فى جنازة وطنية كبرى… اثيوبيا تودع زيناوى

موكب جنازة رئيس الوزاء الاثيوبى الراحل ملس زيناوى ---- س ن ن

موكب جنازة رئيس الوزاء الاثيوبى الراحل ملس زيناوى ---- س ن ن

فرجت : وكالات

شيّعت إثيوبيا، عسكرياً وشعبياً، صباح يوم  امس الاحد رئيس الوزراء الراحل ملس زيناوي في جنازة وطنية كبرى في العاصمة أديس أبابا بمشاركة أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة و27 وفدا برئاسة وزراء واكثر من 700 موفد من مختلف دول العالم.

وقد أقيمت مراسم التشييع التي رافقتها إجراءات أمنية مشددة في ميدان “مسكل إسكوير” أوسع ميادين العاصمة أديس ابابا .

وحضر رؤساء دول إفريقية عدة مراسم تشييع الرجل القوي سابقاً في ثاني أكبر دولة بإفريقيا جنوب الصحراء من حيث عدد السكان (84 مليون نسمة) وبينهم رؤساء جنوب إفريقيا جاكوب زوما ونيجيريا غودلاك جوناثان والسودان عمر البشير وجنوب السودان سلفا كير وجيبوتي إسماعيل عمر غلة ورواندا بول كاغامي وتنزانيا جاكايا كيكويتي وأوغندا يوري موسيفيني والصومال شريف شيخ أحمد بالاضافة  إلى مؤسس شركة ميكروسوفت بيل غيتس ومندوبة الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس..

 وقال زوما أمام الحاضرين “مع ميليس زيناوي في الحكم، خرج جيل من الاثيوبيين من المجاعة والبؤس” .

ومن المقرر أن يؤدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإثيوبي هيلإماريام دسالن اليمين الدستورية أمام البرلمان ليكون رئيساً للوزراء خلفاً ل”زيناوي” الذي وافته المنية عن عمر ناهز 57 عاماً بعد صراع مع المرض .

وعد دسالن خلال الجنازة بأن “كل مبادرات ملس سيتم تطويرها وكل خطط تحويل البلاد ستسير قدماً” .

وأكد أن رؤية رئيس الوزراء الراحل هي رؤية كل أعضاء التحالف الحاكم وستطبق بمشاركة فعلية من الشعب الاثيوبي . ولا يزال من المفترض أن يصادق البرلمان على تعيين دسالن في موعد لم يعلن بعد .

وكانت آخر جنازة وطنية لرئيس جرت في إثيوبيا في العام في 1930 للإمبراطورة زيديتو .

————-

كلمة الرئيس السودانى عمر البشير

————————–

 

 

 

 

جنازة رئيس الوزراء الراحل ملس زيناوى كما تناولته وسائل الاعلام العربية

ميليس زيناوي “آخر امبراطور اثيوبي”

اديس ابابا – وكالات – نجلاء عزت

شهدت إثيوبيا عبر تاريخها وفاة الكثير من قادتها بشكل غامض يبقى طى الكتمان لسنوات فى بعض الأحيان، لكن هذا البلد الواقع فى القرن الأفريقى لم يعتد تشييع هؤلاء القادة فى جنازات وطنية كما جرى قبل دفن رئيس الوزراء ميليس زيناوى.
ورئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي الذي ودعته اثيوبيا الاحد، كان قائدا سابقا في حرب العصابات اعتبره خصومه مستبدا ورأى فيه انصاره صاحب رؤية، على غرار اباطرة اثيوبيا التاريخيين.

ويعد ميليس الذي عرف بتقشفه، احد اهم القادة الافارقة منذ تسلمه الحكم في اثيوبيا في 1991 عندما كان يقود حرب عصابات اطاحت بنظام الديكتاتور منغستو هايلا ميريام.

ولد ميليس زيناوي في الثامن من ايار/مايو 1955 في عدوة (شمال) وتولى مهام رئاسة الجمهورية (1991-1995) قبل تعديل الدستور الذي منح اثيوبيا نظاما برلمانيا.

وكان ميليس الى جانب الرواندي بول كاغامي والاوغندي يويري موسيفيني من جيل القادة الافارقة الذين وصلوا الى الحكم في نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات ورأى فيهم الرئيس الامريكي آنذاك بيل كلينتون قادة ممكنين “لنهضة افريقيا”.

وجعل ميليس بلاده تدريجيا حليفة رئيسية للامريكيين في مكافحة التطرف الاسلامي في القرن الافريقي.

كان ميليس (57 عاما) يقود بلاده منذ 21 عاما، ودخل هذا الرجل الصارم في النادي المغلق للقادة الافارقة الحاكمين منذ اكثر من عقدين بعد فوز ساحق في انتخابات 2010 التي حصل فيها على تأييد 99 بالمئة من الناخبين.

لم يكن ميليس يبلغ ال25 من العمر عندما تولى بدعم من رفاق السلاح قيادة جبهة تحرير شعب تيغريه في 1979 بعد خمس سنوات فقط من تخليه عن متابعة دراسة الطب للانضمام الى ثورة التيغريه في شمال البلاد.

عرف زيناوي بقدرته عى التحكم في كل الملفات التي تعنيه. وقد لعب في نهاية العقد الاخير دور كبير مفاوضي القارة الافريقية في موضوع التغير المناخي. ومنذ 2007 كان يترأس “الشراكة الجديدة من اجل النمو في افريقيا”.

جرى الرجل القصير القامة الذي يضع نظارتين سلسلة اصلاحات اقتصادية في بلاده.. وقد بدأت اثيوبيا اعتبارا من العقد الاخير تشهد نموا اقتصاديا اكبر من عشرة بالمئة.

بالرغم من كل شيء، تبقى اثيوبيا التي قادها ميليس بيد من حديد احدى اكثر دول العالم فقرا.

قبل عدة سنوات وصفه دبلوماسي اثيوبي بانه “آخر اباطرة اثيوبيا” ، وقال “بالنسبة لميليس زيناوي ما زالت السلطة اشبه باسطورة وتتسم ببعد روحي لانه في موقع اباطرة الماضي الذين وصلوا الى الحكم بقوة السلاح ولانه محاط بهالة السلطة”.

ويشير المراقبون الى ان شعب البلاد لم يستفد دوما من برامج التنمية التي خدمت صورة الرئيس في الخارج: فالارياف لا تشعر الا قليلا بآثار الخطط الضخمة لمد المناطق بالكهرباء.

حين توفى أحد أشهر أباطرة إثيوبيا مينيليك الثانى العام 1913 ظلت وفاته سراً حتى العام 2016 حين أعلن مسئولون أنه قضى فى نوبة صحية قبل سنوات.
جدير بالذكران “ملك الملوك” هيلا سيلاسى الذى توفى رسمياً العام 1975 بصورة طبيعية يعتبر آخر إمبراطور إثيوبى لكن العديدين ما زالوا حتى اليوم على قناعة بأن نظام الديكتاتور منغيستو هيلى مريام الذى كان أطاحه قبل ذلك بسنة هو الذى اغتاله.

وأكد القائم بأعمال رئيس الوزراء هيلي مريام ديسالين في بداية المراسم ان بلاده ستواصل النهج الذي ارساه زيناوي وان البلاد ستواصل البناء على الانجازات الكثيرة التي تحققت في عهده في كافة المجالات على المستويات المحلية والافريقية والدولية.

وقال رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما ان يوم 20 اغسطس وهو يوم وفاة زيناوي يعد يوما حزينا في تاريخ اثيوبيا والقارة بسبب فقد هذا البطل الذي كرس حياته بهدف انتشال بلاده من الفقر وتحقيق نمو سريع وهو ما مكن البلاد خلال السنوات العديدة الماضية في عهد زيناوي من تحقيق نمو اقتصادي تجاوز 10 في المئة.

وعبر زوما عن امله في تواصل البلاد تحقيق هذا النمو لتصبح واحدة من الدول المتوسطة الدخل وفقا لرؤية زيناوي, وعبر عن الامل كذلك في ان تواصل البلاد دورها الريادي كما كان في عهد زيناوي الذي لعب دورا قياديا في عمليات السلام في القارة وخاصة في السودان والصومال, وفي محادثات المناخ ولعب دورا مهما كذلك في نهضة اثيوبيا وضرب مثلا في الشجاعة والنضال.

ووصفت المندوبة الامريكية الدائمة لدى الامم المتحدة سوزان رايس رئيس الوزراء الراحل زيناوي بأنه كان “دؤوبا وموهوبا ونشطا وحكيما بشكل غير معتاد وقادرا على رؤية الصورة بكاملها”.

واشارت رايس الى أن زيناوي كرس وقته لبناء الاتحاد الافريقي ولعب دورا اساسيا في تنشيط هيئة الايجاد ودفع عملية السلام وخاصة في السودان وكان منطقيا في كل قراراته.

وقدمت خالص العزاء لشعب وحكومة اثيوبيا في وفاة هذا القائد مؤكدة التزام بلاده بتجديد شراكتها مع اثيوبيا في ظل القيادة الجديدة للبلاد.

وعبر الرئيس السوداني عمر حسن البشير عن الحزن والاسى لشعب وحكومة اثيوبيا ازاء وفاة زيناوي, مشيرا الى أن زيناوي لعب دورا رائدا في النهضة العظيمة التي تشهدها اثيوبيا وقال ان هذا الحضور يعبر عن التقدير للجهد العظيم والرائد الذي قام به الفقيد الراحل والذي كان يحظى بحب وتقدير للجهد والنماء في بلده.
وقال رئيس بنين بوني يايي والذي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الافريقي ان “زيناوي كان يحظى بطاقة كبيرة ودؤوبة وبرؤية واضحة ويتحلى بروح النضال بهدف انجاز افريقيا حرة ومزدهرة” مشيرا الى أن زيناوي كان قوة اعتمد عليها الاتحاد الافريقي خلال السنوات العشر الماضية”. وقال ان وفاة ملس زيناوي تمثل خسارة كبيرة ليست فقط لاثيوبيا بل لافريقيا بالكامل.

ومن جانبه قال رئيس رواندا بول كاجمي ان زيناوي كان مناضلا ذكيا ليس فقط من اجل اثيوبيا بل ايضا من اجل القارة الافريقية مشيرا الى أن زيناوي كان صاحب رؤية شجاعة وقوية لبلاده وافريقيا.
وقال الرئيس الاوغندي يوري موسيفيني ان “مشكلة افريقيا لم تكن في الافتقار الى الموارد بل فى القيادة الصائبة” , مشيرا الى انه يتعين على الحكومة الجديدة مواصلة تحقيق رؤية زيناوي لتحقيق النمو في البلاد.

وأبدى رئيس تنزانيا جاكايا كيكويتي تقديرا لانجازات زيناوي وذكائه وشجاعته واشاد بدوره الشجاع في تنمية افريقيا وبلاده, مشيرا الى ان زيناوي كان زعيما جديرا وموثوقا به.

ومن جانبه وصف رئيس نيجيريا جودلوك جوناثان وفاة زيناوي بأنها خسارة كبيرة لاثيوبيا والقارة وطالب الحكومة الاثيوبية بتكريم زيناوي من خلال مواصلة تطبيق برنامجه واتباع نهج التنمية المستدامة التي تحققت في بلاده.

ونظمت مراسم الجنازة في ساحة ميسكيل سكوير “ميدان الصليب” بوسط العاصمة أديس أبابا حيث نقل جثمان زيناوي الذي توفي يوم 20 أغسطس الماضي عن عمر يناهز 57 عاما بأحد مستشفيات بروكسل الى الميدان خلال موكب عسكري صباح اليوم, فيما نقل الجثمان بعد انتهاء المراسم الى القصر الوطني.

02/09/2011

نقلاً عن : اخبار مصر  http://www.egynews.net/

 

أثيوبيا تودع اليوم ميليس زيناوي في جنازة وطنية

أديس أبابا – أ ش أ :     

تشيع آثيوبيا الآحد في آديس أبابا رئيس وزرائها الراحل ميليس زيناوي الذي ظل عشرين عامًا في السلطة، في أول جنازة وطنية لزعيم اثيوبي منذ أكثر من ثمانين عامًا.

ويتوقع أن يصل قادة عدد كبير من الدول الى العاصمة الاثيوبية للمشاركة في تشييع ميليس الذي وصل الى السلطة في 1991 بعد تمرد اطاح بنظام الديكتاتور مينجستو هايلي مريام. ومن بين الرؤساء الذي سيحضرون الجنازة الرواندي بول كاغامي والسوداني عمر حسن البشير والسوداني الجنوبي سالفا كير والتنزاني جاكايا كيكويتي والبنيني توماس بوني ياغي. وسترسل الولايات المتحدة التي كان ميليس حليفها في مكافحة التطرف الاسلامي في منطقة القرن الافريقي وفدا برئاسة مندوبتها في الامم المتحدة سوزان رايس. اما الصين التي توظف استثمارات كبيرة في اثيوبيا، والدول الاوروبية فسترسل جميعها وزراء او نوابا او سفراء. وسيتجمع موكب الجنازة في ساحة ميسكيل المنطقة الشاسعة في وسط اديس ابابا، ثم سيتوجه الى القصر الوطني حيث سجي جثمان ميليس الذي توفي في 20 اغسطس عن 57 عاما في احد مستشفيات بروكسل. وسيوارى الجثمان بعد ذلك الثرى في كنيسة الثالوث الاقدس حيث دفن الامبرطور هيلا سيلاسي في عام 2000، كما ذكرت وزارة الخارجية الاثيوبية. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاثيوبية دينا مفتي ان كنيسة الثالوث الاقدس “هي المكان الوطني الذي دفن فيه قادتنا العظماء”. واضافت ان الحكومة الاثيوبية حكومة “علمانية” وسياستها “علمانية”، لكن ميليس “يتحدر من عائلة مسيحية لذلك فهي المكان (المناسب) لدفنه”. وميليس الماركسي السابق لم يكن يمارس شعائر اي ديانة. وقال الناطق باسم الحكومة الاثيوبية بركات سايمن ان السلطات اختارت عدم دفنه في مسقط رأسه عدوة شمالا، ليتمكن الجميع من زيارة ضريحه. واضاف ان “سكان عدوة يملكون الحق في ان يدفن عندهم لكننا نعتقد انه يمثل اثيوبيا ويجب ان يبقى في وسط اثيوبيا”. وقد دفن في كنيسة الثالوث الاسبوع الماضي جثمان بطريرك الكنيسة الارثوذكسية ابونا باولس الذي توفي قبل ايام من موت ميليس. وبعد الجنازة سيحين وقت تنصيب نائب رئيس الوزراء هيلاميريام ديسيلين (47 عاما) السياسي الذي لا يتمتع بشهرة كبيرة لكن ميليس اختاره ليخلفه. وحتى الآن لم يعلن موعد انعقاد البرلمان ليؤدي رئيس الوزراء بالوكالة اليمين.وقالت الحكومة ان هيلاميريام سيبقى في المنصب حتى الانتخابات التشريعية المقبلة التي ستجرى في 2015. لكن محللين يرون ان وفاة ميليس تدشن مرحلة من الشكوك تجعل من الصعب تقدير هامش المناورة الذي يملكه القائد الجديد وكم سيبقى في منصبه.

المصدر : الدستور المصرية

ميليس زيناوي يدخل التاريخ بجنازة وطنية نادرة في اثيوبيا

بواسطة جيني فوغان (AFP)–

اديس ابابا (ا ف ب) – شهدت اثيوبيا عبر تاريخها وفاة الكثير من قادتها بشكل غامض يبقى طي الكتمان لسنوات في بعض الاحيان. لكن هذا البلد الواقع في القرن الافريقي لم يعتد تشييع هؤلاء القادة في جنازات وطنية كما سيجري غدا قبل دفن رئيس الوزراء ميليس زيناوي.

وحين توفي احد اشهر اباطرة اثيوبيا مينيليك الثاني العام 1913 ظلت وفاته سرا حتى العام 2016 حين اعلن مسؤولون انه قضى في نوبة صحية قبل سنوات.

اخر امبراطور اثيوبي “ملك الملوك” هيلا سيلاسي توفي رسميا العام 1975 بصورة طبيعية لكن العديدين ما زالوا حتى اليوم على قناعة بان نظام الديكتاتور منغيستو هيلي مريام الذي كان اطاحه قبل ذلك بسنة هو الذي اغتاله.

وفي الشهر الماضي توفي رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي الذي تولى قيادة بلاده على مدى عشرين عاما، اثر اصابته بمرض لم تكشف طبيعته بعدما غاب شهرين عن الساحة السياسية.

ويرى محللون ان السرية التي تحيط في غالب الاحيان بوفاة القادة الاثيوبيين يمكن تبريرها جزئيا بعزم السلطة على ضمان الخلافة في ظروف من الاستقرار.

وقالت استيل سوهييه من جامعة جنيف التي لها كتاب حول مينيليك الثاني “انهم يخشون في حال اعلان الوفاة ان يتسبب الامر بكثير من المشكلات لان العديدين يمكن ان يطالبوا بالعرش”.

واضافت ان “اخفاء وفاة زعيم هو طريقة لكسب الوقت من اجل التحضير للخلافة”.

وفي حال ميليس فقد اعلنت الحكومة الاثيوبية الثلاثاء في 21 اب/اغسطس وفاته في مساء اليوم السابق في مستشفى في بروكسل.

غير ان التكتم لفترة طويلة عن مرضه يغذي الشكوك حول نوايا السلطة. ويبقى السؤال مطروحا عما اذا كانوا ارادوا ان يضمنوا توحيد صوت الطبقة الحاكمة قبل اصدار اي اعلان.

وتشير ميشيلا رونغ التي صدرت لها مؤلفات حول القرن الافريقي ان هذا الميل الى السرية شائع في افريقيا عند وفاة قائد كبير.

وتقول ان “النخبة الحاكمة تدفعها الرغبة في الحفاظ على الوضع القائم المؤاتي لها”، مضيفة “انها تبحث عن الاستقرار”.

وتقارن سوهييه بين وفاة ميليس ووفاة مينيليك الثاني الذي اثارت خلافته معركة داخل العائلة المالكة. فتشير الى ان الحكومة التي اقرت بان رئيس الوزراء كان مريضا منذ عام لم تكشف عن اسم خلفه هيلي مريام ديليسين الا بعد وفاته.

وينص الدستور الاثيوبي على ان يحل نائب رئيس الوزراء محل رئيس الوزراء حين يغيب غير انه لا يلحظ اي شيء في حال الوفاة.

وستقام الاحد جنازة وطنية لميليس ستكون الاولى التي تنظم لزعيم اثيوبي منذ اكثر من ثمانين سنة، حيث تعود اخر جنازة وطنية الى العام 1930 وقد اقيمت للامبراطورة زيديتو.

وقال باتريك غيلكيس الذي صدر له كتاب حول النظام الاقطاعي الاثيوبي القديم “انها اول مرة خلال 82 عاما يتسنى فيها لاثيوبيا ان تعبر عن رأيها في قائدها”.

ولم يحظ هيلا سيلاسي بجنازة وطنية وقد دفن تحت حمامات القصر الرئاسي قبل نبش جثته ودفنها بشكل لائق العام 1992.

ويروي الصحافي الاثيوبي تسيغايي تاديسي البالغ من العمر اليوم 78 عاما ان العديدين من سكان العاصمة اديس ابابا كانوا “حزينين جدا” بعد وفاته.

ولم يسمح منغيستو آنذاك باقامة جنازة وطنية.

وان كان ميليس سمح العام 1992 في وقت كان وصل الى السلطة للتو باقامة تكريم ارثوذكسي لذكرى هيلا سيلاسي في كنيسة الثالوث الاقدس في اديس ابابا حيث دفن منذ ذلك الحين، الا انه لم يقبل يوما بجنازة وطنية معتبرا ان الحصيلة الاجتماعية للامبراطور السابق كارثية.

وسيدفن ميليس الاحد في كنيسة الثالوث الاقدس التي يرقد فيها البطاركة الارثوذكس وكبار الوطنيين الذين سقطوا من اجل البلاد، ويرى المحللون في ذلك اشارة الى ان السلطات تريد ان تجعل منه بطلا.

وان كان رئيس الوزراء اتهم مرارا بارتكاب انتهاكات فاضحة لحقوق الانسان وفرض قيود على الصحافة والمعارضة، الا انه كان في نظر البعض قائدا رؤيويا ستذكره البلاد لمكافحته الفقر.

وقالت رونغ ان “الاشادة بالقادة ولزوم الصمت عن اخطائهم الجلية هو امر نصادفه في كل انحاء العالم”.

——————————————————

زيناوي.. إرث حافل بالإنجازات والإخفاقات

عبد العظيم محمد الشيخ

دخل رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي، الذي شيعه أبناء شعبه اليوم الأحد إلى مثواه الأخير، التاريخ كواحد من أبطال إثيوبيا الذين لا يشق لهم غبار.

لقد شهدت إثيوبيا عبر تاريخها وفاة الكثير من قادتها بشكل غامض يبقى طي الكتمان لسنوات في بعض الأحيان. لكن هذا البلد الواقع في القرن الأفريقي لم يعتد تشييع هؤلاء القادة في جنازات وطنية كما جرى اليوم مع زيناوي.

ففي عام 1913، حينما توفي منليك، أحد أشهر أباطرة إثيوبيا على الإطلاق، ظلت وفاته سرا حتى عام 1916 حين أعلن مسؤولون أنه قضى في نوبة صحية قبل سنوات. ولما توفي آخر أباطرة إثيوبيا “ملك الملوك” هيلا سيلاسي بصورة طبيعية عام 1975، ساد الاعتقاد على نطاق واسع أن نظام الطاغية منغيستو هايلي مريام هو الذي اغتاله خنقا ثم دفنه تحت مرحاض قصره.

وفي الشهر الماضي توفي رئيس الوزراء زيناوي، الذي تولى قيادة بلاده على مدى عشرين عاما، إثر اصابته بمرض لم تكشف طبيعته بعدما غاب شهرين عن الساحة السياسية. ويرى محللون أن السرية التي تحيط في غالب الأحيان بوفاة القادة الإثيوبيين والأقاويل التي يتداولها الناس، تنبع من عزم السلطة على ضمان الخلافة في ظروف من الاستقرار.

طاغية أم صاحب رؤية؟ مات زيناوي، واحتار الناس في وصفه. هل كان طاغية آخر في قارة لم تعرف غير الطغاة قادة إلا نادرا، أم كان رجل دولة صاحب رؤية وحضور طاغٍ في الساحتين الإقليمية والدولية؟ لم يعد تساؤل من هذا القبيل ذا أهمية بعد أن رحل الرجل عن الدنيا إلى الأبد، لكن يبقى السؤال هو ما أثر غيابه على الصعيد الدولي وعلى القارة التي كان رجلها الأول بامتياز، وإلى أين ستتجه بلاده من بعده؟

لا يختلف اثنان على أن زيناوي كان رجل الولايات المتحدة في شرق أفريقيا. ومع ذلك فقد كان يؤمن بحق القارة في تقرير مصيرها بنفسها، رافضا الرأي القائل إن الغرب له اليد الطولى عليها وإنه هو الذي يُملي عليها ما ينبغي لها أن تفعله.

كان زيناوي ينتقي حلفاءه الأجانب بما يتوافق مع مصالح إثيوبيا العليا. ففي الجانب الأمني، كان حليفا وثيقا للولايات المتحدة حيث سمح لقواتها الخاصة إقامة القواعد ومهابط لطائراتها بدون طيار.

لكنه رغم ذلك لم يكن دمية في يد واشنطن، كما أشار أليكس بيري بمقاله بتاريخ 21 أغسطس/آب الماضي بمجلة تايم. ولم يكن غزوه للصومال عام 2006 للإطاحة بالحكومة الإسلامية هناك على سبيل المثال، نزولا على رغبة أميركية كما زعم كاتب المقال. وقد ظل الرجل يدعم الاتحاد الأفريقي فمنحه مقرا جميلا بأديس أبابا، وتودد إلى الصين التي استلهم منها نظرية رأسمالية الدولة التي تبناها لبناء اقتصاد بلاده.

ولطالما ظل زيناوي يسعى لتحقيق مشروعه الذي سماه “النهضة الإثيوبية” في إطار رؤيته لما يجب أن تكون عليه بلاده. وبرع في تعامله مع الحكومات الغربية، فلعب بورقة هواجسها الأمنية وتنافسها مع الصين والهند بذكاء.

وواجهت إثيوبيا عبر تاريخها الطويل تحديات جمة ومتشعبة، منها ما هو متعلق بصراع القوميات، ومشكلات الحدود مع إريتريا، وجوائح المجاعات والفقر، والأزمات الاقتصادية وغيرها. وفي عهده شهدت إثيوبيا نجاحات اقتصادية مطردة لم تهن من عزيمتها الاضطرابات السياسية التي شابت انتخابات 2005.

وتحت قيادته أضحت إثيوبيا إحدى أسرع الاقتصاديات نموا ليس بأفريقيا وحدها بل وفي العالم أجمع حيث ظلت تسجل معدلات نمو اقتصادي برقمين عشريين طوال سبع سنوات متتالية، وتدنى معدل وفيات المواليد فيها. وانتعشت خلال حكمه الطبقة الوسطى، وشيدت الطرق، وأقيمت السدود على الأنهار، وزوِّدت القرى بالطاقة الكهربائية.

إخفاقاته بيد أن ذلك لا يعني بالضرورة -رغم كل التقدم الذي طرأ على الاقتصاد- أن الفقر ولّى إلى غير رجعة، فمعظم الإثيوبيين ما فتئوا يرزحون تحت نيره. ولسنا في وارد تمجيد الرجل بذكر فضائله وغض الطرف عن مثالبه. فشأنه في ذلك شأن نظرائه الأفارقة، إذ لم يكن زيناوي خاليا من كل عيب ويشهد على ذلك سجله في حقوق الإنسان.

فقد عرضت مجلة “إيكونوميست” البريطانية بأحد أعدادها سجله الأسود في خرق حقوق الإنسان “حتى أنه أراد فرض عقيدة الأحباش، التي هي نهج لشيخ مسلم متبوع، فرضاً على جمهرة المسلمين كترياق للوهابية” مما أشعل ثورة المساجد، كما كتب عبد الله إبراهيم في مقال بموقع الجزيرة نت تحت عنوان “أميركا والسودان.. تلك العصا فأين الجزرة؟”.

وأشار الكاتب إلى أن زيناوي هو من أورد قبيلة الأنواك المشتركة على الحدود بين بلاده والسودان، موارد التهلكة. فشعب الأنواك -كما يقول إبراهيم- جرى تشريده من أرضه التاريخية لصالح مستثمرين أجانب. وسام الانفصاليين المنحدرين من أصول صومالية في شرق إثيوبيا سوء العذاب.

لكنه تذرع بالقول لصحفي أميركي يعمل لمجلة تايم “نحن نعرف كيف تنجح حركات التمرد وكيف تفشل. قد لا نكون أشد المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم، لكننا لسنا أغبياء كذلك”.

وسيشكل غياب زيناوي نكسة لعملية مكافحة التطرف في منطقة القرن الأفريقي المضطربة، إذ برزت إثيوبيا كدولة محورية في القرن الأفريقي تسهم في المهمات ذات الصلة بأمنه واستقراره، وفق رأي الكاتب صلاح خليل.

ففي مقال بصحيفة “الشروق” المصرية بتاريخ 30 أغسطس/آب، كتب خليل يقول إن الولايات المتحدة “لا تحبذ حدوث أي تغير في سياسة إثيوبيا الخارجية لأن واشنطن لا يمكن أن تستغني عن الدور الإثيوبي، كقوة توازن في المنطقة وذراع للولايات المتحدة في مكافحة التطرف والإرهاب، وركيزة أساسية في الأمن الإقليمي لمنطقة القرن الأفريقي…”.

مات زيناوي وسيخلفه مؤقتا على الأقل نائبه هايلي مريام ديسيلين البالغ من العمر 47 عاما، فهل سيحافظ على إرث سلفه أم سيكون له سمتاً ونهجاً مختلفاً عنه؟ لعل الخوف أن تكون هذه الدولة، التي كانت من أعظم الدول قبل ألف عام ثم خبا بريقها بعد ذلك بعد ما فتكت المجاعة تلو المجاعة بالملايين من أفراد شعبها، على شفا الانهيار التام بعد موت زعيمها القوي ملس زيناوي.

غير أن الخوف هو من انطفاء جذوة الضياء، الذي بدأ يشع من هناك بفضل مشروع “النهضة الإثيوبية” بخطأ قاتل من هنا أو هناك، عندها سيبكي الإثيوبيون، المفجوعون بموت زعيمهم والفرحون، كما لم يبكوه من قبل.

المصدر : الجزيرة

 

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=25562

نشرت بواسطة في سبتمبر 3 2012 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010