قراءة ما بين السطور على لقاء السيد مسفن حقوص في روجستر – بولاية نيويورك
بقلم الأستاذ: أحمد أسناي
أولاً أتقدم بالشكر الجزيل للأخ إبراهيم محمد يوسف تسليطه الضوء على لقاء السيد مسفن حقوص وهذا يدل على حرصه في توصيل المعلومة ونقل ما يدور في اجتماعات لا يستطيع القارئ حضورها أو لا يلم بما جرى فيها، فحينما وقع ناظري على اسم مسفن حقوص
توقعت أن أقراء تصريحات مسفن وقد تغيرت من الاستعلاء إلى التواضع، ومن الأساليب الاقصائية إلى الأساليب الجاذبة التي تدعو إلى التفاؤل وتساعد إلى تغيير نظرة الشعب الارتري خاصة في صفوف المعارضة إلى مواقف الرجل الذي عرف عنه العزوف الدائم ثم رمي الآخرين بنعوت غريبة ولكن يبدو أن المثل الشهير ينطبق عليه (من شب على شيء شاب عليه).
بدأ الأخ إبراهيم مقالته التي كانت تحت عنوان: إضاءة على لقاء السيد مسفن حقوص في روجستر بــ: (نشط حزب الشعب الديمقراطي الارتري في الآونة الأخيرة في الولايات المتحدة الأميركية وعقدت مجموعة من قياداته لقاءات بقواعد الحزب هناك).
لا غضاضة في أن تعقد قيادات حزب الشعب الديمقراطي الارتري وتنشط لأن ذلك من أولويات أحزاب وتنظيمات وجماعات وأفراد ومنظمات المجتمع المدني التي يعمل كلها من أجل التحول الديمقراطي بعد اسقاط النظام ومن حق قيادات الحزب الالتقاء بقواعدها متى وأينما شاءت ، فما الدافع لكتابة هذه المقالة طالما أن الرجل يجتمع مع قواعد حزبه؟ تأتي هذه المقالة لتسليط الضوء أكثر على ما جاء في تصريحات السيد مسفن من الاستمرار في اسلوبه القديم المتجدد.
(وآخر هذه اللقاءات كانت بمنطقة روجستر بولاية نيويورك وبحضور لا يتجاوز الواحد والعشرين شخصا تقريبا).
وهذا هو الترمومتر لكل حزب أو تنظيم أو جماعة يريد قياس حجمه الحقيقي وليس بكثرة النخب التي لا تنزل من برجها العاجي وتتعامل مع الشعب الارتري بتعالي تحسد عليه لأن عدم الحضور أو قلة الحضور يوحي بعدة أمور منها:
1. حصر معدي اللقاء (حضور الاجتماع) على عضوية الحزب أو التنظيم فقط وهذا ما عنيته بمعرفة الحجم الفعلي وليس المفتعل.
2. عزوف الرأي العام الارتري في الخارج عن حضور اجتماعات أحزاب بعينها ومنها حزب الشعب بسبب ما سيتضح من خلال ما جاء في ثنايا مقالة ناقل الخبر، فبغض النظر عن ميول ناقل الخبر فقد عرف عن السيد مسفن حقوص التحدث بتعالي والذي سيكون خصماً على حزبه فرب قائل يقول بأن السيد مسفن مسئول عن تصريحاته! وقد قيل ذلك من قبل، نعم مسئول عن تصريحاته وردوده الغريبة التي يملأها التعالي والغطرسة والعنتريات التي ولى زمانها إذا كتب مقالة مذيلة بقلمه أو حديث صرح به في مجالسه الخاصة أما إذا كان يتحدث إلى حشد قل عدده أو كثر فيحسب ذلك على الحزب الذي ينتمي إليه.
(وكان هذا اللقاء برئاسة السيد مسفن حقوص …وقدم السيد مسفن حقوص شرحا وافيا عن معنى الديمقراطية وما تحققه الديمقراطية للشعوب من فوائد، وكيفية الوصول للنظام الديمقراطي، ونضالات حزب الشعب الديمقراطي من اجل تحقيق التحول الديمقراطي في ارتريا والوسائل التي اعتمدها الحزب في نضاله من اجل الوصول لتغيير الأوضاع في ارتريا المستقبل).
وهنا أتسأل هل السيد مسفن الذي يتحدث عن الديمقراطية هو مسفن حقوص الذي نعرف ، رفيق أسياس أفورقي إلى حين تخلفه (لا أقول هروبه) إبان حركة الــ (G-15) أم شخص آخر لأن الرجل لم يعرف عنه قبول مبدأ الديمقراطية في الميدان فهل مكوثه في الغرب حيث تبادل السلطة عبر صناديق الانتخابات غيّر في موقف الرجل؟ أم أن احتكاكه بمن توحد معهم من كوادر جبهة التحرير الارترية الذين أشبعونا بتنظيراتهم ونظرياتهم عن الديمقراطية التي كانوا يطبقونها منقوصة وبأساليب ملتوية حيث استمر بعضهم في كرسي القيادة لفترات تجاوزت الأربعة عقود وهم الذين أصموا أذاننا بديمقراطيتهم التي لم يطبقوها في أنفسهم ، أما حديثه عن نضالات حزب الشعب الديمقراطي فهي محل تقدير حتى لو كانت تعتمد التنظير فطالما أنها تعمل في اتجاه (التحول) وليس إسقاط النظام الذي يقف عقبة في وجه الشعب الارتري لكي لا ينعم باستقلاله وحريته اللتين دفع ثمنهما غالياً. فليته فسر كلمة التحول التي يستخدمها مسئولي حزب الشعب بدلاً من إسقاط النظام.
(وتحدث السيد مسفن عن مظاهرة واشنطن التي خرجت فيها الجماهير الارترية في أميركا، وذكر أن عددهم لم يتجاوز الثلاثين شخصا).
* رد عليه الحضور من قال لك أن عددهم لم يتجاوز الثلاثين (30) شخصا ما هذا التجني، عليك أن تعرف أن عددهم كان أكثر من ستمائة شخص (6000).
لا أدري ما السبب الذي يزعج السيد مسفن حقوص ولا أقول الحزب الذي ينتمي إليه من:
1. مظاهرة واشنطن التي كانت ضد النظام ولم تستهدف أحداً سواه أم أنه يكرر انتقاده حينما قتل عدد (4) من أفراد قوات الدفاع الارترية في مواجهة مع قوات المجاهدين (الجناح العسكري لحزب الإصلاح).
2. وما يضره قلة أو كثرة عدد المتظاهرين ليجزم بأن عددهم لم يتجاوز الثلاثين؟ فليفتنا أولئك الذين تخصصوا في الدفاع عن تصريحات مسفن حقوص كلما خرق السفينة عليهم، وقد يكون هذا الأسلوب من أسباب عزوف البعض عن حضور مثل هذه اللقاءات التي تخصم من راحة المرء أو تستقطع من وقته الذي يمكن استثماره في أمور أكثر أهمية، لأن الحديث في مثل هذه الأمور يستفز الحضور حتى لو كانوا ضمن نطاق الحزب الذي يمثله.
كما ووجه السيد مسفن حقوص بأسئلة في غاية الأهمية والقوة من قبل بعض الحضور من أهمها:
ما هو سبب مقاطعتكم لمؤتمر الحوار الوطني للتغيير الديمقراطي؟.
أجاب قائلا: صحيح كان ينبغي أن نحضر ولكن كنا نحن نرى أن لا ينعقد المؤتمر في أثيوبيا، ومع ذلك أرسلنا لهم رسالة إلى المؤتمر. إن السيد مسفن حقوص منذ إعلان تخليه عن النظام حتى لو كان ذلك ظاهرياً (وهذا ما أكده ردئي محاري – ألنا – في أحد لقاءاته عبر البالتوك حيث طلب من السيد مسفن حقوص أن يراجع نفسه لأنهم – ألنا – يعلمون جيداً لماذا خرج ومع من يلتقي وبماذا تقوم – انتهى كلامه، لم يسلم من توجيه أسئلة قوية منذ أن جاء إلى الخرطوم وظن السودان الرسمي آنذاك والذي كان يعاني من ويلات أفورقي بسبب تدخله في الشأن الداخلي السوداني وتسليم السفارة السودانية واستضافة المعارضة السودانية وفتح معسكرات تدريب لهم في غرب إرتريا وتحديداً في منطقة (هيكوتا) بأن هذا الرجل الذي عمل وزيراً للدفاع سيكون له تأثير على الجيش الارتري في الداخل ولكن تمخض الجبل فولد فائراً وخاب ظن السودان الرسمي وكذلك المعارضة الارترية التي فاجئها مسفن بردوده الغريبة وأجوبته الاستفزازية أذكر منها جوابه عند سؤاله عن مصير المعتقلين والمخفيين في إرتريا؟ فرد أن لا علم له بذلك.
ثم سئل هل سينضم إلى صفوف المعارضة؟ وهل اطلع على ميثاقها؟ فرد رداً يكرره الآن بطريقة مختلفة قائلاً: لم أطلع على ميثاق المعارضة وأتحفظ في الانضمام إليها لأن بعض من فصائل المعارضة لها علاقة أو مدعومة من أثيوبيا. ثم ما لبث أن أصبحت أثيوبيا وجهته المفضلة، ولم يقل السيد مسفن أو منظري حزب الشعب ما هو البديل الأنسب لعقد المؤتمر وهل كان يريد أن ينعقد المؤتمر في الغرب مثلاً لكي يحرم المشاركين من السودان والشرق الأوسط وأفريقيا الذين يمرون بظروف استثنائية قد لا يشعر بها هو أو الذين لا يرون انعقاده في أثيوبيا؟
فليتهم حضروا وأبدوا برأيهم حتى لو كان رافضاً لكل ما جاء في المؤتمر من أجندة ثم قرارات لأن مشاركتهم كانت ستسهم دون شك في إثراء النقاش في القضايا المطروحة، أما الاكتفاء بإرسال رسالة ثم رمي المؤتمر وحضوره بكل نقيصة دون مراعاة أو اعتبار كان فيه نوع من التعالي.
لكن الم يكن من الأفضل والديمقراطية أن تحضروا وتطرحوا موقفكم ورأيكم وتناقشوه في المؤتمر بدلا من المقاطعة؟
رد السيد مسفن حقوص هؤلاء الذين حضروا المؤتمر أرسلت لهم التذاكر من قبل إثيوبيا، والذين سافروا إلى إثيوبيا لحضور المؤتمر إنما جاؤوا من الشوارع للتسوق وشراء الملابس (الزوريا) وهي ملابس تراثية.
أقول لم يكن السيد مسفن موفقاً في الجزئية الأخيرة من جوابه الذي كان أسلوباً لا ينم عن شخص يحترم نفسه لأن من يحترم نفسه لا يصف الآخرين مهما اختلف معهم أو بعضهم برواد الشوارع جاءوا لشراء (الزوريا) فكما قلت في المقدمة إنني أكاد أجذم بأن من حضروا هذا اللقاء بمن فيهم قواعد الحزب قد ندموا ووقعوا في حرج بسبب هذا الأسلوب الذي يشبه أسلوب رأس النظام في لقاءاته الصحفية المقروءة والمسموعة، فقل لي برك بماذا نفسر هذا الاستخفاف بالناس خاصة وأن الحضور كانوا من كل شرائح المجتمع بل أحسبهم من الخيار والخلص والصفوة مع احترامي لمن تخلفوا بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم أو رفضوا الحضور رسمياً ولكن الحضور كان فوق المتوقع لأن هذا العدد لا يمكن أن يوسم برجال الشارع!!.
(وقال له أحد الحضور أنا كنت من بين الذين حضروا مؤتمر الحوار الوطني للتغيير الديمقراطي ولم يكن الحاضرين كما تصفهم أنت. قاطعه السيد مسفن حقوص من انتخبك أنت كي تذهب إلى هذا المؤتمر؟ فرد عليه المواطن من اختارك أنت كي تكون مسئولا وتتحدث إلينا؟).
أساليب استفزازية وتعالي ليس له ما يبرره وهو الذي تحدث عن (التحول) الديمقراطي وأنا اسميه (حول) ديمقراطي لأن من يتحدث حديث وافي عن الديمقراطية كما جاء في كلام ناقل الخبر لا ينزل إلى هذا المستوى وهذه التساؤلات التي يستخدمها أفورقي مع الصحفيين، حيث يصفهم تارة بمراسلين للمخابرات المركزية الأمريكية (السي آي إيه) ويتهمهم بأن هذه الأسئلة أو المعلومات غير صحيحة كما حدث مع تلك الصحفية من قناة الجزيرة الانجليزية حين وصفها بالجنون لأنها سألته عن هروب لاعبي المنتخب الارتري لكرة القدم وطلبهم حق اللجوء في كينيا. فهل نحن أمام شخصية تعاني الانفصام أم ماذا؟
(وألقى مواطن آخر مداخلة فاجأت الحضور في جرأتها عندما طلب من السيد مسفن حقوص بان يذهب إلى الكنيسة ويستغفر ربه عن الجرائم التي ارتكبتها في حق الشعب الارتري ليغفر الله له).
هذا مواطن ناصح أمين وأنا أضم صوتي لصوته وأطلب من كل من اغترف أي جرم في حق هذا الشعب أن يستغفر ربه كل بحسب اعتقاده ودينه وأن يعتذر للشعب الارتري الطيب المتسامح والذي له سجل حافل من التسامح مع من ارتكبوا في حقه جرائم تقشعر لها الأبدان، ويعلمها القاصي والداني.
(وأود أن أشير إلى أن أحد قيادات حزب الشعب الديمقراطي الارتري وهو السيد/ يوهنس قبر آب / كان قد قام بزيارة إلى ارتريا وهو أمر مريب أن يقوم أحد المعارضين بالدخول إلى ارتريا والخروج منها بسلام، وعندما سئل في حينه عن هذه الزيارة، أجاب بكل بساطة بأنه ذهب لزيارة أهله في ارتريا، وفي ذلك اليوم حاول بعض أعضاء الجبهة الشعبية السخرية مني قائلين لماذا تتعب نفسك وتعارض الحكومة الارترية لما لا تفعل كما فعل السيد يوهنس قبرآب، فقد طلب العفو من الحكومة والسماح له بالدخول إلى ارتريا، فوافقت الحكومة الارترية على ذلك وهكذا تمت زيارته، وأنت الآن تراه هنا بيننا بشحمه ولحمه ولم يمسسه أي سوء، وما عليك إلا أن تعتذر وتطلب السماح والعفو من دولتك وتذهب لبلدك وتلتقي بأهلك كما فعل يوهنس، وسوف تحتضنك حكومتك كالأم الرحيمة).
ومن خلال قراءة هذه المعلومات عن هذا المسئول (يوهنس قبرآب) أحيل كل القراء الكرام للاستماع إلى الحقائق التي سردها المناضل الذي رمز لنفسه بــ (Pilot) حيث حذر شباب الحراك للتغيير وكل المعارضين من مجموعة أسماها (فليتي فطرت ورمزها 03) المتمرسة في الاختراق والتخفي في وسط المعارضة وهي في الأصل تعمل لصالح النظام، وأن بعض أفرادها يأتون ضمن الهاربين من جحيم النظام ويمرون بكل الصعوبات التي يتعرض لها الناس ثم حينما يصلوا إلى بر الأمان يذهبون إلى مقار سفارات النظام ويملئون استمارة (الطاعسا) وتعني الندم أو التراجع فيتم العفو عنهم ومنحهم أو استخراج الجواز الارتري ثم يسمح لهم بالسفر إلى إرتريا، أما كونه يزور أهله فهذه حيلة قديمة لأن الكل له أهل في الداخل ولا أحد مقطوع من الشجرة ولكن فضل البقاء في الغربة رغم مرارتها حتى يعود إلى وطنه مرفوع الرأس عودة المستحق وليس عودة مذلة تمتهن فيها كرامته لأن طلب العفو يجب أن يكون العكس وأن يطلب النظام العفو من الشعب الارتري وليس أن يطلب المواطن العفو من نظام تقلد أمور البلاد والعباد عن طريق التحايل. أما عبارة حكومتك الرحيمة فأقول لقائلها وكل متوهم ما الذي يبقيك في الغربة بعد نيل الاستقلال طالما أن حكومتك رحيمة؟!
(وفي النهاية أتقدم بنصيحة تحذيرية للشعب الارتري وقواه الوطنية صاحبة المصلحة الحقيقية في تغيير النظام في ارتريا، بان ينتبهوا لأمثال حزب الشعب الديمقراطي الذين يهدفون إلى تأخير التحول الديمقراطي وإطالة عمر النظام في ارتريا.
أخي إبراهيم شكراً لك مرة أخرى على نقل مثل هذه المعلومات من داخل أروقة الاجتماعات الغريبة والتي تنعقد تحت عنوان براق ثم سرعان ما تنكشف ونصيحتك مقبولة وغالية وليت كل من يقرأ هذه المقالة يستمع إلى غرف البالتوك التي يفضح ويعرى فيها النظام ممن كانوا ضمن صفوفه ودم سالماً للنضال.
والله من وراء القصد
للتواصل: aasenai@hotmail.com
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=38949
أحدث النعليقات