قوم ” عاد” .. والوطن الذى فى المزاد !؟
عمر جابر عمر
الأ نسان يتمنى ويحلم بما يفتقده – بداية من الطعام( حلم الجعان عيش ) والمريض الذى يبحث عن الشفاء والجاهل الذى يسعى وراء المعرفة والفقير الذى يتطلع الى رغد العيش, أما على مستوى الأمم هناك الحلم الجماعى والأمنيات المشتركة فى بناء الأوطان وصناعة المجد والفخار. الشعب الأرترى كان من آخر الشعوب التى حققت أمنياتها – ضحى كثيرا وناضل من أجل أن يكون له وطن وهوية لكن حظوظه العاثرة وأ قداره القاهرة حجبت تلك الأمنيات – كان يرى شعوبا أقل منه عددا وتضحية حصلت على أ ستقلالها بسبب معادلات أقليمية ودولية. وأخيرا .. أخيرا تحقق الحلم وجاء الوطن … ما هى مناسبة هذه ( الرمية ) ؟ القصة القديمة والمتجددة .. قصة ( عمر والذئب ) !
الجديد هذه المرة أن ( عمر ) لم يصرخ ولم ينادى أهل القرية .. بل أن ( الذئب ) هو الذى أخبر أهل القرية أنه أكل غنمهم ! وعندما سألوا ( عمر ) قا ل: أ ن ( الذئب ) يفعل ذلك دا ئما وليس هذه هى المرة الأولى .. وعندما سألوه عن الخسائر قال: لا علم له بذلك !؟ ( تصريح وزير الأ علام لصوت أمريكا ) . أنها لمأساة أن يعجز نظام ما عن حماية حدوده وأرضه .. وتكون المأساة مضاعفة عندما يعجز النظام عن أ يجاد صديق أو حليف يأخذ بيده ويدافع عنه .
ولكن تلك المأساة تنقلب الى مهزلة حينما يحاول ذلك النظام توزيع صكوك الوطنية على الآخرين … من معه فهو وطنى ومن ضده فهو خائن !؟ وحتى لا يختلط الوطن با لنظام والسيادة بالولاء والأبريا ء بالخبيثين والمنتفعين بالمغفلين النافعين والأستراتيجية بالتكتيك فأننا نقرأ ما يجرى فى أ رتريا كما يلى :
بعد التحرير كان الجميع على أ ستعداد لبدء مرحلة جديدة.. مرحلة البناء .. عاد المواطنون من أرض المهجر للمساهمة فى البناء وعاد عدد كبير من المناضلين لبدء صفحة جديدة والتنظيم الذى قاد مرحلة النصر ( الجبهة الشعبية ) كان يعد العدة للمرحلة الأنتقالية ( أعداد الدستور .. قانون الأ حزاب .. تشكيل الحكومة الأ نتقالية ..) ثم كانت محاولات التصحيح والنصح والحوار داخل التنظيم الحاكم بعد أن قال الشعب نعم للأستقلال .. رجل واحد كان يفكر ويخطط وينفذ مشروعا آخر ..الأستيلاء على السلطة حتى لو كان ذلك على حساب ( الوطن ) ووحدته وسيادته .. أنه أ سياس أ فورقى ! قام بأجهاض كل ما سبق ذكره من محاولات البنا ء .. أفتعل الحروب مع دول الجوار وأ عتقل وقتل وشرد كل من عارضه . أ صبح ( الوطن ) هو النظام والنظام هو أ سياس … لذا فأن الوطن هو أسياس !
وكل من يعارضه فهو ضد ( الوطن ) ؟ لا يهم أذا ضاع جزء من الوطن جغرافيا المهم أن يبقى السلطان … ألم يقل بلسانه أنه يريد أن يحكم مأئة عام ؟ السؤال أى وطن ذلك الذى تبكون وتخافون عليه ؟ لقد أجاب أ حد الشباب التائهين فى صحراء سيناء عندما سألوه عن وطنه : أى وطن .. ذلك الذى كنا نسكن فيه وأخرجونا منه أم ذلك الذى كان يسكن فينا وأنتزعوه منا ؟ أصبح الأرترى لايعرف هل ما يتعرض للخطر هو الوطن الذى كان يحلم به أم النظام الذى حرمه من ذلك الوطن ؟ .. من الذى يجب الدفاع عنه .. الوطن أم الدكتاتور ؟ المعادلة بسيطة .. تحديد الأولويا ت … ما هى أجندة أ ثيوبيا ؟ ما هى أجندة النظام ؟
ما هى أجندة المعارضة الأرترية ؟ وهل هناك خطر على السيادة الأرترية ؟
1- منذ الأ ستقلال ( الوطن ) لم يعتدى على أحد .. النظا م أعتدى على اليمن وأثيوبيا والسودان وجيبوتى…تلك حروب دفع ثمنها الوطن وأ ستفاد منها النظا م؟
2- بما أن لكل فعل رد فعل .. أنذرت أثيوبيا النظام وحذرته من موا صلة تدريب وتسليح المعارضة الأ ثيوبية على الأرا ضى الأرترية … لم يستجب النظام وواصل تجاوزاته ودفع الوطن الثمن ؟ أثيوبيا أتبعت شريعة وعقيدة ( المجتمع الدولى ) ..مثلما فعلت أمريكا فى العراق وأفغانستان ومثلما تفعل أسرائيل فى لبنان وغزة ومثلما فعل السودان ضد جنوب السودان ؟
3- السؤا ل : أليس من حق النظام الأ رترى أن ينتقم ؟ نعم لكنه .. عاجز !؟
4- الأوطان لها ( أسترا تيجية ) البقا ء والوحدة والتطور والمساهمة مع شعوب العالم فى القضايا الأنسانية المشتركة. أما النظام الشمولى فهو يمارس تكتيك البقاء فى السلطة حتى لو أدى ذلك الى ضرب أستراتيجية الوطن ؟
5- أثيوبيا تريد منفذا على البحر يوفر عليها النفقات الباهظة التى تدفعها فى الموانىء البعيدة وهى تريد كذلك نظاما فى أرتريا لا يطعنها فى خاصرتها ولا يسبب لها مشاكل وهى أخيرا تريد أن توجه جهدها ومالها ووقتها للتنمية. أثيوبيا تعرف أن الحدود الجغرافية الأرترية والهوية التاريخية والسياسية للشعب الأرترى خطوط حمراء .. لا يمكن ولا يجب تجاوزها.
6- المعارضة الأرترية أولويا تها هى التغيير الديمقراطى … وهى لا تفرط فى السيادة الأرترية ولكنها تعرف الفارق بين السيادة الوطنية والدفا ع عن النظام.
تجىء فترا ت فى عمر الأنظمة الدكتا تورية تكون فيها كل الخيارات بطعم العلقم وقد جاءت الآن تلك الفترة على النظام الأرترى.
أما الذين يخشون على الوطن نقول لهم أن بلاء هذا الوطن هو من أستمرار النظام .. ونسألكم ما ذا لو تصا لح النظا ما ن وحققت أ ثيوبيا كل مطا لبها وخضع الدكتا تور وأ نبطح تمسكا بسلطة مظهرية يعذب بها الأ حيا ء ويطا رد الأ موا ت ؟ لقد فعلها صدا م حسين بعد حرب الخليج الأ ولى ولكن الأ مريكا ن لم يتركوه حتى بعد أن خضع – وهذا ما تقوم به أ ثيوبيا – العصا بيد و( الجزرة ) بيد قطر ولكن الصورة النها ئية والكبيرة معلومة لدى أ ركا ن النظا م … لا تتعبوا حا لكم يا من تصرخون خوفا على الوطن … النظا م يعرف أن ( رأ سه) هى المطلوبة وليس تغيير خا رطة الوطن لذا فهو يتلفح با لعلم الوطنى ويتمسح بالتراب الوطنى لحما ية نفسه وليس لحما ية الوطن.
الأ مم تتقدم وتزدهر متى ما كا نت حرة موحدة و مستقرة وتقيم العدل فى حيا تها – وتتلاشى
تلك الأ مم أ ذا تفشى الظلم وسا دت الفرقة والبغضا ء بين مكونا تها.
آخر الدعا ء: اللهم لا نسأ لك رد القضا ء لكن نسأ لك اللطف فيه .. اللهم أن كان قدرنا أن تسلط علينا قوم ” عا د ” نسأ لك أن لا يكون مصير وطننا مثل ” أ رم ذا ت العما د ” !؟
كا ن الله فى عون الشعب الأ رترى
حرمه من ذلك الوطن ؟ .. من الذى يجب الدفا ع عنه .. الوطن أم الدكتا تور ؟ المعا دلة بسيطة .. تحديد الأ ولويا ت … ما هى أجندة أ ثيوبيا ؟ ما هى أجندة النظا م ؟
ما هى أجندة المعا رضة الأ رترية ؟ وهل هنا ك خطر على السيا دة الأ رترية ؟
1- منذ الأ ستقلال ( الوطن ) لم يعتدى على أحد .. النظا م أعتدى على اليمن وأثيوبيا والسودان وجيبوتى…تلك حروب دفع ثمنها الوطن وأ ستفا د منها النظا م؟
2- بما أن لكل فعل رد فعل .. أنذرت أثيوبيا النظا م وحذرته من مواصلة تدريب وتسليح المعرضة الأ ثيوبية على الأ را ضى الأ رترية … لم يستجب النظا م ووا صل تجا وزا ته ودفع الوطن الثمن ؟ أثيوبيا أ تبعت شريعة وعقيدة ( المجتمع الدولى ) ..مثلما فعلت أ مريكا فى العراق وأ فغا نستان ومثلما تفعل أ سرائيل فى لبنا ن وغزة ومثلما فعل السودا ن ضد جنوب السودا ن ؟
3- السؤا ل : أ ليس من حق النظا م الأ رترى أن ينتقم ؟ نعم لكنه .. عا جز !؟
4- الأ وطا ن لها ( أستراتيجية ) البقا ء والوحدة والتطور والمساهمة مع شعوب العا لم فى القضا ا الأ نسانية المشتركة. أ ما النظا م الشمولى فهو يما رس تكتيك البقا ء فى السلطة حتى لو أدى ذلك الى ضرب أ ستراتيجية الوطن ؟
5- أثيوبيا تريد منفذا على البحر يوفر عليها الفقا ت البا هظة التى تدفعها فى الموانىء البعيدة وهى تريد كذلك نظا ما فى أ رتريا لا يطعنها فى خا صرتها ولا يسبب لها مشاكل وهى أخيرا تريد أن توجه جهد ها وما لها ووقتها للتنمية. أثيوبيا تعرف أن الحدود الجغرافية الأ رترية والهوية التا ريخية والسيا سية للشعب الأرترى خطوط حمراء .. لا يمكن ولا يجب تجا وزها.
6- المعا رضة الأ رترية أولويا تها هى التغيير الديمقراطى … وهى لا تفرط فى السيادة الأ رترية ولكنها تعرف الفا رق بين السيا دة الوطنية والدفا ع عن النظا م.
تجىء فترا ت فى عمر الأ نظمة الدكتا تورية تكون فيها كل الخيارات بطعم العلقم وقد جا ءت الآن تلك الفترة على النظا م الأ رترى.
أما الذين يخشون على الوطن نقول لهم أن بلاء هذا الوطن هو من أستمرار النظا م .. ونسأ لكم ما ذا لو تصالح النظامان وحققت أ ثيوبيا كل مطالبها وخضع الدكتاتور وأنبطح تمسكا بسلطة مظهرية يعذب بها الأحياء ويطارد الأ موات ؟ لقد فعلها صدام حسين بعد حرب الخليج الأولى ولكن الأ مريكان لم يتركوه حتى بعد أن خضع – وهذا ما تقوم به أ ثيوبيا – العصا بيد و( الجزرة ) بيد قطر ولكن الصورة النهائية والكبيرة معلومة لدى أ ركان النظام … لا تتعبوا حالكم يا من تصرخون خوفا على الوطن … النظام يعرف أن ( رأسه) هى المطلوبة وليس تغيير خارطة الوطن لذا فهو يتلفح بالعلم الوطنى ويتمسح بالتراب الوطنى لحما يةنفسه وليس لحما ية الوطن.
الأمم تتقدم وتزدهر متى ما كانت حرة موحدة و مستقرة وتقيم العدل فى حياتها – وتتلاشى تلك الأ مم أ ذا تفشى الظلم وسادت الفرقة والبغضا ء بين مكوناتها.
آخر الدعا ء: اللهم لا نسألك رد القضا ء لكن نسألك اللطف فيه .. اللهم أن كان قدرنا أن تسلط علينا قوم ” عاد ” نسأ لك أن لا يكون مصير وطننا مثل ” أ رم ذات العماد ” !؟
كان الله فى عون الشعب الأ رترى
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=21591
أحدث النعليقات