في لقاء صحفي رئيس جبهة التضامن
أن حرصنا على العمل الوطني المشترك ليس بأقل من عمل التضامن
لو لم تكن التضامن إضافة جديدة لما أوجدت هذا الزخم الذي صاحب بروز فجرهابداية يسر لجنة الإعلام والتعبئة الجماهيرية بجبهة التضامن الارترية أن تقدم لجماهير الشعب الارتري اللقاء الصحفي الهام مع رئيس جبهة التضامن الارترية الأمين العام للحزب الإسلامي الارتري الشيخ خليل محمد عامر حول أخر مستجدات جبهة التضامن الارترية و الساحة السياسية الارترية عموما والتي يترقبها القارئ ،فالرجل برغم كثرة مشاغله وارتباطاته بحكم موقعه قبل الدعوة حرصا منه على أعطاء الأولوية لاطلاع الجماهير على حقائق الأمور فكان معه الحوار التالي
س1: فضيلة الشيخ خليل لنبدأ حوارنا عن جبهة التضامن فبعد التجاوب الكبير الذي وجدته التضامن وسط الجماهير هلا أطلعتم القراء بأخر مستجدات جبهة التضامن؟
الشكر بعد الله عز وجل للإخوة في لجنة الإعلام والتعبئة للإطلالة علي جمهور التضامن والجمهور الإرتري عبر هذا الحوار، فأقول مستعينا بالله أن جبهة التضامن الإرترية بعد انطلاقتها الواعدة إن شاء الله والتجاوب الكبير الذي حظيت به أوجب علي قيادتها مزيدا من الجهد والعمل لتحقيق الغايات التي وضعتها ،وفي سبيل تحقيق ذلك سوف يرتكز نشاطها علي عدة محاور، المحور الداخلي لعضوية التضامن ببلورة مزيدا من فكرة التضامن وذلك باللقاءات الجماهيرية سواء لتكوين الفروع في السعودية وأوربا أو اللقاءات الجماعية التي أقامتها عضويتها لمزيد من تقوية الصلات بين مكوناتها، وكذلك العملية العسكرية التي قامت بها الوحدات العسكرية لجبهة التضامن في المعركة المشهودة التي تم إعلانها عبر المواقع وكان لها صدى كبير وقوة معنوية دافعة لمزيد من العمل العسكري بحيث يؤدي في النهاية إلى دفع النظام إلي تغيير نهجه ألإقصائي أو إسقاطه ، كما إن هناك تحرك نشط على الصعيد التنظيمي لتكوين الفروع النموذجية في بلدان الغرب من عضوية التنظيمات ومؤيدي ومناصري جبهة التضامن ، وفي المحور الخارجي تمكنت من إجراء حوار مع بعض التنظيمات السياسية للعمل مع التضامن وأسفر ذلك عن انضمام جبهة الثوابت الوطنية لجبهة التضامن الإرترية هذا التنظيم المعروف بأعماله ورؤاه .
س2: حسنا إذا كانت تلك حصيلة الفترة السابقة فماذا عن المرحلة القادمة وهل يمكن إعطاء القراء الملامح العامة لها حتى تطمئن جماهير التضامن ومناصريها علي أن جبهة التضامن تسير في الاتجاه الصحيح؟
لاشك أن هذه القاطرة التي تحركت صوب العمل المشترك بروح وثابة ورؤى جديدة تستصحب معاناة شعبنا في الداخل والمهجر، وطرح المشكل الإرتري بصورة واضحة لتصحيح الاختلال التي أوجده النظام والذي هو ماثل للعيان سواء في الجانب السياسي والثقافي واللغوي والديني وكذلك في الأرض التي يتم انتزاعها من أصحابها المغيبين بغير وجه حق، كل هذا وغيره يتطلب المزيد من التجميع للقوة الحية من أبناء أمتنا لهذه المهمة الصعبة ، تلك الأمة التي انتزعت حقها من المحتل ينبغي أن تنتزع حقها المسلوب والمهدر من النظام الإرتري ألإقصائي الظالم ، وهذه المهمة المنوطة بجبهة التضامن ومن يشاركها في هذا الفهم تسعي لتجميع أكبر قدر من القوى الحية بحيث يتحملون معها هذه التبعات ، وأمامنا مزيد من التحرك نحو التنظيمات السياسية المعارضة التي تتناغم مع طرحنا هذا وكذا التحرك نحو تكوين الفروع النموذجية ، وقد وردت إلينا طلبات من كندا ومن قبل من أمريكا لتكوين فروع نموذجية فيها حتى نصل إلي المؤتمر الموعود .
س3: من خلال متابعات الرأي العام عموما و باستقراء التجارب الارترية هناك العديد والمخاوف على مستقبل جبهة التضامن والتي يمكن صياغتها في السؤال التالي: ما الضمانات لنجاح هذه التجربة وحتى لا تكون مثل سابقاتها في هذا الاتجاه؟
هذا سؤال مشروع حيث أننا من المجتمع الإرتري الذي عايش هذه التجارب والتي يحق لنا أن نقول عنها بالفاشلة ، وإننا في جبهة التضامن مستصحبين هذا الواقع ومستفيدين من تجاربنا وتجارب الآخرين ومع توقنا الجياش للوحدة والتي هي أمر رباني حيث أمر الله عز وجل بالوحدة والاعتصام ونبذ الفرقة والتمزق وجعلها واحد ة من أهم مسببات الفشل [ ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم] وهي مطلب جماهيرنا و سنعمل لتحقيقها بالتدرج الموصل إلي الغاية وأن نجتهد في تسخير الكثير من المهام لتحقيقها ونبذل قصارى جهدنا في الوصول إلي وحدة سامية راسخة بعيدة من الشوائب والمنغصات .
س4:في الوقت الذي ظهر فيه مناصرون لجبهة التضامن في مختلف تواجد الجاليات الارترية أخذت بعض الجهات وبعض الأقلام تشكك في جدوى قيام جبهة التضامن وان توقيتها لم يكن موفقا وأنها لا تمثل إضافة جديدة بل قد تكون مساهمة في تعقيد المشكل الارتري وترتكز المخاوف حول الأتي : مستقبل العمل الوطني المشترك ودور تنظيمات التضامن فيه وكيف يمكن الجمع بين الخصوصيات والعمل الوطني الذي هو ملك للجميع_الو حدة الوطنية ورؤية التضامن لها_ الاصطفافات والاستقطابات ذات الطابع الديني والاجتماعي والمناطقي أخذا في عين الاعتبار التجربة الارترية خلال نصف القرن الماضي وهل التضامن مشروع استقطاب_رؤية التضامن للتنظيمات التي لا تري رؤيتها ولا تشاركها الثقافة ؟
لاشك أن قيام جبهة التضامن الإرتري حرك البركة الراكدة للمعارضة الإرترية، وأن ردود الأفعال توالت بين مؤيد ونعتقد هم الغالبية و متحفظ ينتظر إلي أين تؤول الأمور وبين معارض نصب نفسه للوقوف أمام مشروعها ، وكل له حق الاختيار فيما يذهب إليه ، ولكن أن من يشك في جدواها أو يقول أنها جاءت في غير وقتها أعتقد أن الواقع يقول غير ذلك لو أخذنا في الاعتبار التأييد الكبير الذي وجدته جبهة التضامن الارترية من جزء كبير من شرائح المجتمع الإرتري ، إذ إن الشعب الإرتري خبر السياسة وعرك تعرجاتها ويعرف الغث والسمين منها .
ولماذا تكون غير ذات جدوى وهي لامست مشاعر كثيرا من الإرتريين الذين يندبون حظهم جراء ما أصابهم من الغبن الفاحش من ممارسات النظام؟ وقالت للتضامن بالصوت العالي لابد من استرداد الحقوق ، ثم لماذا أنها جاءت في غير وقتها هل كان من الأجدى أن نسكت علي هذا الواقع وبفعل الزمن يصبح هذا واقعا يصعب تغييره ويقال عنه بعد ذلك هي سياسات سلطة كانت قائمة في البلد وأن كل الأنظمة ليست شعوبها راضية عن تصرفاتها؟ !! .
وعليه إن نذر التغيير المتوقع لابد أن تصاحبها قناعات تصحح الخلل الذي مورس بغياب أصحاب الحقوق .
أما الحديث على أنها لا تمثل إضافة جديدة فنعتقد أن هذه مكابرة ، ولو لم تكن إضافة جديدة لما أوجدت هذا الزخم الذي صاحب بروز فجرها ولا زال يتفاعل حتى ألان .
أما ما يقوم به البعض من الحملات المغرضة فلا يمكن أن يثنينا ذلك عن السير وفق برنامجنا ولن ننجر إلى الردود إلا فيما يحتم الرد .
وأما القول أن يكون وجود جبهة التضامن الارترية مساهمة في تعقيد المشكل الإرتري فإن الوضع الإرتري لم تنقصه المشاكل ولم يكن بحال من الأحوال بعيدا عنها لكن إبراز وتسليط الضوء على الظواهر السالبة على بعض المكونات الإرترية وبشكل متعمد من النظام والبحث عن حلول لها لا اعتقد أن هذا يعقد المشاكل بل هذا من أهم أسباب حلها ، فأن يتحسب ويستعد الجميع ويفكر في كيفية حل مثل هذه المشكلات من الأهمية بمكان بدلا من الهروب من مواجهتها أو تجاهلها.
وعليه أن قيام جبهة التضامن لا يهدد العمل الوطني أبدا بل بالعكس, والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا ينصرف تفكير هؤلاء إلى هذه الناحية في التضامن دون بقية التجارب الوحدوية الأخرى ؟ مع العلم أن تنظيمات جبهة التضامن محتفظون بعضويتهم في التحالف ولم يتراجع أداؤهم فيه بقيام التضامن ، كما أن لوائح ونظم التحالف تسمح للتنظيمات المتقاربة في البرامج أن تعمل علي أي صيغة من صيغ التوحد ،ولذا أن التوجس الذي تولد عند البعض بأن قيام التضامن سيؤثر علي العمل الوطني فإننا نقول أن حرصنا علي العمل الوطني المشترك ليس بأقل من عمل التضامن ، ونحن نستطيع أن نلعب الأدوار المطلوبة في كلا المجالين دون التأثير علي الآخر.
أما الوحدة الوطنية ورؤية التضامن حولها فإن برنامج التضامن يكرس الوحدة الوطنية الحقيقة التي تعترف اعترافا كاملا بكل مكونات المجتمع الإرتري ، وليس التوغل علي حساب حقوق أي طرف باسم الوحدة الوطنية المزيفة ,لأن مكونات المجتمع الإرتري من الدين والإقليم وغيرها هي حقائق موجودة ولا يمكن القفز عليها أو تجاهلها أو محاربتها كما يعمل النظام القائم الان ، وعندما ترفع جهة ما تعرضت للظلم والاستهداف في دينها أو أرضها أو قيمها ولم ينصفها القائم علي الأمر بل هو الذي يظلمها ،فإن قيامها بطلب استرداد حقها أمر مشروع في كل الأديان والأعراف والقوانين الدولية ، ولا يمكن أن يصنف ذلك اصطفافا مهددا للوحدة الوطنية إلا أن تتبني ذلك في مشروعها خرقا للوحدة الوطنية مثل الانفصال أو ما إلي ذلك ، ولم تكن التضامن من الصنف الأخير.والتجربة الإرترية فيها الإيجابي والسلبي ففترة تقرير المصير كانت الأحزاب الإرترية تمثل توجهات المكون الإرتري بوضوح، ومع هذا أوجدت الكتلة الاستقلالية في المشترك العام وهو استقلال إرتريا ، ثم كانت فترة التحرير والتي نما فيها الشعور الوطني العام بشكل واضح، إلي أن جاءت الجبهة الشعبية ببرنامج {نحن وأهدافنا }قضي علي هذا الشعور رغم تمسك الطرف الواحد به! فإلي متى يطلب من طرف واحد التمسك بالوحدة الوطنية، وطرف آخر شرّع للفرز بل وطبقه بأفظع صوره ولذا لا بد من الوحدة الوطنية ولكن بأسس الشراكة الحقيقية الصحيحة.
أما التنظيمات التي لا تري رؤية التضامن وتشاركها الثقافة فلا اعتقد أن التضامن هو آخر مبتكرات الساحة السياسية الإرترية في العمل المشترك ، فإنه لابد من البحث لأوجه تعايش وعمل مشترك بصيغة من الصيغ دون أن يعيب طرف علي الطرف الآخر قناعاته ،مع أني أعتقد أننا لم نستنفذ كل الفرص مع الجميع حتى نذهب إلي هذا المنحي ، فإننا نحب أن تعمل التنظيمات ذات التوجه المتقارب مع التضامن في الثقافة والدين وغيره فيما طرحته من توجه، وأن يكون هناك مزيد من الحوار والأخذ والعطاء.
س5:أشرتم في بيان التأسيس بأنكم ستعقدون مؤتمرا جامعا ماذا عنه وكيف تسير خطوات الإعداد؟
إن فلسفة عقد المؤتمر الجامع هو إشراك أكبر عدد من التنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية لأن الكثير من المنظمات المجتمع المدني ،والشخصيات الوطنية لهم مواقف معارضة للنظام ولكنهم لا ينخرطون في أي عمل منظم ضده ولذا تعمل التضامن ليكونوا أعضاء أصيلين في المؤتمر والعمل جار في استقطاب هؤلاء وتكوين فروع نموذجية ، وفي الاجتماع القادم سنقوم بتكوين اللجنة التحضيرية للمؤتمر من المذكورين أعلاه ممن ينضمون إلي التضامن.
س6:يلاحظ في الآونة الأخيرة بأن جل أنشطة المعارضة تنصب نحو الذات وإغفال معاناة الإنسان الإرتري وممارسات النظام حيث يلاحظ الردود والكتابات معظمها موجه نحو أطراف المعارضة بعضها علي بعض وحتى النخب الإرترية نراها قد انجرت إلي هذه الساحة ما تعليقكم ؟!
إن كتابات النخب الإرترية ينبغي أن تنصب جلها ضد ممارسة النظام القمعية وكشف وفضح أساليبه القذرة ، والبحث الجاد في كيفية تخفيف معاناة الشعب الإرتري من جراء ما يلحقه من سوء سلوك النظام وفرض سياسات الإقصاء والتشريد والتجويع التي يمارسها رأس النظام وطغمته الفاسدة ، ولا مانع أن تعبر النخب عن وجهات النظر فيما تختلف فيه مع الآخر في حدود الرأي والرأي الآخر وهو طبيعي دون المساس بالمشترك العام والخصوصيات لكل جهة وأعتقد أن ممارسة الحرية في الكتابة ينبغي أن نشجعها لكن حرية أي طرف تنتهي عند حرية الطرف الآخر .
س7:هلا حدثتنا عن العلاقات الإرترية الإيرانية الرسمية وعن علاقة نظام افورقي بالحوثين وهل استطاعت جبهة التضامن الاستفادة من هذا الحدث؟
إن العلاقة الإرترية الإيرانية الرسمية ليست هي من العلاقات الإستراتيجية وبالذات عند النظام الإرتري وهي جاءت مع سوء العلاقة مع أمريكا ويوم أن تعود العلاقة بين النظام الإرتري وأمريكا لو قدر لها أن تعود ، فإن النظام الإرتري يتنصل عنها دون أي اكتراث وهو ما عهدناه في علاقات هذا النظام ، ثم إن النظامين لا يجمعهما إلا هذا الواقع الآني علي الأقل في جانبه الإرتري فليست هناك علاقة ثقافية ولا فكرية وليست علاقة إقليمية ولا قومية ، وأي علاقة لا تربطها أحد هذه الوشائج أو كلها هي غير دائمة
وأما عن علاقة إرتريا في دعمها للحوثيين فربما أصبحت الآن معلومة لدى الجميع وهذا النظام متخصص في السمسرة التي تدر لخزينة جيوب ساسته الفوائد ، ومارسها في ملفات متعددة ، أما استفادة التضامن من ذلك فاعتقد أن فضح هذه الممارسة وكشفها للدور الإقليمي والدولي لا تستفيد منه جبهة التضامن بل هو لكل المعارضة ونحن ندين سلوك هذا النظام في تأجيج الصراعات الداخلية في دول الجوار ودول منطقة البحر الأحمر عموما وتعريض المنطقة بأسرها إلى مخاطر كبيرة ونأمل أن تدرك دول المنطقة خطورة هذا السلوك الذي لا يمثل الشعب الارتري وحان الوقت أن تقف هذه الدول مع الشعب الارتري ممثلا في قواه الوطنية المعارضة حتى نستطيع معا من التخلص من مثل تلك السياسات العبثية التي تهدد امن المنطقة كلها بما فيها ارتريا.
س8:اجتماع بروكسل : انعقدت ندوة حول إرتريا في 9-10/11/2009م برعاية غربية وحضور نوعي إرتري ما تعليقكم على هذا الموضوع وهل قدمت لكم دعوة في جبهة التضامن وما دلالات الحدث في هذا التوقيت من وجهة نظر التضامن؟
أن تعقد لقآءات وبالذات في الاتحاد الأوربي لفضح النظام الإرتري وممارساته القمعية و انتهاكه لحقوق الإنسان أمر جيد ومرحب به، وهذا ما كانت تأمله المعارضة الإرترية ، إذ أن سوء النظام بات معلوما من وقت ليس بالقليل لكن أن يبحث حل لهذا الوضع المزري هذا ما كان غائبا . وذلك بغض النظر عن النتائج التي تمخضت عن هذا اللقاء ومن ما رشح منها إلي الآن لا باس به إلا أن محاولات بعض من حضر بغياب الآخرين إقحام برامجه كالعدالة الانتقالية والحوار والتفاوض بين منظمات المجتمع المدني والقوة المستنيرة من هي ومن تكون؟؟؟ وبين النظام، ونعتبر مثل هذه الندوة جيدة،وذلك إذا كان الهدف منها التغيير غير الترميم .
لكن مأخذنا علي هذه الندوة هي أن تدعي إليها أطراف وتغيب عنها أطراف أخري مثل التحالف الذي هو معروف لدي الجهة المستضيفة ، هذا ينبأ عن شك وريب لهذا التوجه ، وأن المشكل الإرتري لا يمكن أن يحل أو أن تنعم إرتريا باستقرار بإبعاد القوة الفاعلة والحقيقية من التحالف والتضامن ، وهذا يعيدنا إلي الحوار الذي تم بين الشعبية ونظام جبهة تجراي بإبعاد الآخرين عند التحرير، ولكن لم يجعل ارتريا تنعم بالاستقرار ، بل صار الوضع أسوء مما كان عليه في ذلك الوقت ، فكيف يمكن أن تكرر القوة الدولية مرة أخري أخطاء تورطت فيها سابقا وأثبت فشلها، إن كان الذي حدث في الندوة يرقى إلي هذا المستوي من الفعل. ثم إنني أتوجه بالسؤال لمن حضر من التنظيمات المشاركة بالتحالف ،كيف قبلت بالمشاركة بغياب التحالف التي هي شريكة فيه ،أم ما كان يقوله بعضها أنها الأكفأ والأصلح لتخلف النظام هو الذي دفعها لهذه المشاركة.
س9:بعد النجاح الذي تحقق في ورشة الحوار التي عقدت بأديس أبابا في يوليو 2009م وخرجت بتوصية تفيد بضرورة عقد ملتقي أو مؤتمر حوار وطني جامع ماذا عن الإستعدادت له على صعيد المعارضة ؟
نعم أن الورشة التي عقدت كانت ناجحة وحققت المطلوب وهو تحديد أجندة ملتقي الحوار الوطني أو التحول الديمقراطي وأن القيادة المركزية للتحالف الديمقراطي في اجتماعها الذي أعقب هذه الورشة قرر تكليف المكتب التنفيذي لتكوين اللجنة التحضيرية ، وفي تقديري أن عقد مثل هكذا ملتقي بات ملحا الآن وبالذات بعد ندوة بروكسل الذي شرعت في تغييب البعض حتى تتوحد الرؤيا وعليه يتطلب التعجيل بعقده وقد لا يحتاج لكثير من الوقت إذا توافرت النوايا الحسنة والعمل الجاد .
س10:يقال في الشارع الإرتري بأن جبهة التضامن عبارة عن ردة فعل لما يجري من تقاربات بين حزب الشعب والحزب الديمقراطي وإن جبهة التضامن تريد أن تسبق بخطوات على الأرض لأنها تتوقع شيئا فما حقيقة ذلك ؟
هذا السؤال تردد أكثر من مرة وهو غير صحيح فإن تنظيمات التضامن كانت لها لقاءات وتنسيق من وقت ليس بالقليل معلوم لدي المتابع لشأن المعارضة الإرترية وهذه اللقاءات أوصلت إلي ما تم طرحه من جبهة التضامن ثم إن ما هو مطروح من جبهة التضامن ليست وحدة التنظيمات الأربعة بل أوسع من ذلك .
س11:أخيرا هلا أطلعتم القراء على طبيعة الأوضاع في إرتريا في ظل تزايد موجات الهروب المستمرة من إرتريا ؟
أن الوضع في إرتريا في أسوء أوضاعه وبالذات للشعب الإرتري فالمجاعة تفتك به والنظام يكابر عن إعلانها وربما تعرض اكبر عدد للموت جوعا، وأبواب إرتريا موصدة في وجه المنظمات الإغاثية لإغاثة وإطعام الجوعى الإرتريين ، والنظام يقوم بتجديد وسائل قمعه بتجميع مسؤوليات الأجهزة الأمنية في عدد أقل من القيادة العسكرية والأمنية لمزيد من القمع ربما لإحساس رأس النظام بخروج بعض الرؤوس من قبضته ، ثم أن المقاومة الجسورة الباسلة العصية علي كيد النظام التي انطلقت في شرق إرتريا والتي هي بحق تعبر عن الحالة التي وصل إليها الحال من الظلم والتنكيل والتضييق علي الشعب الإرتري والتي نأمل أن تجد الدعم والمساندة من كل الشعب الإرتري دون الاختلاف في تصنيفاتها الذي يستفيد منه العدو دون شك ، وهذه بداية لأن تعم المقاومة والتمرد علي النظام القمعي كل أقاليم إرتريا ، ثم إنه هذا الهروب المستمر أوصل القناعة لبعض الدول الأوربية وأمريكا أن تفتح أبواب اللجوء للإرتريين الذي نأمل ألا يكون دورها إيواء اللاجئين رغم أهميته ولكن دعم المعارضة الإرترية لإزالة هذا النظام وإيجاد بديل ديمقراطي تعددي هو الذي يخفف من أعباء الشعب الإرتري ويوقف نزيف الهروب واللجوء.
كلمة أخيرة بماسية العيد : عيد الأضحى عيد الفداء .
أقول مقدما كل عام وأنتم بخير ونسأل الله أن يعيده علينا وقد تجاوز شعبنا الواقع المزري الذي يعيشه جراء القمع الذي يمارسه عليه النظام ، ثم إنني بهذه المناسبة أتوجه لإخواننا الموسرين ألا ينسوا إخوانهم الفقراء المعدمين وأن يقدموا لهم يد العون والمساعدة وبالذات في عيد الفداء هذا ، وأن كثيرين من الإرتريين في مخيمات اللاجئين قد لا يذوقون اللحم في عامهم كله، فلا يمكن أن يحرموا منه في العيد وذلك بأن تحول أضاحي الإخوة الذين لم يتمكنوا من ذبحها في بلدان تواجدهم أو أن يتصدقوا وينفقوا لتذبح الأضاحي لإخوانهم، وأعتقد أنكم تجدون من يوصلها للمستحقين ، وأن الوضع في داخل إرتريا قد يكون أسوأ من السودان لكن كيف الوصول إليهم .
هذا وتقبل الله منا ومنكم.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=282
أحدث النعليقات