عجزت فضائية النظام فتحركت با صات السياحة

الحسين على كرار

النظام الارتري في معضلة حقيقية يشعر بها لأول مرة حيث تأكد له بما لا يدع مجالا للشك بأن فضائيته الوحيدة المسموح بها في ارتريا فشلت في إيصال رسالته للشعب ولهذا أراد أن يقنع الشعب بباصات سياحة ينقل بها الأفواج إلي مواقع يعتقد أنه أنجز  فيها ولكنه يقابل فيها بالنكران  : الخبر المضحك المبكي أنه أخذ في الحافلات من مناطق مهمشة في المنخفضات الشرقية – ممجدين – إلي مناطق مهمشة في المنخفضات الغربية وأخذ يفتل عضلاته ويشرح لهم الانجازات التى حققها  في هذه المنطقة للسكان فزاروا بالحافلات مواقع تنقيب الذهب في بيشة وزاروا معسكر الطلبة سيء الصيت فى ساوه وزاروا مشروع علي قدر وزاروا سد وادي قرست وفي الأخير طلبوا من المساكين أن يبدوا رأيهم في هذه الإنجازات الضخمة والسؤال هل إذا قالوا إنها غير مقنعة لنشروها وتركوهم ؟ ولكنهم يعلمون أن هؤلاء المساكين الذين ساقوهم سوف لا يقولون  إلا أن النظام المعجزة حقق المعجزات قال أحدهم والله وضعت يدي علي سبائك الذهب وقال أخر إن ما شاهدته في معسكر ساوا ووضع الطلبة لشىء عجيب وقال آخر أنا ظننت تركت البحر خلفي ولكن وجدت بحارا في الداخل هذه هي الرسالة التي عجزت الفضائية إيصالها حسب إعتقادهم فأرادوا إيصالها بباصات السياحة التي تحمل علي ظهورها الممجدين ، ولكن هل فشلت فضائية النظام في التطبيل أم أصبح لا يصدقها المشاهون فيما تقدمه ؟ وأصلا ماذا تقدم في برنامجها غير هذه الدعاية التمجيدية ، إنه إنكسار وهزيمة نفسية أصابت روح النظام بسبب سياساته وإخفاقاته ، كل دول العالم إذا أنشأت السدود والمشاريع الزراعية تزيل الأسباب التي تترتب عليها أولها السكان القاطنين في المنطقة  ، إذن ماذا فعل النظام ؟ ألم يطرد السكان الأصليين ويدفعهم إلي المناطق النائية والقاحلة أو الهجرة القسرية إلي السودان عبر بوابات اللجوء؟ ألم يأت مكانهم بحاشيته ويملكها الأراضي في المشاريع التي تركها الايطاليون وأختص البعض منها لنفسه ؟ فكيف يطلب الشكر والحمد من السكان؟ فلينظر إلي جاره السودان القريب حلفا الجديدة  وسد مروي بنوا للسكان – ومعظمهم قرويون وبدو رحل – مجمعات المدن الحديثة ووطنوهم وبنوا لهم كافة المنشآت وشاركوهم وملكوهم الأراضي الزراعية من مياه السدود ، وكذلك يدرسون كيفية توطين السكان في سدي سيتيت وعطبرة  فهل النظام فعل ذلك لسكان المنطقة لكي يحمد ويشكر ؟ منطقة بيشة تقع بين بارنتو وأغردات وكلا المدنيتين حتي الآن بنيتهما التحتية من المجاري والماء والكهرباء وشبكة الاتصالات كلها مما تركه الطليان قبل ثمانون عاما أو يزيد ، إذا أزيلت بعض المنشآت التي أقامها النظام لكوادره ومقرات حزبه لم تبق إلا بيوت الأعشاش التي يملكها الشعب الفقير ، والمدينتان دمرتا تدميرا كاملا في حرب التحرير إذن أين ذهبت سبائك الذهب المنقبة من بيشة ؟ وأين التعمير؟ وبماذا استفاد السكان منها ؟ وسوف لا نتحدث عن بقية القري حولهما  وسوف لا نتحدث عن بيشة ذاتها التي أحرقوا ابنائها في أنفاق الذهب ، وساوا هي السجن الكبير الذي أقامه لحصد رقاب الشباب في الخدمة الإلزامية فإذا جاءهم زائر كبرت وليمتهم ومتي ذهب الزائر أليس العدس بلا زيت وبلا بصل طعامهم ؟  فضائية النظام إذا أصبحت أو أمست تعرض الحصاد الذي لا تينتهي مواسمه من الذرة والقطن وغيره بينما الصبية يتساقطون في الحدود وداخل مدينة كسلا – وهم يهربون الذرة التي يقتاتونها – برصاص رجال مكافحة التهريب في السودان فإذا كان هذا الخير المذكور صحيحا لماذا يموت هؤلاء بسبب تهريب لقمة عيشهم؟ أليست هذه الحقائق هي التي تنسف ما تقدمه فضائيتهم ؟ ويضطرون بعد ذلك لتسيير حافلات السياحة عسي ولعل ، عندما أزالوا حي (أماتري) في مصوع أين قذفوا بسكانه المساكين الفقراء هل عوضوهم بمنازل لائقة ؟هل عوضوهم بمبالغ لائقة تمكنهم من بناء منازل حديثة ؟ وعندما يعرضون الأبنية الحديثة التي أنشأوها ما هو نصيب سكانها الأصليين منها؟ في الواقع إنها تعود لمن حلوا محلهم ومحل الدولة ، وإذا كان الإعتناء بأسمرا كما تركها الطليان لماذا لم يعتنوا بمدينة عصب ألم يتركها الأثيوبيون كمدينة حديثة ؟ ولكنهم بالإهمال المتعمد حولوها إلي قرية ، ووضع الساهو والعسارتا في المرتفعات أشبه بوضع طلاب مصر الفقراء الذين يذاكرون علي الضوء المنبعث من منازل الأغنياء ، الرئيس الارتري في السبعينات من العمر أوعلي أبوابها ، إذا أحسنّ به الظن وإعتبرنا أنه مخلص وذو نية طيبة وصادقة وهو قد بلغ من العمر عتيا أليس من الأفضل أن يسلم أمانة السلطة لأهلها ؟ وهو الشعب الأرتري ؟ قالوا إن الرئيس حسن مبارك وقد هرم ان من أهانه وأذله هي حاشيته وأبناءه وهو من القيادات العسكرية المشهورة في حرب أكتوبر أساء لتأريخه باهتمامه بهم دون غيرهم ، وكذلك الرئيس السوري المحاط بحاشية لا تملكه ( بشد اللام) القرار ، ولكن كان الأجرأ من بين الرؤساء الذين عصفت بهم رياح الربيع العربي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي حين قال ( الآن فقط عرفت) ما ذا عرف ؟ عرف الحقيقة أن الشعب لا يحبه ولا يريده ويريده أن يترك السلطة وعرف ما نقل إليه من معلومات من حاشيته كانت كذبا وزيفا ، ولهذا ترك تونس بأقل الضرر ، فهل يفعل ذلك الرئيس الارتري أم ينتظر حتى تغرق ارتريا في الطوفان والحريق الذي أشعله ؟

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=20712

نشرت بواسطة في فبراير 21 2012 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010