في لقاء الغرفة العربية ،محمدنور أحمد : لم يكن أمامنا خيار سوى مفارقة النظام
تقرير: سليمان مندر-
في لقاء يعد الأكثر حضورا منذ إنشاء الغرفة الارترية العربية وفي حوار مفتوح وصريح سادته الشفافية و تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقة وبعيدا عن المجاملات كان لقاء الأستاذ/ محمد نور احمد تحت عنوان (أسباب تخلي قيادات بارزة عن نظام اسياس ).
بصفته احد القيادات التي غادرت النظام حيث عمل سفيرا لدى الصين . – لم يقتصر اللقاء على عدد الحضور الكبير فقط بل كان نوعيا أيضاً حيث وجد التجاوب من شخصيات قيادية وأكاديمية. – زمن اللقاء امتد لخمس ساعات بالرغم من محاولة إدارة الغرفة إنهاء اللقاء في الوقت المحدد أي ثلاث ساعات وذلك لمطالبة الحضور بمد زمن اللقاء. ( خمس ساعات كانت إبحارا في عالم من المنطق والحجج والبراهين من قبل الضيف والحضور لم تخلو من السخونة والغليان أحيانا ولكن بعيدا عن التشنج ولم تخرج عن إطار احترام الرأي والرأي الآخر ). – مما يجدر الإشارة إليه أن اللقاء قد سبق أن تم إلغاؤه في وقت سابق مما جعل عدد من الكتاب ليكتبوا حول عنوان اللقاء المذكور أعلاه ولكن لقاء الأستاذ احمد أضاف الكثير إلى رصيد الحضور كما ذكروا ذلك في ختام اللقاء. – ابتدر اللقاء الأستاذ أحمد معددا أسباب تخلي القيادات السياسية والدبلوماسية والعسكرية أو ما يعرف ب(هروب القيادات ) ويمكن أن نجملها فيما يلي ( إن بعض القيادات غادرت النظام ومازال الخروج مستمرا عن النظام لأنه لم يكن هناك خيارا آخر لهم غير 1- الانصياع لاوامر اسياس وخيانة الشعب الارتري – 2 ابداء الراي الآخر و الرفض والذي يعني الاعتقال – 3 الخروج عن النظام )!!! – وعند سؤاله عن الأسباب الموضوعية التي لم ترض عنها تلك القيادات ذكر أحمد : انفراد اسياس بنظام الحكم وعدم وجود المؤسسية في إدارة الدولة وتحايل اسياس في الإقرار بقانون الأحزاب والحريات العامة , وأيضاً عدم تكافؤ الفرص بين فئات الشعب الارتري وفرض سياسات أدت إلى فرض ثقافة بعينها كما انه كان هناك استياء وسط القيادات تجاه ما يسمى بالخدمة الوطنية وتجنيد الإناث . – وأضاف رفض اسياس تقييم خسائر حرب بادمي مع إثيوبيا حيث اختصرها اسياس في قوله ( خسرنا الحرب لان 85% من أفراد القوات كانوا ممن تلقوا تدريبهم بساوا أي تنقصهم التجربة )!!!.وقال احمد خسرنا الحرب وبل دخلناها نتيجة لتعنت اسياس وانفراده بالقرار وأيضاً لعدم استجابته للوساطات التي تقدمت بها عدة أطراف منها الاتحاد الإفريقي وقال اسياس في غرور لن انسحب حتى لو اشرقت الشمس من المغرب!!!وقال أحمد إن اسياس توقع أن تتدخل امريكا كما حدث في حنيش حيث قامت كل من السعودية ومصر وامريكا بالضغط على اليمن لحل الخلاف حول حنيش بالوسائل السلمية خوفا على تأثر الملاحة الدولية بالحرب.!!! – فيما يخص اللغة العربية ذكر احمد أن الشعبية قررت إبعاد اللغة العربية منذ وقت مبكر (نحن واهدافنا) حيث لم تورد العربية ضمن اللغات الارترية. – وأضاف إن اسياس أمر لجنة الدستور بحذف نص اللغة الرسمية والذي جاء فيه (العربية والتقرنية )وذلك ليتسنى له إبعاد العربية. – وجاء ضمن حديث نور إن بعض القيادات مازالت تعيش في زنازين السجون لرفضها لتلك السياسات وضرب بادريس ابعري مثالا حيث قال إن إدريس ساند ودعم مشروع لغة الأم ولكن غير موقفه تماما بعد أن عرف حقيقة المشروع ونوايا اسياس الحقيقة . – وأجاب عند سؤاله عن أسباب دخوله الى ارتريا بعد الاستقلال وفيما لو كان قد نتج عن حسابات خاطئة , قال : (( دخلت ارتريا بعد الاستقلال كغيري من القيادات لأساهم في مرحلة البناء والتعمير ولكن تبخرت أحلامي في العيش حرا داخل ارتريا وحاولت مرارا التصدي كغيري لبعض السياسات التي نراها ليست في مصلحة الشعب الارتري ووحدته الوطنية (وضرب مثلا لمواقفه وكتاباته فيما يخص إقصاء العربية ) ولكن كل محاولات التغيير من الداخل باءت بالفشل فكنت بين خيارين إما الاعتقال أو المغادرة)) . – قضية الأرض أيضا شكلت حضورا حيث طالب المشاركون الأستاذ محمد نور عن رؤيته عن تلك القضية وذلك لمعرفة وجهة نظر القيادات التي تخلت عن النظام وما إذا كان هنالك وما إذا كانت مخالفة للنظام فرد احمد قائلا (إن الأرض ملك للشعب الارتري وان السكان الأصليين لأي منطقة وهم أولى بها من غيرهم وانه يجب أن يستشار أصحابها حتى لإقامة أي مشاريع تنموية). – وأضاف أن ما يحدث الآن بشأن الأرض حتما سيؤدي إلى صراع الموارد بين السكان الأصليين ومن قام النظام بتوطينهم !!! – وقال احمد إن اسياس يستخدم الطائفية لضمان استمرارية نظامه وعلى جميع الشعب الارتري تفويت الفرصة عليه ويجب أن نفكر في كيفية تخليص الشعب الارتري من معاناته و العمل معا لتغيير النظام وإعطاء كل ذي حق حقه وإرساء دعائم الديموقراطية واحترام خيارات الشعب الارتري والتوزيع العادل للثروة والسلطة. -اللقاء اشتمل على الكثير من المداخلات والتعليقات المفيدة والرائعة من قبل الحضور والضيف لايسع المقال لذكرها هنا. – الجدير بالذكر أن بعض المشاركين طالبوا بالترجمة للغة التغرنية واستجابت إدارة الغرفة لطلبهم في ترجمة أسئلتهم فقط واعتذرت عن الترجمة الكلية للوائح الغرفة ومحدودية الوقت. – اعتذرت إدارة الغرفة أيضا للحضور لإنهاء اللقاء حيث بلغ عدد المشاركين وقت انتهاء اللقاء 83مشارك. – في الختام شكر الأستاذ محمد نور إدارة الغرفة والمشاركين وقال انه لم يستغرب الوعي والنضج الذي وجده ولكن لم يتوقع أن يكون بمثل هذا المستوى وأكد على مواصلة مثل هذه اللقاءات .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=41202
أحدث النعليقات