في الذكرى الثالثة والخمسون لثورة الفاتح من سبتمبر المجيدة
ان الثورة الارترية التي عدت من كبرى ثورات التحرر في افريقيا والتي اكدت بأن رغبة الشعوب في الاستقلال لم ولن تتوقف طلبا للحرية والعدل والكرامة التي تفتقد كلية في ظل وجود مستعمر اجنبي يتحكم في وطن مسلوب من شعبه ، هذه الثورة برجالها الجسورين وإبطالها الاشاوس وفي مقدمتهم مفجر الثورة القائد البطل الشهيد حامد ادريس عواتي الذين هبوا لساحات الوغى والقتال غير ابهين بسطوة الملك الاسطورة هيل سلاسي وغير منتظرين من داعم يقف الى جانبهم غير انهم امتلكوا ارادة صلبة بنيت على فهم ناضج لمطالب ثورتهم المشروعة وأهدافها المقدسة فكانت ثورة حقيقية اسقطت الامبراطورية الحبشية وغيرت ملامح الحياة بالمنطقة ، وتأتي ذكرى انطلاقة الثورة اليوم ونحن نعيش في ماسي لا حصر لها والحياة في بلادنا صارت لا تطاق وبالتالي صارت هجرة معاكسة وذلك طلبا للامان اكثر مما كان في ابان فترة الكفاح المسلح .
تأتي هذه الذكرى وجزء من ثمرات الثورة قد تحققت والذي تجلى في تحرير تراب الوطن ورفرفت راية الوطن وصارت بلادنا جزء في منظومة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي كدولة مستقلة ، ولكن الارتري يظل يتجرع المرارات اشد وأكثر من عهود المستعمرين ، فالظلم لا يتلون ولكن الظلم الذي يمارسه ابن الوطن في حق اخيه المواطن وقعه اشد لأنه لا مبرر له.
وان الثورة الارترية ما كان لها ان تتجذر على الارض ومن ثم تؤتي ثمارها إلا انها وجدت شعب واع مدرك لمرامي الاستقلال وأهميته لبناء حياته متحررا من جبروت المستعمرين ، وبالتالي هذا الشعب وقف داعما وسندا لثورته ومدها بالمال والأبناء واتحدت ارادة الشعب بكل شرائحه وتكويناته والتحم مع اهداف الثورة ورسم صورة لملحمة وطنية بطولية ستظل نبراسا للوحدة الوطنية الارترية على مر العصور.
وسوف تظل هذه الثورة ملهمة لنا في المضي نحو تحقيق اهدافنا التي تركها لنا الشهداء وصية وأمانة كي نستكملها حتى تكون ارتريا دولة حاضنة لكل بنيها يتقاسمون فيها خيراتها كما تدافعوا الى تحريرها معا وكما رسموا لوحة وطنية في التضحية والفداء من اجل التحرير ، الان ايضا يرسمون لوحة اخرى في بناء ارتريا دولة ديمقراطية دولة تبسط فيها قيم العدل والمساواة والتنافس الحر لتكون ارتريا في المقدمة والريادة .
نظام هقدف خان الثورة وانحرف عن الهدف الاسمى وتنكص لعهود الشهداء وبالتالي اوقف الحياة في بلادنا ووضع العراقيل امام رغبة الشعب في بناء دولته المتقدمة ومنع شعبنا من ان يشارك بالرأي وفي صناعة القرار وصارت ارتريا تدور في دائرة مفرغة ، والنظام وبدلا من السعي الدؤوب في حلحلة المشاكل من جذورها صار يسعى الى اختلاق الاسباب والذرائع لفشله الواضح الذي لا يحتاج الى قراءة لأنه صار واقعا يعايشه المواطنون ويكتوون بناره ويكفي عنوانا له الالاف من الشباب الارتري الذين صاروا ضحايا في البحار والصحاري وفي ايدي تجار البشر وهم في الهرب نجاة من قبضة اسياس وسجانه .
ان ذكرى الثورة تؤكد لنا كل عام بأن ارادة الشعوب لا تقهر وانه ليست هناك قوة مهما كانت قادرة ان توقف زحف الشعوب وحركتها نحو تحقيق اهدافها ، ونحن الشعب الارتري الاقدر من غيرنا في قيادة ملحمة التغيير في بلادنا ولنقول وبصوت عال كفاية لطغمة الظلم في اسمرا ونؤكد بأن الشعب الارتري لا يستحق إلا ان يعيش عزيزا وكريما .
وبهذه المناسبة العزيزة علينا فإننا ندعوا كافة ابناء شعبنا الارتري بالداخل والخارج الى العودة لطريق الثورة والرفض للظلم وللغطرسة والطائفية ولانتهازية والمحسوبية والتفرقة والتعصب الذي صار يتغذى به نظام افورقي ليبقى في البلاد مسيطرا متنفذا بلا منازع بعيدا عن المحاسبة والمساءلة .
كما نتوجه بنداء الى كل افراد قوات الدفاع الارترية باعتبارهم شريحة عزيزة من الشعب الارتري بان يعيشوا ذكرى الثورة ويستحضروا الأهداف التي خرجوا من اجلها والتحقوا بالثورة وان يتساءلوا اين هم منها الان ومن ثم يعودوا ليلتحموا بالشعب الارتري الصبور ليكونوا في خدمته وليس في خدمة اسياس افورقي ، لاسيما وان افراد قوات الدفاع الارترية هم المتضرر الاكثر في استمرار افورقي وسيكونون المستفيد الاول عند زواله وبعد التغيير تكون قوات الدفاع الارترية في مهمتها المقدسة وهي الدفاع عن الارض والشعب في ظل دولة يحكمها الدستور ويشرف على السلطة نواب الشعب المنتخبين.
وبهذه المناسبة فإننا ندعوا كافة القوى السياسية منظمات وأفراد بان يكونوا جميعا وفق ما يطلبه الوضع في الداخل من موقف وعمل وان يكون انقاذ الشعب والوطن هما من اولويات العمل في المرحلة الراهنة وإعادة ثقة الشعب في قواه الوطنية من خلال اعمال وانجازات تتحقق يتحسسها وتؤثر فيه وتجعل من شعبنا اكثر اقداما على المشاركة وهو يحدوه الامل ويتعزز ثقته بمقدرته في انجاز وتحقيق اهدافه ، كما ان على القوى السياسية الاستفادة من التجارب السابقة والناي عن التجاذبات التي ليست ذات صلة بمصالح الشعب الارتري والتأكيد بان التوافق على اقامة نظام مدني يأخذ شرعيته الدستورية من الشعب كفيل بتحقيق رغبات الشعب الارتري على اختلافها وتنوعها ، لاسيما وأننا في وقت ادرك فيه الشعب عدم جدوى بقاء النظام بعد ان تأكد للجميع عدم اهليته في رعاية الدولة الوليدة ، فهذه المناسبة فرصة عظيمة بان يقول الشعب الارتري كلمته ويؤكد فيها بأنه صاحب السلطة الحقيقة وانه على وعي كاف يخوله في تجنيب بلاده كافة الخاطر التي يخوف بها النظام ويتهدد بوقوعها في البلاد في حالة زواله حيث يجعل من نفسه الوصي على الوطن والشعب .
الامل يحدونا في ان تعود علينا ذكرى الفاتح من سبتمبر العام المقبل وقد تحققت انبل غاية دفع شعبنا ثمنا لها تمثلت في الالاف من الشهداء والمعوقين والمشردين وهي حرية الارتري وكرامته ، ونؤكد على اننا ماضون على درب النضال التحرري ونحمل امانة ووصايا شهدائنا حتى تحقيق اهداف .
عاش الشعب الارتري حرا أبيا
لتظل الفاتح من سبتمبر ملهمة لكل الاجيال
المجد والخلود لشهدائنا
حزب النهضة الارتري
1/9/2014م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=31332
أحدث النعليقات