في لقاء حول مؤتمر الحوار الوطني مدير مركز الخليج يقول:حتى يتكلل بالنجاح لابد من إشراك كل القوى بما فيها الحكومة الارترية

على المعارضة إرساء مفاهيم الديمقراطية قبل وصولها مرحلة الدولة

مهرجان كاسل أول من بلور لفكرة مؤتمر الحوار عمليا

مركز الخليج

27/8/2006

أقامت إذاعة صوت ارتريا بملبورن لقاء مطولا مع الأستاذ محمد طه توكل مدير مركز الخليج للدراسات والإعلام بالقرن الإفريقي تناولت فيه مسألة مؤتمر الحوار وما يصاحبه من قضايا تتعلق بمسألة السلطة والثروة وصيغ التعايش والثوابت الوطنية والقضايا المصيرية وثنائية اللغة والصراعات الدينية والقبلية كما تناول اللقاء أيضا مسألة الديمقراطية وتصورها لدى المعارضة الارترية وأزمة القيادة ومرحلة ما قبل الدولة ،وألان إلي مضابط الحوار .

كيف انطلقت فكرة الحوار الوطني  ؟

نستطيع أن نقول إن الفكرة انطلقت في العام 2001 عندما ظهرت عملية الإصلاحات الديمقراطية في ارتريا التي سبقت اعتقال القيادات الإصلاحية  ، تنادى حينها عدد كبير من الارتريين لطرح فكرة مؤتمر للحوار وذلك لسد الفجوة القائمة بين الحكومة والمعارضة ، كما بدأت بعض القوى السياسية وبعض مؤسسات المجتمع المدني بطرح هذه الفكرة  للاتفاق علي الثوابت الوطنية  إلا أن هذه الفكرة تبلورت عمليا في مهرجان كاسل عندما شكلت لجنة برئاسة د. تسفاصين لدراستها.

وفي نظري أولا لابد من الاعتراف بوجود أزمة حقيقية  في ارتريا ,فمنذ الأربعينات والنقاش لا يزال مستمرا ،انشغلنا بتحرير التراب لكن ماذا بعد ؟   فوجئنا بوجود قضايا رئيسية لم نتفق عليها ويهدف هذا المؤتمر للتفاهم حول صيغ لتقاسم السلطة والثروة والاتفاق على  قانون الأرض والكثير من القضايا المشابهة  ،ومثل أن مؤتمر القضايا المصيرية للمعارضة السودانية ساهم في حل الكثير من الإشكالات لابد علينا من الاستفادة من تجارب الآخرين  ومناقشة مسالة التعايش فيما بيننا بكل وضوح وصراحة ونسمي الأشياء بمسمياتها. 

المؤتمر تتغيب عنه الحكومة .. في نظرك ما يخرج به من توصيات هل سيكون ملزما لها ؟

أولا لابد من الاتفاق علي الآليات التي بمقتضاها نتعا طي مع الحكومة الارترية ,هناك حكومة ارترية اتفق معها البعض أو اختلف هذه قضية غير ذات أهمية , الذي يهم  إشراك كل القوي السياسية بما فيها الحكومة في مؤتمر الحوار إذا  أقرت بمبدأ الحوار واعترفت بالمعارضة ومن المهم أيضا هو كيف نتفق علي الثوابت الوطنية  كيف نتفق على الحقوق ،على إقامة الدولة كيفية  حكم الدولة , بدل أن تكون المناقشات بين الأفراد والتنظيمات  تكن حول قضايا إستراتيجية  مستقبل الإعلام مثلا الثقافة الديمقراطية ,المحكمة الدستورية ,على  كيفية التعايش ليس لنا فقط بل للأجيال القادمة . كما لابد من طرح هذه القضايا للنقاش في وسائل الإعلام والمواقع الوطنية التي تعتبر جهات محايدة ، ويؤسف أن أقول انه بعد 40 سنة فشلنا في  تجاوز مرحلة ثنائية اللغة وهذا مما يوضح وجود أزمة  حقيقة علي مستوي ارتريا كما فشلنا في إقامة مؤسسات دولة , فشلنا في تحديد الأزمة هل هي أزمة دينية , قبلية , سلطوية .  ولتجاوز هذه المرحلة لابد من الاتفاق على مبادئ عامة ,  دول الإقليم  حولنا تشهد  درجة مقدرة من الديمقراطية حتى المعارضة الارترية بعد أن كانت تشكل على أسس طائفية وقبلية ولا تعترف ببعضها اتفقت على برنامج الحد الأدنى ونأمل أن تتفق على برنامج الحد الأقصى . وفي خضم هذه التطورات لا يزال النظام الارتري هائما في ديكتاتورية المعهودة

البعض يشكك في وجود مؤسسات للمجتمع المدني ..ما قولك ؟

هذا إن دل فأنه يدل عن بعض الآراء الضيقة لبعض القوى السياسية التي لا تعترف بالأخر لكن على العكس مما يقال فمؤسسات المجتمع المدني ذا وجود واضح وتعتبر أنشط من كثير  التنظيمات السياسية اضرب مثلا بمسيرة الحرية التي تجري ألان في أمريكا  المواقع الوطنية المراكز الإعلامية  الإذاعات كل هذه تعتبر ضمن مؤسسات المجتمع المدني وهذه دلائل تشير إلي وجود مؤسسات  لها قدرة على العطاء أكثر من بعض التنظيمات .

قلت إن مهرجان كاسل كان المكان الذي تبلورت فيه عمليا فكرة مؤتمر الحوار هل بالإمكان إعطائنا فكرة عن التصورات التي خرج بها ؟

قامت لجنة برئاسة د تسفا صين بتقديم دراسة متكاملة من 56 صفحة احتوت تجربة الوحدة  في ارتريا وأزمة الوحدة كما تناولت الأحزاب إبان الانتداب البريطاني والصراعات التي كانت سائدة   حينها بين التيارات الموجودة والتي كانت تأخذ تارة بعد ديني وتارة بعد قبلي وتوصلت الدراسة إلي عدة تصورات تتعلق بقضايا السلطة والثروة.

هناك لجنة شكلت من التحالف للتمهيد لعقد مؤتمر الحوار ما هي رسالتك لهذه اللجنة !

أولا هذه اللجنة التي شكلت من 13 عضو تمثل الأحزاب الموجودة في التحالف وهي لجنة دراسة ورسالتي لهم إن كانوا  فعلا يريدون أن يتكلل عملهم  بالنجاح عليهم إشراك جميع القوى السياسية وكافة فئات المجتمع الارتري ,لان هذا الأمر يهم كل الارتريين ولابد من كل ارتري أن يدلي بدلوه , وإذا كانت التنظيمات الارترية تشكو الحكومة من عملية الإقصاء التي تمارسها ضدها لابد عليها أن لا تمارس نفس السياسة .

هذا الموضوع يقودنا  لمسالة تصور الديمقراطية في تنظيمات المعارضة … ما تعليقك ؟

لاشك إن أزمة ارتريا تتمثل في انعدام الديمقراطية حيث تحولت ارتريا على إثرها إلي  سجن كبير, الحريات كلها مقموعه الجبهة الشعبية منذ مؤتمرها الثالث في نقفة عجزت حتى ألان من إقامة مؤتمرها الرابع   لان الخيار الديمقراطي غير مطروح مما تسبب في أزمة كما أن الحكومة لم تستفيد من تجربة الحريات التي أتاحتها لحد ما في 2001  وفي الجانب الأخر تقع المعارضة وبأنها لم تصل مرحلة الدولة فأن الديمقراطية تتمثل في تجديد  القيادة وضخ دماء جديدة , ويسفني القول بأن  جيل الستينات والسبعينات لم يأخذ دوره في المشاركة  في عملية التغيير وعليه لابد على الارتريين المتواجدين في الخارج إرساء مفاهيم الديمقراطية كأحد أهم أدوات التغير في  ارتريا .

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5569

نشرت بواسطة في يوليو 27 2006 في صفحة حوارات. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010