عمليات الخارج للجبهة الشعبية (داعش أرتريا ) من هو الذباح الحقيقي ؟ وعلي من نبكي ؟
دكتور الجبرتي
تعرف العمليات الخاصة في الاجهزة الامنية ، بانها عمليات توجه لضرب العدو ذو القدرات المؤثرة في مقتل ، اما لتدميره مباشرة ، او لتوصيل رسالة قاسية تفيد بقدرة وقوة الكيان الاخر . اضافة الي ذلك تستخدم لتوصيل الرسائل السياسية الكبيرة في فترات الازمات الحقيقة الخانقة الي تستدعي توجيه الانظار الي اتجاه يخدم اهداف الجهة المنفذة . وعادة ما تكون هذه العمليات عابرة للحدود ، أي في أراضي دول أخري ، كما تحتاج ايضا الي اتفاقات وتفاهمات سابقة وآنية اثناء تنفيذ العمليات هذه .
يشترك في تنفيذ مثل هذه العمليات ذات الاهداف الاستراتيجية مجموعة من العملاء المتعاونين مع النظام ، اولهم التجار واصحاب الغطاء المالي والحركة التجارية في المنطقة المراد التنفيذ فيها العمليات ، وهؤلاء اما ان يكونوا عملاء اصيلين او عملاء آنينن (معروفين باستعدادهم للتعاون في اي عملية مقابل المال ) وهم متوفرون في العالم. اضافة الي العنصر المالي والتجاري ، تلعب السفارات والقنصليات والواجهات الرسمية للنظام كالمنظمات الخيرية أو الشركات العاملة في اي مجال (وقحتا ) او اي أجسام تابعة للنظام في منطقة العملية ، دورا اساسيا في التحضير للتنفيذ ،وذلك بجمع المعلومات ودراسة الخطط عبر عملائها ذوو الصفات الرسمية او المسستترين او الماجورين في منطقة التنفيذ .
وأخيرا ياتي دور الأفراد المنفذين . كما في الأفلام يعتقد الجميع أن منفذي العمليات الخاصة هم أفراد مثل جيمس بوند الذي يعرف استخدام اي وسيلة في الدنيا ، ويستخدم كل الخبرات القتالية والدفاعية ، وان الدنيا مجهزة له لتنفيذ العملية كما في الفيلم . والصحيح ان منفذي العمليات الخاصة يمثل 90% منهم أفراد مغفلين نافعين ، أو مأجورين أو كوادر تحت التدريب .
أفضل الطرق لتنفيذ العمليات الخاصة هو استغلال الموارد السهلة والرخيصة وهذا فن عظيم ، ويحتاج لخبرة كبيرة ، والشعبية لها خبرات طويلة في ذلك ، لاادري هل مازالت تستطيع شيئا من الماضي أم لا ؟ .
مما سبق نبحث في حقيقة العمليات التي نفذت قبل أيام (عبر عبر عبر) داعش ليبيا ، وهي بقتل مجموعة من الاحباش مسلمين ونصاري ، رميا بالرصاص وذبحا بالسونكي ، علي اسلوب افلام اليانكي . كاميرات فاحصة قوية ، كاميرات عدة لتصور من زوايا مختلفة ، مخرج خبير في تحديد الزوايا المؤثرة والمثيرة نفسيا . تمثيل رائع ومجود . والقتلة فيهم من يتحدث لغة تقراي ولغة الامحرا بلونهم ووصفهم وحقيقتهم .
ياتري هل هنالك عقول تبحث عن كواليس الافلام هذه او عامة افلام الاعلام ، وتحاول تصور موقع المصورين والكاميرات والمخرجين ، اثناء التصوير والمشاهدة ؟ هل نتخيل مواقع الكومبارس وتعليقاتهم ؟ هل نتخيل الاخطاء ونبحثها ونحن نشاهد ؟ هل نتصور المونتاج والاخراج ؟ هل نعرف ونبحث عن صاحب الرسالة ، والتمويل ، وكم كان نصيب المخرج والممثلين ؟ ام اننا اصبحنا نقاد معصوبي العقول الي حتفنا ، الي شرخ مجتمعاتنا دينا وعرقا وهوي ؟
الافلام ومن يعرضها كخبر علي قنواته ، ويحضر المحللين ويتفاعل معها كخبر انساني أو أو أو ، هو أول متهم وهو رأس الخيط في معرفة كواليس ما عرض من فلم ؟ هل نعتقد ذلك ؟ أم نحن من الخبل بمكان ؟ وبعدها نبكي ونقسم أننا شاهدنا الخبر في قناة كذا وكذا .
هل تعرفون العلاقة بين قطر وارتريا ؟ هل تعتقدون العلاقة بين القناة القطرية الشهيرة والقناة الارترية الحقيرة ؟ كم تعتقدون يدفع اسياس زينوا للبقاء في السلطة ؟ هل تحسستم من هم شركاء الشعبية الزنيمة في الجريمة ؟ هل تعرفون تجار البشر الذين يعملون لصالح الشعبية في الداخل والخارج ؟ هل تعرفون الان عملاء ومنفذي العمليات الخاصة بملا بسهم الراقية ؟ ام ما زلنا نعتقد في الزي الاسود والاسلحة المتعددة علي خصر العميل ؟
ما هونوع العمليات التي تود أن تنفذه الشعبية خلال الفترة الاخيرة ؟ وكيف لفتت الانظار الي اوروربا ؟ لنعرف من هو الذباح الحقيقي ، والذباح بالعمالة ، البائع للجزار ، و مجبر الشباب الي مواجهة الهلاك .
خلال الفترة السابقة اجرت الجبهة الشعبية في الخارج واوروبا علي وجه الخصوص ، مناشطا لشبابها ( معظمهم من الهاربين وممن مات اخوتهم غرقي في البحار والصحاري ، ومنهم من سجن والديهم لعدم دفع فديتهم ) مؤتمرات ولقاءات ، اختتمتها خلال الفترة الفائتة بماراثون للدراجات مر بعدة دول ، ليتحدث عن ضرورة اعادة بادمي وتخطيط الحدود . ليلفت المجتمع الدولي الي القضايا الي بسببها يهاجر الي اوروبا ويموت في الصحاري والبحار .
ثم ختمها بالذبح والقتل ، عبر داعش ، وظن انه اكتملت الصورة ، وتحولت العيون ، عن جرائمه . تم ذبح 30 حبشيا ، من الدولتين ، من العقيديتن . لماذا لان المهم توصيل المعلومة . ثم اغراق 800 مهاجر ، وضحك المهربون من موتهم وغرقهم ، بعد ان استلموا منهم ثمن قتلهم ، تكلفة اطعامهم للاسماك … ايها ابشع منظرا بربك ، مشاهدتهم وهم يغرقون ويصيحون ، والتصوير بدون مونتاج واخراج … رؤية جثثهم متناثرة علي شواطئ ليبيا واوروبا .. القتل والابادة نتيجة واحدة .. ليست هنالك ميتتة افضل من اختها .. بيد داعش ارتريا ، او داعش ليبيا ، او داعش تجار البشر المهربين .
لا تستعبطونا .. وتبكون علي 30 شخصا وتنسون آلافاً رأيتم صورهم علي علي التلفاز والوسائط ، واعترفت بهم كل الدول وبكت عليهم معنا .. ورأينا جثثهم ، منهم من عرفنا ومنهم من لم نعرف .. واليوم يشغل بالنا ثلاثة ارتريين ذبحوا … وقبلهم اربعمائة غرقوا في لامبيدوسا ، وخلال الايام الموافقة للذبح ، غرق 350 ارتري ويزيدضمن 800 مائة غرقي في البحر .. هو الموت كمان فيهو خيار وفقوس …
اللهم لا شماتة في الموت ، فقط نريد اعادة الانظار الي الذباح الحقيقي ، الي القاتل المشهور ، الي من شردهم وخيرهم بين الموت أسرا في بلدهم ، وبين الموت غرقا في البحار وعطشا في الصحاري ، الي من دفعهم ليذبحوا علي أيدي داعش ، اعيدوا عيونكم الي من باعكم اسبيرات بشرية لاوروبا والعالم . أفيقوا وعوا يا قومنا .. فالنجعل احزاننا نارا تصب في مصلحة التغيير واسقاط النظام العدو الظالم ، لا تلتفتوا لمن ماتوا ، بل اعملوا علي ابقاء من هم في الطريق الي افواه الاسماك وديدان الصحاري ، وسكين الذباحين وتجار الاسبيرات البشرية .
أولسنا من دفع مصروفاتهم في اوروربا وغيرها ليسلكوا طريق الموت ، الم ندفع للقتلة 2% وللاخرين عبر الدولار واليورو .. أولسنا من دفعهم الي الموت خسارة بدون ثمن ؟ لماذا لا نحرض الشباب ليواجهوا القاتل والذباح الحقيقي ؟ لماذا لا نقول الحقيقة ؟ لماذا نريد ان يذبح المزيد ويغرق ويموت في الصحاري . نحن القاتل عجزا ونحن المقتولون .
إن بكائنا اليوم لا بد أن يكون بإنقاذ من تبقي من أطفال وشباب وكهول …
الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون .. محاسبون .. مسؤولون عن سبب مصائبنا وماذا فعلنا وماذا تركنا .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=34381
أحدث النعليقات