عقامي
“عقامي” كلمة مألوفة تطلق على سبيل الازدراء والانتقاص من شعب تغراي، وفي سياقات فيها الكثير من التباغض والعنصرية… ولكن الذي لم يتعرف من قبل معنى هذه الكلمة،يتساءل كيف يمكن لشعب تغراي أن يكون في درجةٍ أقل من التغرنية من الناحية العرقية أو العنصرية وكيف تنظر التغرنية الى نفسها إلى الأعلى والآخر هو الأدني أو كيفية بروز هذا المصطلح العجيب في إرتريا والمعروف عن الاسم غير دقيق في معناه “عقامي” لفظياً تعني أقليم من أقاليم تغراي ولكن المتعارف عليها شعبيا في ارتريا: تعني عبارة انتقاصية – “عيارة” في اللسان الإرتري- يقصد بها الفئة التي ترجع أصولها إلى شعب تغراي ثم استخدامت على سبيل الشتيمة أو تعريفاً ليقولوا الناس بأن هؤلاء ليسوا ارتريون ، بل هم ممن قدموا الينا من الحدود وتحديداً من تغراي. أو ربما يراو الإرتريون أنفسهم هم الأعلى من تغراي لأن تغراويون كانوا يقومون بأعمال قزرة في ارتريا… وكانوا يغلطون على الشعب الإرتري حينما كانت البلد متروكه لهم وأنتم أدرى مني بهم وهي صفات ذميمة لا داعي أن أقولها رغم اختلاف المشاهد بين الأمس واليوم الا ان كلمة عقامي كانت كلمة عادية نسمعها في كل مكان, بالإضافة التغراوي معروف لسانه ثقيل ومعوج في نطق التغرنية و بقصد توضيح هذا الفرق كان شعبنا يستعمل كلمة عقامي ولم تكن عيب في ذلك الزمان وخصوصاً في بلاد تحمل في جوفها التغرنية والتغراي ومنهم من تحول وتفاعل مع حياة الشعب الإرتري وأصبحت حياتهم أقرب الى الإرتريون من تغراي ومع ذلك ينسب هؤلاء عند معظم الإرتريون بالعقامي حتى اصبحت من الكلمات الدارجة على ألسنة الناس, للعلم نحن الإرتريون لدينا محللين اجتماعيون أكثر مما لدى الصين لأن أغلبية شعبنا هم من الذين يصطحبون أينما ذهبوا الكتب التي توثق أنسابهم إضافة إلى “الشجيرات” التي تعيدهم إلى جدهم وقبائلهم البعيدة والقريبة وهم لا يعترفون لأي قادم من تغراي حتى لو كان وزير ماليتهم أو من عرضت أكتافهم وتورمت رقابهم مثل العجول الأمريكية ، معروف عند الشعب الإرتري خصوصاً اذا كان الشخص من الذي لا تعرف حسبه ولا نسبه دائماً يعتبر طبقة من الطبقات الدنيا التي لن تنال نعمة الانضمام إلى دم الشعب الإرتري. وقديماً قال شعبنا لإيطاليا( شيشليا مانجا صابونا) أي شيشليا يابدو ايطاليا المغفلون من غباءكم أو جوعكم كانت وجبتكم الصابون جئتوا الينا وأعجبتكم ارتريا فجلستوا فيها يافقراء أوروبا المعدوميين… وهكذا الناس كانت تناديهم بالشيشليا ولم يراو الإيطاليين مسيئاً لهم ولم تتأزم الأوضاع بينهم هذا مايقوله الأباء في ارتريا وأنهم عاشوا في العهد الإيطالي حياة عادية وكانت أمورهم ماشية في الأحسن.
للأسف الشديد بعد الإستقلال نزل الرئيس الى المستوى غريب من لرياء والنفاق أصبحنا نراه يساعد التغراي التي ملئت الشوارع الإرترية برخص أياديها العاملة ورايناه يزعل من كلمة عقامي ويعاقب بها الى حد السجن وكانت هذه بدايه الشرارة معنا ثم وجدنا فعلآ هناك سفهاء يمسكون بهذا الموضوع ويقومون
بحملات واسعة ضد الإرتريون ويتكلمون بمشاعر زائفة في سلوك المعايرة وليس هناك عاقل من بينهم يردعهم للأسف !!
حاولنا وقف هذه المهزله ضد أخواننا ومناضلونا ولكن أفسدوا فينا كل المحاولات وأخيراً اقترحنا ان نجمع الماء الذي استحموا به التغراي في ماي فشاش حينما كانت تنقل سياراتهم مصنع السمنة من مصوع الى تغراي وبتحديد في ماي فشاش حرمين الأهالي من شرب ماء نظيف بل تكلموا بالاستهزاء ضد الشعب الإرتري طبعاً زعلنا وأخذنا الماء وأسقينا به ضباط المعسكر الذي تجهلوا أفعالهم دون الخوف من النتائج.
بقلم/ روماي خليفة
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39462
أحدث النعليقات