قصة صيادين يمنيين مفرج عنهم بعد 6 أشهر من الاحتجاز في سجون اريتريا
12/8/2012
الصحوة نت – فتحي الطعامي
يستمر مسلسل معاناة الصيادين اليمنيين الذين يتعرضون للخطف والتعذيب من قبل القوات الاريترية في عرض البحر أو في المياه الإقليمية الدولية .. ففي الأسبوع المنصرم عاد إلى الحديدة 121 صياداً كانوا محتجزين لدى السلطات الاريترية منذ ما يقارب 6 أشهر يحكون بألم شديد ما تعرضوا له من تعذيب ومعاناة من خلال تلك الفترة .. فسجون لا تصلح للمواشي وأعمال شاقة وتكسير للأحجار وتنظيف للشوارع وإهانات بشكل يومي ..
يحكي الصيادون كيف تعرضوا للاختطاف بتاريخ 23/ 2/ 2012م من وسط المياه الإقليمية الدولية جوار جزيرة كبريت.
الصياد ثابت عوض بطاح ـ 22 عاماً ـ يقول إنهم خرجوا للحصول على الأسماك في عرض البحر وبينما كانوا يحاولون الصيد “إذا تفاجئوا بقوارب عسكرية تابعة للقوات البحرية قامت بمحاصرتهم وإجبارهم على السير معهم باتجاه ارتيريا وهناك وضعوا في أحد السجون الواقعة على الساحل .. يقول ( حاولنا نفهمهم أننا نصطاد في المياه الإقليمية ولم ندخل مياههم إلا أنهم رفضوا التفاهم معنا وقاموا بضربنا بمؤخرات البنادق وإهانتنا بأسوأ العبارات .. انتم يمنيين كلاب انتم ما تفهموا .. ) لم يأذن لنا حتى الاتصال بأهلنا لإبلاغهم بأمر احتجازنا .. وضعنا في السجن وهنا ظللنا فيه ما يقارب من 6 أشهر … رأينا فيها أسوأ التعذيب ولاقينا في ابلغ المهانة … ) بكى ثابت وهو يتحدث معي عن التعذيب الذي لاقاه وعن الوضع الذي عاشه طوال تلك الفترة …).
تعذيب
يقول الصيادون العائدون من منطقة دهلك الاريترية إن الأيام التي عاشوها هنا كانت أسوا أيامهم على الإطلاق، فهناك فقدوا الشعور بإنسانيتهم بسبب المعاملة التي تمت معاناة، حيث يتم ضربهم بشكل يومي من قبل الجنود الاريتريين ويأمرون بتنظيف القاذورات من الشوارع كما يمارسون جبراً عنهم بتكسير الأحجار الكبيرة تمزقت أقدامهم ومرض العديد منهم لم معالجتهم، بل إن الأفظع من ذلك كله هي العبارات المهينة التي يتلقونها يوميا في قبل الجنود الموجهة إليهم شخصياً أو الموجهة إلى اليمن … أما التغذية في أسوأ ما أكلوها طوال فترة حياتهم .. ويضيفون أنهم عندما يحاولون المطالبة بتحسين وضعهم فإن الضرب يكون الضرب المبرح .. تقطعت ملابسهم ..
بين السفير المصري واليمني
يحكي الصيادون ودموعهم تنهمر عن قصص مؤلمة وحكايات تفطر القلب .. ومن تلك الحكايات هي أنهم وبعد وصولهم إلى الساحل الاريتري برفقة الجنود لاحظوا وجود قارب صيد مصري تم القبض عليه .. إلا أن الصيادين المصريين رفضوا النزول من قاربهم حتى يأتي السفير المصري وهو ما حصل بالفعل .. حيث جاء السفير المصري وعمل على الإفراج عن المصريين مع قاربهم في الحال .. بينما ظل اليمنيين يطالبون بحضور السفير اليمني إلا لم يفكر حتى بالسؤال عنهم طوال الستة الأشهر كما يقولون .. حزن اليمنيين هناك وأدركوا ما يقولون أنهم لا بواكي لهم ولا دولة تحميهم ولا سفير يقوم بمهامه التي ينبغي أن يمارسها اتجاه اليمنيين الذين يتعرضون للاحتجاز الغير قانوني والتعذيب اللا إنساني طوال فترة وجودهم هناك.
آلاف القوارب ومئات المحتجزين
يؤكد الصيادين أنهم لاحظوا آلاف القوارب التي تم احتجازها من قبل القوات الاريترية موجودة على الساحل وعشرات المباني التي يتم فيها احتجاز مئات الصيادين، البعض منهم تجاوز فترة احتجازه أكثر من عام جمعهم يلاقون أسوء أنواع التعذيب .. سجون لا تتناسب حتى مع مواشي بينما يتم احتجاز اليمنيين فيها .. ومع هذا الاحتجاز يتم تعطيل مصدر رزق للعديد من الصيادين الذين يحرم أبنائهم من لقمة تسد بطونهم ..
يقول الصياد محمد حسين إنه قام باستلاف مبلغ خمسة ملايين ريال يمني لشراء قارب يقتات من خلال أصياده ما يسد بطون أبناءه ويعمل على تسديد دينه الذي يطالب به في أقرب وقت إلا أنه ومع خرجته الثانية للاصطياد تم القبض عليه من قبل القوات الاريترية ومصادرة قاربه وهو الآن لا يقدر العودة إلى منزله وقريته خوفا من مطالبة صاحب الدين له بالتسديد ولا يعرف كما يقول كيف يتدبر التسديد .. جلس محمد حسين على الأرض يبكي حزنا على قاربه وألماً على المصير المنتظر من قبل الدائن المطالب بمبلغ خمسة ملايين ريال ..
مناشدات لدولة صمت آذانها
طوال فترة الاحتجاز ظل أولياء الصيادين وذويهم يطرقون أبواب الوزارات الحكومية المعنية (الداخلية – الخارجية – المحافظة – فاكسات للسفارة هناك) كل تلك مناشدات توجه بها أولياء أمور الصيادين كما يقول الحاج عوض بطاح، إلا أن الدولة ظلت غير آبهة بما يعانيه اليمنيون هناك .. بل إن احد المسئولين في احد الوزارات قال بصريح العبارة ( ليس معنا دولة !!! ) وهكذا ترك الصيادين رهن إرادة السلطات الاريترية فهم المعنيين بمصيرهم … !!
بين الموت في البحر أو البقاء في السجن
بعد 6 أشهر من التعذيب تم تخيير الصيادين المحتجزين في السجون إما البقاء في السجون الاريترية والتعذيب والمهانة أو الرحيل على قارب صيد بالكاد يتسع 14 صياداً إلا أن السلطات الاريترية قالت أنها ستحشرهم فيه بمعدل 50 شخصاً على القارب وهو ما يني الموت المحقق .. فوجود خمسين صياد مزدحمين في قارب قد يتعرض للرياح، الأمر الذي قد يؤدي إلى موتهم جميعاً .. إلا أن الصيادين فضلوا الموت كما يقولون خير لهم من البقاء في المهانة والذل من قبل الارتريين واللا مسئولية من قبل دولة لا يعنيها ما يلاقيه مواطنوها من صنوف التعذيب التنكيل اللا قانوني ..
عاد الصيادون إلى اليمن في تاريخ 7 / 8 / 2012 م.
منظمات تندد
من جهتها نددت منظمة تهامة الشعبية تقاعس الجهات الحكومية في المطالبة بالإفراج عن اليمنيين المحتجزين في اريتريا وحملت المنظمة وزارة الخارجية والسفير اليمني في ارتيري المسئولية الكاملة عن عدم قيامه بالمسئولية اتجاه اليمنيين المحتجزين هناك ..
وقال المهندس/ عبد الغني المعافا إن الدولة اليمنية لا تقوم بواجبها اتجاه هؤلاء الصيادين الذين زادت معاناتهم في البحر والبحر وفي السجون الاريترية بل إن القطاع السمكي في اليمن وخاصة في الحديدة تضرر كثيرا نتيجة القرصنة الاريترية، في المياه الدولية والتي تطال الصيادين اليمنيين في ظل غياب كامل لدور خفر السواحل اليمنية والبحرية .. وقال المعافا إن الدولة اليمنية هي المعنية اليوم بالمطالبة بالإفراج عن أولئك الصيادين الذين يضطهدون يوميا في البحر وأصبح الواحد منهم لا يؤمن على نفسه أو على قاربهم لأنه لا دولة تحميه ..
وكشف المعافا عن وجود مئات الصيادين اليمنيين المحتجزين في السجون الاريترية يمارس عليهم أنواع وأشكال من العذاب والتنكيل.
المصدر : موقع الصحوة يمن نت
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=25171
أحدث النعليقات