عنان وخافير يطالبان بأهمية حل النزاع بين إرتريا وإثيوبيا
انتقال ملف الانتهاكات من الخارجية إلى الكونغرس الأمريكي
الخرطوم – مركز “الخليج” للدراسات والإعلام بالقرن الأفريقي 27/5/2005
أجمعت الأسرة الدولية على أهمية حل النزاعات التي تعصف بأركان القارة. وعلى هامش المؤتمر الأول للمانحين لإقليم دارفور الذي اختتم أعماله أمس في أديس أبابا بمقر الاتحاد الأفريقي، حيث تبرع المانحين بأكثر من مليار ومائة وخمس وسبعون مليون دولار لصالح التنمية وإعادة تاهيل الإقليم وتحقيق السلام والاستقرار في دارفور، وتم الاتفاق تسليم ملف الأزمات في الفضاء الافريقي للاتحاد الأفريقي، حيث شاركت في المؤتمر أكثر من أربعين دولة، بالإضافة إلى مئات من المنظمات غير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، وفي المحادثات بين الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري ومنسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، تطرقت على النزاعات في سماء أفريقيا وخاصة مسيرة السلام في السودان والمصالحة الصومالية والنزاع الحدودي بين إثيوبيا وإرتريا والحكم الرشيد وتعزيز الديمقراطية والانفتاح الاقتصادي والنزاع بين أديس وأسمرا، فرض نفسه في المؤتمر الصحفي الذي عقده كوفي أنان عقب محادثاته مع أفورقي وكذلك تطرق سولانا في المؤتمر الصحفي حول النزاع بين إثيوبيا وإرتريا.
وقال أنان إنه يتابع باهتمام إيجاد حل للنزاع الحدودي بين البلدين، وقال إن مبعوثه الخاص ليود إكسورثي وزير خارجية كندا السابق لم يجد تعاون ولم يستقبل من قبل الحكومة الإرترية مما تسبب ذلك في عرقلة مساعيه لمساعدة البلدين لحل النزاع الحدودي وتنفيذ قرار التحكيم، وأوضح أنه أجرى لقاء مطول مع زيناوي تناول الخلاف بين البلدين وأهمية حل النزاع سلمياً وقال أنه عين نائباً لمبعوثه الخاص لحل النزاع الإرتري الإثيوبي الدبلوماسي من دولة بنين وهدد السفير جول أوديتشن، عمل مندوباً لبلاده في الأمم المتحدة وهو خبير في النزاعات وله الماجستير في القانون الدولي، ويرتبط بعلاقات جيدة مع عدد من الدول الأفريقية سينشط في مهمة الأمم المتحدة لحل النزاع بين البلدين.
وأكد زيناوي عقب لقائه بعنان التزام بلاده لحل النزاع الحدودي مع إرتريا بالوسائل السلمية. وأعلن دعم بلاده لحل أزمة دارفور عبر الآلية الإفريقية، وجدد زيناوي دعم إثيوبيا للمصالحة الصومالية.
فيما رحب كوفي عنان بالانتخابات التي جرت في إثيوبيا واعتبرها خطوة هامة في مسيرة الديمقراطية التي تشهدها إثيوبيا ونقل تهانيه للشعب الإثيوبي والأحزاب السياسية التي شاركت في الانتخابات، وطالب كل القوى السياسية الإثيوبية أن تقبل نتائج الانتخابات. معتبرا أن القبول بها يعد خطوة مهمة في تعزيز وترسيخ مبدأ الديمقراطية التي انطلقت في إثيوبيا حديثا.
فيما عبر خافيير سولانا عن قلقه إزاء النزاع الحدودي بين إرتريا وإثيوبيا. وقال إن الأزمة الإرترية الإثيوبية لا تسير على الوجه المطلوب ولم تحرز أي تقدم وإن الوضع بينهما يتجه عكس ما كان يتطلع عليه الجميع. وأوضح إن الاتحاد الأوروبي يواصل جهده لإجراء محادثات بين الجانبين وهي خطوة مهمة لتجاوز الخلاف العالق بين البلدين، وكشف سولانا في مؤتمر صحفي عقده في أديس شارك المركز في تغطية وقائعه في مقر الاتحاد الافريقي إلى وجود تنسيق مع كوفي أنان لحل النزاع بين البلدين. وقال إنه تحدث مع زيناوي على أهمية حل النزاع الحدودي مع إرتريا من أجل تعزيز مسيرة التنمية والديمقراطية في الإقليم بكامله، مشيراً إلى جهود كبيرة يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان لحل الأزمة عبر مساعي الأمم المتحدة وإجراء محادثات بين الطرفين، وأكد على أهمية قبول البلدين بمهمة المبعوث الخاص للأزمة ليود إكسورثي. وقال إن رفض أي طرف من الأطراف يزيد الوضع تعقيداً، وحذر من استمرار الوضع كما هو عليه. وحول اندلاع الحرب بين البلدين قال هناك تأكيدات من بعثة الأمم المتحدة باستبعاد الحرب، بالإضافة إلى تأكيدات زيناوي شخصياً خلال لقائه به أمس.
وعن موقف الاتحاد الأوروبي قال خافيير سولانا المنسق السياسي بالاتحاد الأوروبي نحن ننسق مع الامم المتحدة ونتابع بشكل مستمر مع كوفي أنان ومبعوثه الخاص للأمم المتحدة المدعوم من مجلس الأمن الدولي الأوضاع وكذلك هناك تنسيق بين الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي. وعرج خافيير سولانا على الانتخابات الإثيوبية، وأعلن تأييده للتحول الديمقراطي في إثيوبيا. وطالب الحكومة والمعارضة بالالتزام بما تتمخض عنه نتائج الانتخابات، وأكد تقديم دعم كبير لإثيوبيا لمساعدتها في مواجهة الجفاف والمجاعة وتعزيز التنمية للنهوض باقتصادها، ونقل ارتياح دول الاتحاد الاوروبي من إجراء الانتخابات البرلمانية في إثيوبيا وسوف تكون من المستفيدين الأساسيين من المساعدات الاوروبية.
ومن ناحية أخرى تدهورت علاقات واشنطون بأسمرا ووصلت إلى أدنى مستوياتها بعد هجوم الرئيس الإرتري إسياس أفورقي لها بحضور بعثتها الدبلوماسية التي فوجئت بالهجوم المباشر في أستاد أسمرا التي خرجت من الاحتفال احتجاجاً على هجوم رئيس النظام لأمريكا التي ذكرها أكثر من عدة مرات بالاسم مما لفت انتباه الدبلوماسيين الأمريكان عقب الاستعانة بمترجمين عبر أجهزة الجوال، وبعد محادثات غادورا الأستاد وطالب الدبلوماسيين الأمريكان إيضاحات من الخارجية الإرترية حسب مصادر دبلوماسية عليمة، ويأتي هجوم الرئيس الإرتري بعد الهجوم الذي قامت به وسائل الإعلام الإرترية على واشنطون على مدى الشهور الماضية بعد إدانة الخارجية الأمريكية الحكومة الإرتريةبانتهاك حقوق الاديان وحوق الإنسان، وقد اتهم قبل أسبوعين عضو الكونغرس الأمريكي كريستوفر سميث رئيس قسم الافريقي في الكونغرس الأمريكي الحكومة الإرترية بانتهاك الحريات الدينية والسياسية، حيث قدم تقريراً للجنة الفرعية في الأسبوع الأول من مايوالجاري، واعتبر إرتريا من أكثر الدول انتهاكاً لحقوق الإنسان. وقال إن إرتريا وإثيوبيا فشلتا في حل نزاعهما وحملهما مسئولية زعزعة الاستقرار والسلام الإقليمي، وقال في تقريره إن وفد من الكونغرس الأمريكي قام بزيارة إلى إرتريا وأخفق في إقناع الحكومة الإرترية بإطلاق سراح المعتقلين وخاصة القيادة الإصلاحية القابعة في السجون منذ سبتمبر 2001، واعترف بإقناع الحكومة الإرترية بتحسين سجل حقوق الإنسان والديمقراطية، وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشئون الأفريقية دونالدو ياماماتو الذي يعتبر خبيراً في شئون المنطقة ولعب دوراً مهماً في تعزيز علاقات واشنطون مع دول الافريقية، وعمل سفيراً لأمريكا في جيبوتي، وأكد موقف بلاده الثابت اتجاه تحقيق الحريات وعدم التساهل في ثوابتها مثل الحريات والديمقراطية، والحكومة الإرترية تعلم إن علاقات أمريكا تبنى على أسس قيم ومبادئ.
ويعتقد المراقبون إن هجوم الرئيس الإرتري على أمريكا يأتي كرد فعل على نقل ملف الانتهاكات من الخارجية إلى الكونغرس الأمريكي الذي فتح للمرة الأولى ملف حقوق الإنسان والديمقراطية في إرتريا.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4709
أحدث النعليقات