في اليوبيل الذهبي لانطلاقة الثورة الارترية : عواتى ينشد أهله والبندقية مازالت أول الخيارات
فرجت : كلمة التحرير
خمسون عاما والبلاد مازالت تحتاج الى مزيد من البنادق والملايين من البيارق، وعواتى ينشد اهله لعله يولد فيهم من رحم هذه المعاناة ، أو يعيدون الكرة مرة أخرى فيجسدونه .
لو كان هذا اليوبيل في بلاد لايحكمها مثل هذا السلطان المعتوه ، أو لو كانت ارتريا بلغت العشرين من عمرها وهي تنعم بالحرية والديمقراطية والعدل والمساواة كما ارادها الاباء والرعيل لرأيت اليبارق تزين الاشجار واعمدة الانارة في الطرقات ، ولرأيت الجدران وقد طليت بالدهان لاستقبال هذا اليوم ، وبعض حفر الدروب قد ردمت ، ولتبارى الاطفال في حصص الانشاء والرسم لكتابة قصة الثورة ورسم شخوصها.
ووسائل الاعلام لعزفت اغاني الثورة ، ولاعلنت عطلة رسمية لثلاثة ايام أو يومين ولكن الحكومة التي تقوم كل سنة ب ” الاكسبو” الذي تعد له كل ستة اشهر بينما يحشر الناس الى قاعة سينمالا تسع لأكثر من 200 شخص للاحتفال باليوبيل الذهبي لانطلاقة الثورة الارترية . تكاد تخلوا هذه البلاد من شعبها ، ويحتفى بهذه الثورة بعيدا عن سهولها وجبالها.
منذ خمسون عاما مضت وبعد ان استنفذ شعبنا كل الوسائل الديمقراطية والسلمية المتمثلة في برلمانه وصحفه ونقاباته في استرداد حقه الذي سلب عبر نافذة القرار الفيدرالي ليتم ضم كل البلاد الى التاج الامبراطوري الاثيوبي بصورة علنية وبتواطئ بعض ابناء البلاد في عام 1962م،
قبل عام من من ذلك التأريخ الذي تم انزال العلم الارتري فيه وبدا الاستعمار بصورة رسمية وعلنية مع صمت مخجل من المجتمع الدولي الذي ربط ارتريا مع اثيوبيا في فيدرالية مشبوهة لم تحقق سوى القليل من طموحات الشعب الارتري ، تنادى الوطنين الارتريين من كل صوب وحدب من أجل اعلان الثورة المسلحة فكانت الطلقة الأولى في أدال ، خمسون عاما مضت وتحررت البلاد من دنس الاستعمار الاثيوبي شكرا للذين طبعوا قبلتهم الحمراء على ثراء هذه البلاد وارتحلوا لننعم نحن بالعلم والنشيد الوطني ومقعد الامم المتحدة لا غير ، هكذا تمضي عشرون عاما عجاف ولم تتخلى هذه البلاد عن بندقيتها ولم يتخلى هذا الشعب عن حقوقه وتمرده وعصيانه وعلى كل محاولات التهميش والطمس للثقافة الوطنية وعلى كل عمليات الاستلاب والتغيير للأرض وللهوية.
نعم استقلت البلاد منذ عشرون عاما وبالرغم تمر ارتريا اليوم بنفس الظروف التي مرت بها عشية انفجار الثورة المسلحة في ارتريا عام 1961م ، من محاولات باتت معروفة ومدروسة متمثلة في محاولة طمس الهوية وافراغ الارض من قاطنيها ، محاولات تمسيخ الثقافة والتراث الوطنيين ، تدمير الاقتصاد الوطني ومطاردة رأس المال الوطني ووضع العقبات امام الاستثمار الخارجي الا ما يحشو جيوب الجنرلات الحمقى ، وتعريض السيادة الوطنية للخطر نتيجة سياسات رعناء فمازالت اجزاء من ارتريا تحت الاحتلال الاثيوبي شكرا لسياسات حزب الشعبية وسياسة قياداته المدمرة.
وبرغم كل هذه الظروف التي شكلت دافعا لعواتى ولرفاقه البررة لاعلان الثورة المسلحة الا اننا اليوم نرى البعض يعيب على الآخرين حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وللزود عن بلادهم ويتشدقون بالوسائل السلمية ولما كنا من المؤمنين ان لكل مجموعة الحق في أن تتدعي ماتشاء وان تختار من الوسائل مايناسبها بنفس القدر على النخب الحالمة التي تسلي انفسها بالتغيير الناعم وبالخيار الثالث والرابع والخامس عليها ان تحترم حق الضحية في الدفاع عن نفسها ، فمن حقها ان تركض اذا شاءت أو تختفي في أرض آمنة ان خافت أو أن تستل سيفها وتطلق رصاصتها اذا تكاملت ارادتها ، هذا هو حقنا حق الدفاع النفس والعرض والكرامة نمارسه بأى وسيلة نشاء.
ان الذين يظنون ان النظام الاقصائي في ارتريا تنفع معه الوسيلة السلمية في تغييره أو حتى التعامل معه فهم في ظننا خاطئون ، فالوسيلة السلمية قد جربت ضد النظام من قبل واثبتت فشلها بين عامى 2000م -2001م حيث علا صوت التذمر وعدم القبول والرضى بسياسات النظام ومن منطلق الحرص على سلامة الوطن كان اعلان برلين أو بيان الـ 13 ثم بيان كوادر وقيادات الجبهة الشعبية المتمثلة في مجموعة الـ 15 ، وتظاهرات اتحاد طلبة جامعة اسمرا ، ثم الصحف المستقلة والقوى المدنية والصحفين والمثقفين حيث باءت محاولتهم السلمية بالفشل وتم الزج بهم في غياهب السجون وكان الافضل لهم لو ذهبو الى اقرب مستودع ذخيرة واطلقوا الرصاصة الأولي .
لا أحد ينكر ان بامكان الوسائل السلمية ان تحث التغيير الديمقراطي المنشود بأقل الخسائر اذا كانت الظروف التي تجعل من الوسيلة السلمية وسيلة ناجحة كما حدث في مصر وتونس حيث ساعد وجود مؤسسات قائمة وصحف مستقلة ومنظمات مراقبة وأحزاب ونقابات في أن يأتي التغيير بأقل الخسائر ولكن عندما تنعدم هذه الظروف فالحالة الليبية هي أقرب مثال فتكون حجم الخسائر كبيرة ورغم كبرها الا انها تعادل نفس الخسائر التي من الممكن ان يتكبدها الشعب أو البلد في حالة استمرارالنظام لسنوات طويلة حيث ينتج عن ذلك رقم هائل من السجناء وتهجير وطمس وتدمير ..الخ
لهذا نحن متمسكون ومعنا غالبية هذا الشعب الارتري بالخيار العسكري لأنه أنفع وأجدى وأردع. هذا الوطن يحتاج الى بندقية مقاتلة شجاعة جامعة لكل ارادات قواها السياسية والمدنية قادرة على كنس قوى النظام الاجتماعية المتمثلة في قوى الأمن والمخابرات والعسكر واقامة نظام ديمقراطي وتبقى حارسة له.
فلهذا تظل البندقية وبعد خمسين عاما أول الخيارات وأفضلها ويبقى عواتى قائدا لثورة الشعب الارتري في كل العقود والأزمان.
المجد والخلود لشهداء الثورة الارترية الذين أهدونا هذا الوطن الأخضر.
والهزيمة والعار للنظام الديكتاتوري الاقصائي الذي سرق أحلام الشهداء واحلام شعبنا في الحرية والانعتاق.
ولا نامت أعين الجبناء.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=17142
أحدث النعليقات