عن لعبة المغزل
لعبة المغزل . لحجى جابر
بهذه المقولة تبدأ الرواية وبها تنتهي .
وبين البداية والنهاية المشابهة لها نجد ان الراوي تطرق للتاريخ المزيف الذي يكتب حسب الاهواء السلطوية .
جزء من هذا التاريخ يحرفه الرئيس شخصيا وهو تاريخ يتعلق بحياته الشخصية والتاريخ المحرف يتعلق بالمسائل الاخلاقية والنفسية ومسائل الغدر والخيانة وعدم الوفاء للرفاق .
يقوم الرئيس شخصيا بعملية الشطب والاضافة في وثائق حمراء تمت كتاتبها عن طريق مناضلين كانوا معه في الميدان كمذكرات يومية تم جمعها فيما بعد . وتكتشف هذه الحقيقة ابنته التي تصاب برصاصة غادرة في صدرها عند بداية القصة اونهايتها فالكاتب يجعلك تدوخ ، لم يكن غريبا ان تصاب وهي في حضن عشيقها ووالدها ومغتصب امها .. سيقولون من لايعجبهم النص كان قدرها ان تموت هكذا ليكشف كنز الطبيب الآخر نهايتها .
كذلك تتحدث الرواية عن القبح الظاهري والباطني للشخوص متمثلا ذلك في شخصية الطبيب الأول الذي كان قبيح الشكل عكس الطبيب الكنز الذي يقول عن نفسه انه وسيم . بالرغم من القبح الظاهري للطبيب الا انه يقع في غرام ابنة الرئيس الجميلة كغيره من الرجال . كانت هي الجميلة التي تشماءز من قبحه وكان هو القبيح شكلا يريد الانتصار علي جمال الجسد بإظهار القبح الثاني ، كان الآخر قبح القلوب الداخلي الذي تمثل لنا في شخصية والد الفتاة الجميلة التي ولدت في احدي معسكرات الثورة نتيجة لجريمة اغتصاب ارتكبها السيد الرئيس في والدتها يوم ان كانت جريحة .. كانت امها قد صفعت والدها الرجل القوي في وجهه حين اراد ان يغازلها ويجعلها عشيقته وهي التي التحقت بالثورة من اجل الوطن . إن جريمة الاغتصاب التي خلقت منها هذه الفتاة لم تكن إلا عقوبة لتلك الصفعة التي تلقاها السيد الرئيس .
الرواية ليست كلها خيالية فواقعية الرواية يقرأها كل من تتبع سيرة اسياس افورقي في الثورة الارترية .
الراوي لم يذكر اي من الاشخاص والقادة الذين تآمر عليهم الرئيس لكنه ذكر وقائع لمؤامرات نفذها الرئيس علي رفاق كانو معه في الميدان عسكريا وآخرين كانو داعمين لحزبه بالمال اتهمهم بالطائفية والعروبة وقد كان الاب الروحي احد هؤلاء الشخوص .. حين يأتي ذكر جبل عقامت في الرواية فإن الذاكرة ستعود بالقارئ الي عملية اغتيال الشهيد ابراهيم عافة التي نفذها اسياس افورقي .
شكرا حجي جابر لهذا الابداع .
جعفر وسكة
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35109
نشرت بواسطة فرجت
في أغسطس 14 2015 في صفحة الصفحة الثقافية, المنبر الحر.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
أحدث النعليقات