قطار المعارضة يتحرك بوقود التوافق في الاتجاه الصحيح
وأخيرا تحرك قطار المجلس الوطني للتغيير الديمقراطي في الاتجاه المطلوب .. ونتيجة هذه الحركة بدأت تظهر في الأفق علامات الأمل وهذا الامل تأكد من خلال رغبة الحضور، رغبة تتحرك من الذات الناقدة والفاعلة من اجل معالجة أسباب القصور والفشل التي صاحبت المجلس وكان هذا واضح في روح اجتماع المجلس الطارئ …
وكان وراء أسباب فشل العمل السياسي المعارض … الضعف نتيجة غياب المشاركة الفاعلة من المجتمع.. اما على صعيد القوى السياسية كان الاهتمام بالقضايا الصغيرة والمصالح التنظيمية الضيقة او الأضيق من ضيقة ،وعدم التصرف وفق حاجة المرحلة وبالإمكانات المتوفرة ، بمعنى اخر عدم ترتيب الاولويات ..كل تلك الأشياء التي ذكرناها وغيرها هي التي ساهمت في أضعاف فعالية العمل المعارض الارتيري ..
إذن بعد جهد برزت صورة الوعي السياسي القارئة لتعرجات المرحلة والمشهد السياسي القائم… والكل وقف امام المشهد بذهنية واعية حتى يتحمل مسؤوليته التاريخية في موجهة الأزمة ،ووفق هذا الفهم والاستعداد الإيجابي جاءت مخرجات الاجتماع الطارئ للمجلس الوطني .. التي تؤرخ لمرحلة جديدة من خلال إبعاد الملفات آلتي لا تخدم المرحلة القادمة ، والتصرف بذهنية وفاقية..لان عجلة العمل لا تتحر إلا بعد ان نزودها بوقود اسمه الحوار و الوفاق الوطني في القضايا الرئيسية..
وبتالي حتى نحافظ على سير هذا العمل الناجح ارى ان نتبع الخطوات التالية:
١-تعريف المرحلة وتحديد أهميتها وخصائصها وتوفير كل الشروط لها حتى تسير الأمور كما يجب..
٢- ان تحشد كل القوى السياسية امكانياتها من دون تحفظ في إنجاح الهدف المتفق عليه لان اذا حدثت الخسارة ،فيضانات الخسارة سوف تجرف كل الأحياء السياسية بلا استثناء..
٣- تجنب إثارة القضايا التي لا تخدم الهدف ،هدف تغيير الواقع الاجتماعي والسياسي الارتيري وإذا وجدت اثناء العمل يجب التعاطي معها بروح حوارية واعية..
٤-كل القوى السياسية المكونة للمجلس الوطني قد لعبت دور أساسي في إنجاح الاجتماع الطارئ عبر سلوك التوافق …ونتمنى من كل القوى السياسية ان تواصل سلوك التوافق الواعي هذا من اجل ضمان نجاح المؤتمر …لان الضمان الحقيقي لانجاح الاجتماع الطارئ للمجلس كان توافق إرادة التنظيمات السياسية .. ويجب ان ينسحب هذا التوافق الي كل ميادين العمل حتى نضمن الوصول الي الهدف ونتجنب الفشل …
٥- تعزيز دور مبدأ الحوار في المشهد السياسي ..لان هو المدخل الطبيعي لنجاح واستقرار الوضع السياسي والاجتماعي حاضرا ومستقبلا..
٦-علي التنظيمات ان تعقد سمينار مصغر وتقدم ورقة كتصور أولي للمؤتمر وهذا يساعد كمدخل لصورة التي يجب ان يظهر بها المؤتمر…وهذا التصور يكون دليل وقاعدة انطلاق اللجنة التحضيرية…
٧-اشراك القوى السياسية خارج المجلس في المؤتمر كأعضاء مشاركين او مراقبين .. لان في النهاية العمل يَصْب في هدف واحد وان اختلفت الناس في القضايا الفرعية ..
في الختام يجب ان نواجهه بكل مسؤولية مصادر أسباب الفشل عبر المساهمة الواعية والابتعاد عن التباطؤ والتواطؤ في العمل لان اي تباطؤ اوتواطؤ في العمل سوف يأخذ الطريق الي الفشل ،ونعود مرة اخرى الي نفس الدائرة التي اعتقدنا اننا غادرناها برغم لم نفعل فعل المغادرة ..وهذا التصرف نوع من الهوس اذا استمر يحتاج الي جلسات علاج حتى نتخلص منه كعادة سيئة..
المهم المؤشرات الاخيرة تدل الي التفاؤل وحتى نحافظ على هذا التفاؤل ابعاد لغة الإقصاء والأفكار المسبقة ،والانخراط بشكل فردي او جماعي في لغة الحوار السياسي والعمل الجاد، ونلتزم بالشعارات الوطنية التي نرددها علنا ، حتى نجد أنفسنا مع مرور الزمن في سلم التقدم الاجتماعي والسياسي… وساعتها ،تكون منطلقات الصراع السياسي من موقع التمايز الوظيفي والاقتصادي .. وليس من موقع التمايز الديني او العرقي او الشخصي ..إذن خلونا نعمل من اجل نجاح المؤتمر ،وان أي فشل اللجنة التحضيرية سوف يترتب على فشل المؤتمر ، وان فشل المؤتمر هو فشل المعارضة.. وبتالي على القوى الوطنية ان تتجنب هذه المعادلة ، المعادلة التي تؤدي الي الفشل..
محمد اسماعيل هنقلا
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=32493
نشرت بواسطة فرجت
في ديسمبر 24 2014 في صفحة المنبر الحر.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
نعم استاذ هنقلا ماقلته عين الصواب حياك الله وتحياتي