فى حضرة شهداء أرتريا _ الفدائي الفَذ العم/عبد الله داؤود
(1)
القصص التى رسمها شهداء أرتريا وأبطالها مُتفردة فى أحداثها ! شيقة فى مأثرها ! بطولية فى رمزيتها ! ثابتة فى رسُوخها وثباتها! قصص أبطالها مضوا إلى ربهم لكن سيرتهم باقية تتمدد عبر الزمن تنتقلُ من جيلٍ إلى جيل ! الكلمات تتقاصر فى وصف بطولاتهم ! والقلم يتوارى خجلاً من ضخامة تضحياتهم وجسارة مواقفهم ! فهم بُناة الوطن ومشاعله! وتاريخه الزاهى وماضيه العريق! فلله درهم من جيل!
(2)
إن مسيرة شهداء الوطن حافلة بكواكب سطروا بلمساتهم خارطة الوطن! وببسالتهم سجلوا إسماً لأرتريا فى قائمة البلدان ! فالتناول لبطولاتهم مُدهشُ حد الغرابة ! وبالنظر لما قدموه لم يستحق هؤلاء ولا أسرهم حفنة من تلك التضحيات ! فالنظام لم يأبه بالشهداء وحقوقهم وتاريخهم بالطبع كما هو شأن كل شىء فى بلادنا ، لكننا على العهد باقون حتى تعود الحقوق لأهلها وتُعاد بوصلة التاريخ لمكانها الصحيح ! فلن تضعف عزيمتنا ولن تنكسر هاماتنا حتى النصر أو الموت دونه.
(3)
يتمحور المقال على قصة أحد رجالات الثورة الأفذاذ الذين إنضموا إلى الثورة فى بواكيرها، وأضافوا لها لوناً من التضحية رهيب! كان عنواناً للمهابة والإقدام! مُقاتلاً عنيداً لا تلين له قناة ! من الأوائل الذين خرجوا بالثورة من التخوم إلى الجبال!
إنه العم /عبد الله داؤود (الشقيق الأصغر لوالدى رحمه الله ) إلتحق بالثورة من ضواحى مدينة عدى قيح (جعالقدى ) سنة 1964م حاملاً معه هُموم الوطن وأوجاعه ، ومن دفعته الذين التحقوا معه اللواء الشهيد / عمر سوبا والشهيد / إبراهيم إسماعيل فكانوا مثالاً فى الجندية والقيادة والقتال وكانوا ضمن من صنعوا الأحداث فى الثورة !
شارك الشهيد فى ملاحم بطولية ونضالية عدة قبل تكوين المناطق حيث أشترك فى عمليات فدائية عدة أشهرها فى ضواحى مدينة كرن تحت قيادة الشهيد عمر إزاز فى يونيو 1965م ، وعند تكوين المناطق توجه إلى المنطقة الثالثة وتم تعيينه قائداً لجهاز الفدائيين بالمنطقة الثالثة بعد هيلى قانقول ، قاد الشهيد عمليات فدائية أستهدفت أخطر عملاء العدو ضباطه وقادته فى المُدن والقرى أشهرها عملية فى عمق مدينة مندفرا فى يناير1967م ، وكان الإستهداف مُوجعاً للعدو ورسالة قوية على قدرة الثورة فى الوصول إلى أهدافها بسهولة ، وعززت مؤشر ثقة المواطن الإرترى فى ثورته الوليدة ! لم يكتفى الشهيد بالعمل الفدائي الذى أبدع فيه وأجاد ! بل شارك بوحدته فى مُعظم المعارك التى خاضها تنظيم جبهة التحرير فى المنطقة حتى وصلت الثورة إلى عمق المنطقة بركة لعال ومشارف مديرية سراى فى دمبلاس وقوحين وكانت أبرز المعارك التى شارك فيها الشهيد معركة داندر الشهيرة التى تُعتبر من المعارك البطولية الفاصلة فى تلك المرحلة على مستوى العمل النضالى فى تلك المرحلة وأستشهد فيها المناضل محمد برهان والفدائي طه محمود وكانت هذه الملحمة بتاريخ 1966م
كان الشهيد عبد الله داؤود مُقاتلاً لايُشق له غبار! شُجاعاً مقداماً لايهاب ! كان يحمل روحه على كفه فى ساحات الوغى وميدان التضحية! إتصف بالجرأة والإقدام لايخاف منازلة العدو مهما بلغت قوته وجبروته ولهذا كان النصر حليفه فى معظم العمليات الفدائية ! كان مُخططاً بارعاً لأصعب العمليات الفدائية ! كان قليل الكلام ذكياً سريع البديهة نشطاً يتدفق حيوية !
كان الشهيد يجيد اللغة العربية والتجرينية والساهو والتجرى .
تزوج الشهيد فى قرية عدكوكوى ببركة لعال تلك القرية التى كانت تحتضن خيرة أبطال الثورة حينها الذين كانوا يُقارعون العدو أنجب الشهيد بنت وتشفعت وهو فى ميدان النزال والثورة ، مرض الشهيد بمرضٍ مفاجىء لم يُمهله طويلاً فأستشهد فى تلك القرية فى فبرير 1972م تغمده الله برحمته وتقبله مع الشهداء والصديقين .
الشهيد عبد الله داؤود كان مُلهماً للثورة على مستوى إقليم أكلى قوزاى وسراى حيث كانت عملياته الفدائية تُرعب العدو وتغرس الخوف وكانت حديث الناس فى البوادى والحضر فكانت مانعاً للظلم قبل وقوعه!
الشهيد عبد الله داؤود ورفاقه كان حضورهم فى الثورة بصولاتهم وببطولاتهم النادرة ووجودهم الفعلى بالمنطقة الثالثة قد حفظت التوزان بين المجتعمات التى كانت تشهد حينها صراعات مُتعددة بالمنطقة فأستمد المجتمع منهم القوة ولعبواً دوراً مُهماً فى صيانة الحقوق وبث الأمل! وبعد أن تعاظم دوره البطولى كان إستهداف الأسرة والقضاء عليها هو السبيل الوحيد للإستعمار الإثيوبى للقصاص ! فقرروا إحراق أسرته بالكامل ومنذ ذلك التاريخ بدأت الأسرة بالهروب إلى مدينة أم حجر خوفاً من بطش الإستعمارومن ثم إلى السودان بعد مذبحة شمبلبلوا 1975م حيث بدأت حياة اللجوء.
فالكتابة عن العم عبدالله تأتى فى إطار التوثيق فهو الأب الروحى للأسرة وعمادها وقد تعلمنا من سيرته الكثير من المعانى فهو مدرسة مُتفردة فى الصبر والبذل والفداء ! ولم تتوقف المسيرة النضال التى ألتحق فيها فحمل الراية بعده الوالد ثم الأخ (شقيقى الأكبر ) الذى مضى شهيداً فى معركة تحرير مدينة أغردات ولن تتوقف مسيرة العطاء حتى ينعم الوطن وشعبه بالحرية والسلام والرخاء !!
(4)
إن هذه القُصاصات التاريخية التى نكتبها ويكتبها الأخرون عن شهداء الوطن خطوة أولى نحو توثيق التاريخ يجب أن تتبعها خطوات مُنظمة للتوثيق عن شهداء أرتريا وللتاريخ النضالى وأحداثه حتى نُملك الأجيال القادمة الحقائق والصور عن تلك الحقبة المُهمة فى تاريخ شعبنا على يكون ذلك توثيقاً علمياً مُنظماً ومُرتباً لأنه إرثُ وأمانة يجب الحفاظ عليها وتوصيلها بإنصاف وإتقان ! كما أنه من الواجب تسمية الشوارع والأحياء والمستشفيات والمراكز والميادين بأسماء القادة والزعماء والشهداء تخليداً لهم وعرفاناً! صحيح إن الواقع مختلف لكن من يدرى فقد تختلف المعادلة ويتحقق ما نصبوا إليه ويكون واقعاً مُعاشاً وليس ذلك بعزيز فإن لم تتحق الأن فحتماً يوماً ما تجد طريقها لتتحقق .!
خارج السور :
نشكر الاستاذ/ عبد الله حسن على دعمه لنا بالمعلومات والحقيقة فهو أحد المصادر الأمينة التى يُمكن الرجوع إليها للتوثيق وله مجهودات مقدرة فى هذا الإتجاه فله منى كثير الإمتنان وجزيل الشكر على جُهده ونضالاته ! وشكر خاص للأخ محمد امان إنجابا على مجهوداته فى التوثيق وقد لعب دوراً كبيراً فى التوثيق للشهيد موضوع المقال وغيره من المناضلين فله ألف تحية !
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار .
بقلم : محمد رمضان
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36279
خلاص ورونا جرائم حزب العمل الارتري لنئني اجهلها تمامــاً يبدوا في الغالب كان ضحية التامر الدولي حسب قناعتي الشخصية و بعض فصائل الثورة بداً الحركة التصحيحية بمارس 1982 و من ثم تصفية اعضاء في سجون شمــال التابعة لقوات التحرير الشعبية و التضيق عليه من قبل جهاز امن الدول السوداني التابع حتى سقط غير مأسوف عليه ليكون انفراج كبير لزمرة التيـــار العام لمــــؤتمر الوطني في سينمار 1984 ليعود من جديد لساحة ولكــن اصبح بشكير عطمان ليتمسح به كل من شاركه فشل تجربة جبهة التحرير حلم مات جهاراً نهارا.
اخى العزيز / محمد على حامد
شاكر لك إضافتك فى المقال وتوصيفك للشهيد عبد الله داؤود وحقيقة كما ذكرت كان يتمتع بالسرعة الخاطفة فى إغتنام أهدافه من العملاء والأعداء ولعل المرتفعات شهد الناس فيها بعزة اكبر ومكانة وعلم من والى الإستعمار بأن وراء المجتمع رجال قادرون على الإقتصاص بالطبع ليس الشهيد وحده ولكن كان فى طليعة الرجال تقبلهم الله ..
أخى محمد على ذكرت أحداث مهمة جدا فى حياة الشهيد ستجد طريقها فى التوثيق بإذن الله.
وكما ذكرت فإن قيادة الجبهة وعلى وجه الخصوص حزب العمل هو السبب فيما نعانى منه اليوم من ظلم نتمنى أن تُحاكم هذه القيادة يوما محاكمة تاريخية لتحميلها وزر الظلم إبتداءاً .
واكرر شكرى لمداخلتك القيمة مع التقدير والإحترام
( في ليلة ليلاء يُغْتقدُ البدرُ )
رحم الله الفدائ البطل عبد الله داؤود ، فعلا كان فذاً قلَ ما تٰنْجِبْ أُمٌ إريترية مثله ، كان شديد الذكاء والشجاعة والإخلاص لأمته ، أربك الأعداء في حينه بتحركاته السريعة والمقدرة الفائقة علي التمويه والانقضاض علي العميل من حيث لا يتوقع ، قلّ ما تجد منطقة في إرتريا لم تجد لمساته الاحترافية – إذا صحّ التعبير – في القضاء علي أعداء أمتنا ، خاصة في منطقة ( كبسا ) التي كانت عبارة عن نار جهنم علي الثوار في بدايات انطلاقة الثورة خاصة أيام المناطق لعدم وجود حاضنة شعبية للثورة هناك ، فكان له رحم الله الدور البارز في إسكات وإخماد تحركات ألد أعداء الشعب الارتري خاصة المسلم منه ، بعد العملبات لا أبالغ إن قلتُ كان يقوم بها لوحدته معتمدا علي مقدرته – كما قلتُ – التمويه وتحركاته التي كانت تربك تخطيطات جهاز أمن هيلي سلاسي مثل العملية التي صفي فيها العميل المدعو ( أشبِّرْ ) من وسط جمع تجمعوا فيه للتعزية في موت محافظ منطقة ( سراي ) علي ما أذكر وكانت تصفيته أيضاً علي يد عبدالله داوود ، مثله الكثير ، كان بودّي أطلق عليه ( كارلوس ) إرتريا لكن عبدالله داوود كان أقدم منه في هذه الفنون ، لولا الاعلام العالمي ما قام به عبدالله ليس أقلّ جرءة مما قام به كارلوس . وأظن آخر عمل قام به كان تصفية ( ديئو ) حرقيقو في عقر داره في مدينة كندع عام ١٩٧٢م ، ومما يحمد لعبد الله داوود لم يلطّخ يده بدماء المناضلين فيما سُمّيت بالحروب الأهلية اللعينة بدءا بمجموعة الحركة التي صُفٌيت في ( عيلا طعدا ) في بداية الستينيات القرن الماضي ومروراً بالحرب الأهلية التي أشعلتها عناصر حزب العمل وبقية المقفلين السذج ، وبما أن الأعمار بيد الله سبحانه أحمده جلّ وعلي أنْ قبض أرواح أبطالنا الأشاوس ورحلوا عن هذه الدنيا قبل أن يروا ما آلت إليه الآمال العظام التي من أجلها ركبوا الصعاب ، كما أحمده آنهم لم تدركهم هذه الأيام العجاف التي استأسد فيها إبن مدهن وبقية الرويبضات قاتلهم الله ، لأنني علي يقين لوكانوا أحياء ما كانوا سيقبلوا هذا المسخ لان شعارهم كان إحدي الحسنيين ، وهذا ما قام به الراحل سعيد حسبن وصحبه الأبطال ، ولم يهرولوا إلي المهجر طلبا للجوء ويزاحمون الأطفال والحريم في الصفوف هربا بجلدهم كما نري اليوم ممن يسمون أنفسهم كوادر وقبادات الجبهة بعدما عاثوا الفساد في الوطن تقتيلا للشرفاء تحت تهمة ( اليمين المتطرف ) ! ربنا يحشرهم إنشاء الله مع اصحاب الشمال يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم . خلاصة القول الراحل كان أمة لوحده حيث يقول المثل بلغة الساهو ( شِحْتِدّرا كوك يِني إكّيتي) .
اخ محمود محمد عمر شاكرا لك ذكرك لبعض شهدائنا الأبطال سمعت عن الشهيد عمر وبطولاته وشجاعته وياريت لو عندك خلفية معلوماتية أن تمدنى به عبر بريدى بالمقال لأننى سمعت عنه قريبا ما يستحق الكتابة .
والحقيقة كل من لديه شهيد يجب أن يكتب عنه أو يحاول مد المعلومات للكتابة عنه
مع شكرى
و هنا فقط أنوه دور العم عثمان سيدي و رفيق دربه ا لشهيد ناصر شوم ودرهم وجيش تحرير في مهده و تورة لم عليه تلات اشهر معدودات مناقب معادن الرجال حتى لا يطوها الزمان البغيض حيث يتعمد بوق النظام النتن في تغيب مجهوداتهم عمدا تحياتي لك استاذنا ود خليفه و انتم كنذ و موسوعة لا تنضب
بحية خاصة لكل مفرزه فدائي جيش تحرير و هو بمثابة تبصير لكل اجيال.٠ هنا اخي محمد رمضان و استادنا عبدالفتاح ود خليفه تسليط الضوء على منافب رجالات ارتريا اخص الشهداء تخلى صجاي و عملية الحمرا و وفاءه و عهد الرفاقة .و العم الشهيد عتمان سيدي و دوره في رفد جيش تحرير العتاد في اول مهمة فدائية و الشهيد عمر محمد عمر نعم انهم سير عطر حيه تمشي بيننا
الإستاذ/ ود الخليفة
تحياتى الطيبات
شكرا لتواصلك وتعليقك والحقيقة المقال حفز الكثيرين للمساهمة فى مناقب الشهيد وأتصل على بعضاً من رفقاء الشهيد ذاكرين بان هنالك الكثير من الأحداث لم تروى عن الشهيد عبد الله داؤود تقبله الله .
وها أنت الأن تضيف معلومات قيمة عن إسهاماته الوطنية وهذا بالفعل سيقودنى للبحث أكثر عنه لتوثيقه ..
الحقيقة نحن حتى الان التوثيق للشهداء والأحداث لدينا قليل جدا قياسا بضخامة الأحداث وعدد الشهداء .
ولهذا قطعا ظروفه الخاصة ولكن الحقيقة هنالك جهود هنا وهناك تبذل للتوثيق وأنت والأستاذ عبد الله حسن تبذلان جهدا فى تمليك الحقائق والتاريخ وهو جهدُ تشكرون عليه بلا مجاملة .
وشخصيا متى ما سنحت لى فرصة سأقوم بالتوثيق عبر المقالات والتى يوما ما سأضعها فى كتاب بإذن الله لتكون توثيقا لأحداث التاريخ ماضيه وحاضره.
شكرا لك
شكرا للكاتب والشكر لأنجبا والشكر لأحد ترجمانات تأريخ الثورة المناضل (عبدالله حسن على )
حقا الكثيرون تحدثوا عن المناضل الفذ(عبدالله داؤود) الفدائى .. فكان من الرعيل وكان من المؤسسين حمل روحه فى يده وواجه أعتى المخبرين… يقال هو أحد الفدائيين الذين ألقوا القنابل فى وسط مدينة كرن ومعه القائد (أبورجيلة) والعهدة على الرّواى… وهو من نظف (تسنى) وكثير من مدن وقرى القاش من المخبرين والعملاء ….
لا زال تأريخنا لم يكتب ولا زال يحتاج إلى تدوين من جهات متخصصة ولكن حتى ذالك الحين يجب أن ندوّن ما نعرف بتكون تدويناتنا خميرة العمل المنظم فى المستقبل القريب بإذن الله… شكرا للكاتب (محمد رمضان) على المعلومات المهمة عن المناضل (عبدالله دوؤود ) وشكرا على التوثيق ونرجوا المزيد.