عذرا عواتي …… من تطاول الأقزام !!!
ود الريف
29 سبتمبر 2012م
شكرا للقزم ” قرنليوس ” الذي أعاد الاعتبار إلى سبتمبر الثورة ورمزها الشهيد القائد حامد إدريس عواتي من حيث لا يدري … فهو لم يفعل أكثر من كونه نبش ذكريات عمالته الأولى لنظام الدرق ضد الثورة الإرترية التي تحققت الدولة الإرترية على أكتافها والذي ” يناضل ” قرنليوس ” بغية حق تقرير المصير فيها أو ربما عنها … طبعا الدرق كافأ قرنليوس بوظيفة ومرتب ساري المفعول حتى اللحظة ، ربما ضاعفته له السلطة الحالية لمواجهة حمى غلاء الأسعار الذي غشي العالم في هذه السنين الأخيرة … بل أكثر من ذلك أعانه النظام الحالي على تكوين تنظيم يدعي الدفاع عن حقوق الكوناما … وهذا السلوك إن كان مقبولا في عهد الأنظمة الأثيوبية القابرة فلا يستقيم من النظام الحالي الذي اعترف بحق الشعب الإرتري في استقلاله الوطني وبوحدته وسيادته… مما يجعلنا أقرب إلى أن نصدق مقولة من لا يرون فرقا جوهريا في أطماع الأنظمة الأثيوبية الحالية والسابقة في إرتريا، وإنما الفرق فقط في الأسلوب المعتمد لتحقيق الأطماع التوسعية ، فبينما النظام القديم اعتمد العنف في تحقيق ذلك ، لجأ النظام الحالي إلى الأسلوب الناعم القائم على تفتيت وحدة الشعب الإرتري من خلال ولادات قيصرية لكيانات سياسية ومدنية لا يجمع بينها جامع سوى ضعفها وخلافاتها فيما بينها وبين النظام الدكتاتوري القائم في إرتريا .
ولولا بيان قرنليوس العميل القديم الجديد لما سالت أقلام ودبجت صفحات على شبكة الإنترنت دفاعا عن رمز سبتمبر عواتي بكل هذه الكثافة موحدة مشاعر الجميع ناسين ومتناسين حالة التشرذم … واحتضار الوطنية الإرترية شيئا فشيئا .
وليس غريبا أن يجد عملاء الأمس واليوم فرصة للانقضاض على التاريخ ورموزه ونحن مشغولون بأنفسنا على حساب وطننا حد التخمة ويهرول من بالداخل إلى المنافي بمساعدة من بالخارج مسهلين عملية الهروب الجماعي بذريعة ممارسات النظام الدكتاتوري ، وكأن خيار الهروب المستمر والاستكانة علاج لهذا الواقع الصادم… وفي غمرة هذا الزحف الغريب والخطير جاء بيان قرنليوس القصير فكرا ووطنية يندح حقدا وعمالة على ثورتنا ورموزنا وتاريخنا .
وفي هذه العجالة أود القول ليس المهم سرعة وبطء الرد الكتابي كما يرى بعض الكتاب على أهميته من قبل القوى السياسية والمدنية المغلوبة على أمرها منذ أمد وكاد ما بينها وبين السياسة والمجتمع ينفرط من كثرة إدمان الفشل ومحالة مداراته ، على كتابات هذا العميل الفاجرة جهارا نهارا. وإنما المطلوب الآن وفورا من كل الجهات المعنية أن ترد عمليا .
وفي هذا الصدد لابد من مخاطبة قيادة تنظيم الكوناما عن موقفه من قرنليوس وبيانه !!! مع ظني شبه الجازم أن قرنليوس هو القائد والقيادة مع بعض الأيادي الخفية من ذوي النعمة عليه … ومع هذا ومن باب الاحترام يجب مخاطبة زملائه في التنظيم ومن ثم لابد من اتخاذ قرار حاسم إزاء هذا الشخص المخبول من قبل مؤسسات التحالف والمجلس الوطني وأية جهة وطنية لها صلة به … وإلا فإن استمراره ضمنها يعد إساءة بالغة لهذه الكيانات ومصداقيتها ودورها الوطني على علاته ، ومدخلا لتطاول النفوس المريضة على كل ما يمثل الرمزية النضالية والوطنية لشعبنا .
نقطة أخرى أود الإشارة إليها هنا أيضا قبل الختام ، هي أن بيان قرنليوس أوضح بجلاء مدى الخلل القائم في اعتنائنا بتاريخنا ورموزه . ولمقابلة هذا الخلل ومعالجته أقترح على الجميع رسميين وشعبيين بالإضافة إلى الكتابة المكثفة عبر الوسائط الإعلامية المختلفة عن الثورة الإرترية ورموزها وبالذات ممن واكبوا وعاصروا تلك المرحلة ومن المختصين ، بالإضافة إلى ذلك إقامة احتفالات شعبية حاشدة على امتداد العالم أين يتواجد الإرتريون ، ولاسيما في السودان وأثيوبيا حيث يتواجدون بصورة مكثفة بالمناسبات الوطنية وفي المقدمة والقلب منها الفاتح من سبتمبر ورمزه عواتي مفجر الثورة التي خرجت من رحمها الدولة الإرترية التي يجب أن نفخر بانتمائنا لها ولتاريخها . ليس النيل منها ومن تاريخها كما يفعل قرنليوس العميل ماضيا وحاضرا . وليس من المقبول أن نجعل من موقف السوداني الحالي من المعارضة الإرترية شماعة نعلق عليها الهروب من مسئوليتنا في هذا الصدد ، حيث أن قيام الاحتفالات بالمناسبات الوطنية الإرترية في السودان بالمدن ومعسكرات اللجوء لا يمس بعلاقة النظامين الإرتري والسوداني وموقف الأخير من المعارضة الإرترية .
ودعونا نجعل من سبتمبر الثورة وانتصار تقوربا ، ويوم الشهداء ويوم الاستقلال وغيرها كثيرة مناسبات وطنية حافلة وحاشدة نستعيد فيها بعض صفحات تاريخنا المخضب بالدم والدموع واللجوء والمنافي .
وأخيرا عذرا لك عواتي … فنم في قبرك مطمئنا فلن ينال من قامتك الوطنية من كان وما يزال رصيده العمالة وعيشه الرشا على حساب الوطن وتاريخه وصناعه .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=26227
أحدث النعليقات