على طريقة بوعزيزي الشباب العرب يشتعل
في إشارة إلى انتشار “عدوى البوعزيزي”، أشعل مواطنون عرب النار في أنفسهم، احتجاجا على الأوضاع الصعبة التي يعيشونها في بلادهم.
وقد تناقلت وسائل الإعلام الاثنين 17-1-2011 أخبارا تشير إلى امتداد ظاهرة “حرق النفس”، تقليدا للشاب التونسي الذي أشعل شرارة الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس التونسي الهارب بن علي حين أشعل في نفسه النار احتجاجا على مصادرة مصدر رزقه.
وكان من أحدث الأخبار التي تناولتها وكالات الأنباء العالمية، نبأ إضرام رجل موريتاني النار بنفسه الاثنين 17-1-2011 بالقرب من المقر الرئاسي في نواكشوط تعبيرا عن “استيائه” من النظام.
وروى الشهود ان الرجل ويدعى يعقوب ولد داود (43 عاما) اوقف سيارته امام مجلس الشيوخ الذي يبعد بضعة امتار عن المقر الرئاسي واشعل النار بنفسه داخل السيارة.
واتاح التدخل السريع لقوى الامن اجلاءه الى المستشفى لمعالجته من حروق في الوجه والقدمين، بحسب ما افاد مصدر طبي.
واشار صحافيون ابلغهم قبل دقائق عزمه اضرام النار، انه قام بذلك تعبيرا عن “استيائه من الوضع السياسي في البلاد وعن غضبه من النظام الحاكم” في نواكشوط.
وفي 17 كانون الاول/ديسمبر اقدم البوعزيزي وهو بائع تونسي متجول في السادسة والعشرين على احراق نفسه احتجاجا على مصادرة بضاعته مما اطلق شرارة الاحتجاجات الشعبية التي اطاحت ببن علي وحملته على الفرار الى السعودية الجمعة.
كما أفاد شهود عيان صباح الإثنين 17-1-2011 أن شابا مصريا أشعل النار في نفسه في نحو الساعة التاسعة صباحا أمام مبنى مجلس الشعب المصري في قلب القاهرة مرددا هتافات ضد جهاز “أمن الدولة” الذي يتبع وزارة الداخلية، بحسب رويترز.
ووقف الشاب على رصيف مجلس الوزراء المقابل للبوابة الرئيسية لمجلس الشعب وسكب علي نفسه البنزين ثم هتف: “أمن الدولة يا أمن الدولة.. حقي ضايع جوا الدولة”، قبل أن يشعل النار في نفسه، بحسب ما نشره موقع صحيفة “المصري اليوم“.
وأفاد شهود العيان أن “النيران أمسكت بكل جسده وقام الحرس (حول مبنى مجلس الشعب) باستخدام طفايات الحريق لإطفائها ثم أدخلوه عربة إسعاف ابتعدت به في ثوان“.
وقالت شاهدة عيان إن “الأمن حرص على إعادة المشهد في الشارع إلى طبيعته في ثوان، ولكن بقيت بقعة كبيرة مبللة أمام بوابة المجلس إثر استخدام وسائل الإطفاء”، ولم تتمكن الشاهدة من تحديد وجهة عربة الإسعاف.
ولم يعرف على الفور مدى خطورة الحروق التي أصابت المواطن.
وذكرت فضائية الجزيرة أن المواطن يدعى عبده عبد المنعم ويملك مطعما في مدينة القنطرة بمحافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، ولم يعرف بعد سبب إقدامه على هذه الفعلة.
بوعزيزي جزائري
وفي السياق ذاته، قالت صحف جزائرية الأحد 16-1-2011: إن شابا في الثلاثين من العمر -في مدينة تبسة القريبة من الحدود التونسية- توفي متأثرا بحروق بليغة في رأسه بعد أن أشعل النار في جسده، تعبيرا عن تذمره من وضعه الاجتماعي المزري.
وأقدم الشاب على هذه الخطوة بعد أن تحداه رئيس بلديته أن يحرق نفسه كما فعل التونسي محمد البوعزيزي قائلا له فلتفعل ذلك “إن كنت جريئا“.
وتعود الوقائع إلى صباح السبت الماضي، عندما قرر محسن بوطرفيف التوجه إلى مكتب رئيس البلدية حيث يقيم، يطلب منه اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل العمل في منجم ببلدة تدعى بوخضرة. وقد كان محسن رفقة 22 شابا عاطلا عن العمل، عندما التقى رئيس البلدية الذي رد عليه بأنه لا يملك سلطة تشغيل أي شخص في ذلك المنجم الذي انطلق نشاطه حديثا.
وسرعان ما ظهرت علامات الغضب على ملامح محسن بعد سماعه ردا سلبيا من المسئول المحلي، وقال له بنبرة غضب: “سأشعل النار في جسدي إذا لم أحصل على عقد عمل في هذا المنجم”. عند هذا الحد، شعر رئيس البلدية بالاستفزاز ورد عليه غاضبا: “إذا كنت جريئا افعل ما فعله التونسي محمد البوعزيزي”.. يقصد الشاب التونسي الذي أشعل النار في جسده في بلدة سيدي بوزيد بجنوب تونس يوم 17 ديسمبر الماضي مشعلا موجة الاحتجاجات الشعبية التونسية التي أسقطت بن علي.
ولما سمع محسن كلام رئيس البلدية أحضر بنزينا، على وجه السرعة، ووقف أمام مبنى البلدية وسكب الوقود على جسمه وأشعل النار، وسط ذهول سكان البلدية الذين كانوا مشدودين إلى ما يجري في تونس التي لا تبعد عنهم إلا بضعة كيلومترات.
ونقل محسن إلى مستشفى مدينة عنابة القريبة، بينما انتقل والي تبسة (ممثل الحكومة محليا) إلى مكان الحادثة واجتمع بالمسئولين المحليين، وأعلن في اليوم نفسه عن إقالة رئيس البلدية وأمر بحصر كل مطالب شباب المنطقة لحلها في أقرب وقت.
وسمع الوالي من الأشخاص الذين رافقوا محسن إلى رئيس البلدية، احتجاجا على “المقاييس غير الموضوعية” المعتمدة في التشغيل بالمنطقة. وقال بعضهم إن المسئولين المحليين يرفضون مجرد استقبالهم للاستماع إلى مشاكلهم.
ونظم سكان البلدة، صباح الأحد 16-1-2011، مظاهرات للتعبير عن سخطهم من المصير الذي لقيه محسن بوطرفيف، وهددوا بتدمير المنطقة إن لم تسارع السلطات إلى معالجة الأزمة الاجتماعية الخانقة التي يعيشها سكان المناطق الحدودية. وعاد الهدوء سريعا إلى البلدة، بعد تدخل وجهائها وأعيانها الذين دعوا الغاضبين إلى التعقل.
6 حالات جزائرية
وقالت صحيفة “الشروق” الجزائرية: في محاولات لتقليد البوعزيزي، سجلت الأحد 16-1-2011 أربع محاولات انتحار تضاف إلى محاولتين أخريين سبقاهما بيوم.
ونشرت الشروق تفاصيل الحوادث قائلة: أقدم شاب يبلغ من العمر34 سنة على الانتحار بالقرب من مقر الأمن الولائي بمستغانم (شمال غربي الجزائر)، بعدما أضرم النيران في الأطراف السفليّة من جسده، وهي الواقعة التي أدخلت المارّة في حالة من الهلع والفزع، وخاصّة أنّ الضحية تعمد استعراض العملية، بعدما صبّ كميّات من البنزين على جسده، قبل أن تتدخل مصالح الأمن لإنقاذه ونقله إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى مستغانم، وبينت التحقيقات أنّ الشاب البطّال يقطن بحي5 جويلية بوسط المدينة، علما أنّه متزّج وأب لطفلين ويعاني منذ مدّة من أزمة سكن.
في السياق ذاته، شهد حي سيدي يحيى وتحديدا منطقة المصلى بأوزيدان بدائرة شتوان في ولاية تلمسان (شمال غرب الجزائر) إقدام مواطن بالغ من العمر36 سنة على محاولة للانتحار، إذ وحسب مصلحة الإعلام بالحماية المدنية فإن الشاب حاول الانتحار شنقا، داخل منزله، لتبقى الأسباب مجهولة، قبل أن يتم نقله على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى تلمسان أين تلقى العلاج الأولي، فيما تم فتح محضر أمني من قبل عناصر الأمن لمعرفة الأسباب الحقيقية التي دفعت ذات الشاب للانتحار .
كما حاول مساء السبت، عون للحماية المدنية (إطفائي) بأم البواقي (شرق الجزائر)، الانتحار من فوق مبنى مقر الحماية المدنية.
ويتعلق الأمر بـ”ك. م. ع” في العقد الثالث من العمر احتجاجا على القرار الصادر في حقه من قبل المجلس التأديبي للحماية المدنية، الذي أقر بتحويل المعني إلى العمل بمنطقة أخرى، وبعدها صعد فوق مبنى الحماية المدنية، حاملا كمية من المازوت، محاولا حرق نفسه، ليتدخل مدير الحماية المدنية ووالي أم البواقي للتفاوض للعدول عن فعله .
كما شهدت منطقة بريان (جنوب الجزائر) محاولة انتحار أحد الشباب، ناهيك عن محاولات سجلت في كل من وهران، تلمسان، مستغانم.. اتفقت في مجملها على هدف واحد، وهو إسماع صوت المعاناة إلى المسئولين.
وشهدت عدة بلدات جزائرية بينها العاصمة أعمال شغب في الأسابيع الأخيرة بسبب البطالة والارتفاع الحاد في أسعار السلع الغذائية الرئيسية، وتقول مصادر رسمية إن شخصين قتلا وأصيب العشرات خلال الاضطرابات التي تزامنت مع العنف الذي اندلع في شوارع تونس والمظاهرات على ارتفاع أسعار الغذاء في دول بشمال إفريقيا والشرق الأوسط.
ودعا د.يوسف القرضاوي في تصريحات تليفزيونية مساء الأحد إلى الاستغفار لمحمد البوعزيزي الذي أشعل الثورة التونسية، غير أنه رفض ما يقدم عليه بعض الشباب من محاولة الانتحار تقليدا للبوعزيزي، مؤكدا على أن “الانتحار يظل حراما شرعا وكبيرة في الإسلام
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=10360
أحدث النعليقات