غياب تبادل الأدوار بين النخب المثقفة والجماهير

بقلم/ أحمد أبو رضوان

الثورة التي تشهدها المنطقة العربية اليوم ، تعتبر واحدة من أكثر الظواهر البشرية السياسية العالمية إدهاشاً، ذلك أن الأهداف الآنية “البسيطة” لهذه الثورة -والتي بدأت، وستستغرق زمنها وحراكها الاجتماعي الثقافي ، وضحاياها البشرية والسياسية والفكرية- هو إسقاط الأنظمة ، أما أهداف الثورة الكبرى والمعقدة ، فهي إحداث تغيير جذري في نسق الحياة الاجتماعية والفكرية، أي الإنسانية والثقافية لسكان المنطقة.

في بداية الأمر دعوني أقدم سؤال مشروع وهو هل عجزنا من إنتاج خطاب ثوري فكري يتماشى مع نسق الخطابات الثورية العربية التي أتت أكلها في بعض الدول العربية والإجابة المنطقية لهذا التساؤل من وجهة نظري المتواضعة هي إننا نحتاج إلى تبادل للأدوار غير معلن وغير مقنن ، بين المثقفين والجماهير ليتمخض الحراك الثقافي والفكري في المنطقة عن إسقاط حقيقي لكل المقولات والمسلمات والأدوات الفكرية التي كان يتداولها جيل الهزيمة، لينبثق عن ذلك قاعدة فكرية حديثة صلبة ، تواجه وبعنفوانٍ ثقافيٍ طاغٍ، النظام القائم بكل مكوناته الثقافية والفكرية.

تبادل المهام بين الأجيال ، جيل النكسة وجيل الصحوة كما يحلو لي أن اسميه لم يجدي نفعاً ولم يفرز لنا سوى خطابات باهتة لا ترقى لمستوى تغيير النظام لنصل لفهم بسيط وهو إن أغلبية هذه الأغلبية من أمتنا الارترية لا تريد الاحتكام إلى جماعة أو حزب أو حكومة تختطف ثورتها لتجعل منه شعارا سياسيا تُحكم من خلاله أو تَتَحكم ، هذه الأغلبية من الأغلبية ترفض أي حكومة تطمح لتصفية حساباتها القديمة على حساب شعب تشرد بالمنافي وأصقاع الدنيا ما يكفي.

لذا نطمح ببروز جيل ثالث ولنسميه جيل الثورة والانتفاضة يحمل شعارات تشبه شعارات الشعب يريد الحياة ، الشعب يريد الحرية، الشعب يريد اسقاط كل المنظومات الفكرية والاجتماعية التي دعم بها النظام الذي اختطف المنطقة لبضع وعشرون عاماً لتكريس سياسته الإجرامية وهي سياسة التجزئة والتخلف ليبدأ بإرتريا عصراً مدنياً حديثاً تقول فيه الأمة الإرترية كلمتها : الشعب يريد إسقاط كل ما كان يدنس حياتها كما قالها ابو عزيزي بتونس فهل عجزت أرحام أمهاتنا من إنجاب ابو عزيزي ارتري يلهب مشاعر أغلبية الأغلبية الصامتة.

وسلامتكم.