قـف تـأمـل .. فخيـر الكـلام ماقـل ودل
مـن شـب على شـيئ شـاب عليه
ولـــــــــكن فالنحـاول معـا تحـريـك الميـاه البيـنية الـراكـدة لعـل وعسى ..!!
نعم يقـال ان مـن شـب على شـيئ شـاب علـيه، وان ميـاه المـرتفـع مصبهـا الدائم هـو المنخـفض، وان القـوى الظالم يعيـش على ظهر الضعـيف، وان السـيـد يظـل سـيـدا بقـوة ماله وسـلاحه مهمـا تمـردت عليه الـرعـية بحثـا عـن حقوقهـا او بفعـل تحـول الـزمـان .. ولـكن ليـس كل ماجـاء فى الأمثـال حقـيقة ولا هـو آيـات قـرآنية منـزلة مـن عنـد الـرحمـن فيلتـزم بهـا الاٍنسـان الارتـرى المسـلم طـاعة وتقـربـا‘ فقـد يشـب المـرء على شـيئ ثم يتحـول عـنه طوعـا او مـرغمـا، خصـوصـا اذا كان هـذا الشـيئ او الفعـل يسـبب ضـررا له او للآخـر، ايضـا ميــاه المنخفض قـد تصعـد الى أعلى بفعـل آلات رافعة (مضخـات) فيصبـح مصبهـا المـرتفـع، ولأن الظلم فى حـد ذاته ضـعف مـركـب اى ضـعف وخـوف، اذن مـن يقـوى به يظــل ضعيفـا فى دواخـله ولا يجـرؤ على الصمـود امـام الحـقيقة ومــن يحملهـا، امـا الـزمـن فهـو دائمـا فى صالح المظلـوم الـذى يسـعى لـرفـع الظلم عـن كاهله ـ والمظلـوم عـادة يبـدأ بالتمـرد لينتهى بأفعـال عمـلية جـادة تقلـب الموازين المختـلة رأسـا عـلى عـقب، وقـد صبـر المظاليم دهــورا لأنهم يعلمـون سـلفـا ان الخطـأ والجـرم يـرجعـان على أصحـابهمـا مثلمـا يعـود الحـق لأهـله والـنـيئة لقـدرهـا.
لهـذه الأسـباب مجتمـعة امهلـوا المظالـيم انفسـهم والآخـر وخاصـمـوا التعجـل فى أخـذ ردود الأفعـال حتى لا تـأتى فطيـرة او تـأخـذ المؤمنـون بالله بجـريـرة فـرعـون ووزيـره هامـان، ولـكن الآن راجعـوا مفقـوداتهم وتفقـدوا نـتيجة الـربح والخسـارة، كمـا فحصـوا حسـابات كـافة اطـراف الشـراكة المتعثـرة ـ فتعـرفـوا على الأرقـام الصـحيحة وايضـا الـدائـن والمـدين، وفــوق هـذا وذاك علمـوا ان كل مايلمـع ليـس ذهبـا وان التسـويف والمماطـلة اخـوة الـرهـاب/ السـراب الـذى لا يحـفظ الحيـاة ولا يـروى العطـشى، ولـكن ليعلم الآخـر بـدوره ان كل الـدوائـر لا تـدور طـيعة على الـدوام، كمـا ليـس كل اللحـوم تؤكل، وان لحـوم مواشـى القـوم مـرة فمـا باله بلحومهم الجـريحة المتقـيحة تـلك التى مـازال بعضهـا يـدمى منـذ اٍسـتيـلاء الفـرعـون على الخـيط والمخـيط، وظـل شـاهـرا ســيف الظلم والعـذاب خـارج غمـضه بوجه الشـيوخ والعجـزة والنسـاء والاطفـال ألـف مـرة على مـدار اليـوم الواحـد.
ورغـم هـذا وذاك هنـاك بـريق محاولة اٍيجابـية وللمـرة المائة، وهى بشـرى ابـواب فتحـت لتسـتقبـل الـداخلـين بالتـرحـاب، اذا جنحـوا للسـلم مـن غيـر تسـويف او تمنـع بعيـدا عـن سـياسـات التهـديـد المغلـف او التوعـد بسـجـون فى باطـن الأرض ( التحـالف الـديمقـراطى الارتـرى)، ويبـدو ان هنـاك ايضـا مخـارج مشـرعة على دروب الـتيه والفـرقة مـن غيـر تــردد او وداع ـ لمـن اراد الخـروج الطـوعى نتـيجة لمـلل اصـابه مـن الجلـوس على المنابـر الوثيـرة ـ فأراد أخـذ غفـوة على هامات القـوم المثقـلة أصـلا مـن عبئ سـابقيه، أمـا الآن ـ ولأن ,, كـعـب وعقـبة،، اجتمعـا وقـررا ان يغفـوا على رقـاب القـوم الـرقيـقة المثـقلة مـن حمـل رؤوس اصحابهـا، فقـد قـرر بعض القـوم ســن حـد ألسـنتهم وربمـا سـيوفهم لاٍسـتعـادة حقـوقهم وأولهـا ,,لا،، العـزيـزة، وذلك مبـدئيـا بغـرض الـدفـاع لا الهجـوم، وكل ذو عقـل يعلـم ان الـدفـاع عـن الكـرامة والارض والمـال والولـد عمـل مشـروع و,, مـن قـال حقى غلـب،، او هـلك دونه.
وليعلم الظـلمة ايضـا ان الظـلم ظـلام وان مـن يفقـد شـاة جـربـاء لا ينـام ليله حتى يجـدهـا، فكيـف يـكون حـال مـن سـرقت أرضه ولسـانه وكافة ممتلكاته المعنـوية والمـادية دفـعة واحـدة، ولاشـك ان ضيـاع الحقـوق مـر وطـعمه علقـم، وظلـم ذوى القـربى أشــد مضـاضة مـن وقـع الحسـام المهنـد، ولـصبـر المقهـور سـهـاد يـؤرقه فيجمـع الليـل بـأطـراف النهـارمتنقـلا مابـين الألـم والتأمـل ـ مـع العلم ان الـدنيـا رغـم اٍتسـاعهـا هى غـرفة اٍنتظـار لا سـكن دائم ينعـم به العبـد الى مالانهـاية، والثـوب المسـروق يظـل محتفظـا بعطـر صاحبه وقـد تفـوح مـنه ألسـنة لهـب تحـرق خياشـيم السـارق لتـذكـره دومـا بفعـلته الـدنـيئة، ورغـم ان الخيـر والشـر مـن الله لــكن العبـاد يعلمـون ان كلاهمـا يـأتيـان على أيـدى بشـر، والمظاليم عـادة يحمـدون الله على الخيـر مسـتبشـرين بحامـله، ويعـوذون به مـن الشـر نافـرين ممـن يحمله طوعـا او كـرهـا، وهـذه محاولة اخـرى للخـوض فى الـرمـال الارتـرية الـتى تعـودت التحـرك بشـكـل دائـرى حـول نفسـهـا ( كـرقـصة الكـدة) دون ان يعبـر دورانهـا عـن المـكنـون، او تتغيــر رؤى وذهـنية اٍنسـانه نحـو الآخـر، نـرجـو ان تجـد هـذه المحاولة مـن يلتــفت اليهـا ولـو بنصـف ذهـن حاضـر.
بعـد الاقـرار بالفشـل المتكـرر الـذى حـال دون تعايـش المـكون الارتـرى، لابـد مـن الوصـول الى وصـفة تعالج هـذه المعضـلة، وهـذه تحتـاج الى شـجاعة كبيـرة وموضـوعـية صـادقة تسـمى الأشـياء بأســمائهـا، شـأن الأغلـبية السـاحقة فى المـرتفـع والمنخـفض الارتـرى التى تـريـد اٍسـتـرجـاع ذاتهـا مـن خـلال تمـلك أرضهـا واٍدارة شـئونهـا ـ وكافة مفقـوداتهـا دون ان تحـدث اٍحتكاكات مؤلمـة تعـرض الـوطن وسـاكـنيه لمخاطـر غيـر محسـوبة، نعـم تـريـد حقهــا الـذى لا شـراكة فـيه، خصـوصـا بعـد يـأسـهـا مـن بطـلان المشـاركة الفضفاضة التى قلـبت الموازنـات الـوطـنية رأسـا عـلي عـقب، وكلنـا يعـرف تاريخ النضـال الارتـرى حـيث حافـظ البـعض على الشـراكة عنـدمـا تنكـر لهـا البـعض الآخـر وأراد ربطهـا بعجلة مـن هم وراء الحـدود، واليـوم لا أثـر للمشـاركة ولا يبـدو انهـا سـتنجح بسـهولة حتى لـو تجـاوز الشـركاء اخطائهم وقـرروا المضى معـا، وهـذا يعنى ان لا سـبيـل لنجـاح الشـراكة حتى لـو تـم تضـميـدهـا ـ لأن الكسـور المتعـددة والمتكـررة أضـعفـت قـدرتهـا على تماسـك عظـامهـا ومـن ثم صعـوبة مواصـلة السـيـر حـيث أختلـفت الخـطوات وتعــددت اٍتجاهـات المسـيـر، ومـن قبلهـا فشـلت كافة المحاولات الهـادفة الى معالجـات القضايـا البـينية.
اخيـرا فى الـوقت الـذى وصـلت فيه أرواح الاٍنـس والجـن الارتـرى الى حـلاقيمهـا، نمى الى عـلم المـواطن الارتـرى ـ ان التحـالف الـديمقـراطى الارتـرى بصـدد عقـد مؤتمـر حـوار وطـنى جامـع، وبالفعـل تمــت تسـمية أسـماء اعضـاء لجـانه التحضيـرية والمنظـمة، وبمـا اننـا نعلم ان هنـاك خـلاف وتبـاين وفيتــو بـين اعضـاءه وكـذلك جماهيـر فصائـله المـكونة للتحـالف، ومـن جهة اخـرى نعلم ويعـلم كل العقـلاء اننـا نـقف جميعـا على مفتـرق الطـريـق الاخيـر، اذن لابـد ان يتصـدر أجنـدة المؤتمـر بنـدا شـجاعـا واحـدا يطـرح كالتالـى:
هـل هنـاك رغـبة صادقة للتعايـش السـلمى العـادل مـابـين المـكون الارتـرى الحـالى ..؟.
فـاٍذا جـاءت النتـيجة اٍيجـابية ـ لابـد مـن اٍدانة فـورية لسـياسـات التابـع والمتبـوع والظـالم والمظلـوم، مـن خـلال هـذا المنبـر الوطـنى وبحضـور اٍقليـمى ودولى مكـثف.
* اذا جـاءت الأجـابة بشـكل اٍيجابـى طـوعى وتـم تأكيـد الجمـع مابـين الأقـوال والأفعـال، يفتـرض ان يبحـث عـن وصـفة سـحـرية تضـمن تحـقيق ذلك بشـكل عمـلى على أرض الـواقـع، وعقـب اٍيجـادهـا والاٍتفـاق حولهـا ـ يجـب تضـمين ما اتـفق حوله فى ميثـاق وطنى يطـرح فى اٍسـتفتـاء شـعبى حتى يصبـح ملـزمـا لـكل الأطـراف الموقـعة واٍمتـداداتهـا التنـظيمـية والشـعـبية ومـن سـيـأتى مـن بعـدهــا.
* أمـا اذا جـاءت النتـيجة بشـكل سـلبى يفتـرض ان يناقـش المؤتمـر كـيفية تمـليك كل طـرف زمـام أمـره باٍسـلـوب حضـارى، بعيـدا عـن أجـواء الملاسـنات التى تتبعهـا حـروبـا او اٍقتتـال لا يـؤدى الآ الى دمـار نسـل كل الأطـراف المتصارعة، وبينهمـا الكيـان المتصارع حوله.
الجـديـر بالـذكـر ان الأغلـبية السـاحقة مـن الشـعب الارتـرى تـرى ضـرورة اٍيجـاد حـل فى اٍطـار الـوطن الواحـد ونحـن مـن مؤيـدى هـذا الـرأى الحصـيف، كمـا يشـيـر بـعض المثقفـين الى ضـرورة تـطـبيق نهج حكم لامـركـزى دسـتورى ( فيـدرالى) جغـرافى يتوفـر فـيه عنصـر التجانـس والاٍنسـجـام وايضـا نحـن معه، فى حـين يذهـب البـعض الآخـر الى ماهـو أبعـد مـن ذلك، حـيث يـرى هـذا البـعض المتـزايـد مؤخـرا ـ اٍسـتحالة تعايـش المـكون الارتـرى الحـالى، ولـذلك يـدعـو الى فــك الاٍرتبـاط الطـوعى بـين المـكون، منعـا لحـدوث حـروب تـأتى على كل شـيئ، وايضـا نحـن معه اذا كان هـذا هـو الخيـار الأخيـر والوحيـد مـن بعـد اٍنغـلاق كافة الخيـارات والأبـواب المتـاحة حتى الآن، وهـا هـو الشـام الكبيـر محافظـا على صـلاته ووده البيـنى رغم تقســيمه الى أربـع دولة متجـاورة، وهـذا أفضـل مـن اللبـننة والصـوملة والاٍقتتـال اللـعـين والـلادولة او كيـان.
اذن لابـد ان نتفـق على وسـيلة تمـكن كل منـا التمتـع بأرضه وثقـافته وكافة مقـدراتهـا، وفى ذات الـوقت تضمـن لـكل الأطـراف المحـافظة على شـعـرة معـاوية بالتواجـد تحـت المسـمى الواحـد، هـذا اذا أردنـا ان نحـافظ على الهـيكل العـام الـذى يجمعنـا دونمـا حـدوث اى اٍحتكاكات تـؤدى الى ضيـاع الكيـان والمسـمى بالأضـافة الى سـفك دمـاء نحتاجهـا للتنـمية والانتاج، وحينئـذ فاليقـامـر كل بـرأس ماله الخـاص على طـريقة موسى وفـرعـون، ولـكن يجـب ان يكفـل الميثـاق ومـن ثم ( الـدسـتور) حـرية الاٍتيـان بسـياسـات تعلـيمية وثقـافة محـررة مـن الحجـر والمضايقات، وحـرية التصـرف فى ميـزانيـات الاٍقـليم وتوجيههـا وفـق اولويـاته وضـروراته وحـاجات سـكانه.
مـلاحـظة: اذا كان الغـرض مـن عقـد مؤتمـر الحوار المـزمع هـو الوصـول الى ,, اٍتفـاق فى القضايـا المصيـرية المشـتـركة،، يجـب ان تتحـلى قيـادتى التحـالف والفصائـل بقـدر كبيـر من المسـئولية الشـخصـية والاٍعتبـارية، والمسـئولية فى هـذا الموقف تحتم عليهم ان يسـمـوا الأشـياء بأسـمائهـا بمنتهى الشـجاعة التى يتطلبهـا الموقف، وهـو تسـاؤل سـهـل النـطق والاجـابة ( هـل هنـاك رغـبة فى التعايـش السـلمى العـادل بـين المـكون الارتـرى الحـالى)، وكلنـا يعلم ان هـذا الأمـر ظـل معلقـا منـذ أربعينيـات القـرن الماضى، أمـا الآن لابـد ان تـكون الاولـوية مـن نصـيبه حتى يتمـكن الجميـع مـن اٍيجـاد الكـيفـية المثـلى لوسـيلة التعايـش الـذى يضـمن العـدل والأمـن والاٍسـتقـرار والسـلام، والجماهيـر قطعـا سـوف لا تقبــل مـن المؤتمـر ان يخـرج عليهـا ببيانـات تطمئـينية ومـن ثم شـجب النظـام واٍحصـاء تجـاوزاته او قيــاس مـداه الـدكتاتـورى، فالشـعب الارتـرى بكل قطاعاته مـلّ هـذا الـدرس المكـرر الـذى يحـفظه حتى أحـدث مواليـد الهجـرة ومواقـع اللجـوء… والله فى عـون الجميـع.
جابـر سـعيـد ـ أرض الهـرم
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6774
أحدث النعليقات