عملية كسر العظام بين التحالف والحكومة الإثيوبية

بقلم : عامر ضرار ابوآمنة

بدأت القيادة المركزية للتحالف الديمقراطي الإرتري في 31/03/2012 إجتماعاتها التي إستمرت حتى 10/04/2012 وجدول أعمالها مشكوراً يعج بكثير من الملفات الساخنة كما تسرب منها والتي تحتاج إلى إرادة فولاذية لإتخاذ قرار مناسب حيال كل قضية على حدى ومن ضمن الملفات المدرجة ملف مستقبل التحالف والبحث في بقائه أو حله ليحل مكانه المجلس الوطني الإرتري الذي كون مؤخراً ، وملف سودنة الإرتريين في السودان وآثاره السالبة على واقع ومستقبل المجتمع الإرتري . وفي الواقع إن المعارضة الإرترية تتعرض لضغوط كبيرة من قِبل الحكومة الإثيوبية بإعتبارها دولة المقر والدولة الوحيدة التي تعترف بالمعارضة الإرترية بكل ألوان طيفها .

ففي الوقت الذي إجتمعت فيه قيادة التحالف لمناقشة وضع التحالف وفي كيفية التكيَف مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي إنبثق منه المجلس الوطني الإرتري ، إذ تتفاجأ قيادة التحالف بأن الحكومة الإثيوبية تبلغها بأنها ترى بأن يستمر الكيانان ( التحالف والمجلس الوطني) في مهامهما ، بحيث التحالف يمثل الواجهة السياسية والمجلس الوطني يمثل الواجهة الجماهيرية. بمعنى ايها القادة وايها السادة وايها الشعب إن خريطة الطريق والرؤية السياسية والإستراتيجية للقوى المعارضة يصنع ويطبخ من قِبل المعنيين في الحكومة الإثيوبية حتى بدون مشاورة قيادة التحالف لتحاط علماً بما حدث وبما يجب فعله لاحقاً.

هذا التصرف الوصائي من قِبل الحكومة الإثيوبية مرده ضعف قوى المعارضة الإرترية في كيفية إدارة شؤونها بمعزل عن الحكومة الإثيوبية وهذا ليس بالضرورة أن تعادي وتضاد دولة المقر وإنما مع وجود الإحترام المتبادل لا يسمح للحكومة الإثيوبية أن تتدخل في جميع شؤون قوى المعارضة الإرترية . ومع الأسف الشديد المعارضة الإرترية تكرر نفس الأخطاء التي إرتكبتها مع الحكومة السودانية التي لا تعير لها كثير إهتمام حتى أغلقت مكاتبها ومعسكراتها وتذل الشعب الإرتري بوجود المعارضة المسلحة ، في الوقت الذي كان فيها شبابنا وقود لحماية شرق السودان من هجمات النظام الإرتري . سماسرة البشر يتاجرون في الشعب الإرتري بعلم من الحكومة السودانية ولا تحرك ساكن لان الشعب الإرتري لا بواكي له !!! الذي يعتقل من المدن السودانية ويُجهل مكانه هو إرتري ، الذين يقع على رؤوسهم صهريج المياه هم إرتريون. إذاً كل المصائب والمحن تتساقط على رؤوسنا بسبب ضعفنا وعجزنا .

وإثيوبيا اليوم متمثلة في الحزب الحاكم تريد أن تمارس معنا الوصايا وكأن الشعب الإرتري لم يبلغ مرحلة سن الرشد بعد . وما تقوم به الحكومة الإثيوبية ليس وليد لحظة وإنما مخطط متكامل تسعى به في كيفية إضعاف المعارضة وتشتيتها وتشطيرها إلى أجزاء مصغرة لكي تتمكن من السيطرة الكاملة لإرتريا في المستقبل بعد رحيل النظام وهذا ما تعمل من أجله ليل نهار. ونجدها ماشاءالله تبارك الله قد أوجدت لجميع القوميات الإرترية تنظيمات تمثلها وكأننا نعاني من قلة التنظيمات في الساحة الإرترية . وتستضيف إجتماعات لإنشاء تنظيمات جديدة عسكرية وشبه عسكرية . أقول إذا كانت الحكومة الإثيوبية لديها الإمكانيات المادية واللوجيستية في دعم وإنشاء التنظيمات الإرترية الجديدة التي تتكاثر كالفطريات ، لماذا لا تقدم هذا الدعم للمجلس الوطني للقيام بالتغيير المطلوب تجاه النظام بدل إنشاء أحزاب جديدة كل شهر.

الحكومة الإثيوبية تتعامل معنا وكأنها قدمت لنا إستقلال إرتريا هبه أو منحة من قِبلها ، فنجدهم دائماً يكررون عبارة أن هناك أحزاب إثيوبية ترفض إستقلال إثيوبيا. ونسوا أو تناسوا أن إستقلال إرتريا كان نتاج طبيعي لمجاهدات الشعب الإرتري منذ إنطلاق الشرارة الأولى للكفاح المسلح 1961 حتى إعلان الإستقلال عام 1991 ضد الإستعمار الإثيوبي وهو نصر مستحق ولا نسمح لأحد أن يمن علينا. وإرتريا لم يتم إستقطاعها من إثيوبيا حتى يرضى أو يرفض البعض وإنما كانت قائمة بذاتها وتم ضمها إلى إثيوبيا عنوةً من قِبل هيلي سلاسي في 14/11/1962 ليكمل بها الولاية الرابعة عشر للدولة الإثيوبية، ويُعلم من ذلك أن إرتريا لم تكن يوماً جزء من إثيوبيا ، لذلك نحن الذين نقرر مستقبلنا ولا نسمح للمستعمر أن يكون مرشداً لنا ولا ننتظر منه الإعتراف لانه حتماً سوف يرفض ، وهذا يجرني إلى أمر آخر وهو أطماع إثيوبيا لإرتريا لم تنتهي بعد ؟؟؟

فأقول للحكومة الإثيوبية الشعب الإرتري الذي ناضل لمدة ثلاثين عاماً من أجل تحرير أرضه من الإستعمار الإثيوبي ، قادر بأن يناضل ثلاثين عاماً أخرى لتحرير قراره من التدخلات الإثيوبية السافرة.

وأما التحالف والمجلس الوطني أقول لهم شكر الله سعيكم ويجب الإستجابة لتطلعات ومتطلبات الشعب الإرتري حتى لا يقوم بتجاوزكم لإتخاذ زمام المبادرة بنفسه ويضعكم في الحرج ؟؟؟ وتحركات ومظاهرات شباب حركة 24 المزمع إجراؤها خير دليل على زمام المبادرة التي يقوم بها شبابنا البواسل.

Abuamna2011@gmail.com

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=22283

نشرت بواسطة في أبريل 18 2012 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010