قرآءة تفكيكه لخطاب مرايا الصوت
اهداء الي ادريس ابوعري الذي غيبته دكتاتورية السياسه ودكتاتورية الأ نطلوجيا
محمد اسماعيل هنقلا
الكتابة تمارس فعلها من أجل قهر ذاكرة النسيان . بمعنى آخر تأرخ بأدواتها المختلفه آلآم وافراح الناس.وحتى لا تكون الكتابة ناقصة عقل ودين عليها أن تكون عقلانية وأخلاقية.عقلانية أن تكشف فعل التسطيح ,والتزييف الأجتماعي, والأقتصادي والثقافي ,من خلال فعل التنوير. واخلاقية أن تكون رسالة الكتابة انسانية في كل ابعادها. وضمن هذا الفهم جاءت مرايا الصوت لتغلق ابواب النسيان.من خلال تمديد شبكة التواصل الثقافي,بين أنا والآخر .وكذلك بين الانا والأنا,عبر تداول الكتاب. لكن للأسف الصوت لم يأت كما يجب,وهذاالخلل يعود الى قلة الجهود التي بذلت.وبهذا اصبحت مرايا الصوت مرايا مقعره عكس رغبة صاحبها الذي يعتقد انها محدبه. فالجهد الذ ي بذل في انتاج هذ ه الأنطولوجيا كان أقل مما يبذله الصحفي في تحقيق الخبر.ولهذا جاء العمل اقرب الى التهافت واكثر بعدا من النضج, وهذا واضح للعيان ومتضمن في المدة الزمنية لتي أستقرقها الشغل, وكذلك المساحة الأدبية التي غطاها,الى جانب التبرير الواعي الذي تحصن به الكاتب
كلقاح ضد النقد.
المهم في الأمر ان الكتابة في هذا انوع من الحقل يحتاج الي جهد ممنهج , ودراية عميقه بالمشهد الذي يراد الكتابة عنه,حتى يكون العمل مثمر واضافة حقيقيه يخدم الساحة الثقافية. وحتى يكون العمل اضافة حقيقية عليه أن يقوم على أنقاض المباني الثقافية السابقه, والحالية منها غير المواكبه, عبر تفكيكها وتركيبها,وأي عمل ياتي بعد هذاالتفكيك والتركيب للقديم يجب أن يكون متقدم على العمل السابق او موازيا له. وكما يقول الدكتور علي حرب(كل نشأة انما هي هلاك صورة وبقاء أخرى).من هذا الباب يتحتم علينا استيعاب القديم اذا اردنا اهلاك صورته وأبقاء أخرى. ومثال على ذلك هناك كتاب الترانيم الثورية يحتاج الى حفر معرفي ,وهو يعتبر الرعيل الأول في انطولوجية الأدب الأرتري المكتوب بالغة العربية .فان صاحب مرايا الصوت لوكلف نفسه بزيارة قاريء محترف, او هاوي لهذا الكتاب,وقراءة أخرى الى جانب الحوار الهادف مع اهل الشأن في هذا المضوع, لساعده هذا للوقوف على ارضية ثابته ومعززة بالتراكم العرفي, بدل الوقوف علىأرضية محروثه ببذور التبرير. وبعد هذه المقدمه نردد مقولة رولان بارط(نحن لا نحب النص للشيء الذي يقوله ولكن للطريقة التي يقال بها هذا الشيء).وبهذا نقتصر ملاحظتنا على الكيفية التي قدمة بها نفسها مرايا الصوت لنا.نبدأ اولا بالمقدمة:
1- كانت المقدمة تبحث عن تاريخ الأنسان العربي في ارتريا من خلال استحضار الهجرات الأولى وقومية الرشايدة .وحتى هذاكان بشكل تبسيطي لم يرق الي المستوى المطلوب.وفي رأيي بدلا أن تفعل المقدمة هذا كان عليها أن تبحث عن تطور الكلمة المكتوبه عبر التاريخ في أرتريا من خلآل الخلوة والمدرسة- والصحيفة ….الخ.وهذا الأسلوب في القراءة يعيد التاريخ المصادر الى مساره,ويقدم خلفية تاريخية للقارئ بأن هذا المنتج هو امتداد تاريخي لتلك المحاولات الأولى . وهكذا نكون ربطنا الحاضر بالماضي. 2- الكيفية في خطا ب مرايا الصوت:
الكيفية عنصر مهم في الكتابة, فهي دليل أنا الكاتب وأنا القاريء.بمعنى آخرهي ايقاع التواصل.أما في مرايا الصوت نلمس الخلل عندما ندخل من باب الشعر والقصة . فكان الترتيب عشوائيا.لا ادري ما نوع النهج الذي اتبعه؟لأنه لم يوضح الكيفية التي عمل بها !!. اذن مادام لم يعتمد على التسلسل على حسب الحروف الأ بجدية على ماذا اعتمد؟!هل اعتمد على غزارة الأنتاج ؟ام اعتمد على دلالة الكلمة في النص…..؟. الكيفية كانت غامضه باستثناء الأطار العام شعر-قصة- رواية – التي رتبها على حسب الاسبقية الزمنيه, وكذلك باب الرواية فقد رتبت الأسماء على حسب تسلسل الحروف الأبجدية.وهنا تتضح لنا صورة غياب وحدة الشخصية في العمل. ترتيب هنا وفوضى هناك.ولاندري ان كانت هذه الفوضى صادرة عن وعي, وفق مفهوم الفوضى الخلاقه؟!!
نواصل بمساءلة خطاب مرايا الصوت والهوية التي أنبنى عليها,حتى نفضح ما سكت عنه.ونكرر السؤال مرة ثانية وثالثة..على ماذا أعتمد صاحب الأنطولوجيا في ترتيب الأسماء؟.ثمة هناك أعمدة رئسية في الأدب الأرتري وخاصة في حقل الشعر ,وأعتقد غياب أحد هذه الأعمده “محمد حاج موسي ُيدخل صاحب مرايا الصوت الى خانة الجهل أو التجاهل ,وفي كلا الحالتين نقول ان هذا النوع من الوعي يقود العمل الى خانة الأيديولوجيه ,بدلا من خانة المعرفة. لأن في الأصل اي خطاب ليس بريئا مهما أعلن أمام الآخر براءته ,بشكل صريح او ضمني. وفي الختام نقول ان مرايا الصوت كانت تعاني من ارتباك منهجي ,لانها لم توضح معيار الأختيار للنصوص ,وكذلك الكيفيه التي رتبت بها الأسماء, الى جانب الكلام المجاني الذي يقول (ان مبدعيهالاتجمعهم سوى مفردة الوطن ويفترقون بعد ذلك في كل ما دونها). اضحكني هذا الكلام التبسيطي واليقيني في نفس الوقت .فهؤلاء تجمعهم وحدة الخطاب الجمالي ,وفضاء الخيال الذي لايحده حدود.وكذلك كل ماهو فعل حر وانساني,وليس قطعة الأرض التي تتسع وتضيق وفق مزاج السلطان. فمايجمعهم اوسع وهو الأبداع بكل أبعاده.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=458
أحدث النعليقات