عِيْدِيَّاتْ ( 1- 1 )*

( في حوار ما بين الآدَمِي و الأشْبَاح ) أحمد صلاح الدين

على منوال نمطية الآدمي عمر جابر عمر ، وجدتنا نحن معشر الأشباح  ، في محكاته من حيث مدخلنا لحوارٍ أتاح فرصته لنا هذا الأُستاذ  مُكْرها من أجل فائدة القارئ على حد تبريره ، فهو بذلك ينتفض خارج مألوف طبيعته و تلك حكمةً نحفظها له  –  فكيف لأشباح ٍ على شاكِلَتِنا أن تلوم بَشراً من نموذج رمزية  إبن آل  بلاتا جابر عمر أعظم الله أجره – وليعذرنا هنا القراء إذا وجدوا أنفسهم في تُوْرِّهَآت فَارِغة لا تعنيهم . وخاصة ليس الحوار الذى كنا نبغي لولا رمضانيات كبيرنا الذي علمنا سِحرَ الحوار ، ذلك بعد أن إغْتَبَّ و نبذنا بالإسم الفسوق ممتطيّاً ظن السؤ بنا في معركة رمضانياته التي أحلَّها له الشرع و الرسول (ص) على حسب مرجعية إفتائه .

عليه منا لكم ما إستطعنا من وسع التقليد بذات النمطية التي رأينا فيها هذا الآدمي بعيون الأشباح – وذلك وصفه لنا حين أفاد القراء بزعمه و ليته فعل .

على هُدَى نَمْطِية عَمِّي عُمَر  :-

إتصَلَ بنا أحد الملتزمين بالتواصل معنا هاتفياً ، من حواف ِ أقصى الجنوب الغربي- الأُسترالي – من بيرث    عاصمة ولاية غرب أُستراليا – فقال صديقنا المتصل مُعلِقاً : ( بلاش مجاراة الأستاذ عمر جابر فالرجل Perth

يتقدم في العمر وليس له متسع من الصدر و الصبر …. فالرجاء عدم  الدخول في مجادلته وخاصةً له من المرارات ما لا تعرفوها . . و إحباط على هذا البعد من إرتريا  ) !!

فقلنا لِناصحنا : أنت على حق – إننا لم نكن من وَلِجَة الرجل –  كما أننا لسنا من ذاكرته و هذا يستدعيه لكي يرسم صورتنا على هيئة الأشباح و خاصةً لا نمتلك تلك البذلة التي يرتديها و لا نجيد فن رابطة العنق التي تختنق بها الِرقَاب حمّالة الرؤوس –  فلا نحسده على ذلك ، غير قول ماشاء الله فلا مانع لما أعطى و لا مُعْطِيَ لما منع .. !

وقال صديقٌ آخر في سخريته الأليفة : ( أيها الشبح و ياهذا لإنك لا تعرف قامات الرجال و قيادات جبهة التحرير مثل الْعَمْ عمر جابر – و لم يحدث لك شرف المعرفة به أو مقابلته فعليك أن تخرس أيها الخفاش الهارب من الضوء و النور و الفوانيس و اللامبدِّينا …. ) .

أجبته :  صَحَّ لِسَانك يا صديقي –  فكل ما أعرفه عن هذا الآدمي الغيور على وطنه و قومه هو  شئٌ  من الذاكرة الطشاش و بعضُ المعلومات الخبرية الإنشائية و كثير من مساهمات قلمه من اجل فائدة القارئ أو القُراء – ولحسن الحظ كنت من القراء- – و ما أنا في شَطَطٍ من أمري في هذا الإعتراف ..!

فأمَّا الذاكرة الطشاش كانت عابرة على ثلاثةِ مرات من أمْرِ الصُدْفَة الخيُر من سابق المَوّعِد أو  رغبة اللقاء – ونتذكرها حسب الترتيب ، إذ كانت أُوُلاها  في أخر سنوات السبعينيات و ميلاد فجر الثمانين –  أي قبل زفاف  ج. ت. أ.  خارج الساحة الإرترية و هي يكتنفها الخمول ما بين عليت و فورتو ثم حومرة كلبوت و لواكايب حيث كان تستكين قياداتنا التنفيذية ما بين قُوطية إبراهيم إدريس توتيل و خيمة إبراهيم محمد علي  و راكوبة ملاكي تخلي – و تحركات عبداللة إدريس ( شفاه الله )  و إختفاء أحمد ناصر في قامته القصيرة هنا و هناك و البساط قد سُحب من تحت كعبيه و هو يحتفظ فقط بكلمة سر الليل و إسمه الحركي بين دائرة الحزب و تلك العبارات :

(( حضرنا أخي الثائر … !!؟ إستريح يا رفيق … و هلمو جرا !)) – و حينها و وقت تلك الآيام الخِفَاف و الزحمة كانت أُولى الصدفة لنعلم  أنّ ذاك المجسّم أو الجِسْم الضخم ماشاء الله –  و الذي كان بجواره  وقتها الإقتصادي السيد طه ياسين شيخ الدين- هو الرفيق عمر جابر –  فكانت  حرارة رمال خور ميكيت الملتهب ترتفع ما بين نعليه –  لتبتل جلاحاته الممتد بين جباهه بالغيث عَرَقا – بينما الزميل طه ياسين يتسربل جفاف الموسم  – و حينها أدركنا الرفيق الثائر عمر جابر كان كعادته في زيارة الى الساحة ( الميدان ) من إحدى دول الرفاق –  أصدقاء الثورة من القيادة القومية و غيرها بالخارج – وأخبرنا عنه أحدهم بأنّ  الرجل إعلامي من الدرجة الأُولى –   وهيك  درجات حينها كانت فقط  من نصيب قامات  عَلِيِ قِدر و أسمرينو بالنسبة للجبهة – و حرقيقو  في حالة قوات التحرير الشعبية – أما الزميل الأُستاذ عمر محمد أحمد لم ينل هذا الوسام رقم أنه كان الساهر على مجلة النضال الوارثة لصحيفة الثورة – فهذا عمر جابر و ذلك عمر محمد  إن لم تخونني الذاكرة أو ربماهكذا  تبدو ذاكرتنا نحن الأشباح –  –  ( أرى الرفيق عمر محمد يقول في نفسه : يا راجل كفاية .. بلاش تاريخ مات ..)!!

.

بالنسبة للأُخريتين من صدف اللقاء بالرفيق الثائر عمر جابر ،  للأسف الشديد كانتا بعد أن فشلنا نحن الجبهجيين ( أو كأبناء ج . ت . إ .  حتى يحلو التعبير ) في الصمود و الإستمرارية بجانب بندقية عواتي و ( الأباء) على قول الزميل عمر : <<   …. حملنا رسالة من الآباء ووصايا من الشهداء … >>  – نعم فكان اللقاء به عابراً أيضاً حين إكتظت بنا  كسلا – عاصمة الشرق السوداني و جبالها كعادتها وقت الأزمات  –  فكان عمر جابر و قد فارق رُتبته من الرفيق و الزميل و درجته الأولى من الإعلام – متجرداً من فخامة تلك  الأللقاب التي حمل – كان ذلك فور  إضافة فشل آخر  لما سُمِيًًّ  بحركة 25مارس – و عندما فشلت وحدة با هبري مبعوث الأمير السعودي تركي الفيصل – ولكي ينتهي عُرس إتفاقية جدة بين ثلاثية زعماء القوم  وما عرف بالتنظيم الموحد – وفي مجريات تلك الآيام –  و من فشلٍ الى فشل كانت النظرة الثانية لِعمِّنا عمر جابر بين أزقة شوارع كسلا- أتذكره  و ظله المترامي من وزن جسده الضخم ( ماشاء الله أولها و أخرها ) كان يمتد  متدفقاً على ظهر  المسافة التي كانت تفصل بينه و بين المرحوم حسن دَّبْسَاي قَرْزَا إتِينْ رحمة الله عليهما والذي كنا نبادله الحديث لبرهةٍ من الدقائق .  –  فسبحان الله في هذه المرة ايضاً كان  عَمّنا عمر جابر  و قامته تلك غارقة  في سيل من  العَرَقِ – ربما من حرارة الجّو الكسلاوي  – أو لربما من جراء الدهون التي في دوامة التكُّدس حينما يقل النشاط الثوري للزميل و الرفيق عمر بفعل تعاقب الفشل و النّكََبات في مثل تلك الظروف التي كان يساهر فيها الأُستاذ عمر جابر و رفاقه على ( ملفات الخيانة ) مثل ما يحمله من الملف حاضراً – و قد لا يكون هذا الكم الهائل من العَرَقِ الذي إبتلت به هِرقلية الرجل   مما ذكرنا من السببين   أعلاه –  بل هو بسبب نظرتنا العابرة للرجل ونحن معشر الأشباح لما في أنفسنا  من الحزن عندما كنا نرى قامات أُؤلئك   الرجال و قد إبتلعهم الفشل – -!!

ثم  بعدها تبادلنا السلام مع  الإنسان الطيب و البشوش حسن دبساي رحمة الله عليه بعد أن أخبرنا بأنه  و صاحبنا عمر جابر يجتهدان في مكتب إقتصاد التنظيم الموّحَد   و ليس الإعلام .

أخيراً  كان اللقاء العابر الثالث للعم عمر أيضاً و هو يصاحب حسن دبساي و شخص آخر ( ربما كان  من آل حاج علي  ) –    و نحن معشر الأشباح و قتها كنا نحمل شئ من مزايا الآدمية فتبادلنا السلام و إمتدت الآيادي  و إنسابت الآصابع :

.. أهلاً و سهلاً  .. أهلين سلامات … يا مرحب  .. كيف الحال… كَفُو للّيكاَ .. مِي تُو بَدّيكَا ..

فعرفنا أنّ  عمر جابر له المعرفة  بشقيقنا الأكبر – وهكذا  طبعاً بالنسبة للأخ الفاضل حسن دبساي  في صداقته مع شقيقنا – ثم كان ذلك هو اليوم الذي   إنتهى فيه نصيب لقائنا بهذا الأستاذ لنسمع به خبراً ضمن رجالات التنظيم الموحد الذين دخلوا البلاد و عاصمتها أسمرا فُرَادى نَفراً نَفر   بعد التحرير و فقاً لشروط القائد  ( بَعَلْ سُرِي ) تقادلاي أتو / إسِيَاس أفْ وَ رْقِي – و صاحبنا عمر جابر يحمل في يده  مكتو ب ( تاريخ المئة صفحة ) بذات الحماس الذي يحمل به و ثيقة العهد الإرتري في يومنا هذا !!؟ أسمع الآدمي عمر يقول لي : يا كذّاب … خسئت .. أيها الهارب من الضوء  الساطع .. يا بالون .. !!

أقول له :  سامحك الله يا عمر .. إنها الذاكرة الطشاش .. التي تعترف بالفشل من أجل النجاح .. ! – أسمعه مرةً أُخرى يقول : ما تكتب عن قيادات النظام يا مجهول يا جاهل .. و هل أنت مؤهل لذلك !!

أرد مجيباً له : ليس هناك قيادات للنظام – إنما هناك قائد واحد – و رجل واحد هو الدكتاتور إسياس – و الجميع  في أمريكا و أُستراليا – أُوروبا – أفريقيا – الشرق الأوسط  يدرك و يعلم ذلك – حتى حرم الرئيس و السيدة الأولى صابا تعي ذلك – و كذلك  الرفيقة والزميلة بقيادة حزب العدالة  شقيقتنا و شقيقتكم السيدة زهرة جابر عمر بفخامتها و قاماتها الوطنية  تفهم ذلك تماماً – إذاً أو إذن ما الفائدة لكي تتحداني في الكتابة عن قيادات النظام !!

يقول لي احد القراء :  و ماذا عن معلوماتك الخبرية عن الأُستاذ عمر ،  التي وصفتها بالإنشائية في بداية هذه السطور عن هُدَاك على نمطية كتابات هذا الرجل  !!؟

أقول موضحاً لهذا السائل :  إنها بعض  من ثقافات المقاهي  أو على قوله ( ضحايا ثقافة حكاوى المقاهى ومعلومات الهواتف الجوالة ) التي تتعلق بحرق و تشويه شُهْرَة هذا الأستاذ من أصحاب مارس و الكوارث التي تلتها – – ( أسمع الأُستاذ عمر يقول وهو غضبان : قل ما في مخزونك يا جبان .. أنا عرفتك!! ) –

يرد عليه سائلي مجيباً إياه :  أنني أعني خبرية حقيبة أو شنطة القاهرة و مجريات الفلوس المفقودة … !

أتدخّل أنا قائلاً : هذا  مجرد خبر إنشائي – و الخبر يحتمل الصدق و الكذب – – فالكذب ما لا يطابق الحقيقة – أما الحقيقة يعلمها رب العالمين – – فأمّا قول الحق بعيداً عن المصلحة الشخصية هو ما يقوم به الأُستاذ عمر جابر حل حد قوله: (نعم أبحث عن ( مصلحة) وهى مرضاة الله وارضاء الضمير! ) – –

و نحن نقول (  أعوذ بالله من نحن ) : الرجل برئ و الله يعلم ما في الصدور ( و أسروا قولكم أو أجهروا به إنه عليم بذات الصدور ) صدق الله العظيم –

بعض الأصدقاء يقولون لى : أترك الشيخ عمر جابر و شعار كلمة الحق التي يرفعها مبدءاً – و أنه قد تفقّه في الدين و رأيناه يأتيك بآياتٍ من الذكر الحكيم و  القرآن الكريم – دليلاً و حُجة أيها الشبح المجهول يا بني صهيون – موتو  بغيظكم …!!

أقول لأصدقائي من أجل فائدة القارئ : ( إنه من يهدِ الله فلا مضل له ) صدق رب العرش المجيد – فعّالٌ لما يريد .

يتدخل في نهاية الأمر  مطافاً في ختام الحوار أحد الكَتَبَة حاملى الأسماء المستعارة  و هو يستفتيننا :

و ما  بال تلك الرسالة و الوصية التي يحملها الآدمي عمر جابر من الأباء و الشهداء حتى يقول لنا :          << ولكن لا بد مما ليس منه بد – حملنا رسالة من الآباء ووصايا من الشهداء أن نكمل المشوار ولا خير فينا ان لم نقل كلمة الحق فى وجه السلطان الجائر ولا معنى لوجودنا اذا لم نتصدى للزيف والدجل والخداع >> .

أختم القول مجيبا إيّاه :  هي رسالة في الزمن الضائع بعيداً من الإعتراف ( بالفشل )  وهو حديث مقالنا القادم بإذن الله بعيد عن هذه العيديات  – لإننا فشلنا نحن ففشلت جبهة التحرير !! أمّا الثورة فقد نجحت .

عيدكم مبارك و كل عام و الشعب الإرتري بخير .

أحمد صلاح الدين

ahmed.salahaldeen406@googlemail.com

* نعتذر للقارئ فهذه ليست العيدية التي يستحق .

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9242

نشرت بواسطة في سبتمبر 17 2010 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010