على هامش تأجيل اجتماعات المعارضة الأرترية فى الخرطوم

بقلم : على يونس

– ماذا تنتظر قيادات المعارضة الأرترية فى الخرطوم؟

– هل تنتظر حتى يستلم السيد “جون قرنق” مهام منصب النائب الأول فى حكومة الخرطوم؟ ام زهبت الى محطة استراحة لتتوقف عليها كى تراجع حساباتها ويحصى كل منها الخسائر والأرباح التى سوف تجنيها فى الأجتماع القادم؟

– فإذا كان الأمر كذلك الى متى ستتعامل قيادات المعارضة على مشاكل الوطن من منظار الربح والخسارة؟

– الم يحن الآوان لكى تقدم مصلحة الوطن على المصالح التنظيمية او الحزبية الضيقة؟

بتلك الأسئلة المطروحة اعلاه بدأ صديقى حديثه معى عبرالهاتف من بلد اوروبى. وتعجبت منة امره لأنه كان فى عجلة من امره ، ولا شك ان الحديث فى امور كهذه يحتاج الى مساحة ومتسع من الوقت.

فقلت لصديقى ما الأمر؟

فأجابنى ضاحكا اردت ان اذكرك فقط بالمثل الذى يقول ” الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك”.

فقلت له الآن فهمت.

وقال صديقى هل لك ان تجيبنى على اسئلتى تلك التى طرحتها عليك؟

فقلت له اولاً اننى لست عضواً قيادياً وثانياً لست متخصصاً فى شئون المعارضة الأرترية ولكننى مواطن ارترى يراقب الأحداث عن كثب ، واستطيع القول بأن قيادات المعارضة الأرترية فى الخرطوم تنتظر لكى تصل الى اتفاق مرضى لكل الأطراف وخاصةً ان هناك نقاط خلاف كثيرة.

فرد صديقى متسائلاً ، هل تعتقد ان تلك القيادات ملمة بالتطورات التى تجرى فى المنطقة بصفة عامة والساحة السودانية بصفة خاصة؟

فقلت لصديقى ، اميل الى الأعتقاد بانها ملمة بالتطورات وذلك لسببين:

الأول لأنها موجودة فى قلب الحدث والثانى ان اغلب القيادات تتكون من نخب مثقفة ، فالبعض من هذه القيادات لها رصيد نضالى عريق.

فقال صديقى اتمنى ان يكون اعتقادى خاطئاً ، حيث اننى اعتقد ان هذه القيادات لاتدرك شيئاً عن تلك التطورات الجارية فى المنطقة او بالاحرى لاتدرى هذه القيادات، المنحى التى ستأخذها تلك الأحداث وتلك التطورات ، واميل الى الأعتقاد ايضاً بأن تلك القيادات لاتستطيع ان تنظر الى ابعد من انفها، لأنها لو كانت ملمة بالأحداث والتطورات فى تلك المنطقة لما سمحت بتأجيل اجتماعاتها من اجتماع الى آخر، ولما كانت اهدرت كل هذا الوقت ، ولما فوتت يوم والاّ كان فيه اجتماعاً او عملاً منجزاَ.

فقلت لصديقى لقد حيرتنى معك، فهل وضحت اكثر !!

فقال صديقى : لقد كان لقيادات المعارضة متسع من الوقت لكى تصل الى اتفاق فيما بينها منذ زمن بعيد، ومع ذلك لازالت تتخبط ، متناسيةً بذلك ما يعانيه شعبنا الصامد فى داخل الوطن… فقاطعته قائلاً ولكن….. فقاطعنى هو الآخر واستمر فى حديثه قائلاً: لقد اهدرت قيادات المعارضة الأرترية وقتاً ثميناً لم تستطع ان توظفه لصالحها عندما كانت المعارضة السودانية فى اسمرا، وكانت العلاقات السودانية الأرترية فى اسوأ حالتها.

كان لدى قيادات المعارضة متسع من الوقت عندما كانت علاقة النظام فى اسمرا مع اليمن واثيوبيا كذلك سيئة للغاية. ولكن وللأسف الشديد آثرت ان تغتنم الفرص الثمينة التى لو كانت وظفتها توظيفا صحيحاً ، لكانت قد قوت شوكتها وهزت اليوم اركان النظام الدكتاتورى فى اسمرا.

واضاف قائلا ان المشكلة التى تواجهها قيادات المعارضة اليوم هو، ان العد التنازلى لإغتنام الفرص قد بدأ للتوء، قبل ان تلملم نفسها وقبل ان ترتب بيتها.

فمحور صنعاء بدأ يتململ فى مصلحة النظام الدكتاتورى التعسفى الحاكم فى ارتريا وذلك من خلال الأتصالات الأخيرة لليمن مع اسمرا. وهذا الموقف خصم من رصيد المعارضة الكثير.

كما ان هناك مشكلة دارفور فى السودان ، والتى تعمل الدوائر العالمية ” ليلاً ونهاراً” لتدويلها، والتدويل فىالرأى يعنى التحرك ضد الحكومة السودانية الحالية التى تستضيف المعارضة الأرترية وتضييق الخناق عليها.

واذا اضفنا الى ذلك التطورات المتلاحقة التى تشهدها الساحة السودانية فى هذه الفترة فإن المعارضة الأرترية ستفقد الظروف الملائمة التى تمتعت بها خلال السنوات القلائل الماضية.

فى ظل هذه التطورات لاتستطيع ان تتنبأ بموقف دول الجوار من الصراع الدائر فى ارتريا.

فقلت لصديقى مازحاً ، هذا اشبه بسنياريو فيلم سينمائى حديث.

فقال لى: سميه كما يحلو لك

فقلت : اذن فلننتظر ما سيمخض عن الأجتماع القادم وخاصةً انه لم يبقى من الموعد سوى ايام قلائل معدودة.

فقال: فلننتظر وان غداً لناظره قريب.