فصائل المعارضة الإرترية والعزلة الشعبية (رد على تعليق الكاتب)

بقلم :عمر طه

فليعذرني القارئ على إختيار الرد على تعليق الأخ صلاح بهذه الطريقة المطولة .. ووالله رغم ذلك لم أقل بعد مايتوجب علي قوله .. ذلك لأنني لا أريد الإنتصار لنفسي وحسب بل لقضية الشعب التي نبتعد عنها وننصرف بمثل هذه المواضيع .. ولعلي حسب طاقتي إلتزمت في الرد على هذا السياق المختصر  ..

أخي : صلاح الزين ….. أقول لك أخي لأنك ببساطة بشر مثلي نرتبط برحم واحد ونمتلك قدرة متواضعة تناسبنا كبشر وبالتالي يكون الوقوع في الخطأ وارد من كلينا .. ولهذا لم أرد على كل ماذكرته لي في رسالتك الخاصة .. ولكن……..!!!!!

ليتك تخبرنا لماذا إخترت كتابة رد على تعليقي السابق في الفيس بوك وفي صندوق الرسائل الخاصة .. بدلاً من تسطيره تحت مقالك مباشرةً كرد يعيد لك إعتبارك .. ليتك كتبت رسالتك على العام ليشاركنا الآخرين ..لماذا .. هل هو التهرب من المواجهة أم أن الهدف كان يختبئ وراء مناورة بسيطة ومحاولة لعلك تستطيع إخافتي منك عبر كلمتين لوحت بها بقولك (حرصي وشفقتي عليك)…

الموضوع يا أخي : أنت من جعله عاماً ونقله من صدر بيئتك الخاصة الى النت .. وكأنك لا تدري بأن النت مساحة يشترك فيها الجميع لأن الشبكة تدخل جميع البيوت والأماكن العامة والخاصة بلا إستئذان .. وعليه كان من الأفضل أن تدرك بأنك أصبحت تسطر وعيك في العقل الجمعي للشعب الإرتري .. ومن حق هذا العقل أن يقبل ما تطرحه أو يرفضه …

وكما بادرت بالإساءة لأشخاص قصدتهم من خلال الكيان التنظيمي المعارض الذي ينتمون له ومن خلال تقليل الجهد المبزول منهم وتصويره بعمل تافه يستحق أن تتفل عليه بالطريقة التي إخترتها في مقالك … إن كان ذلك حق بالنسبة لك فلماذا تنكره على الآخرين .. وبالذات من كان لك به صلة عابرة أو راكزة في مسيرة مشوارك الشخصي … داخل إرتريا أو خارجها …

قلت بأنك عرفتني .. وتأسفت لأن الإساءة جاءت مني وليست من شخص آخر .. ثم إستخدمت هذه المقدمة كأداة حادة لعلك تستطيع جرح مشاعري بها .. بقولك لم تكتب لي كي تناقشني .. بل كان الحرص علي والشفقة هما مادفعاك للكتابة .. وعقبت على ذلك بقولك إتقي الله في نفسك وفي أخيك …..والغريب في الأمر أنك  إقحمت آية قرآنية كريمة في موضوع لا كرامة له ..بقولك L من يتقي الله يجعل له مخرجا L .. ثم لم تسلم الآية الكريمة حتى من الإساءة بجعلك إياها وسيلة للتقليل من شأن إنسان كريم مثلك كمحاولة للإساءة إليه عبر أحرفها بقولك : وأنت في وضع محتاج فيه لمخرج … لم أفهم القصد من وراء مدلول العبارة السابقة..

لا أعتقد أنك عرفتني بعد… فالشخص الذي إعتقدت بأن التلويح بعبارات التهديد في وجهه تكفي لإبعاده من الصورة تماماً غير موجود إلا في زهنك … وإذا كنت مؤمن بقدرتك على تسديد السهام القاتلة لدرجة إعتقادك بأنه لن يجاريك عليها أحد فأنت واهم وستأتي اللحظة التي ستدفع فيها شخص مثلي لينتفض في وجهك بالصورة التي لم يبلغ خيالك الى مرتقاها …

ثم ماذا يعنيك أنت بحجم الدعم الجماهيري للمعارضة وكيف توصلت لهذه الإحصائية وأنت لم تعمل يوماً في الإحصاء ولم تتشكل عبرك جهة تتبنى هذا العمل بصورة متعاونة أو مستقلة عن المعارضة ؟ حتى تمنح نفسك هذا الحق أو لتستخدم هذه الإشارة لتلعب لعبة أكبر من حجمك .. وهذا أقل تقدير لحالك  .. هذا إذا أنت بالفعل صحفي وقدراتك مقيدة لأنها لاتستطيع تجاوز حدود القلم المحايد .. لتعلم بأنه متى ماتخلى قلمك عن الحيادية أصبحت شخصاً آخر ليس الصحفي الذي تدعيه ..لأنك حينها ستتناول الموضوع ليس من زاويتك بل من الزاوية التي يمليها عليك الموقع الذي إنتقلت إليه بعيداً عن الصحافة .. موقع يمنعني الحرص والشفقة عليك عن ذكره …

صدقني لو سطر هذه الكلمات شخص غيرك لما علقت عليه لأن الموضوعية شرط من شروط التناول الصحفي وتخليك عنها وتحويل القلم من أداة للتوعية والتبصير الى أداة أشبه بخنجر تستله للترهيب وكأنك ياصلاح أصبحت معولاً في يد النظام  .. إذا لم تكن كذلك فقلمك أشار لذلك .. فهلا علمت اللغة التي يتحدث بها قلمك قبل أن تدخل ملعباً لا تدري قواعد اللعب بداخله …

ثم كيف بالله عليك يخطئ هذه القراءة من يدعي بأنه صحفي ويفهم في الإعلام أكثر من إعلام المعارضة والنظام … أنت في وضع لا يحسد عليه ولسان حال من قرأ مقالك يقول تباً للصحافة إن كانت تعجز عن التقيد بالقواعد والشروط الأخلاقية لهذه المهنية .. تباً لمن يستخدم قلمه كإسناد للأيدي غير النزيهة التي تسعى لكي تصطاد من خلف الستار من خلال بث هذه السموم وتعكير الأجواء تغطيةً لخطوة التسلل التي إرتكبتها إثيوبيا في حق الوطن عبر بوابة السمنارات المتعددة الأغراض… والتي تجاوزت عرين الكرامة الوطنية التي لم يشعر بها شخص مثلك ولهذا جعل كل حديثه منصب في المعارضة التي سمحت لهذا الخرق الغير قانوني لشرعية المجلس أن يحدث …… هذه مجرد مبررات لزرالرماد على العيون ليس أكثر ……

وأخيراً…. وليس آخراً .. أقول أن الإنصراف بمثل هذه الأفكار عن متطلبات المرحلة والجري وراء سراب القوى التي تلوح بأنها دخلت لعبة الأجندة الخفية وأصبحت لها قسمة من المكاسب المستقبلية .. يعتبر دعم للنظام الحاكم وتهرب من واجبات المرحلة ووضع للعراقيل كي لا تتحق معادلة النهوض بعيداً من الصورة التي تريدونها لكي تتحقق لكم من خلالها ماترجون من مكاسب …..

لن أقول لك إن كنت أنا عمر الذي حسبتنيه أو غيره …. لكن تأكد من أن الوضع لن يتغير في الحالتين لأنني أملك مفاتيح التصدي لأمثالك إن لزم الأمر … ولن يرهبني الغش والخداع والإدعاء عن حماية مكتسبات المرحلة كواجب وطني يدعوني لأكون محايد عندما أتناول القضايا العامة..وغير محايد عندما تتعرض القضايا الوطنية للغزو والإستلاب .. لأن الهدف من الكتابة الإفادة والإستفادة وليس أكثر …..

أكتفي بهذا القدر حتى تأتي الأحداث بمالايشتهي قلمي …… مرة أخرى عذراً للقارئ وللمنبر الحر لموقع فرجت الأقر الذي يتيح لمثل هذه القراءات الجادة حول مربط الجرح الذي ينزف الجميع ولكن بصور وأشكال مختلفة نسبةً لتنوع زوايا الرؤية ….

Omertaha75@gmail.com

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=25076

نشرت بواسطة في أغسطس 9 2012 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010