحار المكافح؛ كانت ” وعا ” قريته الصغيرة؛ مسقط راسه اعظم عنده من اية مدينة حديثة فى الدنيا .. كان يحكى لى بكل اعتزاز وفخر عن حياته فى قريته الصغيرة، وعن اسلوب حياة ابائه واجداده البسيطة .. وكان يشعر بسعادة ان يحدثنى عن طفولته وكيف تعلم القران الكريم وكان مجيدا فى تلاوته كتاب الله .. ولم يترفع ان يحدثك عن صباه راعيا ابله؛ وكيف يتنقل فى المواسم بين سهول فرارا وسفوح جبل قدم أو يصعد هضاب ” عقمبسا ” ويتوغل الى سهول ” هزمو ” .. لم يكن ابو صلاح رجلا تقليديا يتهرب من خلفيته الاجتماعية ويصتنع المدنية الزائفة .. بل كان يستعذب الحديث عن ماضيه بفخر .. ولهذا كنت احبه حبا كبيرا واكن له كل الاحترام البالغ .. ولما يستعصى على فهم شيئا ثقافيا من عاداتنا وتقاليدنا؛ كنت الجأ اليه؛ فاتصل به فورا مستفسرا عن مغرى ما استعصى على فهمه؟ وكعادته؛ كان يستقبلنى ببشاشته المعهودة وبهدوئه الطاغى على طبعه : مرحبا .. ابو اكرام .. كيف الحال .. مُرْ علىَّ .. طَوَّلْتُ ماشفتك ؟؟
كان يحلو لى الجلوس معه؛ لإستمتع بكاياته القيمة .. وماذا يحكى عثمان حبيب غير حكاياته عن الدين وعن الثقافة وعن التأريخ .. وعن إصلاح ذات البين أو عن عودة مريض..!
لما يدعونى ابو صلاح فى داره على فنجان قهوة ارترية مع مخبوزة تنور – تندورت – كنت ارد عليه ممازحا : يا ابا صلاح .. اريدك ان تعزمنى الى رحلة فى البر؛ نخيم فى الصحراء بجوار أبَّالة .. انا اجمع الحطب واشعل النار واحم الحجارات .. وانت تعجن الدقيق وتخبر لنا : البُرْكُة .. بالطريقة الاصلية .. وام صلاح وام اكرام والعيال يتفرجون علينا .. وبقليل من حليب الناقة نأكل : بُرْكُتَّانا .. ما رأيك يا ابو صلاح ..؟! وكان – رحمة الله عليه – يضحك من فؤاده .. وبهدوئه ورزانته : بس .. خلاص اتفقنا .. سبحان الله .. يا ابو اكرام .. حليب الناقة هنا غير حليب نياقنا هناك .. طعمه مختلف كل شيئ .. شء .. خليها نعملها رحلة الى سهل ” فرارا ” العامر؛ فى وطنا وبين اهلنا نشرب حليبنا من ضروع حلالنا .. واللا بلاش..!!
اللهم .. اسق عثمان حبيب من نهر الفردوس لبا خالصا خيرا من البان نياق الدنيا .. واطعمه عسلا مصفى .. وفاكهة جنة الفردوس الاعلا .. ؟
اللهم آمين !
محمد ادم حاج محمد
Mohd9115@yahoo.com
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36256
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نعم إنه الأب الثوري البحار الرحيم في طباعه والله هو الرحمن الرحيم سبحانه، والله لا اخفيكم سرا بأنني حتى هذه اللحظه لا استطيع تصديق ما حصل ولكني بأذن الله من الصابرين على حكم الله وقضائه وقدره ولا راد لحكم الله سبحانه، يكفيني فخرا اني ابن هذا الرجل الطيب الحنون الحسن المعشر ، ففي الأيام القليله الماضيه اتاني اناس وتلقيت إتصالات والله اكاد لا احصرها من كل فج يثبتوني ويعزوني في ما حل بي من مصاب جميع من صاحبه او كان على علاقة معه من جميع الأديان والطوائف والمذاهب بكى لفقدانه وهذا ما علمني إياه رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته فلقد زرع فيني حب الناس وإحترامهم غض النظر عن لونهم ودينهم وطائفتهم، رباني واخواتي تربية صحيحة سليمه قائمة على اسس الخلق والعلم ويحضرني هنا من المواقف المحفورة في ذاكرتي عند إستدعائه من قبل ناظر وإخصائي المدرسه الأبتدائيه التي كنت ادرس فيها وذلك لأجتماع اولياء الأمور لمعرفة تحصيلي العلمي فكان اول سؤال يسأله لأساتذتي كيف هو خلق صلاح إبني! فكان يقدم الخلق على العلم دائما رحمك الله يا ابي الطيب ووسع مدخلك وغسلك بالماء والثلج والبرد وجعل قبرك روضة من رياض الجنه وابدلك بدار خير من ظارك وبأهل خير من اهلك وتجاوز عند سيأتك وزاد لك في حسناتك وجعل في قبرك نورا ومن امامك نورا ومن خلفك نورا ومن فوقك نورا ومن تحتك نورا وعن يمينك نورا وعن شمالك نورا ومد في بصرك وآنسك في قبرك وجعل اصحابك من الشهداء والصالحين والصديقين وحسن أولئك رفيقا..
وفي الختام اود ان اعبر لكم عن شكري العميق لكل من واساني في مصابي الجلل هذا ولو بظهر الغيب فعثمان حبيب لم يمت بل هو عند الرفيق الأعلى مالك يوم الدين وانا إبنه منكم وفيكم …
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد بن عبدالله الهادي الأمين وعلى آل بيته الأشراف الأطهار الطيبين الميامين إلى يوم الدين.
ابنكم واخوكم/ صلاح عثمان أحمد حبيب.
رحم الله المناضل (عثمان حبيب)… هؤلاء صنعوا وخدموا الثورة والوطن بدمهم وعرقهم… ولكن الأوطان وبعد التحرير مباشرة لا تخدم ولا تكون لخاميها بل لسارقيها وما تجربة الثورة الجزائرية إلا مثال حىّ ومثال حىّ آخر هو (إرتريا) رحم الله عثمان حبيب المناضل
خارج السطور
ما أجملك أستاذ محمد على حامد وأنت تشرح جغرافية المناطق .. فأحسّ وكأنى أتجول فيها تنقلنى بقلمك الجميل بين (أدودع) (روبروبية) ووداى حداث.. وبالمناسبة لا زلنا نجهل جغرافية وطننا فشكرا لك على إطلالاتك البهية فى هذا الخصوص فقد إستفدت منك الكثير.. شكرا
( لعمرك ما الرزيّة فقد مالٍ “”””””””” ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزيّة فقد حرٍ “”””””””” يموت بموته خلق كثير )
فوجئتُ بصورة الأخ العزيز الراحل عثمان أحمد صالح حبيب في موقع الفرّجتْ ينعاه ناعٍ فعلمتُ أنَّ أبا عفّان رحل عنّ هذه الفانية في صمتٍ كما عهدناه ودون إحداث ضوضاء ولا جلبة ، كان آخر عهدي به أيام كنتُ أتردَّد في الاجازات بين بغداد والكويت أيام الدراسة الجامعية في بداية ثمانينيات القرن المنصرم ، وكنا حِينَئِذٍ نُمَنِّي أنفسنا بأنْ ( لابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر ) ولابد من حزم المتاع ورحيل العودة إلي أرض الجدود ومراتع الصبا حيث الأهل والأحباب ، وكان يقول لسان حالنا ( الغريب مهما طال غيابو “””””” مصيرو يرجع لي أهلو … صحابو ) ، ولكن للأسف ( جاءت الرياح من حيث لاتشتهي السفنُ ) كما يُقال حيث طال الانتظار قبل إن يتم جمع الشمل مع الأحباب في البقعة التي أحببناها كثيرا فبدأ الأحباب بالتساقط كأوراق الخريف كأنهم سئموا طول الانتظار ، فرحل عنا أبو أحمد دون أن يشفي غليله كما يبدو من حرارة الشوق للأرض التي أحبها وأحبته وقدّم الكثير من جهده ووقته من أجلها .
بالمناسبة ( وعا) التي ذكرها الاخ محمد آدم الحاج محمد في سياق نعيه ليست بقرية إنما هو مورد ماء ( مِعْطِنْ ) بالتقرايت وهو العين الذي يقع في وادي ( عالَ ) الشهير مقابل بلدة ( رُبْروبِية ) من ناحية الشمال ، حيث يقع مورد ماء آخر مقابله جنوب بلدة ( رُبْروبِية ) نفسها في وادي ( حدّاث ) الذي يبدأ جريانه من المرتفعات التي تحيط بمدينة ( عدّقيّح )، ويسمي هذا العين ( أدودَعْ ) ، فتستطيع أن تقول أن مزارع منطقة رُبْروبِية عبارة عن شبه جزيرة بين الواديين قبل أن يلتقيا ويكونان مجري مائ كبير ويغذي مزارع منطقة ( مَلْكا ) بالساهو ، و ( محاز مَرابع ) بالتقرايت ، حيث توجد مزارع لا بأس بها تُزرع في جميع المواسم بحكم استفادتها من مياه العين القوي ، وآخر مصب هذا الوادي خزان ( زولا ) الموجود في بلدة ( فرو ) فمزارع الراحل المقيم أبو أحمد تقع في منطقة ( محاز مَرابع ) إدارة البحر الأحمر الذي كان يُدار بالمرحوم حجّي محمود فاقر ، لأنّ الوادي يقسم المزارع إلي قسمين الجزؤ الذي ذكرتُه حيث يقع شمال الوادي والقسم الآخر في جنوب الوادي حيث كان يُدار بالمرحوم عبدالله شوم صالح ( بيت ليلش ) يعني ذلك القسم الجنوبي يتبع ل ( عدّقيّح ) مديرية إكلي قوزاي والآخر كان يتبع لمصوّع ، مديرية البحر الأحمر . هذا مجرد للتوضيح للجيل الجديد الذي لم تتسني الفرصة لمعرفة أرض أهله ومنبت جذوره ولا ضير من التوضيح خاصة في زماننا هذا الذي أصبح التاريخ يتلا عب به كلّ من هبّ ودبّ إما جهلاً أو تزويراً مع سبق الإصرار ( لحاجة في نفس يعقوب ) ! وكم رأيتُ من بلدات كثيرة تحمل أسامي جديدة بعد أنْ جُرِّدت من أساميها التاريخية مع الأسف الشديد .
هذا وأتقدم بأحرّ التعازي لأسرة الفقيد الكريمة في الكويت وأحبائه وأصدقائه وكلّ من افتقده هناك ، كما انتهز هذه السانحة لأقدِّم تعازية الحارة للأخ عمر أحمد حبيب ( الشقيق الأكبر ) للراحل والمقيم حاليا في منطقة ( محاز مَرابع ) الذي ذكرته آنفاً ، وإلي أبناء أعمامه من آل صالح حبيب : أبناء كلٌ من العم عبد الله حبيب ، عمر حبيب ومحمود حبيب ، ( إنا لله وءما إليه راجعون ) ، ( كلّ نفس ذائقة الموت ) .
الله اللهم اغفر له ورحمه وبارك في زريته وصبرهم واغثله بالماء والثلج والربد.انا لله وانا اليه راجعون.
انا لله وانا اليه راجعون .بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره . تلقينا ليلة الجمعة . نبأ حادث الشهيد بحق الأخ الفاضل / عثمان حبيب . بعد ان شارك فى حفل أحد الأخوة . بينما عائد الى منزله . وقع الحادث كم كان مؤلم وصاعق . على كل من يعرف ابو / صلاح . لا اذكيه على الله . إنه كان ملتزم وواثق وطيب المعشر . تعرفت على ابو / صلاح . عند عودته من أحدى سفراته إلى الأهل بأريتريا . حيث أحضر لى رسائل . من أبناء أعمامى تحمل اخبارهم . ويتحرون فيها عن أخبارى . أعد أبو / صلاح أحد رجالات الأهل . إنه أصيل ويذكرنى بالبئة التى نشأت وترعرعت فيها . بوقاره وروحه الدثمة . عند لقائه فى فترات متفاوتة . وتبادل الحديث معه فى شتىء الهموم . كان يشعرنى إنه أخ ودود . ولكن امام مشئة الله . ماذا عسانى اقول عد . يتغمد الله الشهيد بواسع رحمته . ويدخله فسيح جناته . ويلهم أسرته الكريمة . وسائر الأهالى الصبر والإيمان .