قطار المفوضية هل يعبر نقطة الخوف

لقد أثبتت الثورات الشعبية التي انتصرت والتي في طريقها إلى الانتصار ، بان الطغيان والاستبداد  دائما لا يعشش إلا في وسط الشعوب الخائفة الجبانة في وسط الشعوب التي تصدق كل ما يقال ولا تحاول.

ولقد أكدت الثورات الشعبية بان هدير المدافع وصوت الرصاص وسلاسل السجون والمعتقلات ليست إلا وسائل يستخدمها الطاغوت لنشر الرعب بين أفراد الشعب حتى يتحقق لهم ما يريدون من موت للضمائر وتدجين العقول وتصلب الأفكار في مهدها.

وبما أننا نتشابه مع الشعوب التي فجرت الثورات في منطقتنا حيث ممارسات الظالمين والمستكبرين والطغاة والمستبدين واحدة وان اختلفت سحنات جلدهم ولفات لسانهم ، فالظروف التي يخلقونها متشابهة تماما بنسب كبيرة ، بالإضافة إلى ما تلجأ إليه مثل هذه الأنظمة إلى بث الفرقة والانقسامات في كل الأوساط من باب فرق تسد .

ولكن هذه الثورات أماطت كل تلك السواتر والحواجز التي كان يتوارى خلفها الظالمون  فلقد تبين بان كل الظالمين والجبابرة لا يمتلكون قدرا من العقل وحفنة من الذكاء  ولا يتمتعون بإرادة وعزيمة ورباطة جاش .

فلقد رأيناهم يتهاوون ويسقطون سريعا بمجرد أن زالت حواجز الرعب والخوف الهلامية بمجرد أن تأكد لهم بان الشعوب قد أفاقت وحطمت حواجز الخيوط العنكبوتية  من الرعب والرهبة .

لقد رأينا كيف أن الصدور العارية تحدت الدبابات وكيف أن حناجر الأطفال كانت ترسل الكوابيس إلى حيث مضاجع الظالمين وان أصوات النساء كانت ابلغ من أفك إعلامهم الكاذب .

نحن في ارتريا نعي جميعا بان الخوف والرعب الذي ظل يبثه النظام قد أدى إلى ضعف الشعور بالمواطنة لدى الجماهير الارترية وهذا كان سببا رئيسا في عزوف الشعب عن التفاعل مع قضايا وهموم الوطن والمشاركة في إعادة بناء الحياة في ارتريا.

فالمفوضية الوطنية الارترية للتغيير الديمقراطي التي تعمل الآن على جمع الجماهير الارترية في قارب النجاة التي ستبحر وعبر المؤتمر الوطني الجامع نحو شاطئ السلام والوئام والاستقرار في ارتريا ، عليها أن تنشط في الجانب الإعلامي بحيث تنقل إلى جماهيرنا الصورة الزاهية لمستقبل بلادنا بعد رحيل النظام المشئوم وعليها كذلك تمليك الجماهير الحقائق التي تجري على ارض الواقع في ارض المهجر استعدادا للمؤتمر رغبة في التغيير .

وبالذات الجماهير في الشرق الأوسط الذين هم بعيدين عن التفاعل التام مع نشاطات المفوضية بالمنطقة علنا حيث يتوجسون خوفا ويخشون إلا تكون مغامرة  ويخسرون  مصالحهم التي كانوا يتمتعون بها  وذلك ناتج للإفراط في الخوف الوهمي.

فسياسة بث الرعب والخوف والتهديد بان يد النظام ستطال كل من يعبث بذيله هذه السياسة اتبعتها الشعبية منذ عهد الكفاح المسلح وصار مسلكا تنعت به وأسلوب التفاهم والحوار ليس له محل من الإعراب في قاموسهم ، فحيال هذا جماهيرنا الارترية في الشرق الأوسط تحسب نفسها تماما كمن هم في الداخل من الارتريين لأنهم يعيشون الذلة والمهانة مع السفارة التي لا تزال تمارس عملها ليست كسفارة إنما كإحدى مكاتب الأمن في ارتريا وحمل هؤلاء الجماهير للجواز الارتري جعلهم اسري لدى النظام يبتزهم ماديا ويهددهم بسلسلة من الاجراءت التي لا نهاية لها وأوهام الناس أيضا صارت تنسج الكثير من التهيؤات لا أساس لها في الواقع .

فعلى الجماهير الارترية أن تتعلم بأن المقاومة لن تكون إلا بالجرأة والتحدي  وهي الفيصل في التغليب بين إرادة الحاكم وإرادة المحكومين والتواري خلف الظل لا يمكن أن يأتي بالتغيير .

أن على المفوضية أن تبث قيم الحرية والعدالة وأثرها على حياة الشعوب  وان قيمة الحرية هي أعلى قيمة وان من يعيش في خوف لن يكون حرا أبدا  وان من يتخلى عن حريته خوفا  على أمنه لا يستحق الحرية ولا يعيش أمنا .

وعلى شعبنا أن يعي بان الشعوب تسقط لكي تنهض  وتهزم في المعارك لتحرر النصر المبين تماما كما ننام لكي نصحو أكثر قوة ونشاطا .

قطار المفوضية ينبغي أن يصل إلى محطته الأخيرة وعلى رجال المفوضية وكل المتعاونين أن يهيؤا الجماهير للاحتفال بنجاح المؤتمر وتغيير المسار في شكل المقاومة ونمط المعارضة وإنهاء المعاناة للأبد .

أبو عبدالرحمن الجبرتي

10/5/2011م

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=14028

نشرت بواسطة في مايو 14 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010