غابت صهيتو عن دنيانا ولن يغيب بغيابها صدى ألحان غيثارتها
بقلم: محمد اسماعيل هنقلا
تم توظيف الفن كما يجب في حقل العمل النضالي الارتري اليومي، وساهم في تطوير الوعي ..وايمانا بهذا الدور انشأت جبهة التحرير الارترية الفرقة الفنية .. وكانت الفرقة الفنية كتيبة من كتائب النضال ،تعمل بشكل متفاعل ومكمل لميادين النضالات الاخرى .. وإن الفرقة الفنية كانت تقوم بدور التوعية عبر معالجة المواضيع السياسية والاجتماعية ،وتقديمها في قالب فني بما يخدم وعي المرحلة .. وهكذا كانت تساهم في رفع المعنويات وبلورة الوعي النضالي في أواسط الجماهير ..
وخارجيا كانت تعكس للاخر صورة الانسان الارتري الثقافية والنضالية عبر صياغة الصورة المعبرة للمشهد ،وتقديمها على منصة المسرح باداء فني محترف ..
ونتيجة هذا التقديم الواعي والمبدع للفرقة كانت تساهم في رفع مستوى الوعي بالتراث الذي استهدفه الاستعمار بالتهميش والتشويه كغيره من قطاعات الكيان الارتري المستهدف استعماريا ..
ان اداء الفرقة الفنية للتراث عبر اللحن المصاحب للكلمة يترك في وعي المستمع والمشاهد متعة و اثرا جماليا ..
والفنانة الراحلة المبدعة صهيتو براخي كانت عنصر فاعل ومنتج في وسط هذه الكتيبة الفنية مع رفاقها من أمثال الراحل الملحن والشاعر رمضان قبري ،والراحل الفنان رمضان حاج ،والفنان الكبير تولدي ردا ، وهيلي قبرو ،وأبرار عثمان ،وحسين محمد علي ،وبلاي اوعلوم ،وإيوب هيلي ،ومحرت ،والمروحمة جمعيه علي نور، والشهيدة سعدية ،وعبدالقار ميكال ،ويوسف ،وفؤاد ،وقرقيس ،وحدقو..الخ.
ويتقدمهم على المسرح ليشعل بهجة الاستقبال في نفيسة الحضور ،الاستاذ الشاعر/ نقوسي منسعاي .. وعندما يقف على منصة المسرح يصبح مكملا للديكور وأضواء المسرح ،ويفتتح الأمسية ،بكلام مغموس في حبر يوميات النضال الارتيري ، قبل ان ينخرط الحضور في الاغنية الثورية هتافا وتصفيقا ..
كانت صهيتو تقوم بأداء الاغنية التراثية والفلكلورية ،وكانت من بين أصوات نسائية متميزة ، وكان لها لونها الخاص الذي يميزها ..
وعندما التحقت بالميدان التزمت فنيا بأدائها الكلاسيكي لحنا وأداءا ..وقدمت الاغنية الثورية ضمن اطار قالب التراث ،عبر أنغام آلتها (الكرار) التي تلاعب أوتارها حتى تتدفق منها شلالات أنغام الإبداع لتروي بها مساحة الفن والجمال . صهيتو رائدة من رواد آلة (الكرار ) زائد تميزها في الاداء والحضور الفني ،انها لوحة تراثية على منصة المسرح بامتياز ..
وبهذا الحضور المتميز تشعل الذوق الجمالي في نفوس الحضور .. ومن أشهر تسجيلاتها <مجمريا فقري >بداية تاريخ علاقة الانسان بالحب ،وكذلك أغنية ماي جحجح . توصف حالها وهي تمشي عبر منحدر ماي جحجح نحومقصدها ..وتغنت بالتقرايت ايضا “لالي ولا ماريام ودعاري سلام بولا” اما أشهر أغانيها عندما التحقت بالثورة “ثورا اثيوبيا .. ” أغنية تدعو الي التحالف الثوري بين ثوار إثيوبيا والثورة الارتريا من اجل ضرب النظام الاثيوبي حتى يتحرر الانسان الاثيوبي اجتماعيا و اقتصاديا وسياسيا، وتصل الثور الارترياكحركة تحرر الي هدفها الاستقلال من الاستعمار . وبذلك ينتشر السلام والأمن والامان في المنطقة ..
وايضا غنت أغنية حماسية موجهةالي الشباب الارتري الذين لم يلتحقوا بالثورة لسبب ما …تدعوهم ان يلتحقوا بالثورة قائلة :”منأسي نعناي ميدا إتو”..وكان الاداء واللحن والكلمة للأغنية يلامس وعي الشباب ويعكس روح الثورة في تلك المرحلة من زمن النضال الارتيري ..
ولم يتوقف عطاؤها المتدفق ،حتى خرجت من الميدان بخروج جبهة التحرير ،وكان هذا الخروج بفعل تاَمر وياني تجراي والجبهة الشعبية.. وبعد هذا الخروج لم يكن عطاءها كما يجب ،كانت تتواصل فنيا على حسب ظروفها ..
و لم تنقطع عن الفن وعن ملامست صديقت دربها آلة (الكرار) حتى رحلت عن دنيانا ..وداعا فنانتنا الكبيرة وشكرا لعطائك الذي جعل نهر إبداعنا يتدفق في كل المواسم ..
وفي الختام ..كل تعازي لأسرتها الصغيرة ،ولأسرتها الكبيرة الشعب الارتري .. اللة يرحمها
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=43258
نشرت بواسطة فرجت
في يوليو 3 2018 في صفحة المنبر الحر.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
شكرا الأستاذ هنقلا
طهيتو براخي وغيرها من الفنانين الإرتريين كان عندهم دور فعال وشاركوا في النضال الوطني “بالكلمة” عن طريق الكلمة لرفع الإحساس الوطني… الوعي… المعنويات الخ… الفن دوره كبير ولا يقل عن عمل المناضل والكادر… بهذه المناسبة اقدم تحية، امتنان وتقدير لكل فنان شريف ساهم في النضال الوطني.. الشكر ايضا موصول لأستاذ هنقلا لهذه اللفتة الجميلة والمقال القيم.
الفنان والشاعر والمسرحي وايضا المناضل الشهيد رمضان قبري… رجل متعدد المواهب وله مساهمات قيمة في مجالات كثيرة. الفنان رمضان كان عنده “يوميات” سجل فيها الكثير من الأحداث والأشعار… هذا ما عرفته منه شخصيا (رحمه الله) عند لقاءتنا في جدة… وطلبت منه ان ينشر ما عنده ولكن لم ينشره. الأن علمت ان المذكرات موجودة وقد نشر ابن اخته… سوف ينشر هذه المذكرات… هدا خبر جميل واتمنى ان ينشر في اسرع وقت وكاملة.
الفنان رمضان بالإضافة الا المواهب الفية كان موسوعة في تاريخ ارتريا وانساب الشعب الإرتري… كان الجلوس معه ممتع بسبب معلوماته الغريزة والوقيرة…
اتمنى ان ترى “المذكرات” النور سريعا… لأنها تحتوي الا اشعار جميلة واشياء كثيرة.
صاهيتو براخي ايقونة النضال الارتري..لعبت دورا بارزا في خدمة القضية الارترية عبر فنها الاصيل..ورغم تبدل الظروف لم تتبدل صاهيتو بل ظلت علي موقفها من جبهة التحرير..وبذلك كانت مثالا للمواطن بتجرد..
بفقدها قد فقدت ارتريا ايقونة فريدة…تسلم الزعيم محمد اسماعيل هنقلا علي هذه اللفتة الوطنية البارعة..وهذا ليس غريب علي مواقفك الحصيفة..